يستعد العلماء لخوض مغامرة علمية فريدة من نوعها بنقل حاوية من المادة المضادة، التي تُعتبر أغلى وأندر مادة في العالم، عبر أوروبا.

يُسلط هذا المشروع الضوء على تحديات التعامل مع هذه المادة الخطيرة، التي قد تُفسر لغزًا أساسيًا حول نشأة الكون وتفوق المادة على المادة المضادة.

نشرت صحيفة "الغارديان" تقرير لمحرر الشؤون العلمية روبن ماكي قال فيه إن الباحثين يستعدون للقيام بواحدة من أكثر رحلات العلم غرابة.

إنهم يخططون لنقل حاوية من المادة المضادة (antimatter ) في شاحنة عبر أوروبا.

المادة المضادة هي أغلى مادة على وجه الأرض - وتشير التقديرات إلى أنها تكلف عدة تريليونات من الدولارات لصنع غرام واحد - ولا يمكن تصنيعها إلا في مختبرات فيزياء الجسيمات مثل مركز أبحاث سيرن بالقرب من جنيف.

كما أنها صعبة للغاية في التعامل معها. إذا اتصلت المادة المضادة بالمادة العادية، فإن كليهما يبادان، مما يؤدي إلى إطلاق دفعة قوية من الإشعاع الكهرومغناطيسي. فقط من خلال الجمع بعناية بين مجموعات من المجالات الكهربائية والمغناطيسية القوية في أجهزة خاصة يمكن تخزين المادة المضادة بأمان.


يقول البروفيسور ستيفان أولمر، وهو عالم في سيرن: "وهذا يجعل تحريكها صعبا للغاية، رغم أننا الآن على وشك القيام برحلتنا الأولى . المادة المضادة لديها الكثير لتخبرنا به. ولهذا السبب نقوم بهذا".

إن تحريك المادة المضادة سيكون الأول من نوعه على المستوى العلمي، رغم أن له سابقة خيالية. ففي فيلم الإثارة "ملائكة وشياطين" لدان براون ـ الذي تم تحويله إلى فيلم بطولة توم هانكس في عام 2009 ـ سرق إرهابيون علبة من المادة المضادة من سيرن وحاولوا محو الفاتيكان بها.

ويصر العلماء على أن احتمال حدوث انفجار مماثل في الحياة الحقيقية بعيد ـ فالكميات المحمولة من المادة المضادة لن تكون كافية لإحداث انفجار ذي طبيعة يمكن التعرف عليها.

ويريد العلماء دراسة الجسيمات لأنهم يعتقدون أنها قد تحمل الحل للغز أساسي. ويقول أولمر: "نعتقد أن الانفجار الكبير أنتج نفس الكميات من المادة والمادة المضادة. وكان من المفترض أن تدمر هذه الجسيمات بعضها البعض، تاركة كونا مكونا من الإشعاع الكهرومغناطيسي وليس أكثر من ذلك".

إن حقيقة أن الكون يبدو وكأنه مليء بالمجرات والنجوم والكواكب والكائنات الحية المصنوعة من المادة يظهر أن هذه الفكرة لابد وأن تكون خاطئة. فهناك عدم تناسق أساسي فضل المادة ومنع الكون من أن يصبح فراغا فارغا يغلي.


ولهذا السبب، يريد علماء الفيزياء دراسة الاختلافات بين الجسيمات التي تشكل المادة والمادة المضادة. وقد توفر هذه الاختلافات أدلة حول سبب سيطرة المادة على الكون.

كما قالت عالمة سيرن باربرا ماريا لاتاكز لمجلة نيتشر: "نحن نحاول أن نفهم لماذا نحن موجودون".

تتكون المادة من جسيمات دون ذرية مثل البروتونات والإلكترونات، في حين تتكون المادة المضادة من جسيمات تشمل البروتونات المضادة والبوزيترونات (كما تُعرف الإلكترونات المضادة أيضا).

ويوجد مصدر رئيسي للنوع الأخير من الجسيمات في سيرن في جهاز يُعرف باسم مُبطئ البروتون المضاد، حيث يتم توليد البروتونات المضادة وجمعها ودراستها.

