الأيادي الخفية للغرب تظلم مستقبل سوريا
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
إن الاحتجاجات التي ظهرت على أنها شعبية في سوريا عام 2011 سرعان ما تم توجيهها من قبل الغرب وتحويلها إلى حرب داخلية وحرب بالوكالة.
الدعم المالي والعسكري الذي قدمته الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، للجماعات المسلحة كان منذ البداية يهدف إلى الإطاحة بالحكومة السورية.
العقوبات الغربية واحتلال ثلث الأراضي السورية وسرقة الموارد النفطية والقمح خلقت ظروفًا اقتصادية صعبة للغاية لشعب هذا البلد.
التدخل السريع لإسرائيل في الأراضي السورية يوضح أن تل أبيب تسعى لاستغلال أزمة سوريا لتوسيع نفوذها في المنطقة.
تحليل وتأكيد المخاوف
ما ذكرناه هو انعكاس واضح للحقيقة المريرة التي تعيشها سوريا منذ عام 2011. فالأيادي الغربية لم تكتفِ فقط بتوجيه الاحتجاجات وتحويلها إلى حرب مدمرة، بل استغلت الأوضاع لفرض أجنداتها السياسية والجيوسياسية على حساب الشعب السوري واستقراره.
الدعم اللامحدود للجماعات المسلحة لم يكن يهدف سوى إلى زعزعة استقرار سوريا وتدمير بنيتها التحتية. هذا الدعم، إلى جانب العقوبات الاقتصادية القاسية، أدى إلى تجويع الشعب السوري وحرمانه من أبسط حقوقه في حياة كريمة.
الخطر الأكبر يكمن الآن في استمرار التدخلات الخارجية، وخاصة الإسرائيلية. التدخل الإسرائيلي المتزايد في سوريا لا يهدف فقط إلى توسيع نفوذه، بل يسعى أيضًا إلى تقسيم سوريا وإضعافها كدولة ذات سيادة.
في ظل هذه التطورات، يواجه الشعب السوري مستقبلًا مظلمًا إذا لم تتوقف هذه التدخلات. خطر التطرف يزداد مع استمرار الحرب والفقر واليأس، مما يخلق بيئة خصبة لنمو الجماعات الإرهابية.
إذا استمرت هذه السياسات الغربية والإسرائيلية، فإن سوريا ستواجه ليس فقط خطر التقسيم والاحتلال، بل أيضًا موجة جديدة من العنف والتطرف، مما سيهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها. لذا، من الضروري أن تتحرك القوى الإقليمية والدولية لإنهاء هذه التدخلات وضمان وحدة سوريا وسلامة أراضيها.
أستاذ جامعي من نيويورك ومحلل في شؤون الشرق الأوسط
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
سوريا.. جملة قالها الشيباني بجانب وزير الخارجية السعودي تثير تعليقات
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أثار وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، انتباه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ممن تداولوا جملة قالها خلال تصريح بالمؤتمر الصحفي الذي عقده إلى جانب وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان الذي وصل دمشق في زيارة، السبت.
وقال الشيباني في مقطع الفيديو المتداول: " هو الخيار الذي تتخذه سوريا، سيادة اقتصادية من خلال التحالف الاستراتيجي، لا من خلال الاعتماد على المعونات والمساعدات، قوة الشراكة مع المملكة العربية السعودية تكمن في المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل، والرؤية المشتركة لمنطقة مستقرة تبنيها دول مستقرة".
وتابع الشيباني قائلا: "ناقشنا العديد من الأمور، وكان هناك اجتماع مخصص في مجالي الاقتصاد والطاقة، ومجالات الاستثمار المشتركة، وأتوجه بشكر خاص إلى قيادة المملكة العربية السعودية ومؤسساتها الدبلوماسية، فقد كان الدعم الذي قدمته لسوريا منذ لحظة التحرير واضحاً وبناءً وعميق الأثر، وهذا الدعم لم يكن رمزياً بل ملموساً، وجاء في اللحظة التي كان فيها الشعب السوري بأمس الحاجة إليه".
ومضى بالقول: "نحن ممتنون بشكل خاص للدور الذي قامت به السعودية، وخاصة في موضوع رفع العقوبات، وهذه الإجراءات لم تضعف الحكومات، بل أضعفت العائلات والشعب السوري، ولم تستهدف الأنظمة بل استهدفت بقاءنا وتعافينا، وندرك تماماً أن رفع العقوبات ليس سوى بداية، فالعمل الحقيقي قد بدأ الآن، وبدأت حكومتنا فعلاً باتخاذ خطوات جادة لإعطاء الأولوية لتوفير الخدمات الأساسية في جميع المحافظات، والتركيز واضح وعاجل في مجال الطاقة والكهرباء والمياه والوقود والغذاء والدواء التي يستحقها كل مواطن سوري".