أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول :
مابين البُعد والمسافة ساعة تضبط ذاتها للرحيل
بعد أن ضللت عقاربها حواس الكون بالزحف الي الوراء
أحيانا تربكك فكرة صلبك على الحائط ويتعبك أستيعاب قدر الرحيل الذي لابد منه !!
وتركيا كانت أول الملوحين بالوداع للرئيس المخلوع بشار الأسد ، وأول الذين سلموا المفتاح لدك الأسوار والحصون، حتى تتمكن المعارضة السورية من إسقاط أكبر آمبراطورية للتعذيب والقتل والتشريد التي شيدها بشار الأسد تعديا على شعبه و الإنسانية
وأردوغان كان آخر المتصلين ببشار الأسد في مكالمة كانت الأخيرة قدم فيها خيارات التنحي و النصح له ولكن كان بشار من الذين وضعوا اصابعهم في آذانهم واستكبروا استكبارا
ولم يسمعه وذلك لغروره كحالة طبيعية وصفة وسلوك للطغاة ، الذين يزين لهم الشيطان ملكهم على جثث الشعب ، ولكن ماذا حدث بعد المكالمة التي جمعت بين الرئيس التركي والرئيس السوري المخلوع ، إنهارت بعدها الإمبراطورية على رأسه
ووزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن يهاتف أردوغان فيما يتعلق بسوريا، ويحدثه عن ضرورة الحفاظ على الأمن القومي الأقليمي
واردوغان بعدها يهاتف الفريق عبد الفتاح البرهان ليخبره رغبته في التوسط بينه ودولة الأمارات "حسب الأخبار" ، وهو بلا شك عنوان حركي للمكالمة فالحديث عن الوساطة بينهم والأمارات ليس هو مادفع اردوغان لمهاتفة الجنرال فتركيا تقود هذه الأيام خطا هجوميا على الأنظمة الدكتاتورية برغبة ورعاية أمريكية ، لذلك بادرت بمكالمة الوداع كصافرة أخيرة و التي تكشف بلاشك إخطار الجنرال بوصولة محطة النهاية!! وله أن يختار الخروج آمنا أو يحتار أن يكون بشار
فالعنوان الحقيقي هو طلب اردوغان من البرهان الذهاب الي التفاوض
فالحوار مع الإمارات يعني التوجه الي منبر التفاوض حتى ينتهي به، ولكن قد يكون عنوان الوساطة مقصود حتى يمنح البرهان فرصة لحفظ ماء الوجه ولقبوله التفاوض بصيغة أخرى حتى لايأتي القبول في وقت علت فيه لا الرفض
وتركيا بالرغم من أنها الدولة الحاضنة للفلول لكنها واحدة من الدول التي تدعم خط التغيير ووقف الحرب في السودان وفقا لما يجمعها من علاقة بالكبار
حتى أنها ظلت طوال فترة الحرب ممتنعة عن الدعم السياسي للبرهان في المنابر الدولية ، وتحفظت حكومتها عن أي تصريح يدعم حكومة الأمر الواقع، ولم تتضامن في يوم مع نظام الٱخوان المقيمين على اراضيها او تواسيهم في قضيتهم ولم تقدم دعما معنويا للعسكريين في السودان ولم تدون حكومتها أي انتقاد أي طرف، ظلت تتمتع بالحصافة السياسية في تعاطيها مع القضية السودانية ونظرت لقضية الإخوان من زاوية إقتصادية بحته وجردتهم من أموالهم لصالح بلدها، ودعم خطة الإستثمار هناك ، دون أن تمد لهم يد العون سياسيا
هذه الحصافة هي التي جعلت تركيا ، تجلس "موجب" طول فترة الحرب الأمر الذي يجعل حضورها الآن مقبول، وعليه أن يمكنها من قيادة دور مؤثر سيغير في النتائج بصفتها لاعب جديد على مستطيل الحل السياسي
فعندما سمحت تركيا لمنابرها ببث تصريحات عبد الحي يوسف عنها بأنها لم تدعم البرهان
لم يكن هذا مجرد "نكران جميل" لعبد الحي للبلد التي آوته وفتحت له ابواب التجارة والإستثمار ، ولكنها كانت تصريحات بموافقة الحكومة التركية للتمهيد لتبرئة اوردغان من علاقته بالبرهان وتسويق دوره الحالي
لذلك ذكرنا وقتها أن تصريحات عبد الحي تقف خلفها جهات خارجية ارادت أن تقدم تركيا بأيادي بيضاء للمساهمة في الحل السياسي الذي يضّعف إن كان للدولة دور في دعم ميدان الحرب ويقوى كلما إبتعدت عن الصراع ،وفي ذات الوقت تصور البرهان كمخطئ يستحق أن يرفع عنه الغطاء
والآن يظهر اردوغان في الوقت المناسب
ليخدم خط التحالف التركي الامريكي الإسرائيلي لتشكيل الوجه الجديد للشرق الأوسط
خطوة بلا شك تقطع آخر خيوط العشم عن العسكريين وتأتي ضد رغبة الفلول التي تأخذ من بلاد اردوغان مهربا ومخبأ لها
و
مكالمة الوداع تعني أن تركيا الآن سيكون لها دورا فاعلا وكبيرا ليس في وضع أسس الحل ولكن في رسم خارطة الطريق المؤدية للنهايات بالنسبة للفريق عبد الفتاح البرهان، وستتبعها روسيا في ايام قليلة بذات النهج في عملية التخلي كما تبعتها في سوريا، ولأننا تحدثنا بعد حق الفيتو الروسي أن القضية قضية صفقات وليس صفعات فيبدو أن امريكا تعمل الآن على "خلخلة" سقوف الإنظمة المتجبرة من أعمدة وزوايا الحلفاء!!