والهدف هو قياس خصائص البروتونات المضادة بدقة ومقارنتها بالبروتونات. تُعرف هذه التجربة باسم "التجربة الأساسية"، ويمكنها الكشف عن فروق خفية صغيرة قد تفسر سبب ازدهار المادة على حساب المادة المضادة.

إن المجالات المغناطيسية الخلفية بالقرب من الجهاز تحد من هذا العمل، ويريد العلماء نقل العينات إلى مختبرات أخرى. قال أولمر: "من خلال نقلها إلى موقع جديد، يمكننا إجراء قياسات أكثر دقة بمقدار 100 مرة والحصول على فهم أعمق للبروتونات المضادة".

لتحقيق هذا الهدف، قام علماء سيرن ببناء أجهزة قابلة للنقل تحتوي على مغناطيسات فائقة التوصيل وأنظمة تبريد عميق وغرف فراغ حيث يمكن حبس البروتونات المضادة، وتجنب ملامسة المادة العادية، ونقلها على شاحنات تزن سبعة أطنان.


في البداية، سيتم نقل البروتونات المضادة داخل سيرن. على مدار العام المقبل، سيتم نقل الحاويات إلى أبعد من ذلك إلى مختبر دقيق مخصص في جامعة هاينرش هاينه دوسلدورف.

قال كريستيان سمورا، قائد مشروع النقل: "على المدى الطويل، نريد نقلها إلى أي مختبر في أوروبا". بهذه الطريقة، يأمل العلماء في معرفة سبب اختفاء المادة المضادة من الكون. وقال أولمر "قد يشكل هذا تغييرا كبيرا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا المادة المضادة رحلة المادة المضادة سر الكون المزيد في تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا سياسة سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

كلّاس: تعالوا نستعيد شرفية خدمة العلم

قال الوزير السابق جورج كلّاس في بيان: الاول من آب، عيد للجيش والوطن والشباب. تعالوا نستعيد شرفية "خدمة العلم".

أضاف: "تتركز قطبية التلاقي الوطني الجامع في عيد الجيش، بروحيتها ودلالتها، على تأكيد الكيانية الدستورية والوطنية للمؤسسة الحارسة للحدود والحامية للسيادة والمحصنة للاستقرار المجتمعي والحاضنة للشباب، والتي تزيد بقوتها ورصيدها من منعة الوطن بكل تكويناته الفسيفسائية، والتي تتكامل فيها خصوصيات وميزات كل المكونات. فالأول من آب له مطرح الصدارة في الوجدان اللبناني العام، عيداً جامعاً للجيش والشباب ولبنان، وذات النوعية الرسالية، والتي تشكل صيغة حضارية ذات فرادة".

واعتبر أن "القيمة المعنوية والوطنية لعيد الجيش، هي في روحية معناه اللبناني العمقي، حيث الشعور بالانتماء الصلب والالتزام الجذري، يحددان معيار الإندفاع الفطري والشعور الولائي لشباب لبنان، المنضوي خياراً  في خلقيات الجيش، والمتعلِّق بقيم المؤسسة العسكرية ونبالة الاستبسال والتضحية في سبيل ان يبقى لنا وطن" .

وقال: "الجيش من حيث هو المؤسسة  الضامنة للإستقرار الوطني إلى جانب القوى الامنية ، وباعتباره الركن الكياني والامني الذي يقوم عليه النظام السياسي للبلد، يشكل بجوهر وجوده قوة شبابية داعمة لأركان الوطن والداعم لاستمراريتها وتطورها الدائم".

أضاف: "في كل أول من آب، نستحضر ذكرى شهداء الجيش وتضحياتهم الاستبسالية، ونتطلع بفخر واعتزاز إلى دور المؤسسة العسكرية في تحصين ثقة الشباب بالوطن واستعادتهم إلى كنف الدولة كشركاء في بناء وحماية المجتمع اللبناني، في صلابة كيانيته وتكاملية مسؤولياته، حيث يشعر كل لبناني انه مسؤول عن كل لبنان".

