موقع النيلين:
2025-06-24@08:50:14 GMT

ما الدعامة .. الحرب الحرب !

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

*( السيدة : الدعامة مرقونا من ديارنا …. الدعامي : ما الدعامة الحرب الحرب …. السيدة : والله مرقونا هم وقتلوا زول وبشتنونا الله يضرهم …. الدعامي : حبوبة نحن الدعامة ذاتهم وقالوا ليك نحن كعبيين .. السيدة : ما شاء الله .. الله يحفظكم .. لا لا ما كعبين )*

* *هذا ملخص لحديث سيدة مسنة مع أحد جنود الميليشيا نقله فيديو وجد رواجاً واسعاً .

وما قاله الجندي ليس مجرد كلمات عنَّت له عفو الخاطر، وإنما هو تعبير حرفي عما تريده الميليشيا من تحويل المسؤولية الرئيسية عن جرائمها إلى “الحرب” كشيء منفصل عنها !*
* *يلخص الحوار بدقة تامة المحاولات الفاشلة التي تقوم بها الميليشيا لنقل داء الإنكار المزمن منها إلى المواطنين، بإنكار ما رأتهم أعينهم، وما وقع عليهم من عدوان، وتحويل المسؤولية عنه إلى ( لا طرف ) إذا جاز التعبير، والنظر إلى تحميل المسؤولية إلى الطرف الفاعل “كمزاعم” من خصوم “كاذبين” : ( “قالوا ليك” نحن كعبين ) !*

* *وينقل أيضاً الحقيقة التي تحاول الميليشيا طمسها، وهي أن “الحقائق” في هذه الحرب يعرفها المواطنون مباشرةً بالمعايشة الساخنة العصية على المحو بالتنظير التدليسي البارد، وأن أي طرف يحاول جعل نفسه وسيطاً بينهم وبين الحقائق، ليعدلها، أو ليلغيها ويفرض حقائق أخرى، سيكون جهده حرثاّ في بحر !*

* *هذا التركيز من جانب الميليشيا على “الحرب”، وتجنبها الحديث عن “الحرب على المدنيين” سببه علمها بأن “الحرب على المدنيين” تحيل مباشرة إليها لأنها خصصت للمدنيين جزءاً كبيراً من عملها الحربي !*

* *كذلك يؤكد الفيديو ما هو معلوم بالضرورة، وهو أن ما تريده الميليشيا، من تحويل المسؤولية عن جرائمها إلى “الحرب” لا يمكن أن يحدث إلا بطريقة الإكراه، فالإكراه هو الذي اضطر هذه السيدة، الواقعة تحت رحمة الميليشيا، إلى التراجع “اللفظي” عما رأته بنفسها و”التظاهر” باعتماد رواية الميليشيا بأن الجنود الذين أتوها في منزلها وشردوها إنما يمثلون الحرب لا الميليشيا !*

* *الطرف الوحيد الذي يتقبل هذا الاحتيال الميليشياوي للمواطنين، وحتى لنفسه ولعضويته هو “تقدم”، ولست بصدد إحصاء الأمثلة، فهي أكثر من أن تُحصى في مقال واحد، لكن تكفي الإشارة إلى مثالين عن قبولها هذا الاحتيال ومشاركتها فيه حتى ضد نفسها عند وقوع العدوان عليها : المثال الأول هو نعي حزب المؤتمر السوداني لرئيس فرعية الحزب بمحلية كرينك بغرب دارفور ( له الرحمة والمغفرة )، فرغم أن النعي قد احتوى على الاعتراف باغتياله بـ ( رصاص قوات الدعم السريع )، ورغم أن هذا يعني أنه قُتِل أثناء هجمة من الميليشيا على المدنيين لا معركة مع الجيش قد تصعٌِب معرفة مطلِق الرصاصات عليه، إلا أنه خلا تماماً من أي كلمة إدانة أو هجوم على الميليشيا، وبدلاً من ذلك لعن الحرب : ( برحيله الحزين يلتحق بآلاف المدنيين الأبرياء الذين أُزهِقت أرواحهم جراء هذه “الحرب” اللعينة )*

* *المثال الثاني : بيان “زعمت” الشهير الذي أصدره حزب الأمة القومي، فهو قد رأى الميليشيا تفعل في داره ما فعلت، ومع ذلك غالطها، وحوَّل رؤيته للجنود واعترافهم إلى مجرد ( زعم )، وأعطى قيادة الميليشيا فرصةً للنفي واتهام خصومها، وهو ما قامت به فعلاً، وهو ما لم يعلق عليه إلى اليوم !*

إبراهيم عثمان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الحروب في المنطقة قبل إيران وبعدها

إذا دارت عجلة الحرب في أية منطقة فإنها ككرة اللهب بالمعنى الحقيقي والمجازي، والنار حين تشتعل لا عقل لها، هي تحرق وفقط. وهذا ينطبق على معظم الصراعات والحروب الكبرى في التاريخ القديم والحديث والمعاصر. فهناك من يملك القدرة والرغبة على إشعال عود الثقاب لتبدأ الحرب لكنه لا يملك نفس القدرة لإطفاء نارها بالطريقة ذاتها حتى وإن امتلك الرغبة، وهذا ينطبق على الحرب الإيرانية الإسرائيلية الحالية.

