بعد أسبوع واحد فقط من الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد على يد المعارضة المسلحة، بدا المشهد في العاصمة السورية دمشق هادئًا، على الرغم من التوقعات باندلاع موجات عنف طائفي، فإن التقارير عن حدوث أعمال انتقامية كانت محدودة جدًا.

اعلان

من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة غير بيدرسن خلال زيارته إلى دمشق: "نأمل أن نرى نهاية سريعة للعقوبات حتى نتمكن من رؤية التفاف حقيقي حول بناء سوريا".

وأضاف المسؤول الأممي أن المجتمع الدولي بحاجة إلى العمل بشكل جماعي لإيجاد حلول طويلة الأمد للأزمة السورية، مع التركيز على إعادة الإعمار ودعم عملية السلام.

في الأثناء، بدأ سكان دمشق في استئناف حياتهم اليومية، حيث امتلأت الأسواق بالمتبضّعين وتوافد الناس إلى المطاعم. ورغم هذا النشاط، لا يزال الوضع الأمني يشهد توترات، مع وجود بعض المسلحين في الشوارع.

وفي مطار دمشق، وصل اللواء حمزة الأحمد، رئيس الأمن الجديد، برفقة فريقه. تجمع حوله عدد من عمال الصيانة الذين عبروا عن استيائهم من حرمانهم من الترقيات خلال حكم الأسد. وقال أحدهم: "هذه هي المرة الأولى التي نتحدث فيها بحرية"، في إشارة إلى الانفتاح الذي بدأ يظهر في ظل التغيرات الحالية.

موظفو المطار يعملون على صيانة إحدى الطائرات في مطار دمشق الدولي في 11 ديسمبر/كانون الأول 2024Ghaith Alsayed/APRelatedبعد الإطاحة بالأسد.. تركيا تنهي عقدا من القطيعة الدبلوماسية وتعلن استئناف عمل سفارتها في سوريانعيم قاسم: الشعب السوري صاحب القرار وأحداث سوريا لن تؤثر على لبناناجتماع دبلوماسي في الأردن من أجل سوريا وبلينكن يكشف عن تواصل مباشر بين واشنطن وهيئة تحرير الشامسوريا بعد سنوات من الحرب: الفلسطينيون في مخيم اليرموك يطمحون للعودة وإعادة الإعمار

وقد شهد الاقتصاد السوري دمارا كبيرا خلال فترة حكم عائلة الأسد، ما أسهم في ارتفاع معدلات الفقر والتضخم والبطالة، وأثر بشكل عميق على حياة المواطنين.

في هذه الظروف الصعبة، ثمة تحديات كبيرة تواجه المعارضة المسلحة بقيادة أبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام النصرة سابقا والتي أصبحت الآن في موقع المسؤولية. بين مشاعر الحماسة للحرية الجديدة والحزن على سنوات القمع، يظل القلق من المستقبل المجهول يطغى على الكثير من العناصر في صفوفها.

تسعى هذه المعارضة إلى تطبيق الهيكلية الأمنية السائدة في المناطق التي كانت تحت سيطرتها مثل إدلب، لكن الوضع في دمشق يعد أكثر تعقيدًا. فبسبب حجم المدينة وتركيبتها، تبدو مهمة فرض النظام في العاصمة أكثر صعوبة.

فتاة سورية ترتدي ألوان العلم السوري ”الثوري“ على وجهها، أمام قلعة حلب الأثرية في مدينة حلب القديمة، سوريا، السبت 14 ديسمبر/كانون الأول 2024Khalil Hamra/AP

رغم هذه التغيرات، كانت هناك مؤشرات على أن الفوضى قد تكون وشيكة. ففي أحد مراكز الشرطة التي تعرضت للحرق والدمار بعد دخول المعارضة المسلحة إلى المدينة في 8 ديسمبر المضي، تم تمزيق صور الأسد وإتلاف الملفات الحكومية.

كما اختفى جميع أفراد الشرطة والأمن الذين كانوا يعملون لصالح النظام السابق، ليبدأ مقاتلو المعارضة في التعامل مع شكاوى المواطنين المتعلقة بالسرقات الصغيرة والمشاجرات.

رغم تزايد الثقة في مرحلة ما بعد الأسد والأمل في حدوث تغيير، بدأت بعض المخاوف تتسلل إلى صفوف المواطنين في دمشق. خاصة مع ظهور مقاتلين من المعارضة المسلحة الذين وضعوا شعارات إسلامية على زيهم العسكري، ما أثار تساؤلات حول النوايا الحقيقية لبعض أطراف المعارضة، ما فتح باب القلق واسعا بشأن مسار التغيير الذي قد يحمل في طياته تحديات جديدة.

