يديعوت أحرونوت: الحريديم يرواغون لتجنب خطة تجنيد إسرائيلية جديدة
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
كشفت وزارة الحرب الإسرائيلية عن خطة جديدة تستهدف تجنيد 10 آلاف جندي لتعويض خسائر الحرب التي تشنها إسرائيل على جبهتي غزة ولبنان، ومن ضمنها تجنيد نحو 6 آلاف من الشباب الحريديم (اليهود المتشددين) خلال عامين.
وتكشف هذه الخطة عن أزمة حقيقية في جيش الاحتلال، كما تسلط الأضواء على سعي الأحزاب الدينية المتشددة الممثلة في الكنيست لعرقلته من خلال السعي لسن قانون تجنيد يحد من اندماجهم في الجيش.
وجاء في التقرير الذي نشره يوآف زيتون، المحلل والمراسل العسكري الأبرز في صحيفة يديعوت أحرنوت، بالتعاون مع الصحفية شيلا فرايد، أن خطة الجيش الإسرائيلي التي تهدف إلى تجنيد حوالي 6 آلاف شاب حريديم خلال عامين، تأتي في وقت حساس مع استمرار الحرب وما خلفته من خسائر بشرية ومادية.
ومن المقرر أن يلتقي وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف كاتس، مساء اليوم مع كبار المسؤولين في هيئة القوى البشرية العسكرية، وعلى رأسهم رئيس الأركان، الجنرال دادو بار-كليفا، لمناقشة احتياجات الجيش وقدرته على تعويض الجنود القتلى والجرحى وذوي الإعاقات بسبب الحرب، وخاصة الشباب الحريديم.
وحسب تقديرات جيش الاحتلال، هناك حاجة ماسة لما يقارب 10 آلاف جندي، بما في ذلك 6 آلاف جندي مقاتل.
إعلانكما يأمل الجيش في تعديل قانون الخدمة العسكرية ليشمل تمديد الخدمة الإلزامية لتكون 3 سنوات بدلا من 32 شهرا كما هو معمول به الآن، وذلك لتلبية احتياجات الحرب الحالية، لأن عدم تعديل القانون سيجعل النقص في عدد الجنود أكبر بكثير.
ويأتي ذلك في وقت يعاني الجيش الإسرائيلي من نقص كبير في أعداد الجنود الاحتياطيين الذين يتم استدعاؤهم للمشاركة في العمليات العسكرية.
وتشير الأرقام إلى أن معدلات الاستجابة لدعوات الاحتياط قد انخفضت لحوالي 60 إلى 70% فقط في الأشهر الأخيرة.
ويشير التقرير إلى "فشل جهود الاحتلال لتوسيع قاعدة الاحتياط من خلال إنشاء وحدة جديدة تضم حوالي 15 ألف جندي احتياطي من الشباب في الفئة العمرية بين 38 إلى 58 عاما، حيث لم يتمكن الجيش من تعبئة هذا العدد وتم تجنيد حوالي 3 آلاف جندي فقط من قطاع الشباب العام".
عراقيل الأحزاب الدينيةولفت التقرير إلى أنه "من الواضح لجميع الأطراف أنه في هاذين العامين، لن يلتحق معظم الشباب الأرثوذكس المتشددين المؤهلين للتجنيد، وهم مجموعة من 70 ألفا إلى 80 ألفا تتراوح أعمارهم بين 18 و26 عاما، بالجيش، على الرغم من أنه وفقا للبيانات الرسمية التي قدمتها وزارة الدفاع في بداية العام، فإن ثلثهم فقط يستوفون شروط "التوراة والفن"، أي أنهم لا يدرسون في مدرسة توراتية ولا يعملون في نفس الوقت.
وفي التفاصيل، فإن خطة الجيش الإسرائيلي هي تجنيد 4800 شاب حريدي في الجيش الإسرائيلي خلال عام 2025، على أن يتم تجنيد 1700 شاب آخر في عام 2026، ليصل العدد الإجمالي إلى 6200 جندي حريدي في غضون عامين، بحيث تساعد هذه الخطة على تخفيف العبء عن جنود الاحتياط، وتوفر إمدادات بشرية إضافية للوحدات القتالية المنتظمة.
