نشر موقع "موندويس" الأميركي مقالا للصحفي والكاتب الفلسطيني قسام معادي يتتبع فيه مصطلح "إسرائيل الكبرى" لدى اليهود المتطرفين و"الصهيونية الدينية" عبر القرون، وما وصل إليه خلال العقود الماضية من الصراع العربي-الإسرائيلي وحتى دخول جيش الاحتلال سوريا أخيرا.

وقال إن الطموحات الإقليمية الواسعة لإنشاء "إسرائيل الكبرى" تبدو ذات يوم مجرد خيال صهيوني يميني، وإن الخرائط المستخدمة لوصف الرؤية غالبا ما تعكس قصصا توراتية يعتبرها العديد من الصهاينة مجرد تاريخ.

واليوم، تظهر الأحداث الجارية في غزة ولبنان وسوريا أنه قد تكون هذه الرؤية أقرب للتحقق مما كان يعتقد الكثيرون.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من الخاسر الأكبر؟ أميركا بأفغانستان أم روسيا بسوريا؟list 2 of 2صحف فرنسية: تهافت دبلوماسي غربي على سوريا الجديدةend of list

واستمر يقول إنه بينما دفعت إسرائيل قواتها إلى عمق الأراضي السورية الخاضعة للسيادة بعد سقوط نظام بشار الأسد، عاد مصطلح "إسرائيل الكبرى" إلى الظهور في التغطية الإعلامية.

وقد استخدم هذا المصطلح في الأيام الأخيرة لوصف التوسع العسكري الإسرائيلي خارج حدود إسرائيل المعترف بها حاليا، وهو تعريف دائم التوسع لما يمكن أن تشمله إسرائيل.

مصطلح "إسرائيل الكبرى"؟

يشير هذا المصطلح إلى فكرة الدولة اليهودية التي تتوسع عبر أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط كتناسخ مفترض لما يصفه "الكتاب المقدس" بأنه أراضي القبائل الإسرائيلية القديمة، المملكة الإسرائيلية، أو الأرض التي وعد بها الله إبراهيمَ -عليه السلام- ونسله. وفي سفر التكوين، يعد الله إبراهيم بالأرض "من نهر مصر إلى نهر الفرات" له ولنسله.

إعلان

في وعد بلفور عام 1917، وعدت بريطانيا بإنشاء "وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين"، ووُصِف اسم "فلسطين" بشكل أساسي الأرض الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، بحدود متفاوتة، ولكن نظرا لأن الحدود لم يتم تحديدها بعد في بلاد الشام العثمانية آنذاك، كان ينظر إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن على نطاق واسع على أنها امتداد لفلسطين.

إسرائيل الكبرى في السياسة الإسرائيلية

وبعد إنشاء إسرائيل في عام 1948، أفسحت المناقشات النظرية المجال للبراغماتية السياسية. لم تدرج إسرائيل أبدا "إسرائيل الكبرى" في خطابها الرسمي، ولم تطالب رسميا أبدا بالحق في جعل الأراضي العربية خارج حدود عام 1948 جزءا من ملكيتها الخاصة، حتى بعد احتلالها للضفة الغربية وغزة وصحراء سيناء ومرتفعات الجولان السورية عام 1967، حيث اعتبر هذا الخطاب أن هذه الأراضي خاضعة للإدارة لأسباب أمنية، حتى ضمت إسرائيل الجزء الشرقي من القدس والجولان في أوائل 1980.

ومع ذلك، بما أن إسرائيل لم تحدد حدودها أبدا، فإن فكرة "إسرائيل الكبرى" ظلت في مخيلة الإسرائيليين اليمينيين المتدينين وأخذها بعض المتطرفين بجدية أكبر.

بدأ اليمين الديني يزداد قوة بعد عام 1967، وخاصة في السبعينيات والثمانينيات. وكان أحد المعتقدات التي اكتسبت زخما في هذه الفترة هو الاتجاه المسياني الذي يرى توسع إسرائيل خارج حدودها جزءا من تحقيق نهاية الأزمنة، ومجيء المسيح اليهودي. وقادت هذه الحركة الاستيطان في الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة، وغالبا ما كانت ترسم خططا تعتمدها الدولة لاحقا.

المصطلح ومرادفاته العملية

ومع دعوات الصهاينة المتدينين الصريحة بشكل متزايد أخيرا لضم الضفة الغربية، بدأ استخدام المصطلح كاختصار لرؤية إسرائيل وهي تمتد على كل فلسطين التاريخية وأصبح مرادفا لرفض الدولة الفلسطينية.

