بغداد اليوم - بغداد

اكد استاذ العلوم السياسية خليفة التميمي، اليوم الاثنين (16 كانون الأول 2024)، بان انقرة اثارت ما اسماها المحاور الثلاثة في سوريا.

وقال التميمي لـ"بغداد اليوم"، إن "المشهد السوري معقد للغاية وفسحة الاستقرار النسبي الحالي لا تعني ان دمشق تجاوز ازماتها وانه الفترة القادمة ستكون خالية من الصراعات لكن المرحلة القادمة هي الأخطر في رسم صورة سوريا الجديدة بعد سقوط نظام الأسد".

وأضاف ان "انقرة اثارت في سعيها لبسط نفوذها بطرق مختلفة في سوريا امتعاض 3 محاور مهمة وهي أمريكا والخليج العربي وروسيا من خلال دعم تحرك جماعات مسلحة مؤيدة لها لقتال قسد التي تدعمها أمريكا ثم ان تركيا تجاهلت الخطوط الحمراء التي وضعتها عواصم خليجية في المشهد السوري بالاضافة انها خالفت اتفاقيات غير معلن مع موسكو حيال دمشق".

وأشار الى انه "حتى العراق والأردن وباقي الدول العربية بدات ممتعضة جدا من الدور التركي ومحاولة انقرة فرض سطوتها في دمشق وهذا ما يفسر التحرك الأخير في بعض العواصم لانها تدرك بان سوريا جزء من الجغرافية العربية ومحاولة تركيا التمدد ستخلق مشاكل معقدة".

وتابع ان "الامتعاض سيولد ردات فعل وصراعات في دمشق من كل الأطراف التي تريد الحفاظ على مصالحها في ظل أجواء ضبابية يمكن ان تخرج في اي لحظة عن نطاق السيطرة اذا ما عرف بان هناك عشرات التنظيمات المسلحة تتقاطع بالأفكار والأيديولوجية الفكرية والقومية مع لائحة طويلة من المتهمين بالإرهاب".

هذا وعلق الباحث في الشأن السياسي ياسين عزيز في وقت سابق، الجمعة (13 كانون الأول 2024)، على احتمالية دعم إيران لحزب العمال الكردستاني نكاية بتركيا، لتورطها بأحداث سوريا.

وقال عزيز في حديث لـ "بغداد اليوم" إنه "بعد خطاب المرشد الإيراني حول الأوضاع في سوريا واتهام تركيا ضمنا دون ذكر اسمها صراحة بدعم ما حصل من عملية اطاحة بنظام بشار الأسد فانه من المنتظر ان يكون هناك صراع غير مباشر وبالوكالة بين إيران وتركيا".

وأضاف أن "هذا الصراع قد يكون على الأراضي العراقية او سوريا، وقيام إيران بزيادة الدعم لحزب العمال الكردستاني المعارض للحكومة التركية، سواء كان مباشرة عبر تماس أراضيها المباشر مع المناطق التي ينتشر فيها عناصر حزب العمال الكردستاني داخل الحدود العراقية في إقليم كردستان، او بصورة غير مباشرة عبر الجماعات او الفصائل المقربة من إيران والذين يقومون بدعم الحزب المذكور منذ فترة ليست بالقصيرة".




المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

هل تستجيب تركيا لطلب التعاون العسكري من سورية؟

دمشق (زمان التركية) أوردت قناة (RT) تحليلًا حول طلب سورية من تركيا تعاونًا عسكريًا على الشكل التالي:
لم يخرج ما كشفته وزارة الدفاع التركية عن قيام دمشق بالطلب من أنقرة وبشكل رسمي تقديم دعم لها في مجال تعزيز قدراتها الدفاعية ومكافحة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم “داعش” عن حدود المتوقع .

لا بل ثمة من يعتبر أن طلبا كهذا جاء متأخرا لشهور عقب قيام الحكم الجديد في دمشق، وقد مهد له عقد ونيف من الجهد التركي اللامحدود لعسكرة الثورة السورية.

وفي الوقت الذي تزور فيه الطائرات الإسرائيلية الأجواء السورية أنى شاءت وتقصف لمجرد الرغبة في إرسال رسائل التحذير من أي سلوك يمكن أن تقدم عليه دمشق وينطوي على تهديد لها، تبدو الحكومة السورية مضطرة للاستعانة بالجار التركي على ما يمكن أن يثيره ذلك من قلق خليجي وتململ من جانب الأكراد السوريين يدفعهم للتريث في الاندماج مع حكومة وجيش دمشق، والأهم من ذلك ترقب ردة الفعل الإسرائيلية التي أجهضت طائراتها أكثر من محاولة تركية للتموضع وسط سوريا.