وسلط التقرير الضوء على مجموعة من الإجراءات يقوم بها الجيش الإسرائيلي لتشجيع اليهود المتشددين على الالتحاق بالجيش، من خلال ظروف تناسب قيمهم الدينية، ومن بينها تخصيص معسكرات تدريب خاصة لهم تم تطويرها بالشراكة مع علماء دين من خارج الجيش الإسرائيلي لضمان أنها تلتزم بالمعايير الدينية الصارمة التي يتبعها الحريديم.
إعلانوذكر التقرير من هذه الأمثلة إنشاء قاعدة تدريب في وادي الأردن خصيصا للشبان الحريديم، بالإضافة إلى مواقع منفصلة في قواعد أخرى في أنحاء البلاد، مثل قاعدة جوليس القريبة من عسقلان.
عقباتكما لن تقتصر الخدمة- حسب التقرير- على المهام القتالية فقط، بل سيتم توفير مسارات خدمية متنوعة، تشمل خدمات في مجالات تكنولوجية وأخرى، بالإضافة إلى وظائف مثل صيانة الطائرات والمروحيات القتالية، وهو ما بدأ بالفعل في سلاح الجو مع افتتاح قاعدة خاصة بالحريديم التي استقبلت أول دفعة من الجنود.
غير أن هذه الخطط لا تزال تواجه عقبات كبيرة من قبل زعماء الأحزاب الحريدية في الكنيست التي تعارض على سبيل المثال فرض العقوبات على أولئك الذين يرفضون التجنيد، وتطالب بإلغاء الأوامر التي صدرت بحق الشباب الذين لم يتوجهوا لتلبية نداء الجيش في وقت سابق.
ويشير التقرير إلى أن "هذه الأحزاب تقول إن فرض الغرامات والعقوبات الجنائية على المتخلفين عن الخدمة لن يكون مقبولا، وتطالب بإلغاء القوانين التي فرضت عليهم بالفعل، مثل أوامر الاعتقال أو منع السفر، وهو ما يعد نقطة خلافية رئيسية في المفاوضات الجارية بشأن مشروع قانون التجنيد".
ولذلك فمن المتوقع أن تستمر المناقشات السياسية حول قانون التجنيد لفترة طويلة، خاصة في ظل الخلافات بين الأحزاب السياسية المختلفة حول المسائل العقابية المتعلقة بالتجنيد، حيث تتمسك الأحزاب الحريدية بموقفها الرافض لأي إجراءات قانونية من شأنها أن تفرض عقوبات على المتخلفين عن الخدمة، وتطالب بإنشاء قانون يتيح إلغاء جميع الأوامر السابقة التي صدرت بحق المتخلفين.
وجدير بالذكر أن الإصرار على تجنيد الحريديم كان أحد أسباب إقالة وزير الدفاع السابق يوآف غالانت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی آلاف جندی
إقرأ أيضاً:
تفاصيل خطة الجيش الإسرائيلي الجديدة بشأن غزة
أفادت هيئة البث الإسرائيلية ( كان 11) مساء اليوم الاثنين 28 يوليو / تموز 2025 ، أن الجيش الإسرائيلي عرض على المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية " الكابينت" خطة جديدة لتشديد الحصار المفروض على غزة ، تشمل كذلك توسيع العمليات البرية لمناطق إضافية في القطاع ، وذلك بطلب من المستوى السياسي في إسرائيل.
وقالت إن الخطة لا تشمل، في هذه المرحلة، تصورًا لاحتلال كامل للقطاع، ونقلت عن مصدر مطّلع على تفاصيل الخطة أن الجيش "لم يُطلب منه حتى اللحظة إعداد خطة للسيطرة الكاملة على غزة"، مضيفًا: "من غير المؤكد أن يحدث ذلك".
في غضون ذلك، قال مسؤول سياسي إسرائيلي للقناة: "نحن في أسوأ وضع ممكن حاليًا. المفاوضات بشأن صفقة التبادل في جمود تام، والجيش في حالة تراجع ميداني، والجنود يُقتلون، بينما حماس لا تشعر بأي ضغط".
وأضاف: "ناهيك عن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي أقرّ فيها بوجود مجاعة في غزة"، في إشارة إلى الكارثة الإنسانية المتفاقمة بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ أكثر من 21 شهرًا.
وذكرت القناة أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعتبر أن الحرب على غزة وصلت إلى "مفترق طرق"، ما يستدعي اتخاذ قرارات حاسمة في ظل تعثّر العمليات وتصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل لإنهاء الحرب ورفع القيود عن المساعدات.