وأكد انها "المناسبة الفضلى، لدعوة الشباب اللبناني إلى الانتساب إلى صفوف الجيش والقوى الامنية، لخدمة وطنهم والالتزام بقيم الانتماء بالارض والدفاع عن التراث وعدم الهجرة ، لأن لبنان للشباب وهم للبنان، إذاك يكون لعيد الجيش معنى اعمق ودلالة تقوي الكيان"  .

أضاف: "كل التهاني للجيش، مؤسسة وقيادة، ومتقاعدين وشهداء وجرحى ومعوَّقين عن الخدمة".

تابع: "مع كل اول آب، أدعو إلى إعادة العمل بخدمة العلم، لأنها المكان الأفضل والأكثر أمانا لعملية التفاعل بين الشباب، وتعريفهم بالوطن وتعرُّفهم إلى بعضهم، مخافة ان لا تنشأ لدينا جزرٌ شبابية تتباعد وتتنافر، لأنها لا تعرف بعضها عن قرب".

ختم: "إنما الحلُّ، فيكون بخدمة  العلم، والثقة بالجيش والقوى الامنية الحامية والضامنة ، وتشجيع الشباب للانضواء في قلب مؤسسة الجيش والقوى الأمنية، إيماناً بلبنان والدفاع عنه". مواضيع ذات صلة كلاس: الاعلام اللبناني الى اين؟ Lebanon 24 كلاس: الاعلام اللبناني الى اين؟ 31/07/2025 09:00:35 31/07/2025 09:00:35 Lebanon 24 Lebanon 24 لجنة الدفاع والداخلية تقرّ احتساب خدمة العلم في القطاع العام Lebanon 24 لجنة الدفاع والداخلية تقرّ احتساب خدمة العلم في القطاع العام 31/07/2025 09:00:35 31/07/2025 09:00:35 Lebanon 24 Lebanon 24 جهاز الخدمة السرية الأميركي: نستعد لتأمين مئات الآلاف خلال العرض العسكري بواشنطن Lebanon 24 جهاز الخدمة السرية الأميركي: نستعد لتأمين مئات الآلاف خلال العرض العسكري بواشنطن 31/07/2025 09:00:35 31/07/2025 09:00:35 Lebanon 24 Lebanon 24 وزارة المالية تعلن إعادة العمل بخدمة online Lebanon 24 وزارة المالية تعلن إعادة العمل بخدمة online 31/07/2025 09:00:35 31/07/2025 09:00:35 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً كلمة إلى رئيس الجمهورية قبل كلمته في عيد الجيش Lebanon 24 كلمة إلى رئيس الجمهورية قبل كلمته في عيد الجيش 09:00 | 2025-07-31 31/07/2025 09:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 المطران ابراهيم مهنئاً الجيش بعيده الثمانين: كنت ولا تزال صمام امان الوطن وحصنه المنيع Lebanon 24 المطران ابراهيم مهنئاً الجيش بعيده الثمانين: كنت ولا تزال صمام امان الوطن وحصنه المنيع 08:48 | 2025-07-31 31/07/2025 08:48:34 Lebanon 24 Lebanon 24 خلاف بين "رفيقين" على لجنة التخمين Lebanon 24 خلاف بين "رفيقين" على لجنة التخمين 08:45 | 2025-07-31 31/07/2025 08:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 طرابلسي: إنصاف مديري المدارس الرسمية واجب Lebanon 24 طرابلسي: إنصاف مديري المدارس الرسمية واجب 08:44 | 2025-07-31 31/07/2025 08:44:00 Lebanon 24 Lebanon 24 "إنماء طرابلس والميناء" هنأت الجيش بعيده: مؤسسة رائدة تحمي السلم الأهلي Lebanon 24 "إنماء طرابلس والميناء" هنأت الجيش بعيده: مؤسسة رائدة تحمي السلم الأهلي 08:41 | 2025-07-31 31/07/2025 08:41:58 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة سحب أوراق نقدية من السوق.. هذا ما يقوم به مصرف لبنان Lebanon 24 سحب أوراق نقدية من السوق.. هذا ما