مقاتل من المعارضة المسلحة يمشي بين الباعة في سوق الحميدية داخل المدينة القديمة المسورة في دمشق، سوريا، الثلاثاء، 10 ديسمبر/كانون الأول 2024Hussein Malla/AP

وفي هذا السياق، عبّر هاني ضياء، أحد سكان دمشق، عن قلقه من احتمال حدوث هجمات انتقامية ضد الأقليات، قائلاً: "أشعر بقلق كبير من الهجمات الانتقامية التي قد تستهدف الأقليات، وبعض المقاتلين يعتبرون أنفسهم في موقف تفوّق على باقي السوريين".

ورغم هذه المخاوف، يؤكد العديد من المواطنين في دمشق أن الوضع الحالي لا يمكن أن يكون أسوأ من القمع الذي عاشوه طوال سنوات. وفي هذا السياق، قال سالم حجو، مدرس مسرح شارك في احتجاجات 2011: "لقد زال الخوف الآن، وأنا آمل أن أتمكن من المشاركة في بناء سوريا المستقبل".

عناصر شرطة من إدلب يقفون أمام مركز للشرطة في حي باب توما في مدينة دمشق القديمة، سوريا، السبت، 14 ديسمبر/كانون الأول 2024Leo Correa/AP

ورغم انخفاض أسعار بعض السلع نتيجة لإلغاء الرسوم الجمركية التي فرضها النظام السابق، إلا أن البلاد لا تزال تعاني من نقص حاد في الوقود. وقد أدى هذا النقص إلى زيادة تكاليف النقل، فضلاً عن انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، ما جعل الحياة اليومية أكثر صعوبة للمواطنين.

نساء يقفن لالتقاط صورة مع مقاتلي المعارضة في دمشق، سوريا، الثلاثاء، 10 ديسمبر/كانون الأول 2024AP

في محاولة لتجاوز هذه الأزمات، بدأت المعارضة المسلحة في العمل على إعادة تشغيل مطار دمشق الدولي. حيث بدأت الطواقم الفنية بفحص الطائرات المتواجدة في المطار، بينما عملت فرق التنظيف على إزالة القمامة والأثاث المحطم المنتشر في مختلف أرجاء المرافق العامة.

وفي هذا السياق، قال أحد عمال النظافة، الذي فضل عدم الكشف عن هويته: "أكسب 14 يورو شهريًا فقط، ولدي ستة أطفال، منهم طفل معاق". هذه الكلمات تعكس واقع المعاناة التي يواجهها العديد من السوريين في هذه المرحلة الانتقالية، حيث تسعى البلاد للخروج من فترة طويلة من الصراع إلى مرحلة جديدة دونها تحديات كثيرة.

المصادر الإضافية • أب

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية عرض مالي من الدنمارك للاجئين السوريين: 25 ألف يورو للعودة إلى سوريا بعد سنوات من اللجوء رغم سقوط الأسد.. موسكو على وشك ضمان وجودها العسكري في سوريا من خلال اتفاق مع القيادة الجديدة دروز سوريا في رسالة إلى إسرائيل: "قوموا بضمنا إلى هضبة الجولان" بشار الأسدمحمد البشير الحرب في سورياالجيش السوريدمشقهيئة تحرير الشام اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next الحرب على غزة: مجازر إسرائيلية على وقع مفاوضات التبادل ونتنياهو يؤكد "غيرنا الشرق الأوسط وسنستمر" يعرض الآن Next الرئيس لولا يغادر المستشفى بعد جراحة ناجحة في الدماغ ويقول ها أنا أعود سليماً معافى لأعتني بالبرازيل يعرض الآن Next روسيا: عاصفة تضرب مضيق كيرتش تسبب جنوح ناقلتي نفط وتسرب نفطي بالبحر الأسود.. مشهد مروع يعرض الآن Next هل آن أوان "إسرائيل الكبرى"؟ حافظ الأسد أراد السباحة يوما في طبريا فاحتل نتنياهو أعلى قمم جبل الشيخ يعرض الآن Next إسرائيل تجهز على ما تبقى من الأسطول البحري السوري وتدمر 15 سفينة في ميناء اللاذقية اعلانالاكثر قراءة ما الذي يخبئه فروٌ على كتفي سيدة؟ كاميرا خفية تدخل مزارع تربية الثعالب في فنلندا فماذا وجدت؟ عزل رئيس كوريا الجنوبية.. احتجاجات حاشدة في سيول تطالب بسحب القرار مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز لصوص بالعشرات بينهم رجال ونساء وأطفال.. جرائم نهب وحرق للبيوت داخل مجمع سكني قرب دمشق سوريا ما بعد الأسد.. تصريحات أردوغان تثير البلبلة فهل تتحول البلاد إلى محمية تركية؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومسوريابشار الأسدإسرائيلروسياعيد الميلادإيرانفلسطينالحرب في سورياهيئة تحرير الشام إعصارفيضانات - سيولضحاياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: سوريا بشار الأسد إسرائيل روسيا عيد الميلاد إيران سوريا بشار الأسد إسرائيل روسيا عيد الميلاد إيران بشار الأسد محمد البشير الحرب في سوريا الجيش السوري دمشق هيئة تحرير الشام سوريا بشار الأسد إسرائيل روسيا عيد الميلاد إيران فلسطين الحرب في سوريا هيئة تحرير الشام إعصار فيضانات سيول ضحايا دیسمبر کانون الأول المعارضة المسلحة یعرض الآن Next فی سوریا فی دمشق

إقرأ أيضاً:

سوريا: تزايد التوترات بين العشائر العربية وقوات سورية الديمقراطية

أنقرة (زمان التركية) – نشرت العشائر العربية السورية قائمة من 8 بنود لمطالب قوات سوريا الديمقراطية بإنهاء حكمها الأحادي الجانب في المنطقة والامتثال لاتفاق الوحدة الوطنية الذي تم التوصل إليه مع دمشق في ظل رفض إدارة قوات سوريا الديمقراطية هذه المطالب مشيرة إلى أنها لن تتخلى عن وضعها المستقل.

ودخل انعدام الثقة القائم منذ فترة بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة شرق الفرات والمعروفة باسم “الجزيرة” مرحلة جديدة بالمطالب الملموسة والتحركات العسكرية.

وعبر بيان مشترك وقعه العديد من القبائل العربية والمنظمات غير الحكومية والممثلون المحليون في المنطقة، تم تقديم مطالب واضحة تستهدف سلطة الأمر الواقع لقوات سوريا الديمقراطية وممارساتها في المنطقة.

وأثارت الإحاطة، التي أرسلت إلى وزارات خارجية سوريا وفرنسا والولايات المتحدة وحصلت عليه صحيفة الشرق الأوسط، مخاوف من أن الجمود السياسي في المنطقة يمكن أن يتحول إلى صراع.

وأكد البيان الصادر عن العشائر العربية على أن قوات سوريا الديمقراطية أنشأت إدارة قمعية تفضل مجموعة عرقية واحدة في المنطقة وتستبعد الآخرين (عرب، تركمان، آشوريين).

وذكر البيان أن الوضع لا يختلف كثيرا عن النظام السابق من حيث الحريات مشيرا إلى اعتقال أصوات المعارضة وقمع التعددية في ظل حكم قوات سوريا الديمقراطية.

وتشمل مطالب القبائل المكونة من 8 مواد بالاستناد على وحدة أراضي سوريا ووحدتها الوطنية ما يلي:

الرفض الحاسم لدمج قوات سوريا الديمقراطية في مؤسسات الدولة ككتلة سياسية وعسكرية واحدة. إلغاء كافة القطعات الأمنية والاستخباراتية التابعة لقسد. إعادة جميع الموارد الوطنية والمؤسسات العامة كالنفط والماء إلى الدولة. إلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية المفروضة على أهالي المنطقة. إنهاء ممارسات مثل اختطاف النساء على وجه الخصوص. تفكيك معسكرات التدريب التي كانت تؤوي فلول النظام القديم. مكافحة فعالة للاتجار بالمخدرات. ضمان العودة الآمنة للنازحين لأسباب سياسية وعرقية.

الخطاب المزدوج لقوات سوريا الديمقراطية والاختناق السياسي أدى لموقف العشائر العربية هذا وردود الفعل المتناقضة داخل قيادة قوات سوريا الديمقراطية.

من جهته يجدد قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، التزامه بهدف “جيش واحد والتوحيد تحت علم واحد ومن جهة أخرى يتخذ موقفا يبطئ عملية الاندماج من خلال اقتراح شروط مثل “اللغة الكردية هي اللغة الرسمية” و “حماية الإدارة الذاتية”.

وفي لقاء مع شيوخ العشائر في القاعدة الأمريكية جنوب الحسكة، أوضح عبدي أنهم لا ينوون تسليم أراضيهم أو إلغاء الحكم الذاتي وأن أي اتفاق مع دمشق مشروط بالحفاظ على هذه الهياكل.

ونفى المتحدث باسم قسد، فرهاد الشامي، بيان القبائل واصفا إياه بأنه “كاذب” و “يهدف إلى إحداث الفوضى”، غير أن الشيخ حمود الفرج، عضو المجلس الأعلى للقبائل والقبائل السورية، أكد أن القبائل في المنطقة كانت “في حالة تأهب” وأن القوات الحكومية السورية كانت تحشد حول الرقة والطبقة على الرغم من أنه قلل من خطر “ثورة عامة” المتداول بكثرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

لماذا لا يُطبّق اتفاق مارس/ آذار؟

يستند التوتر الحالي إلى اتفاقية التكامل الموقعة في 10 مارس/ آذار الماضي بين الرئيس السوري، أحمد الشرع، وقائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، التي ظلت على الورق منذ ذلك الحين.

ونص هذا الاتفاق على النقل التدريجي للمعابر الحدودية وحقول النفط وجميع المؤسسات المدنية والعسكرية الأخرى إلى الدولة المركزية في دمشق، غير أن ميل جانب قوات سوريا الديمقراطية إلى الحفاظ على وضعها المستقل والاعتماد على دعم التحالف الدولي حال دون تنفيذ الاتفاق.

وتفاقم الاختناق السياسي نتيجة لعدم انعقاد الاجتماع المخطط له بين دمشق وقسد في باريس بسبب رفض سوريا كدولة ذات سيادة عقد المباحثات في عاصمة أجنبية ومعارضة العشائر لهذه الخطة.

هذا ويعكس الوضع في شمال شرق سوريا صراعا على السلطة معقدا ومتعدد الطبقات. وتعبر العشائر العربية الآن عن عدم ارتياحها للإدارة الأحادية لقوات سوريا الديمقراطية والتوزيع غير العادل للموارد من الأعلى مؤكدة أن عنوان الحل هو دمشق. وفي المقابل، تريد قوات سوريا الديمقراطية الحفاظ على وضعها المستقل والحفاظ على قوتها في المفاوضات مع الحكومة المركزية بالاعتماد على دعم الولايات المتحدة والتحالف الدولي.

ويؤدي هذا الموقف إلى خلاف مع القبائل العربية، التي يمكن أن تكون أهم حليف لها في المنطقة.

وترى إدارة دمشق أن مطالب العشائر فرصة وتزيد الضغط على قوات سوريا الديمقراطية من خلال زيادة وجودها العسكري في المنطقة بالتماشي مع هدف استعادة وحدة أراضي البلاد وسلطتها المركزية.

ونتيجة لذلك، خلق الجمود السياسي في شمال شرق سوريا مناخا متصاعدا من انعدام الثقة بين الأطراف وسط قلق من استبدال التوتر السياسي في المنطقة بصراع عسكري أوسع حال عدم العودة إلى اتفاق 10 مارس/ آذار وعدم اتخاذ خطوات ملموسة.

 

Tags: أحمد الشرعاتفاق 10 مارسالتطورات في سورياالعشائر العربية في سورياقسدقوات سوريا الديمقراطية

مقالات مشابهة

  • مقتل مسلحين اثنين بعد إحباط محاولة تسلل عبر سوريا
  • وفد سوري في موسكو.. لماذا؟
  • كيف تعيد السعودية رسم التوازنات في سوريا؟.. تحولت لحلبة اقتصادية
  • كيف تعيد السعودية رسم التوازنات في سوريا؟.. تحول لحلبة اقتصادية
  • هيئة التخطيط والإحصاء تناقش خطة تطوير معهد التخطيط الاقتصادي والاجتماعي في سوريا
  • سوريا: تزايد التوترات بين العشائر العربية وقوات سورية الديمقراطية
  • امسح ذنوب الأسبوع كله بدعاء واحد.. ردده الآن
  • من الحليف إلى الشريك..روسيا تبحث عن سوريا ما بعد الأسد
  • الشيباني: سوريا تريد علاقة سليمة مع روسيا قائمة على التعاون
  • باكو تستضيف جولة مباحثات جديدة بين سوريا وإسرائيل