لبنان ٢٤:
2025-10-12@14:57:19 GMT
أيّ دور للبنان في التحوّلات السورية؟
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
كتبت روزانا بو منصف في" النهار": قبل مرور اسبوع كامل على فرار بشار الاسد من سوريا ، اجتمعت الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا ودول عربية مختلفة في الأردن في 14 كانون الأول من اجل دعم العملية السياسية في سوريا.واتفق وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع وزراء على "مبادئ مشتركة" غير محددة للاعتراف بالحكومة السورية المستقبلية.
والموقف اللافت الذي واكب مجموعة هذه المواقف كان خطاب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الذي اطل من دون الاعلان عن ذلك مسبقا وجه فيه رسائل على خلفية التحولات في سوريا . فاعترف بفقدان خطوط الامداد من ايران عبر سوريا وبدا ساعيا الى انفتاح على علاقة مع الحكومة المؤقتة عل في ذلك " عودة المعبر " . وكلام قاسم لافت في نقاط عدة في ضوء كلامه عن قطع طريق امداد الحزب في سوريا واستبعاده على نحو مستغرب أن " يؤثر ما حصل في سوريا على لبنان " على نحو يدعو للتساؤل اذا كان قاسم مقتنعا حقيقة بما يقول في هذا الصدد او بقوله ان الحزب منع اسرائيل من " تحقيق الشرق الاوسط الجديد انطلاقا من لبنان ". وهي قراءة خاطئة ولا تعكس الواقع . وقال إن حزبه " قوي ويتعافى " مشدداً على استمرار عمله المسلح، معلناً أنه سيتعاون في إخلاء جنوب الليطاني من السلاح والمسلحين ". فبين تعاون الحزب في جنوب الليطاني حيث لا تزال اسرائيل تحتل قرى لبنانية واضطرار الحزب الى الانسحاب قسرا من سوريا، تبدو رسالة الحزب اقرب الى الجزم بتحوله او بقائه تنظيما مسلحا ما بين هذين الخطين اي في الداخل اللبناني بمعنى اشتراطه ذلك على تشكيلة الحكم المقبلة . لكن هذا موضوع اخر ، ولو انه مؤثر بقوة في لبنان الذي يعيش التاريخ وفصول جديدة تاريخية بكل معنى الكلمة توالت خلال اقل من ثلاثة اشهر فقلبت الامور رأسا على عقب وغيرت المشهد الاقليمي برمته. وليس مستغربا ان يعيش الحزب ارتباكا ويتخبط في مواقفه فيما ان ايران نفسها تواجه ذلك ويستبعد جدا ان يستطيع الحزب لا سيما في هذه المرحلة ان يستقل بتقويم منفصل عن تقويم ايران ووضعها في المنطقة فيما ان القلق لا يساورها وحدها ، بل يساور دول المنطقة وحتى الدول الغربية ايضا. وفي الوقت الذي يعيش الجميع هاجس التحولات التي حصلت في بعض دول المنطقة في ضوء ما سمي "الربيع العربي"او حتى المخاوف من تجربة طالبان في افغانستان والحكم الاصولي ويسعى الى تجنبه ب "الشروط " المسبقة على حكام سوريا الجدد ، بدا لافتا جدا كلام قائد الحرس الثوري الايراني اللواء حسين سلامي في تقويمه ما حصل في سوريا . قال "ان الغرب لم يتمكن من القضاء على النفوذ الإيراني باستخدام الوسائل التقليدية، ولذلك لجأ إلى طريقة أخرى تمثلت في إنشاء بديل يشبه الجمهورية الإسلامية والثورة " في إشارة إلى الجماعات المتطرفة في سوريا معتبرا أن تلك الجماعات "كانت في الحقيقة نموذج الردع الغربي ضد النفوذ الإيراني" . تنظر ايران في المرآة وترى انعكاسها اذا في شكل ما انما مع التحدي المتمثل بخسارة استراتيجية لاستثمار يعود الى ٤٠ عاما ليس في سوريا فحسب.
تبحث كل الدول التي اجتمعت في العقبة وسواها عن الدور الذي سيكون لكل منها في سوريا الجديدة حتى لو من باب منع الانعكاسات السلبية التي لا بد ان تحصل لاعتبارات متعددة ابرزها ان مسار الخروج من 54 عاما من سلطة آل الاسد ليس كشوكة يمكن اقتلاعها فحسب ولو بدا انها حصلت تماما كذلك . ثمة سؤال كبير لا يبدو ان اهل السياسة المعنيين في لبنان بدأوا بطرحه او الاقل التفكير به وهو اي دور للبنان في ظل التحولات السورية لا سيما ان الحكم الجديد اظهر انه معني بما يحصل في البلد الصغير الجار وادلى بدلوه في رئاسته المحتملة وسوى ذلك . وهل ستقارب القوى السياسية هذه التحولات كل من جانبها وعلى حسابها بمعزل عن الدولة او قبيل اعادة تكوينها؟
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی سوریا
إقرأ أيضاً:
حزب الله يعود إلى سوريا؟ تقريرٌ أميركي يتحدث
نشرت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD) مؤخراً تقريراً تحدثت فيه عما أسمته بـ"العودة الهادئة لشبكة التهريب التابعة لحزب الله في سوريا".التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" يقولُ إنّ "حزب الله قد لا يكون استعاد كامل قوته في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول 2024، إلا أنه لا يزال يسعى، إلى جانب جماعات مسلحة أخرى، إلى استغلال حالة عدم الاستقرار في البلاد"، وأضاف: "لا تزال الجماعة المدعومة من إيران تستخدم سوريا كممر لتسليح قواتها في لبنان، ومما يثير القلق أيضًا تأكيد مسؤول سوري أن الجماعات المرتبطة بإيران لا تزال تعمل في القنيطرة، بالقرب من حدود إسرائيل".