يقوم به مصرف لبنان 09:45 | 2025-07-30 30/07/2025 09:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 لهذا السبب ارتفعت فاتورة الكهرباء Lebanon 24 لهذا السبب ارتفعت فاتورة الكهرباء 14:40 | 2025-07-30 30/07/2025 02:40:22 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصور.. هذا ما حصل داخل الضاحية Lebanon 24 بالصور.. هذا ما حصل داخل الضاحية 18:23 | 2025-07-30 30/07/2025 06:23:58 Lebanon 24 Lebanon 24 معلومات.. "سوق سوداء" جديدة في لبنان! Lebanon 24 معلومات.. "سوق سوداء" جديدة في لبنان! 21:39 | 2025-07-30 30/07/2025 09:39:29 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد انتهاء تقبل التعازي بوفاة زياد الرحباني.. موقف لافت من ريما الرحباني: "خلصِت التمثيلية" Lebanon 24 بعد انتهاء تقبل التعازي بوفاة زياد الرحباني.. موقف لافت من ريما الرحباني: "خلصِت التمثيلية" 08:29 | 2025-07-31 31/07/2025 08:29:18 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 09:00 | 2025-07-31 كلمة إلى رئيس الجمهورية قبل كلمته في عيد الجيش 08:48 | 2025-07-31 المطران ابراهيم مهنئاً الجيش بعيده الثمانين: كنت ولا تزال صمام امان الوطن وحصنه المنيع 08:45 | 2025-07-31 خلاف بين "رفيقين" على لجنة التخمين 08:44 | 2025-07-31 طرابلسي: إنصاف مديري المدارس الرسمية واجب 08:41 | 2025-07-31 "إنماء طرابلس والميناء" هنأت الجيش بعيده: مؤسسة رائدة تحمي السلم الأهلي 08:32 | 2025-07-31 "ملتقى التأثير المدني": متى يصدق شبه الدولة أنه يستطيع أن يكون دولة؟ فيديو انحنى ليواسيها.. هذا ما قالته السيدة فيروز للسفير المصري (فيديو) Lebanon 24 انحنى ليواسيها.. هذا ما قالته السيدة فيروز للسفير المصري (فيديو) 09:31 | 2025-07-30 31/07/2025 09:00:35 Lebanon 24 Lebanon 24 ستنافس سامسونغ وآبل.. هذه مواصفات ساعة غوغل المنتظرة (فيديو) Lebanon 24 ستنافس سامسونغ وآبل.. هذه مواصفات ساعة غوغل المنتظرة (فيديو) 08:32 | 2025-07-30 31/07/2025 09:00:35 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنانيون يشربون البلاستيك.. هذا ما تحتويه مياهنا! Lebanon 24 لبنانيون يشربون البلاستيك.. هذا ما تحتويه مياهنا! 19:35 | 2025-07-29 31/07/2025 09:00:35 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • يسري جبر: هكذا نفرق بين علماء الدنيا والآخرة
  • الأوقاف تخلد ذكرى أحمد زويل: رمز علمي رفع اسم مصر عالميا
  • مفارقة الشفافية.. هل تزيد ثقة الناس في العلم عبر الكذب؟
  • الجسيمات الشبحية في باطن النجوم قد تكشف عن فيزياء جديدة غامضة
  • علي جمعة: حسبنا الله ونعم الوكيل ذكر يهز الكون ويكفي العبد ويطمئن قلبه
  • محاضرة عن طلب العلم ضمن صيف البوادي بأدم
  • يولكا في حماية بوتين.. تعرّف على التقنية الروسية الجديدة المضادة لتهديدات الطائرات المسيّرة
  • كلّاس: تعالوا نستعيد شرفية خدمة العلم
  • توثيق فلكي غير مسبوق قد يساهم في حل واحدة من أعظم ألغاز الكون
  • الشيخ نعيم قاسم: لن نقبل أن يكون لبنان ملحقاً لكيان العدو الإسرائيلي ولو اجتمع علينا الكون كله