اللبنانيون سيحتفلون بالأعياد رغم كل شيء.. وحفلات رأس السنة لن تغيب
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
مع اقتراب عيدي الميلاد ورأس السنة، عادت الحركة إلى الأسواق ولبست المناطق حلة العيد على الرغم من الظروف القاسية التي مرّ بها لبنان في الأشهر القليلة الماضية، ومع سريان اتفاق وقف إطلاق النار وعلى الرغم من الخروقات اليومية التي تقوم بها إسرائيل، بدأ اللبنانيون يشعرون بفرحة الأعياد على بُعد مسافة أيام من الاحتفال بولادة الطفل يسوع.
وكما كل عام تستعد القطاعات السياحية لاسيما المطاعم والفنادق وأماكن السهر لهذا الموسم المُنتظر، وكانت تعوّل على قدوم المغتربين اللبنانيين ولكن بفعل غلاء تذاكر السفر وعدم استئناف كافة شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى بيروت، فان عددا قليلا من اللبنانيين الذين يقيمون في الخليج وافريقيا يستعد للعودة إلى لبنان لقضاء موسم الأعياد مع الأهل.
ومن بين القطاعات السياحية التي تعوّل على موسم الأعياد القطاع المطعمي والذي يُعتبر أكبر قطاع مستثمر في لبنان والذي تلقى خلال عام 2024 ضربة كبيرة بسبب الحرب، فما هي التحضيرات والاستعدادت التي يقوم بها بمناسبة اقتراب موسم الأعياد؟
يقول نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم المقاهي الملاهي والباتيسري خالد نزهة عبر "لبنان 24" ان "عيد الميلاد هو عيد عائلي بامتياز ولديه نكهة خاصة عند معظم اللبنانيين ولكن التوقعات تُشير إلى ان هذا العام سيكون متواضعا من حيث الحركة الاقتصادية والسياحية لأن اتفاق وقف إطلاق النار تمّ قبل فترة قصيرة وخروقات العدو الإسرائيلي مستمرة حتى الآن، كما ان اللبنانيين خرجوا حديثا من تداعيات الحرب القاسية لاسيما في المناطق التي تعرّضت لدمار هائل واعتداءات عنيفة مثل الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية".
وأضاف: "نتمنى ان تشكّل هذه الأعياد بارقة أمل للبنانيين بعد كل ما مروا به في الآونة الأخيرة، وكنا نتمنى مجيئ العدد الكبير من المغتربين للاحتفال بالأعياد في بلدهم ولكن اللبناني خاصة المُقيم في الدول العربية يحجز تذاكر السفر قبل شهرين من أعياد نهاية السنة ونحن اليوم على أبواب العيد وهناك الكثير من اللبنانيين اختاروا ان يمضوا الأعياد في الدول التي يقيمون فيها أو السفر إلى وجهات أخرى".
ولفت نزهة إلى ان "ثمة شركات طيران لم تعد برمجة رحلاتها بعد إلى لبنان وهذا الأمر أثّر أيضا سلبا على الحركة السياحية، موضحا ان أسعار تذاكر السفر مُرتفعة جدا في هذا الوقت نظرا للطلب الكبير والعرض القليل بسبب عدم عودة كافة شركات الطيران إلى مطار بيروت".
وأكد نزهة ان "المطاعم تستعد للأعياد والتحضيرات على قدم وساق وستكون هذه الفترة مميزة وأصحاب المؤسسات ينتظرون هذه الفرصة وسيقدمون أفضل ما عندهم وهم يأملون بإعادة الفرح والبهجة إلى قلوب اللبنانيين بعد الحرب القاسية".
وشدد نزهة على ان "نقابة المطاعم تواكب الوضع مع كافة أصحاب المؤسسات لتقديم نموذج رائع ولبث الفرحة في قلوب اللبنانيين على امل ان تكون الأيام المُقبلة أكثر إشراقا للبنان".