كان الحديث يدور لسنوات حول احتمال مواجهة مفتوحة بين إيران وإسرائيل، وكانت التقديرات تتفاوت عن موعد بدء المعركة وشكلها وحجمها حتى اشتعلت في حزيران/ يونيو 2025، أما وأن الحرب قد اشتعلت فليس معلوما كيف ومتى ستنتهي. وأزعم أنه لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة ولا إيران تملك القدرة على إجابة هذا السؤال. وأكبر مثال على حجم هذه الحرب ومدتها هو الحرب بين روسيا وأوكرانيا، اشتعلت منذ أكثر من ثلاثة سنوات ولا تزال ممتدة حتى الآن، ولا أحد يعرف متى سينتهي هذا الصراع الأوكراني الروسي.

في الحرب الحالية بين إيران وإسرائيل، الطرفان يحاربان والجميع يراقب ويترقب الخسائر والمواقف والمكاسب الجزئية والشاملة، هناك أصوات خافتة تطالب بوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات، وأصوات أعلى وأقوى تحاول جر الولايات المتحدة لمستنقع الحرب العسكرية المباشرة ومواجهة طهران.

الفرق بين الحرب الحالية وأية حروب أخرى في السنوات أو العقود الماضية؛ هو أنها حرب مباشرة وليس عبر وكلاء، باستثناء حرب العراق 2003، أي حرب بين الدول مباشرة وليس بين الفاعلين من الدول ومن غير الدول؛ مثل حزب الله وجماعة أنصار الله الحوثيين وحماس. وهذا النوع الأخير كان يعطي مجالا كبيرا للمناورة واللعب من وراء الستار من أجل تحكم أكبر في مجرى الصراع، عبر أدوات ضغط وقنوات دبلوماسية مفتوحة.

الموقف الأمريكي وإن كان داعما علنيا عسكريا ودبلوماسيا لإسرائيل، إلا أنه فعليا غير داعم من الناحية السياسية، فالقرارات تخرج من عقلية نتنياهو ويجر الولايات المتحدة بشكل أزعج حتى الأمريكيين أنفسهم
نجح بنيامين نتنياهو أن يصدّر فشله في غزة إلى الخارج عبر المواجهة مع حزب الله، وها هو يصدّره مرة أخرى إلى إيران. في المرة الأولى انتشى فرحا وهو يحصد رؤوس قادة حزب الله واحدا تلو الآخر حتى قلّم أظافر الحزب تماما. لم يكن يدري وقتها أنه يحضّر لتغيير دراماتيكي كبير في دولة الجوار سوريا، ويمهد بشكل غير مباشر لهزيمة بشار الأسد وانتصار مدو للثورة السورية. وهي نتيجة يحاول تداركها منذ أكثر من ستة أشهر ولا يستطيع. فلا الولايات المتحدة أعطته مزيدا من الضوء الأخضر في الملف السوري، ولا هو قادر على إعادة عقارب الساعة للوراء لعهد بشار الأسد. تزامن هذا مع تخبط أو عجز أمريكي في ملف الشرق الأوسط؛ عبر ضعف إدارة الرئيس الديموقراطي السابق جو بايدن وغطرسة الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب. وهذا يعني أن الموقف الأمريكي وإن كان داعما علنيا عسكريا ودبلوماسيا لإسرائيل، إلا أنه فعليا غير داعم من الناحية السياسية، فالقرارات تخرج من عقلية نتنياهو ويجر الولايات المتحدة بشكل أزعج حتى الأمريكيين أنفسهم.

يعني هذا أن قفزات نتنياهو إلى الأمام وإشعاله الحروب في المنطقة للتغطية على فشله؛ ستولّد حروبا ونزاعات أخرى لا يملك هو أو غيره القدرة على التحكم في نتائجها وتداعياتها الجيوسياسية. بمعنى آخر، فإن نتائج الحرب الإسرائيلية الإيرانية الحالية ليست محصورة بين البلدين وليست حكرا على موازين القوى والقدرات العسكرية والاستراتيجية لدى كل منهما، وإنما النتائج ستظهر على المدى المتوسط والبعيد وربما القريب أيضا في دول الجوار، ومهما تفاوتت هذه النتائج والتقديرات فهي قطعا لن تكون في صالح إسرائيل.

x.com/HanyBeshr

مقالات مشابهة

  • حزب الله يضرب الأخماس بالأسداس
  • نيالا.. جرائم منظمة وفوضى تروع المدنيين
  • صرخات المدنيين تهز مركزًا تجاريًا في الدوحة بعد هجوم إيراني.. فيديو
  • قطر تعلّق الملاحة الجوية مؤقتًا حرصًا على سلامة المدنيين في سياق التصعيد العسكري في المنطقة
  • زيارة رعوية لكنيسة السيدة العذراء بمدينة السادات.. صور
  • الرئيس السيسي يوفد مندوبًا للتعزية في وفاة السيدة صافيناز محمد عبد الرحمن بيصار
  • الحروب في المنطقة قبل إيران وبعدها
  • إقبال كبير على معرض إصدارات "الأعلى للشئون الإسلامية" بمسجد السيدة زينب
  • بميزانية 100 مليون شيكل.. إسرائيل تعلن خطة لبناء وتحديث الملاجئ لحماية المدنيين
  • إقبال كبير على معرض إصدارات الشئون الإسلامية بمسجد السيدة زينب