الغارديان: موقع فايس يحجب كل ما ينتقد السعودية مقابل الملايين
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
قالت صحيفة الغارديان، إن العديد من التقارير، تشير إلى أن شركة فايس الإعلامي، بدأت تحجب المواد التي يمكن أن تسيء للسعودية، بشكل يثير أسئلة غيرة مريحة حول التنازلاتها التي تقدمها مقابل التعامل مع السعودية، في ظل أزمتها المالية.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن صناعة الإعلام تمر بواحدة من مضائقها المالية الدورية.
وأقنعت فايس الكثير من وسائل الإعلام القديمة التي استحوذت على جمهور الشباب - أن نظرتهم المجازفة والمثيرة للعالم كانت تلك التي يريدها جمهور الشباب - ويمكنهم نشر الأخبار بطريقة تثير اهتمام الأشخاص. اتضح أن هذا مكلف للغاية. بدأت الأمور تزداد صعوبة لوسائل الإعلام وجفت أموال الإعلانات ولم يكن هناك أي ربح.
وتعاني فايس من وضع محرج، فهي تجمع بين كونها منفذا إخباريا، وموقع ويب يقدم محتوى "مثيرا"، ووكالة إعلانية تبيع محتوى ذا علامة تجارية، ولديها مجموعة من صفقات الشراكة في أماكن مثل السعودية، والتي ترغب في إنشاء محتوى نمط حياة إيجابي.
وتعد علاقة فايس مع محمد بن سلمان والحكومة السعودية علاقة مثيرة للاهتمام. والتقى الشريك المؤسس شين سميث مع ولي العهد السعودي، في عام 2018، في الوقت الذي وصل فيه محمد بن سلمان إلى السلطة وكان حريصا على تنويع الاقتصاد.
وقالت الصحيفة، شهدت الكثير من شركات وسائل الإعلام الغربية اندفاعا نحو الذهب فسابقت إليه". وأقامت السعودية عددا من الشراكات مع الشركات في لندن لتحسين صورتها في الخارج، بما في ذلك Vice. بشكل منفصل، في عام 2019، اتهمت الحكومة البريطانية صحيفة "إيفنينغ ستاندرد" والإندبندنت في المحكمة بأنها مملوكة جزئيا للدولة السعودية.
وأضافت: "تسبب مقتل جمال خاشقجي بعد عام في توقف الكثير منهم أو التراجع لأنهم كانوا قد تلقوا وعودا بتحول غربي جديد، حيث ستشارك الدولة قيمهم، أو ما يرون أنه قيم ليبرالية غربية. وبدلا من ذلك، أصبح لديك فجأة صحفي ميت وقاتل مدعوم من الدولة".
وقالت الصحيفة إن الكثير من الأماكن إما توقفت مؤقتا أو انسحبت من السعودية، بما في ذلك فايس. لكن الأموال ظلت معروضة. ولا يزال بإمكان السعودية أن تدفع أكثر بكثير مما يمكن أن تدفعه أي شركة غربية تكافح مقابل محتوى ذي علامة تجارية أو للاستثمار في موقع إخباري، وفازت الأموال.
وكانت إعادة تأهيل محمد بن سلمان سريعة وواسعة الانتشار. صافح بايدن بقبضة محمد بن سلمان في عام 2022، بينما تواصل المملكة المتحدة مغازلة المملكة من أجل التجارة والاستثمار. نظمت فايس سرا مهرجانا موسيقيا مربحا وسط الصحراء السعودية، بميزانية قدرها 20 مليون دولار.
ولا يقتصر هذا على الشركات الإعلامية والحكومات. وأنفقت السعودية ما لا يقل عن 6.3 مليار دولار (4.9 مليار جنيه إسترليني) في الصفقات الرياضية منذ أوائل عام 2021. ويشمل ذلك شراء نيوكاسل يونايتد في عام 2021 من قبل صندوق الاستثمار العام السعودي (PIF) مقابل 300 مليون جنيه إسترليني تقريبا، مما أثار مخاوف جمعيات حقوق الإنسان.
وقد وصف المنتقدون هذا الجهد بأنه "غسيل رياضي"، وهي محاولة من قبل النظام لتشتيت الانتباه عن سجله في مجال حقوق الإنسان. ومن المقرر أن يستضيف ملعب سانت جيمس بارك على أرض النادي مباراتين دوليتين وديتين للسعودية في أيلول/ سبتمبر.
وقالت الصحيفة "لقد مرت السعودية بتحول. يمكنك الذهاب إلى حفلة كبيرة في الهواء الطلق في البلد بطريقة لم تكن لتفعلها قبل عقد من الزمان. يمكن أن يختلط الرجال والنساء إلى حد ما. يمكن للمرأة قيادة السيارة. لكن، لا يمكنك أن تكون مثليا بشكل علني، فلا يزال هناك عقوبة الإعدام، ولا يزال لديهم سجل في معاملة الصحفيين بشكل رهيب، وانتهاكات حقوق الإنسان شائعة".
وقالت إنه في ذهن فايس أو التبرير الذي يقدمونه، هو أن السعودي يريد الانفتاح ويحتاج إلى بعض المساعدة، وواجبنا أن نساعدهم في هذه الرحلة'. الجانب الآخر هو: هل تقوم بإضفاء الشرعية على ما يزال نظاما فظيعا جدا؟ ".
تشير أحدث التقارير أن فايس حظرت مرارا التقارير الإخبارية التي يمكن أن تسيء إلى الحكومة السعودية. يقول مراسلو الشركة الإخبارية إنهم غير متأكدين مما إذا كان بإمكانهم الإبلاغ بحرية عن انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة.
وقالت لم يدرك الناس تماما أننا نلعب مع دولة لديها أموال على مستوى لا يمكننا فهمه حقا. الشيء الوحيد الذي تملكه المملكة المتحدة والولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى هو هذا الاحترام الذي يمكن توفيره من خلال شراء هذه المؤسسات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة السعودية محمد بن سلمان نيوكاسل يونايتد السعودية نيوكاسل يونايتد محمد بن سلمان صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقالت الصحیفة محمد بن سلمان حقوق الإنسان الکثیر من یمکن أن فی عام
إقرأ أيضاً:
ليبراسيون: هذه حكاية محتال انتحل صفة وزير دفاع دولة نووية وسرق الملايين
انتحال صفة مدير تنفيذي أو وزير دفاع دولة نووية من أجل الحصول على تحويل مالي عبر استخدام "خدعة الرئيس"، تبدو فكرة بسيطة لكنها جريئة جدا، وقد كلفت ضحاياها خسائر هائلة تقدر بعشرات ملايين الدولارات، بحسب ما أكدته ليبراسيون الفرنسية.
الخطة صممها وقادها الفرنسي ذو الجنسية الإسرائيلية جيلبرت شيكلي، وقد مكنته من جمع ثروة كبيرة قبل أن يقع بيد العدالة، ويحكم عليه في سبتمبر/أيلول 2020 بالسجن 10 سنوات بتهمة الاحتيال المنظم والانتماء لعصابة إجرامية، غير أنه أفرج عنه مبكرا في ديسمبر/كانون الأول 2024.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب إيطالي: لماذا محادثات روسيا وأوكرانيا ليست مفاوضات حقيقية؟list 2 of 2ممرضات يغمى عليهن والجوع يطارد مستشفيات غزةend of listوقد تحولت قصته المثيرة إلى وثائقي يقدم على منصة نتفليكس، وإلى فيلم روائي من إخراج باسكال إلبي.
وأضافت ليبراسيون في تقرير لها أن شيكلي نجح في انتزاع ملايين الدولارات من رجال أعمال ومسؤولين عبر انتحال شخصيات شهيرة، أبرزها وزير الدفاع الفرنسي السابق جان إيف لو دريان.
وقالت إن هذه الظاهرة عرفت إعلاميا باسم "خدعة الرئيس"، وتتمثل في انتحال شخصية رئيس شركة أو مسؤول حكومي لإقناع موظفين ماليين بتحويل مبالغ ضخمة تحت ذرائع أمنية أو تجارية عاجلة، مع طلب السرية التامة.
وذكرت أن الجولة الأولى من عمليات النصب التي قادها شيكلي مست 150 شركة كبرى، حيث فتحت السلطات القضائية الفرنسية تحقيقا في 2015، غير أن شيكلي كان قد فر إلى إسرائيل وحصل على الجنسية لكي لا يسلم لفرنسا.