ونوّه بالدور الكبير الذي لعبه أصحاب المطاعم وأماكن السهر خلال الحرب، مؤكدا انهم أبطال حقيقيون لعبوا دورا كبيرا في تضميد جراح النازحين حيث قدم العديد من المطاعم مبادرات ومساعدات للنازحين كما تحولت بعض أماكن السهر لمراكز إيواء، وثمة الكثير ممن يعملون في القطاع خسروا منازلهم أو افرادا من عائلاتهم واستمروا في عملهم على الرغم من الظروف القاسية".
ولفت إلى ان "النقابة تتطلع إلى لبنان جديد يعتمد على السياحة المُستدامة وليس "عالقطعة"، وعُقد اجتماع كبير بعد توقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وتمّ البحث بمتطلبات المرحلة الراهنة والإجراءات المطلوبة سياحيا لإعادة لبنان على الخارطة السياحية ووضع خطة للتعافي والنهوض بالقطاع"، مؤكدا ان "تداعيات الحرب كانت كبيرة جدا وقاسية على هذا القطاع وألحقت أضرارا كبيرة بالمؤسسات على مساحة الوطن وهّجرت قسما كبيرا من العاملين فيه".
وأشار نزهة إلى انه خلال الاجتماع الأخير للمؤسسات السياحية تمت مناقشة أهمية ان يكون هناك مطار ثان في لبنان لدعم "سياحة المجموعات" او رحلات التشارتر إضافة إلى الاعتماد والاستفادة من الموانئ الموجودة في لبنان".
وأضاف: "من خلال سياحة المجموعات يأتي آلاف السياح على متن رحلات بحرية من خلال البواخر الضخمة حيث يخرج الركاب للسياحة في البلد الذي يتوقفون فيه ويحركون العجلة السياحية ومن الضروري العمل على تحقيق هذا الأمر، فنحن نفتقر إلى السياحة البحرية على الرغم من وجود شؤاطئ رائعة في لبنان".
وشدد نزهة على ان "قيام المؤسسات ينعكس إيجابا على الاقتصاد ولا يمكن التحدث عن انتعاش وازدهار حقيقيين الا بعد تحقيق الإصلاح والانتظام السياسي من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة لأن السياحة تطلب استقرارا أمنيا وسياسيا واقتصاديا والبدء بإصلاحات وتحسين البنى التحتية لاسيما الطرقات ووسائل النقل".
ويؤكد نزهة ان "لدى لبنان العديد من المقومات من بينها السياحة الدينية والبيئية والتعليمية والاستشفائية وسياحة المؤتمرات والأعراس والمهرجانات وعروض الأزياء والسياحة التجميلية"، مشيرا إلى انه "لطالما كان لبنان قبل الحرب قُبلة العرب، ويجب ان يعود محطة لكل أنواع هذه السياحات إضافة إلى العمل على استقطاب اللبنانيين المنتشرين في الخارج لبث الحياة مجددا إلى المؤسسات السياحية والمطعمية وإلى البلد ككل".
أما عن التحضيرات لحفلات رأس السنة، فلفت نزهة إلى ان "الفنانين اللبنانيين الكبار سيُحيون بمعظمهم حفلات رأس السنة خارج لبنان لأنهم وقعوا على هذه الحفلات قبل شهرين او ثلاثة اشهر من نهاية السنة والاعتداءات الإسرائيلية توقفت قبل أسابيع قليلة وبالتالي جميع الفنانين كانوا قد ارتبطوا بحفلات في الخارج"، مؤكدا ان "المطاعم وأماكن السهر تتحضر لتقديم الأفضل لزبائنها ليلة رأس السنة والأسعار ستكون متنوعة وتناسب كافة الميزانيات".