فهل ستنجح دمشق الغارقة في مستنقع السويداء، والتي لم تنجح حتى الآن في غسل موبقات ما جرى في الساحل سابقا، في نسج علاقة متوازنة مع كل الأطراف التي تتصارع على الكعكة السورية؟.

وما موقف واشنطن من صراع حليفيها التركي والإسرائيلي على الأرض السورية؟ وإلى أي مدى سيصمد الاتفاق الأمني بين دمشق وأنقرة في ظل وجود من يقاربه من زاوية مساعي تركيا للسيطرة الكلية على سوريا استنادا لدورها البارز في وصول الحكومة الحالية إلى القصر الرئاسي في دمشق؟.

صراع القطبين:

أعلنت وزارة الدفاع التركية، في إحاطة صحفية، أنها تواصل جهودها من أجل  تقديم التدريب والاستشارات والدعم الفني من أجل تعزيز القدرات الدفاعية لسوريا استجابة لطلب من حكومة دمشق.

ولم يكن هذا التصريح بعيدا عن الخطر الذي استشعرته أنقرة عقب ارتفاع أصوات إقليمية تستبطن الرغبة في تقسيم سوريا على خلفية ما قالت إنه اضطهاد يشمل الأقليات الدينية والعرقية فيها وهو ما أشار إليه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان صراحة بعيد خشيته من تمدد هذا التقسيم إلى بلاده وسط تشابه المكونات السورية التركية إلى حد بعيد جدا.

وسط هذه الأجواء التي تنذر بالانفجار، برز إلى الواجهة مجددا صراع النفوذ بين تركيا وإسرائيل على الأراضي السورية، وهو صراع كسب فيه كل طرف جولات وسجل إخفاقات، حيث نجحت أنقرة في بسط سيطرتها الصلبة والناعمة على أجزاء واسعة من الشمال والغرب السوري، لكنها اصطدمت برسائل النار الإسرائيلية، حين حاولت إقامة قواعد عسكرية لها في وسط البلاد، لتبدو إسرائيل كمن يحاول أن يرسم بالنار حدود النزاع والسيطرة بين الطرفين على نحو بدت فيه دمشق الضحية الكبرى لصراع قوتين إقليميتين كبيرتين على أراضيها.

إرث أنقرة التاريخي:

يرى المحلل السياسي، فهد العمري، أن الفراغ الذي خلفه سقوط نظام الأسد كان لا بد أن يجد من يملأه من دول إقليمية دعمت ثورة الشعب السوري حتى وصل إلى انتزاع حريته من بين براثن الإستبداد.

وفي حديثه لـ موقع “RT” أكد العمري أن مبادرة المسؤولين الأتراك إلى زيارة سوريا لخلق نوع من الحلف الاستراتيجي مع الحكومة السورية الانتقالية وإطلاق مباحثات بشأن الشراكة في العناوين السياسية والأمنية والاقتصادية بما في ذلك قيام الأتراك بتدريب قادة وعناصر الجيش السوري الجديد والاتفاق على نشر منظومة دفاع جوي تحمي السماء السورية من الانتهاكات يبدو أمرا طبيعيا ومفهوما عند عموم السوريين، بسبب نظرتهم الإيجابية لسلوك الدولة التركية في الأزمة السورية ويقينهم بأن الثورة السورية ما كانت لتنتصر لولا الدعم التركي اللامحدود وخصوصا في الشق العسكري.

وأضاف المحلل السياسي، بأن السوريين يعتقدون بأن تركيا أولى بهم وبرعايتهم في هذه المرحلة التاريخية أكثر من أية دولة أخرى، بسبب وشائج الدين والدم التي تربط شعبها بالشعب السوري فضلا عن التشابه الثقافي والإرث الحضاري المشترك الأمر الذي يجعلها محظية عند شرائح واسعة من السوريين وهو الأمر نفسه الذي يجعل إسرائيل قلقة من الحضور التركي في سوريا، حيث سعت تل أبيب إلى ضرب أية مساع للتقارب الأمني والعسكري بين البلدين بالدرجة الأولى من خلال استهداف القواعد العسكرية التي كان الأتراك ينوون إقامتها في محافظات حمص وحماة والبادية السورية، فيما لم يعرف بعد كيف سيكون رد الفعل الإسرائيلي على ما أعلنته وزارة الدفاع التركية بالأمس حول دعوة دمشق لأنقرة لأجل إقامة اتفاق أمني بين البلدين يعزز القدرات الدفاعية لسوريا والأمن القومي لتركيا.