وأكمل: "في 29 أيلول الماضي، زعمت وزارة الداخلية السورية أنَّ السلطات ضبطت 200 صاروخ غراد في مستودع بمدينة القصير، بريف حمص الغربي. كانت القصير تُعتبر أهم قاعدة استراتيجية لحزب الله خلال الحرب الأهلية السورية لقربها من الحدود اللبنانية، وكثيراً ما استُخدمت لعمليات تهريب الأسلحة. ورغم مغادرة الجماعة المدعومة من إيران المنطقة عقب سقوط نظام الأسد، تواصل إيران ووكلاؤها استغلال الحدود السورية غير المحكمة لإعادة بناء ترسانة حزب الله بهدوء بعد الخسائر الفادحة التي مُني بها في حربه مع إسرائيل".
وذكر التقرير أن "السلطات السورية أحبطت عشرات المحاولات لتهريب أنواع مختلفة من الأسلحة إلى حزب الله، معظمها عبر طرق تقليدية. لكن هذه القوات تفتقر إلى القدرة على وقف كل محاولة تهريب، فهي بالفعل منهكة في ظل سعي الحكومة في دمشق جاهدةً للحفاظ على النظام في الأراضي الخاضعة لسيطرتها. أيضاً، سبق للحكومة أن أطلقت عمليات تطهير حدودية، لكن نتائجها لم تكن متساوية".
واستكمل: "منذ سقوط نظام الأسد في كانون الأول 2024، غرق جنوب سوريا، بما في ذلك القنيطرة، في حالة من الفوضى. مع هذا، فقد سمح عدم الاستقرار بظهور فصائل مسلحة مستقلة، أبرزها المقاومة الإسلامية في سوريا ، وهي جماعة مرتبطة بما يُسمى محور المقاومة الإيراني، ومتحالفة مع فلول قوات الأسد الأمنية".
وقال: "خلال الحرب الأهلية السورية، كان جنوب سوريا معقلاً للوكلاء الإيرانيين المكلفين بتهديد إسرائيل، ولا تزال بقايا تلك الشبكات قائمة. وفي 12 أيلول، اعتقل الجيش الإسرائيلي عناصر تابعة للفرقة الرابعة المدرعة سيئة السمعة التابعة للأسد وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في جنوب سوريا".
وأضاف: "أيضاً، زرع حزب الله خلايا لتنفيذ هجمات داخل سوريا. وفي 11 أيلول الماضي، ألقت السلطات السورية القبض على خلية تابعة لحزب الله، مؤلفة من عدة أفراد، تعمل في بلدتي سعسع وكناكر بريف دمشق، على بُعد كيلومترات قليلة شرق المنطقة منزوعة السلاح التي سيطرت عليها إسرائيل عقب سقوط نظام الأسد".
واستكمل: "لقد رفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب العقوبات عن سوريا، آملاً أن تمنع الحكومة الجديدة في البلاد تحولها إلى منصة انطلاق لهجمات عبر الحدود على إسرائيل. كذلك، تتفاوض سوريا وإسرائيل حالياً على اتفاقية أمنية بوساطة أميركية، تتمحور حول العودة إلى خطة فك الاشتباك لعام 1974، التي فصلت القوات السورية والإسرائيلية، ونشرت قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في المنطقة العازلة، وأعادت السيطرة السورية على جبل الشيخ".
وقال: "ينبغي على واشنطن مواصلة حثّ البلدين على توقيع الاتفاقية، ومطالبة الرئيس أحمد الشرع بالتعاون الكامل مع إسرائيل في تحييد التهديدات على طول حدوده الجنوبية. لقد أقرّ الشرع نفسه بأن لسوريا وإسرائيل أعداءً مشتركين، وعليه أن يتصرف بناءً على هذا الاعتراف بالعمل على تطهير الأراضي السورية من الجماعات المدعومة من إيران". المصدر: ترجمة "لبنان 24" مواضيع ذات صلة موقع أميركي: هكذا عاد حزب الله "بهدوء" إلى سوريا Lebanon 24 موقع أميركي: هكذا عاد حزب الله "بهدوء" إلى سوريا