إذا على الرغم من كل الظروف القاسية التي عاشها اللبنانيون خلال عام 2024 فهم يستعدون لاستقبال الميلاد والسنة جديدة ولو من خلال احتفالات متواضعة داخل منازلهم لأنهم يحبون الحياة. عسى ان يحمل العام الجديد السلام والاستقرار والازدهار والطمأنينة للبنان واللبنانيين.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: على الرغم من رأس السنة فی لبنان من خلال إلى ان
إقرأ أيضاً:
وفد إعلامي إسباني يزور مدينة البترا ويطّلع على مقوماتها السياحية
صراحة نيوز ـ زار وفد إعلامي إسباني ، اليوم الخميس، مدينة البترا الأثرية للاطلاع على مقوماتها السياحية وتسليط الضوء على الأردن كوجهة آمنة وغنية بالتجارب الثقافية والتاريخية.
وأكد رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي الدكتور فارس البريزات، خلال استقباله الوفد، أهمية الإعلام الدولي في نقل صورة واقعية عن الأردن كمقصد سياحي مستقر وآمن، مشيرا إلى أن البترا تعد من أبرز الوجهات التي تحظى بإقبال واسع من السياح الأوروبيين، خاصة الإسبان الذين يمثلون واحدة من أكبر الجنسيات الزائرة للمدينة الوردية.
وأشار إلى أن البترا لا تقتصر على إرثها التاريخي كإحدى عجائب الدنيا السبع، بل تسعى السلطة باستمرار إلى تطوير منتجات وتجارب سياحية جديدة تثري تجربة الزوار، مثل مسارات المشي، والتجارب الثقافية، ومنتج “بيت الشعر البدوي”، الذي يمنح الزائر فرصة فريدة للتعرف على نمط الحياة التقليدية في المنطقة.
وأضاف أن التنوع السياحي الذي يتمتع به الأردن، من السياحة الثقافية والدينية إلى سياحة المغامرة والاستشفاء والبيئة، يجعل منه متحفا طبيعيا وأثريا مفتوحا قادرا على تلبية تطلعات الزوار من مختلف الاهتمامات.
ونوه البريزات، إلى أن الثقافة البدوية الأردنية في البترا ووادي رم مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي منذ عام 2008، ما يعكس عمق الموروث الشعبي الأردني وأهمية الحفاظ عليه وتعزيزه ضمن التجربة السياحية.
وفي سياق تعزيز التعاون الدولي، أشار إلى أن سلطة إقليم البترا أبرمت عدة اتفاقيات توأمة مع مدن سياحية عالمية تشترك معها في الانتماء لقائمة عجائب الدنيا السبع، وتسعى لتوسيع هذه الشراكات بما يسهم في تبادل الخبرات وتطوير العمل السياحي والثقافي، ومن هذه المدن قصر الحمراء وجنة العريف في إسبانيا.
وتجول الوفد الإعلامي الإسباني في أبرز معالم المدينة الوردية، واطلع على خطط السلطة لتطوير البنية التحتية السياحية، التي تهدف إلى الارتقاء بالخدمات وتحسين تجربة السائح، في ظل رؤية شاملة لتعزيز حضور الأردن على خارطة السياحة العالمية ضمن رؤية التحديث الاقتصادي 2023-2033.
وتأتي هذه الزيارة ضمن الجهود المشتركة بين السلطة وهيئة تنشيط السياحة، ضمن سلسلة من المبادرات الترويجية التي تستهدف الأسواق الأوروبية والعالمية، في وقت يواجه فيه القطاع السياحي الإقليمي تحديات عدة نتيجة الظروف السياسية في المنطقة، وعلى رأسها تداعيات الحرب على غزة.
وكانت سلطة إقليم البترا قد استقبلت وفودا إعلامية من عدة دول مثل فرنسا، وبولندا، وألمانيا، وآخرها الوفد الإسباني، كما تعمل دوما على استقطاب عدد من الوكالات والقنوات الدولية بما يساهم في الترويج للمدينة والمقومات السياحية فيها