وفي السياق السياسي الداخلي، قرر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو دعوة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إلى جلسة الكابينيت التي تُعقد في هذه الأثناء، وذلك بعد أن تم استبعادهما من القرارات المتعلقة بما تُسمى "فترات التهدئة الإنسانية".
وقالت "كان 11" إن النقاش في جلسة الكابينيت يتركّز حول سؤال رئيسي: "إلى أين تتجه غزة؟"، مشيرة إلى أن الوزراء سيطّلعون على خطط عملياتية موسعة، من بينها خطة تقضي بعزل وتقطيع أوصال مناطق واسعة داخل القطاع، كجزء من تصعيد محتمل للعمليات البرية.
ورغم جمود المفاوضات، أفادت القناة بأن محادثات يومية لا تزال تُجرى مع الوسطاء، قطر ومصر، عبر قنوات استخباراتية بين جهازي الشاباك والموساد من جهة، ونظرائهم في القاهرة والدوحة من جهة أخرى.
كما يُتوقّع أن يلتقي وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، خلال الأسبوع الجاري، بالمبعوث الرئاسي الأميركي، ستيف ويتكوف، في واشنطن، لبحث تطورات ملف المفاوضات، والوضع في غزة، إضافة إلى الملف النووي الإيراني.
وفي هذا الإطار، ذكرت القناة أن الكابينيت يناقش "سلسلة قرارات دراماتيكية"، من بينها خيار احتلال كامل للقطاع، أو فرض حصار على المدن التي تنشط فيها حماس. كما طُرح مقترح بوقف تزويد قطاع غزة بالكهرباء بالكامل.
ولفت التقرير إلى التناقض بين هذه المقترحات والتعهد الإسرائيلي الأخير بزيادة إدخال المساعدات إلى غزة، مشيرًا إلى أن "الحصار يعني عمليًا وقف دخول تلك المساعدات الإنسانية".
ونقلت القناة 12 عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع أن "الزخم الذي كان قائمًا لإنجاز صفقة التبادل قد ضاع"، مضيفًا: "مشروع توزيع المساعدات والسيطرة على الأرض كان طموحًا، وقد خلق زخمًا للصفقة، لكنه تبخر. الآن انتقل الزخم للطرف الآخر، ويجب علينا استعادته".
وعلى صعيد الخطط العسكرية البديلة، ذكر المصدر أن تل أبيب تهدف إلى "زيادة الضغط على حماس، واستعادة الزخم التفاوضي". وأشار المصدر إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال فشل المسار التفاوضي، ويجهز خططًا عملياتية، تشمل:
عزل وتقطيع أوصال القطاع في عدة مناطق.
تطويق مدينة غزة.
إقامة ما يُسمى بـ"المدينة الإنسانية".
وعلى خلفية هذه المناقشات، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن إسرائيل تتهم قطر بالوقوف خلف "الحملة الإعلامية" التي تفضح سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل في القطاع، في إشارة إلى تصاعد التغطية الدولية بشأن الكارثة الإنسانية.
كما نقلت القناة عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع قوله: "تصريحات وزراء في الحكومة كانت فاضحة، ألحقت ضررًا بالجيش، وتخدم حملة حماس الإعلامية. الهجمات الإعلامية التي يشنها بعض الوزراء كارثة حقيقية".
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن تسريب مناقشات الكابينيت بشأن خطط توسيع الحرب، قد يكون جزءًا من "تكتيك تفاوضي"، أو يعكس نية حقيقية لتوسيع العمليات إلى مناطق إضافية، أو يأتي بهدف "احتواء الضغوط السياسية" من جانب سموتريتش وبن غفير، وربما يجمع بين هذه الأهداف معًا.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية نتنياهو يعقد مشاورات أمنية بشأن غزة ويُصر على "هدفي الحرب" إسرائيل تضع شرطا لاستئناف المفاوضات مع حماس مستشاران بارزان لنتنياهو في واشنطن لبحث ملفات غزة وإيران الأكثر قراءة محمد اشتية... خيرا فعلت واستمر في فعل الخير - بقلم : د. احمد المعروف حماس : نواصل المشاورات لإنجاز اتفاق مشرّف الكشف عن هدف العملية العسكرية في دير البلح محدث: ارتفاع عدد المتوفين نتيجة التجويع في غزة إلى 20 خلال يومين عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025