موقف تل أبيب ينبع من خشية أن يقيد الوجود العسكري التركي في سوريا من نشاط سلاح الجو الإسرائيلي والحضور الاستخباراتي الطاغي الذي أغلق ملفات اعتقد الجميع بأن الزمن قد طواها مثل ملفات جثث ومتعلقات الجنود الإسرائيليين الذين قتلهم الجيش السوري السابق في معاركه مع الجيش الإسرائيلي سواء في الجنوب السوري أو في لبنان.

وعليه فإن إسرائيل تبدو حريصة ألا يفقدها الوجود العسكري والأمني التركي هذه الميزة، كما أن إسرائيل تخشى كذلك من عودة محتملة لنشاط فصائل ترتبط بإيران خاصة وأن الإيرانيين يملكون الحافز الكبير لمعاقبة إسرائيل بعد استهدافها لقادتهم العسكريين وحتى السياسيين في الحرب الأخيرة بين الجانبين.

و لا تزال إسرائيل تنظر بعين الريبة إلى الخلفية الجهادية التي جاءت منها الحكومة السورية الحالية والتقاطع العقائدي في مكان ما مع الحكم الإسلامي في تركيا وهي ترى في ذلك خطرا قد يتجاوز ربما الخطر الإيراني بمراحل.

ماذا عن موقف واشنطن:

لم تخرج واشنطن بموقف صريح من الصراع التركي – الإسرائيلي على الأرض السورية فخلافا لذلك الإطراء الذي قدمه الرئيس ترامب لنظيره التركي عقب سقوط الأسد عندما وصفه ” بالذكي الذي سيطر على سوريا على نحو لم يفعله غيره منذ ألفي عام، فإن واشنطن لم تتردد في محاباة إسرائيل وتفهم سلوكياتها في سوريا كما غضت الطرف عن كل الضربات التي شنها الطيران الإسرائيلي على مواقع الجيش السوري الجديد، ومعه الكثير من المراكز الحساسة في سوريا.

وإذا كان السفير الأمريكي لدى تركيا ومبعوث ترامب الخاص إلى سوريا، توم بارك، قد أعلن بأن واشنطن لا تعترض على التعاون التركي – السوري الأمر الذي أثار قلق إسرائيل فإن واشنطن استمرت في دعمها العسكري لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي تخشاه أنقرة والتي يشكل الأكراد عمودها الفقري الأمر الذي يضفي على موقفها من علاقة حليفيها الاستراتيجيين إسرائيل وتركيا في سوريا المزيد من الغموض.

المحلل السياسي عمر أمين أكد في حديثه لـ”RT” أن واشنطن تحاول أن تمسك العصا من منتصفها فيما يخص العلاقة بين كل من تركيا وإسرائيل على الأرض السورية، مشيرا إلى أن واشنطن ستكون في نهاية المطاف الحكم في هذا الصراع بحيث ترسم المدى الحيوي للنفوذ التركي – الأطلسي في شمال وشمال غرب سوريا، وتحفظ لإسرائيل نفوذها في الجنوب السوري الذي سيصبح منزوع السلاح بالكامل بناء على الرغبة الإسرائيلية.

العسكر التركي لأردوغان: لا تورطونا

من جانبه يرى المحلل السياسي السوري ابراهيم العلي، أن ما يلفت الانتباه في الرد التركي على الطلب السوري حول الدعوة لإبرام الاتفاقية الأمنية بين الطرفين أنه جاء سريعا ومقتضبا قفزت من خلاله المؤسسة العسكرية وخلافا للمألوف فوق مؤسستي الرئاسة والخارجية وكأنها تقول للرئيس أردوغان: “لا تورطنا في صراع غير مضمون العواقب مع إسرائيل فنحن أقدر على تقدير المواقف منك”.

وفي حديثه لـ “RT” أكد العلي أن رد المؤسسة العسكرية على الطلب السوري أوحى بأن التماهي معه قد لا يتجاوز التدريب والدعم الفني والتقني للجيش السوري كما أنه حصر الغرض من ذلك في مواجهة الإرهاب الداعشي وكأنه يقول لإسرائيل ضمنا بأن هذا التحالف إن حصل فسيكون على نظاق ضيق وليس موجها ضدها على الإطلاق.