وقالت إن شيكلي طور أثناء وجوده في إسرائيل أسلوبه في انتحال شخصيات رؤساء شركات ووزراء، فصمّم قناعا بلاستيكيا يشبه وجه وزير الدفاع آنذاك جان إيف لو دريان، وجلس خلف مكتب مزيف يحمل العلم الفرنسي، ليظهر عبر مكالمات نظام سكايب أمام ضحاياه في سيناريو محكم.
وتابعت أن شيكلي أوهم ضحاياه بأن الأموال المطلوبة ستُستخدم في عمليات سرية للإفراج عن رهائن فرنسيين في سوريا وموريتانيا، حيث يُحظر قانونا على الحكومة الفرنسية دفع فدية مباشرة.
رغم بساطة الخدعة، فإنها أقنعت شخصيات بارزة ثرية على دفع ملايين الدولارات للمحتالين
ملايين الدولاراتورغم بساطة الخدعة، فإنها أقنعت شخصيات بارزة، أبرزهم الأغا خان الرابع، الزعيم الروحي للطائفة الإسماعيلية، الذي حوّل قرابة 19.8 مليون يورو على 5 دفعات.
إعلانكما دفعت كورين منتزلوبولوس، مالكة قصر مارغو الشهير، نحو5.9 ملايين يورو، ووقع في الفخ أيضا الملياردير التركي إينان كيراش، الذي أجرى 10 تحويلات بلغت 54.9 مليون دولار.
وتضيف ليبراسيون أن عمليات الاحتيال كانت تمر بـ3 مراحل دقيقة، تبدأ بجمع معلومات تفصيلية عن الهدف، تليها مرحلة "النفق" حيث يُغمر الضحية بسيل من المكالمات والوثائق المزيفة، مع لهجة تجمع بين الحزم والطمأنينة.
أما المرحلة الأخيرة فتشمل تحويل الأموال إلى حسابات أوروبية تمهيدا لنقلها سريعا إلى بنوك بعيدة، خاصة في الصين، لتفادي استرجاعها.
واستخدم شيكلي ومساعدوه أسلوب "السرد الإيحائي"، الذي رصدته الشرطة من خلال رسائل صوتية وجدت في هواتفهم، حيث يوجّه المحتال شريكه كيف يتحدث، وما الأسئلة التي يجب طرحها لمعرفة حدود صلاحيات الموظف المستهدف.
عمليات الاحتيال كانت تمر بـ3 مراحل دقيقة، تبدأ بجمع معلومات تفصيلية عن الهدف، تليها مرحلة "النفق" حيث يُغمر الضحية بسيل من المكالمات والوثائق المزيفة، ثم تحويل الأموال إلى حسابات أوروبية تمهيدا لنقلها سريعا إلى بنوك بعيدة
تحذيراتغير أن مخططات شيكلي انتهت وفضحت، بعدما رفع وزير الدفاع الفرنسي وقتها لو دريان شكوى وبدأ تحقيق رسمي، مما دفع شيكلي وشريكه للفرار إلى أوكرانيا، وهناك خطط للاحتيال باستخدام هوية الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو، وبدأ البحث عن قناع له.
ألقي عليهما القبض في أوكرانيا في أغسطس/آب 2017، وسلما لفرنسا، حيث وجدت الشرطة في أحد الهواتف ملفا صوتيا كاملا حول كيفية تنفيذ "خدعة الرئيس"، من تعليمات بشأن كسب ثقة الضحية إلى معرفة حدود صلاحياتها المالية.
وحذرت الصحيفة من تنامي حوادث الاحتيال الشبيهة بـ"خطة الرئيس"، وقالت إن الشرطة الفرنسية أحصت في 2020 نحو927 محاولة احتيال من هذا النوع، نجحت منها 611، بإجمالي خسائر تجاوزت 124 مليون يورو.
وقالت إن فرنسا شددت الرقابة على تقنيات انتحال الأرقام، وأنشأت قاعدة بيانات للحسابات المشبوهة، إضافة إلى حملات توعية واسعة في الشركات.
لكن المخاوف تتزايد مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي، التي قد تمكّن جيلا جديدا من المحتالين من إنتاج مقاطع صوتية ومرئية أكثر إقناعا، تعيد تجربة شيكلي بحلة رقمية أكثر خطورة، تحذر ليبراسيون الفرنسية.