فالقادم لايبشر بالنسبة للقيادات العسكرية ونظام الإخوان وقد تشهد ايام قليلة قادمة إنسحاب قيادات عسكرية وإخوانية من الملعب، او ان يسارع البرهان بالسفر الي واحدة من دول الجوار لبحث كيفية تنفيذ الخطوة المطلوبة برؤية مختلفة
هذا إن لم تكن السعودية الآن تضيء قاعة التفاوض وتعيد ترتيب المقاعد حول الطاولة سيما أن الأنباء تتحدث عن وجود قيادات عسكرية الآن من الطرفين هناك بعيدا عن قاعة التفاوض .
طيف أخير :
#لا_للحرب
عقار السودان ليس بحاجة إلى مساعدات إنسانية بقدر احتياجه أولاً إلى حماية مواطنيه والدفاع عن السيادة وأراضي البلاد من الاحتلال
( بسيطة.. اعملو العليكم واتركوا المنظمات تعمل العليها)
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
‘الاتحاد الإفريقي” يكشف موقفه من “الدعم السريع” ويفاجئ “البرهان”
بورتسودان- متابعات تاق برس- في خطوة تكشف عن موقف الاتحاد الإفريقي من الحرب الدائرة في السودان؛ قال ممثل الاتحاد الإفريقي بالسودان محمد بلعيش أنه يُحمد للجيش السوداني استمراره في دحر التمرد – على حد وصفه- وإعادة الاستقرار إلى ربوع السودان.
وكان السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان التقى اليوم الثلاثاء، ممثل الاتحاد الإفريقي بالسودان محمد بلعيش، بحضور وزير الدولة بوزارة الخارجية السفير عمر صديق والسفير أحمد يوسف مدير الإدارة الإفريقية بالانابة.
وقال محمد بلعيش في تصريح صحفي أنه نقل إلى رئيس مجلس السيادة تحيات رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، السفير علي محمود يوسف.
وأكد دعمه واهتمامه بوحدة السودان واستقراره. مضيفا أن زيارته للسودان تأتي في إطار استكشاف سبل تحقيق السلام والأمن والاستقرار في السودان.
لافتاً إلى أن اللقاء كان مثمراً، واتسم بالشفافية والصراحة وتناول مجمل تطورات الأوضاع في السودان.
وأعرب بلعيش عن أمله في أن يكون السودان نموذجاً في مجال تسوية الأزمات في إفريقيا.
ونوه إلى أن تشكيل حكومة مدنية مستقلة ذات كفاءات وطنية خطوة مهمة لتخفيف معاناة أهل السودان وتجويد الخدمات، والشروع في عملية إعادة الإعمار والبناء بشكل تدريجي؛ لتمكين النازحين واللاجئين من العودة إلى ديارهم.
وقال ممثل الاتحاد الإفريقي “هذه محمدة في أن تستمر القوات المسلحة في دحر التمرد وإعادة الاستقرار إلى ربوع السودان”.
ودعا بلعيش إلى أهمية انتهاج الحوار لتسوية الخلافات وتجاوز مرارات الماضي وفق ما تم التوقيع عليه في جدة في 12 مايو 2023، الذي يشكل أرضية لوقف الحرب وإعطاء انطلاقة إلى حوار جاد بين أبناء السودان.
الاتحاد الإفريقيالدعم السريعمحمد بلعيش