أردوغان: العالم الذي صمت مع سربرنيتسا ويكتفي بمشاهدة الفظائع في فلسطين
تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المجتمع الدولي الذي ظل صامتا تجاه المجزرة التي ارتكبتها القوات الصربية في سربرنيتسا عام 1995 يكتفي الآن بالوقوف متفرجا على الفظائع التي يقترفها الجيش الإسرائيلي في فلسطين.
وأضاف خلال رسالة مصورة في مراسم إحياء الذكرى الثلاثين لمذبحة سربرنيتسا، أنه "رغم قرارات المحاكم الدولية، نرفض أي بيان أو إعلان ينكر مذبحة سربرنيتسا ويمجد مجرمي الحرب، ندين الهجمات والمضايقات التي تستهدف العائدين إلى ديارهم بعد الحرب".
وأكد أنه رغم مرور 30 عامًا على مذبحة سربرنيتسا إلا أن آلام البوسنيين الذين قتلوا بوحشية لا تزال حاضرة في الأذهان.
وأشار إلى أن تنصل المجتمع الدولي من المسؤولية اللازمة لوقف الإبادة الجماعية يُعد تقصيرا لا يمكن تبريره وسيُذكر دومًا بالخزي والعار.
وأوضح أن دعوة تركيا المتكررة لإصلاح الأمم المتحدة، أساسه محاربة عقلية عدم الاكتراث بآلام وأوجاع الشعوب الأخرى.
وأكد أردوغان أن إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 11 يوليو/تموز "يومًا دوليًا لإحياء ذكرى إبادة سربرنيتسا عام 1995"، هو دليل على الإرادة القوية ضد الإبادة الجماعية.
واعتبر الرئيس التركي أنّ ما يرتكبه الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين بقطاع غزة منذ أكثر من 21 شهرا دليل على أن المجتمع الدولي لم يستخلص الدروس اللازمة من مذبحة سربرنيتسا.
وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية ستُحاسب عاجلاً أم آجلاً أمام القانون والتاريخ على الإبادة الجماعية التي ارتُكبت بحق ما يقرب من 57 ألف فلسطيني، بمن فيهم أطفال ونساء وشيوخ وشباب.
وتعتبر مجزرة سربرنيتسا الأسوأ في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث لجأ مدنيون بوسنيون من سربرنيتسا في 11 تموز/ يوليو 1995 إلى جنود هولنديين لحمايتهم، بعدما احتلت القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش المدينة.
غير أن القوات الهولندية التي كانت مشاركة ضمن قوات أممية، أعادت تسليمهم للقوات الصربية لتقترف الأخيرة مجزرة قضى فيها أكثر من 8 آلاف بوسني من الرجال والفتيان.
كما ارتكبت القوات الصربية العديد من المجازر بحق مسلمين إبان حرب البوسنة التي بدأت في 1992 وانتهت في 1995، عقب توقيع اتفاقية "دايتون"، وتسببت بإبادة أكثر من 300 ألف شخص، وفق أرقام الأمم المتحدة.
ودفن الصرب القتلى البوسنيين في مقابر جماعية، وبعد انتهاء الحرب أطلقت البوسنة أعمال البحث عن المفقودين وانتشال جثث القتلى من المقابر الجماعية وتحديد هوياتهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية أردوغان سربرنيتسا تركيا غزة العالمية تركيا أردوغان غزة الاحتلال العالم سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
30 عاما على المجزرة.. ما الذي يربط سربرنيتسا بغزة؟
سراييفو- تحت شعار "بالأمس سربرنيتسا.. اليوم غزة.. غدا؟" سار، أمس الخميس، المئات في شوارع العاصمة البوسنية سراييفو تضامنا مع غزة قبل يوم من إحياء ذكرى 30 عاما على الإبادة الجماعية في سربرنيتسا.
المسيرة التي انطلقت من السبيل، المعلم الأبرز في سراييفو، جابت أزقة البلدة القديمة "باشتشارشيا" وصولا إلى شارع تيتو عند النصب التذكاري للأطفال الذين قضوا خلال حصار المدينة.
وفي تصريح للجزيرة نت، قالت أمينة، إحدى المنظّمات، إن هدف المسيرة هو الربط بين ما وقع لهم والإبادة الجماعية التي تحدث اليوم في غزة. وأضافت أن الأمم المتحدة رفعت شعار "لن يحدث بعد اليوم" عقب الإبادة الجماعية في سربرنيتسا، لكن "غزة تشهد اليوم إبادة جماعية والأمم المتحدة مسؤولة بالكامل عما يحدث".
تقاعس
ويستذكر البوسنيون خلال إحياء ذكرى مأساة سربرنيتسا ما يعتبرونه تقاعس الأمم المتحدة عن حماية المدنيين العزل المحاصرين، خصوصا وأن سربرنيتسا كانت مُعلنة "منطقة آمنة" تحت الحماية الدولية قبل أن يقتل الصرب أكثر من 8 آلاف رجل وطفل في أيام.
أما ليلى، وهي أم اصطحبت ولدَيْها إلى المسيرة، فقالت إن "ما يحدث في غزة هو أفظع ما شهدناه على الإطلاق". وأوضحت أن فكرة "قتل الجميع" هي الدافع الأساسي لمرتكبي المجازر في سربرنيتسا وغزة.