والخلاصة التي أراد العلي إيصالها، تقول بأن المؤسسة العسكرية التركية تعلم حدود قدراتها ولا ترغب في التصعيد مع إسرائيل لا في سوريا ولا خارجها، ولهذا فإنها قطعت الطريق على أي تعهد يمكن أن يسوقه الرئيس أردوغان بتقديم دعم عسكري غير محدود لسوريا في مواجهة إسرائيل، وهو ما تخشاه النخب العسكرية التركية التي تعلم جيدا أن الجيش التركي رغم قوته يحتاج إلى تحديث طائراته من نوع “f16″ كما أن المشاريع العسكرية التركية وإن كانت واعدة فإنها تحتاج إلى المزيد من الوقت والتكلفة وعليه فقد استبعد العلي إقدام تركيا على فتح قواعد عسكرية كبيرة في سوريا أو تزويد سوريا بمنظومات دفاع جوي لاعتراض الطائرات الإسرائيلية المغيرة.

ولفت المحلل السياسي إلى خوف المؤسسة العسكرية التركية من مساعي أردوغان إلى ترميم شعبيته في الداخل من خلال التلويح بدعم عسكري كبير للجيش السوري، مشيرا إلى أن الساسة الأتراك بدؤوا يعون عواقب” تكبير حجرهم” من خلال التوقف عن حديث السعي لحماية سوريا أو التعهد بإرسال الـ “f16” إلى أراضيها فيما لا يضير أن يعلو الانتقاد التركي لإسرائيل على خلفية الغارات على سوريا بحيث لا يعدو كونه قنابل صوتية قد يحتاجها الرئيس أردوغان انتخابيا.

وشدد العلي على أن أحداث محافظة السويداء، وردة الفعل الإسرائيلية القوية على ما قالت تل أبيب بأنه تجاوز سوري للخطوط الحمراء في الجنوب السوري وفيما يخص تهديد الدروز السوريين استدعى قصفا شديدا لهيئة الأركان وهو ما ساهم إلى حد بعيد في عقلنة الموقف التركي وجعله أكثر واقعية في التفكير برسم خطوط الاشتباك مع تل أبيب في سوريا، مشيرا إلى أن التأثير الإسرائيلي لم يقتصر فقط على الأتراك رغم انتقاد أردوغان ووزير خارجيته الشديد لاستهداف هيئة الأركان السورية بل تعداه إلى التأثير على السياسة الأمريكية نفسها من خلال تغيير لهجة مبعوث ترامب إلى سوريا توم بارك الذي راح يطلق مواقف لم تعد تعجب دمشق رغم ممالأته لها في أكثر من موقف سابق.

وختم المحلل السياسي حديثه لموقعنا بالإشارة إلى أن تركيا استخلصت العبر من الحرب الإسرائيلية على إيران وهي تدرك خطورة المواجهة مع إسرائيل حتى لو كانت على أراضي الآخرين لأنها تعي أن التغيير الذي حصل في سوريا تزامن مع مرور تركيا في أسوأ ظروفها السياسية والاقتصادية والعسكرية وهي إذ تمسك بسوريا في مكان ما فإن العبرة تكمن في قدرتها على الحفاظ على هذه السيطرة إلى أبعد مدى ممكن.

مقالات مشابهة

  • في مشهدٍ نادر ومتقلب امطار على هدى الشام شمال مكة المكرمة اليوم وسط أجواء مغبرة ورياح نشطة
  • تركيا: رصدنا تحركات في سوريا لتقسيم البلاد
  • تركيا تتحدث عن تحركات مريبة داخل سوريا
  • الدفاع المدني: نقل القافلة الخامسة من المدنيين من محافظة السويداء عبر معبر بصرى الشام
  • صفقة تسليح ضخمة تثير القلق في تل أبيب.. تركيا تتجه لاقتناء 40 طائرة
  • ماذا بعد بيان دمشق وباريس وواشنطن بشأن سوريا؟
  • هل تستجيب تركيا لطلب التعاون العسكري من سورية؟
  • تصاعد التوتر بين تركيا وإسرائيل في سوريا
  • تركيا.. انطلاق المفاوضات النووية بين إيران وأوروبا
  • استقرار تركيا يبدأ من سوريا.. والعد التنازلي لمهمة الجنود الأتراك في دمشق قد بدأ