وتم تعزيز هذه النسخة من إسرائيل الكبرى بقانون الدولة القومية الإسرائيلي الذي تم تمريره في عام 2018 وقرار الكنيست في فبراير/شباط الماضي الذي رفض إقامة دولة فلسطينية في أي مكان بين النهر والبحر.

إعلان

وأعطت الإبادة الجماعية الحالية في غزة، والأحداث في جميع أنحاء المنطقة، حياة جديدة لفكرة "إسرائيل الكبرى".

ومنذ بداية هذه الإبادة، زادت الدعوات من قبل المتطرفين اليمينيين الدينيين، ومعظمهم من حركة المستوطنين في الضفة الغربية لإقامة مستوطنات إسرائيلية في قطاع غزة. وقد حظيت هذه الدعوات بدعم الوزراء وأعضاء الكنيست.

المشروع والسياسات الماثلة

في الواقع، يبدو أنه بين الدعوات إلى التسوية في غزة والجهود المبذولة لضم الضفة الغربية، ومنع إقامة دولة فلسطينية، كان التنفيذ العملي لـ"إسرائيل الكبرى" في طريقه إلى التحقق.

ولكن الأحداث السريعة التطور في لبنان وسوريا خلال الأشهر الأخيرة أعادت إحياء الأوهام حول نسخة متطرفة من "إسرائيل الكبرى" في الخطاب الإسرائيلي.

إن مطالب إسرائيل بإنشاء منطقة عازلة داخل لبنان، إلى جانب غزوها للأراضي السورية بعد انهيار نظام بشار الأسد، قد وسعت الخريطة المتخيلة لإسرائيل الكبرى.

ومع ورود تقارير عن وصول القوات الإسرائيلية إلى ما يقرب من 23 كيلومترا من دمشق، بدأ المتطرفون الدينيون الإسرائيليون في إعادة الخطاب التوراتي لوصف طموحاتهم الإقليمية.

ويوم الخميس الماضي، ذهبت مجموعة من الإسرائيليين الأرثوذكس المتدينين إلى قمة جبل الشيخ في سوريا، التي احتلها الجيش الإسرائيلي أخيرا، وأقاموا احتفالا دينيا هناك، تحت أنظار الجنود الإسرائيليين.

حجة متكررة

وتصر إسرائيل حاليا على أن أعمالها في سوريا مؤقتة، مثلما أصرت من قبل على أن احتلالها للضفة الغربية والجولان مؤقت، وتدعمها في تكرار هذه الحجة الولايات المتحدة.

وختم الكاتب مقاله بالقول إنه مع مثل هذا السجل، مع صعود القومية الدينية في إسرائيل، ومع تصرفات إسرائيل في غزة، ولبنان، وسوريا دون رادع خلال العام الماضي، وتوغلها الحالي في سوريا، لا يمكن لأي شخص أن يضمن أن خيال "إسرائيل الكبرى" هو مجرد خيال في أذهان القادة الإسرائيليين.

إعلان

ويبدو أن الأيديولوجية التوسعية المتعصبة لدى هؤلاء القادة الإسرائيليين التي يغذيها التعصب الديني، والتي تشق طريقها حاليا فوق الجثث وأنقاض مدن بأكملها، ليست مجرد ذكرى سيئة للماضي الاستعماري.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات إسرائیل الکبرى الضفة الغربیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

بريطانيا تفرض عقوبات على وزيرين إسرائيليين لتحريضهما على العنف في الضفة الغربية

فرضت المملكة المتحدة عقوبات على وزيرين في الحكومة الإسرائيلية، هما إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اليوم ردا على تحريضهما المتكرر على العنف ضد الفلسطينيين.

وإلى جانب شركائها أستراليا وكندا ونيوزيلندا والنرويج، تدعو بريطانيا لاتخاذ إجراءات فورية ضد المستوطنين المتطرفين.

إسرائيل تنفي إرسال منظومات "باتريوت" لأوكرانيا وتتنصل من تصريحات سفيرهاتوم هومان: إدارة ترامب ليس لها الحق في اعتقال حاكم كاليفورنيا

والتدابير المعلن عنها اليوم تدل على التزام المملكة المتحدة بالتصدي لمن يحرضون على الكراهية والعنف.
مع استمرار معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية نتيجة أعمال العنف الشديد التي يقوم بها مستوطنون إسرائيليون متطرفون، والتي تقوض أيضا قيام دولة فلسطينية مستقبلا، وانضمت المملكة المتحدة إلى أستراليا وكندا ونيوزيلندا والنرويج في تعزيز الرد الدولي.

