الواجب على من فاته أداء الصلوات مدة طويلة
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن الصلاةُ ركنٌ من أركان الإسلام، وهي فرضٌ على كلّ مسلم ومسلمة، ومَن فاته أداء الصلاة لفترة طويلة وجب عليه أن يَقْضِيَ ما فاته منها، وأيسرُ طريقة لذلك أن يُصَلِّيَ مع كل وقت حاضر وقتًا أو أكثر ممَّا فاته حتى يقضيَ ما عليه من الصلوات الفائتة.
وأكدت الإفتاء على أنه لا يجوز للمصلي تعمدُ إخراج الصلاة عن وقتها، ولكن في مسألة الفريضة والصلاة الفائتة يمكن للمسلم أداء صلاة المغرب قبل صلاتي الظهر والعصر، وورد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما: "أنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا بِالْمَدِينَةِ فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا سَفَرٍ»، قال ابن عباس: أراد أن لا يُحرِج أحدًا من أمَّته.
ذهب الشافعية والمالكية إلى أن الترتيب في الصلوات بين فريضة الوقت والمقضية مستحبٌّ وليس واجبًا، كما أن المالكية قالوا إن صلاة من أدى الفريضة قبل الفائتة صحيحة وإن كان آثمًا، ومن المعلوم أن الإثم يرتفع أيضًا عند عدم الاستطاعة.
حكم قضاء الصلوات الفائتة في أوقات الكراهة
وأوضحت دار الإفتاء أن الأوقاتُ التي يُكرَه فيها الصلاة، خمسة على خلافٍ بين الفقهاء في عَدِّها، ما بَعَدَ صلاة الصبح حتى تَطْلُع الشمس، وعند طُلُوعِها حتى تَتَكامل وترتفع قَدْر رُمْحٍ، وإذا استوت الشمس حتى تَزول، وبعد صلاة العصر حتى تغْرُب الشمس، وعند الغروب حتى يتكامل غروبها.
وأشارت الإفتاء إلى أنه يجوز شرعًا قضاء الصلوات الفائتة من الفرائض في جميع الأوقات بما في ذلك أوقات الكراهة التي نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الصلاة فيها، وذلك من غير كراهة على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء.
واختلف الفقهاءُ في حكمِ قضاء الصلاة الفائتة في هذه الأوقات على قولين: فذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنَّ ذلك يجوز من غير كراهةٍ.
ويرى الحنفية أَنَّ قضاءَ الصلوات الفوائت لا يجوز في أوقات الكراهة؛ قال الإمام الكاساني في "بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع" (1/ 246، ط. دار الكتب العلمية): [وأما شرائطُ جواز القضاء فجميعُ ما ذكرنا أنه شرطُ جواز الأداء فهو شرطُ جواز القضاء إلا الوقتَ؛ فإنه ليس للقضاء وقتٌ معينٌ، بل جميعُ الأوقات وقتٌ له إلا ثلاثةً، وقتَ طُلوعِ الشمس ووقتَ الزَّوَال ووقتَ الغروب؛ فإنه لا يجوز القضاء في هذه الأوقات؛ لما مَرَّ أنَّ من شأْنِ القضاء أن يكون مثلَ الفائت، والصلاة في هذه الأوقات تَقعُ ناقصةً، والواجب في ذِمَّتِهِ كاملٌ، فلا يَنُوبُ الناقص عنه، وهذا عندنا] اهـ.
والذي نفتي به هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من أَنَّ صلاة الفوائت في جميع أوقات الكراهة جائزٌ بلا كراهة؛ لما جاء من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا»، فَإِنَّ اللهَ يَقُولُ: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةِ لِذِكْرِي﴾ [طه: 14]. رواه مسلم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصلوات الفائتة حكم الصلوات الفائتة كيفية أداء الصلوات الفائتة أداء الصلوات الفائتة الصلاة الصلوات الفائتة
إقرأ أيضاً:
هل يجوز الاستغفار بنية طلب قضاء حاجة معينة؟ .. أمين الفتوى يحسم الجدل
يتساءل الكثير من الناس عن مدى جواز الاستغفار بنية تحقيق أمر معين، كقضاء حاجة أو الشفاء أو توسعة الرزق، وهو تساؤل مشروع في ظل ما ورد من فضل عظيم للاستغفار في السنة النبوية والقرآن الكريم.
وورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب»، ما يؤكد أن للاستغفار أثرًا كبيرًا في تفريج الكربات وجلب الأرزاق وتيسير الأمور.
الاستغفار هو من الأذكار التي يجب على المسلم أن يداوم عليها في جميع الأحوال، لما فيه من فضل عظيم وسعة في الرزق، كما أنه باب لتحقيق الأمنيات وتفريج الهموم، وله صيغ متعددة مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها ما يُعرف بدعاء "سيد الاستغفار".
حكم الاستغفار بنية قضاء حاجة معينة
وفي هذا السياق، أوضح الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الاستغفار جائز بنية تحقيق أمر دنيوي، كقضاء حاجة أو التوبة أو الرغبة في الشفاء أو الرزق، وأن جميع صيغ الاستغفار مقبولة، سواء قال المسلم: "أستغفر الله العظيم" أو "أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه"، وغيرها من الصيغ، مؤكدًا أن الأمر يتوقف على نية العبد، فإن كانت النية مرتبطة برغبة معينة مع الذكر، فإن الأمر بيد الله وقد يُستجاب له بفضله.
كما أكد شلبي أن المطلوب من المسلم هو السعي والعمل بالأسباب والاجتهاد، ثم ترك النتائج لله سبحانه وتعالى، فالأخذ بالأسباب لا يتعارض مع التوكل على الله والدعاء والاستغفار بنية تحقيق أمنية.
أما في القرآن الكريم، فقد جاء في سورة نوح:
﴿فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا • يرسل السماء عليكم مدرارا • ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا﴾ [نوح: 10-12]، وهو دليل واضح على أن الاستغفار من أسباب جلب الرزق والخير والبركة.
ومن جانبه، قال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الأعمال كلما كانت خالصة لوجه الله تعالى كانت أفضل وأعظم أجرًا، وأنه لا حرج في الاستغفار بنية التيسير أو جلب الرزق أو تحقيق مطلب دنيوي، لكنه كلما ارتقى العبد بنيته إلى الإخلاص الكامل لله، نال من رضا الله وفضله ما لا يُقاس.
وأشار وسام إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ،سبع مرات، كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة".
فضل دعاء سيد الاستغفار
وفي فضل سيد الاستغفار، قال وسام إن النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى دعاء عظيم ينبغي قوله صباحًا ومساءً، وهو دعاء سيد الاستغفار الذي رواه البخاري عن شداد بن أوس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".
ثم قال: "من قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة".