مهما كنت بعيد وماعندك دخل او ذنب فأنت حا تتأثر بالحرب والمعاناة
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
من الطرق المهمة في رحلة الإنسان نحو المعنى كهدف لحياته وافق لها هي الأساليب التي ينتجها ويبتكرها لمواجهة معاناة لا يمكن تجنبها، في السودان ومجتمعات ما خبرت من قبل فكرة الدولة القومية او ما انتقلت لشكل اجتماع حديث بشكل كلي
ظلت فكرة الحرب امر وارد فيها بشكل كبير فحتمية التعامل معاها جزء من أدوات تطوير الوعي الجماعي زي حتمية العيش المشترك والمصير المشترك، المجتمعات حا تعرف انو مهما كنت بعيد وماعندك دخل او ذنب فأنت حا تتأثر بالحرب والمعاناة ،.
يبقى دورك في اللحظة دي اهم من انك تقعد حبيس الماضي الذي أصبح اشلاء، لحظة الحرب بتعيد تعريفك لنفسك وترتب أولوياتك بطريقة ناضجة وموضوعية ودا بيتطلب جهد نفسي وذهني كبير لانو عملية الانفصال عن الماضي صعبة، الحرب اكبر اكراه لمغادرة المكان والزمان لانو بتختك قدام خيار وحيد وهو ان تنجو، انت محتاج تنتقل من مرحلة ان تنجو دي لي مرحلة الادابتيشن مع السياقات الجديدة، حا تمر بي مرحلة النقة والاحتجاج والانتظار ومرحلة الحنين والغزل في أشجار الحي الذي وددت مغادرته لكن بطريقة تحبها على عكس مغادرتك له الآن وبهذه الطريقة.
نحن عندنا ارتباطات غير صحية بالمكان والزمان، لما خلاص نفكر في المستقبل بنقول حليل نميري وحليل الإطاري وحليل حمدوك ، دوما في حالة شرود زمني إلى ماضي عريق متخيل، وكذلك المكان الساحر ونخلة الطييب صالح، حتى مصطفى سعيد لما مشى أوروبا بروحه البدوية الانتقامية وساط الدنيا هناك جا راجع إلى النهر والطين، لم يجد المعنى إلى حيث ذهب ولم يجده حين عاد فضاعت روحه بين العالم القديم الذي يشكل وعيه والحداثة التي ارتوى منها جسده نساءا وخمرا.
يشابه الوضع الآن في كثير من بلدان اللجوء مصطفى سعيد، نعيش انتظارا ان نعود إلى الروضة الغناءة التي دمرتها الحرب وفي هذا الانتظار نعيش وسط الكهوف ونخرج في الظلام ونتسكع.
جهاد حسين الهندي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
أردوغان: العالم الذي صمت مع سربرنيتسا ويكتفي بمشاهدة الفظائع في فلسطين
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المجتمع الدولي الذي ظل صامتا تجاه المجزرة التي ارتكبتها القوات الصربية في سربرنيتسا عام 1995 يكتفي الآن بالوقوف متفرجا على الفظائع التي يقترفها الجيش الإسرائيلي في فلسطين.
وأضاف خلال رسالة مصورة في مراسم إحياء الذكرى الثلاثين لمذبحة سربرنيتسا، أنه "رغم قرارات المحاكم الدولية، نرفض أي بيان أو إعلان ينكر مذبحة سربرنيتسا ويمجد مجرمي الحرب، ندين الهجمات والمضايقات التي تستهدف العائدين إلى ديارهم بعد الحرب".
وأكد أنه رغم مرور 30 عامًا على مذبحة سربرنيتسا إلا أن آلام البوسنيين الذين قتلوا بوحشية لا تزال حاضرة في الأذهان.
وأشار إلى أن تنصل المجتمع الدولي من المسؤولية اللازمة لوقف الإبادة الجماعية يُعد تقصيرا لا يمكن تبريره وسيُذكر دومًا بالخزي والعار.
وأوضح أن دعوة تركيا المتكررة لإصلاح الأمم المتحدة، أساسه محاربة عقلية عدم الاكتراث بآلام وأوجاع الشعوب الأخرى.
وأكد أردوغان أن إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 11 يوليو/تموز "يومًا دوليًا لإحياء ذكرى إبادة سربرنيتسا عام 1995"، هو دليل على الإرادة القوية ضد الإبادة الجماعية.
واعتبر الرئيس التركي أنّ ما يرتكبه الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين بقطاع غزة منذ أكثر من 21 شهرا دليل على أن المجتمع الدولي لم يستخلص الدروس اللازمة من مذبحة سربرنيتسا.
وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية ستُحاسب عاجلاً أم آجلاً أمام القانون والتاريخ على الإبادة الجماعية التي ارتُكبت بحق ما يقرب من 57 ألف فلسطيني، بمن فيهم أطفال ونساء وشيوخ وشباب.
وتعتبر مجزرة سربرنيتسا الأسوأ في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث لجأ مدنيون بوسنيون من سربرنيتسا في 11 تموز/ يوليو 1995 إلى جنود هولنديين لحمايتهم، بعدما احتلت القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش المدينة.
غير أن القوات الهولندية التي كانت مشاركة ضمن قوات أممية، أعادت تسليمهم للقوات الصربية لتقترف الأخيرة مجزرة قضى فيها أكثر من 8 آلاف بوسني من الرجال والفتيان.
كما ارتكبت القوات الصربية العديد من المجازر بحق مسلمين إبان حرب البوسنة التي بدأت في 1992 وانتهت في 1995، عقب توقيع اتفاقية "دايتون"، وتسببت بإبادة أكثر من 300 ألف شخص، وفق أرقام الأمم المتحدة.
ودفن الصرب القتلى البوسنيين في مقابر جماعية، وبعد انتهاء الحرب أطلقت البوسنة أعمال البحث عن المفقودين وانتشال جثث القتلى من المقابر الجماعية وتحديد هوياتهم.