حيث فُرضت الآن عقوبات على وزيرين في الحكومة الإسرائيلية بصفتهما الشخصية، هما إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، لتحريضهما المتكرر على العنف ضد المدنيين الفلسطينيين، وهذه العقوبات تدخل حيز النفاذ فورا.

أوضحت المملكة المتحدة، علنا وبصفة شخصية، لحكومة نتنياهو بأن يجب على إسرائيل وقف التوسع في بناء المستوطنات غير القانونية التي تقوض قيام دولة فلسطينية مستقبلا، وملاحقة المستوطنين العنيفين، وإدانة التصريحات التحريضية والمتطرفة التي يدلي بها كلا هذين الفردين.

والتدابير التي يعلن شركاؤنا الدوليون اتخاذها اليوم تدل على الالتزام بضمان محاسبة أفراد يشجعون ويحرضون على انتهاكات حقوق الإنسان.

قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى جانب وزراء خارجية أستراليا وكندا ونيوزيلندا والنرويج، في بين مشترك:

"إننا ملتزمون بكل ثبات بحل الدولتين، وسوف نواصل العمل مع شركائنا تجاه تطبيقه. فهو السبيل الوحيد لضمان الأمن والكرامة للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، وضمان الاستقرار للمدى الطويل في المنطقة. لكن هذا الحل يهدده عنف المستوطنين المتطرفين والتوسع الاستيطاني.

"وقد حرض كل من إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش على عنف المستوطنين المتطرفين، وارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الفلسطينيين الإنسانية. هذه الأفعال غير مقبولة. لهذا السبب اتخذنا هذا الإجراء الآن – لمحاسبة المسؤولين عن هذه الأفعال.

"سوف نبذل جهدنا لتحقيق وقف إطلاق النار فورا في غزة، وتأمين الإفراج فورا عن كل الرهائن المتبقين، وإدخال المساعدات بكميات كبيرة، والمسار تجاه حل الدولتين."

لقد نفذ مستوطنون متطرفون ما يربو على 1,900 اعتداء ضد مدنيين فلسطينيين منذ يناير الماضي وحتى إبريل 2025. والمملكة المتحدة ملتزمة بحماية حل الدولتين ليكون قابلا للتحقيق، وحماية حقوق الإنسان، بما في ذلك عن طريق التصدي لمن يحرضون على العنف.

وفي بيان مشترك، أكدت المملكة المتحدة مجددا التزامها بالاستمرار في "شراكة قوية مع الشعب الإسرائيلي، تقوم على الروابط والقيم والالتزامات المشتركة بأمنها ومستقبلها". كما كان وزير الخارجية البريطاني واضحا في قوله بأن المملكة المتحدة سوف "تواصل العمل مع الحكومة الإسرائيلية وعدد من الشركاء" سعيا لإحلال السلام والأمن للمدى الطويل.

إن المملكة المتحدة، إلى جانب شركائها أستراليا وكندا ونيوزيلندا والنرويج، موقفها واضح بشأن ضرورة أن يتوقف العنف المتنامي والترهيب من جانب مستوطنين إسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. والتدابير المعلن عنها اليوم لا يمكن النظر إليها في معزل عن الأحداث في غزة، حيث يجب على إسرائيل احترام القانون .

طباعة شارك المملكة المتحدة الحكومة الإسرائيلية إيتمار بن غفير بتسلئيل سموتريتش وزير الخارجية البريطاني أستراليا

مقالات مشابهة

  • بريطانيا تفرض عقوبات على وزيرين إسرائيليين لتحريضهما على العنف في الضفة الغربية
  • الاحتلال الكامل للضفة الغربية!.. إسرائيل تُكرّس لواقع جديد لتصفية القضية الفلسطينية
  • اعتقالات وحظر تجول.. تفاصيل العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 14 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • بينهم سيدة وأسرى سابقون.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 14 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • “غزة الصغيرة”.. مشروع التصفية الكبرى؟
  • الأردن يحذر من تبعات استمرار التصعيد في الضفة الغربية والقدس
  • لإنهاء المقاومة.. الاحتلال ينقل نموذج تدمير رفح لشمال الضفة الغربية
  • اعتقالات واقتحامات وسرقة ممتلكات.. الضفة الغربية تحت نيران الاحتلال
  • الضفة الغربية.. استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال في الخليل