ولم تخفِ آسية، التي أنهت للتو دراستها الثانوية، اقتناعها بأن فعالياتٍ مثل هذه ليس لها تأثير ملموس على الأحداث في غزة، لكنها تصرّ على المشاركة من أجل نفسها وأخلاقها وإظهار التضامن، وهو أقل الممكن وفق قولها. وأشارت إلى أن هذه الفعاليات لها حيز شخصي كبير بالنسبة إليها لأن جدها كان ممن وُضعوا في معسكرات الاعتقال خلال الحرب العالمية الثانية.
بحسب أوراق وزعها المنظمون، وحصلت الجزيرة نت على نسخة منها، هناك 6 نقاط رئيسية تشترك فيها غزة مع سربرنيتسا:
إعلان الأولى: إبادة جماعية على مرأى الجميع. الثانية: صمت المجتمع الدولي. الثالثة: ارتكاب جرائم ممنهجة ومخطط لها. الرابعة: التلاعب بالإعلام والحقائق. الخامسة: دور المرأة المحوري في المقاومة. السادسة: فشل شعار "لن يحدث بعد اليوم" الذي ينتشر بعد كل إبادة جماعية.تقول الصحفية عائشة حافيظوفيتش، التي غطت جلسات المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة وواكبت نشاط منظمة "أمهات سربرنيتسا" على مدار أكثر من 20 عاما، إن سربرنيتسا كانت ضمير الإنسانية في عام 1995، وغزة هي ضمير الإنسانية اليوم.
وتؤكد أن سربرنيتسا تفتح باب أمل لمحاكمة مخططي ومنظمي ومنفذي المجازر في غزة، موضحة أن المحكمة الدولية ليوغوسلافيا السابقة أثبتت حصول "إبادة جماعية" في سربرنيتسا، وحكمت على 18 مجرم حرب بتهم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب أخرى، كما أصدرت 5 أحكام بالسجن المؤبد، من بينها حكم على أول رئيس لجمهورية صرب البوسنة غير الشرعية، رادوفان كاراديتش، وعلى قائد هيئة الأركان العامة لجيش صرب البوسنة، راتكو ملاديتش.
وترى حافيظوفيتش أن الإرث الذي تركته المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة وآلية التحقيق يمثلان أملا لضحايا غزة والكونغو وأوكرانيا وجميع الضحايا الآخرين في جميع أنحاء العالم الذين يتعرضون لجرائم دون عقاب.
ومنذ فبراير/شباط 2024، يقرأ سكان سراييفو أسماء الأطفال الذين قتلوا على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
من جانبه، أبدى نهاد كرشفلياكوفيتش، أحد القائمين على هذه المبادرة، ومدير كل من مهرجان "ماس" (MESS) المسرحي الدولي ومسرح سراييفو للحرب، فخره بسكان سراييفو المستمرين في هذه المبادرة لنحو سنة ونصف. وأوضح أنه في الوقت الذي لا يستطيع فيه الشخص أن يغيّر الواقع، فإن مثل هذه المبادرات تكون نوعا من "المعالجة الذاتية" الرافضة للتطبيع مع قتل الأطفال.
ويضيف في حديث للجزيرة نت "أنا مقتنع تماما أن الإحساس الحقيقي والفعلي بذكرى سربرنيتسا لا يمكن أن يكون اليوم إلا إذا تحدثنا بصوت عن الإبادة الجماعية في غزة".
ويتذكر كرشفلياكوفيتش، الذي كان في عمر 18 حينما بدأت الحرب في بلاده، إيمانه بشعارات الإنسانية والعدالة في تلك الفترة، لكن ومع تصاعد أحداث الحرب والمجازر المرتكبة، اكتشف حجم النفاق الدولي، وهو "النفاق والصمت ذاته الذي يحدث اليوم في غزة".
يُشار إلى أنه في عام 2007 قررت محكمة العدل الدولية اعتبار ما جرى في سربرنيتسا "إبادة جماعية"، وذلك بعد حكم مماثل من الجنائية الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة التي أصدرت أحكاما على 161 شخصا خلال فترة عملها التي استمرت 24 عاما، قبل أن تغلق رسميا في 31 ديسمبر/كانون الأول 2017.
وفي مايو/أيار من العام الماضي، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة اقتراحا ألمانيا-روانديا باعتبار تاريخ 11 يوليو/تموز اليوم الدولي للتفكر في الإبادة الجماعية التي وقعت في سربرنيتسا في عام 1995 وإحياء ذكراها، وأدانت أي إنكار لهذه الإبادة كحدث تاريخي، بتأييد 84 صوتا ومعارضة 19 وامتناع 68 دولة عن التصويت بفعل الضغط الصربي.
إعلانوجاء أكبر اعتذار واعتراف بالتقاعس الدولي على لسان وزيرة الدفاع الهولندية، كاجسا أولونغرن، في عام 2022، التي قالت إن المجتمع الدولي فشل في حماية أهالي سربرنيتسا، وإن بلادها تتحمل جزءا من المسؤولية السياسية في ذلك، على اعتبار أن الكتيبة الهولندية كانت مكلفة بحماية المدنيين في سربرنيتسا.
يُذكر أنه في 11 يوليو/تموز 1995، اجتاح جيش صرب البوسنة مدينة سربرنيتسا، المحمية بقرار من الأمم المتحدة، وفصل الذكور عن الإناث ليشرع في قتل الآلاف من الرجال والمراهقين، فيما هُجرت نحو 25 ألف امرأة وطفل قسرا من المدينة وسلكوا فيما عُرف لاحقا بـ "طريق الموت" الممتد على نحو 100 كيلومتر.