امريكا تصدر قانون تمويل الإدارات الفيدرالية بما يجنّبها "إغلاقا حكوميا"
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
الاقتصاد نيوز — متابعة
أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن، قانونا يضمن تمويل الحكومة حتى منتصف آذار/مارس، في خطوة تجنّب البلاد إغلاقا حكوميا، بعد مفاوضات في الكونغرس استمرت حتى ساعات متأخرة من ليل أمس السبت.
بعدما استمر الجدل التشريعي للحظات الأخيرة وسط ضغوط مارسها الرئيس المنتخب دونالد ترامب، صادق المشرّعون في نهاية المطاف في أولى ساعات السبت على النص، متجنّبين بصعوبة إغلاقا واسع النطاق لإدارات حكومية قبل عطلة عيد الميلاد.
وكان ترامب والملياردير النافذ إيلون ماسك مارسا ضغوطا على الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس للتراجع عن التسوية. وكان أعضاء الكونغرس سعوا على مدى أيام للتوصل إلى اتفاق آخر، مع تعليق كبير للخدمات الحكومية على المحك.
وبعد دقائق على انتهاء المهلة منتصف ليل الجمعة، تخلى أعضاء مجلس الشيوخ عن الإجراء العادي لتسريع طرح الحزمة الجديدة للتصويت وتمويل الحكومة حتى منتصف مارس/آذار.
وقال بايدن في بيان "يمثل هذا الاتفاق تسوية مما يعني أن أيا من الطرفين لم يحصل على كامل مبتغاه".
لكنه أشار إلى أن الاتفاق "ينبذ تسريع مسار خفض الضرائب عن أصحاب المليارات الذي سعى إليه الحزب الجمهوري".
وجاء إقرار مشروع القانون في أعقاب مفاوضات متوترة استمرّت لأسابيع. وقال زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر في خطاب أمام المجلس "إنها أنباء جيدة أنّ نهج التعاون بين الحزبين ساد في النهاية... إنّها نتيجة جيدة لأميركا وللشعب الأميركي".
دور حاسم
وكان إقرار حزمة التمويل شبه مضمون في مجلس الشيوخ في ظلّ سيطرة الديموقراطيين عليه، لا سيما أنّ الحزب الديموقراطي أدى دورا حاسما في مساعدة الغالبية الجمهورية على تمرير القانون في مجلس النواب في وقت سابق.
غير أنّ ذلك لم يحل دون ظهور مخاوف من امتداد معركة التمويل حتى الأسبوع المقبل، وسط تلكؤ أعضاء مجلس الشيوخ في الكثير من الأحيان في إقرار التشريعات المعقّدة.
وكان من شأن ذلك أن يؤدي الى تعليق كل النشاطات غير الأساسية للحكومة الفيدرالية، ووضع حوالى 875 ألف موظف في إجازة قسرية موقتة، وإجبار حوالى 1.4 مليون آخرين على العمل بدون أجر.
وغالبا ما تكون مهمّة الكونغرس في تحديد ميزانيات الحكومة محفوفة بالمخاطر، مع انقسام المجلسين (النواب والشيوخ) بشكل متقارب بين الجمهوريين والديموقراطيين.
وفي ما يمكن اعتباره تدخّل اللحظة الأخيرة، مارس الرئيس المنتخب دونالد ترامب وإيلون ماسك الذي اختاره ليدير وزارة "الكفاءة الحكومية" المستحدثة، ضغوطا على الجمهوريين للتراجع عن قانون تمويل كانوا قد اتفقوا عليه مع الديموقراطيين بعد مفاوضات صعبة.
وفشلت محاولتان لاحقتان للتوصل إلى تسوية، ما اضطرّ رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون إلى قضاء يوم الجمعة مجتمعا مع مساعديه لإيجاد طريقة أخرى للحفاظ على استمرار عمل الوكالات الحكومية.
وكان يمكن لفشل إقرار مشروع قانون التمويل أن يؤدي الى تجميد وظائف حكومية غير أساسية، بينما يواصل الموظفون في القطاعات الأساسية مثل إنفاذ القانون، العمل من دون أن يحصلوا على رواتبهم إلا بعد استئناف العمل في الوظائف الحكومية.
وكذلك، كان سيُغلق العديد من المتنزهات والمعالم الأثرية والمواقع الوطنية التي من المتوقع أن يزورها ملايين الأشخاص في الأيام المقبلة.
ستكون الأمور مختلفة
تجنّب المشرّعون كلّ هذه التعقيدات التي كان من الممكن أن تصاحب موسم العطل والأعياد، من خلال تمويل الحكومة حتى 14 مارس/آذار عبر حزمة تتضمّن 110 مليارات دولار من بينها مساعدات في حالات الكوارث ودعم مالي للمزارعين.
ومشروع القانون الذي تمّ إقراره مشابه تقريبا لآخر واجه فشلا ذريعا خلال تصويت الخميس. غير أنّ القانون الأخير لم يتضمّن تعليق الحد الأقصى لاقتراض الحكومة لمدّة عامين، وهو الأمر الذي كان قد طالب به ترامب.
وأصبح نفوذ إيلون ماسك أغنى رجل في العالم، لدى الجمهوريين ولدى ترامب، محور هجوم الديموقراطيين على الجمهوريين، وسط تساؤلات عن كيفية تمكّن مواطن غير منتخب من التمتع بهذا القدر من السلطة والنفوذ.
كما برز غضب متزايد بين الجمهوريين بشأن تدخّل ماسك بعدما هاجم الاتفاق على قانون التمويل الحكومي في سلسلة منشورات على منصّة إكس التي يملكها، كان الكثير منها غير دقيق.
وقال النائب الجمهوري عن ولاية جورجيا ريتش ماكورميل لشبكة سي ان ان، "آخر مرة تحقّقت من الأمر، لم يكن لإيلون ماسك حق التصويت في الكونغرس".
وأضاف "الآن، لديه نفوذ وسيضغط علينا للقيام بكلّ ما يعتقد أنّه الأمر المناسب بالنسبة إليه. لكن ثمة 760 ألف شخص صوّتوا لي للقيام بالشيء الصحيح بالنسبة إليهم".
ولم يخف ترامب استعداده لإغلاق الحكومة ما لم يحصل على ما يريده. غير أنّ إقرار التمويل من دون أخذ أولوياته في الاعتبار، أظهر أنّ لنفوذه الكبير على الجمهوريين في الكونغرس حدود.
مع ذلك، حاول جونسون رسم صورة إيجابية، إذ قال للصحافيين بعد تمرير مشروع القانون، إنّ يناير/كانون الثاني سيمثّل "تغييرا كبيرا" في واشنطن مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
وأضاف جونسون "سيعود الرئيس ترامب إلى العاصمة واشنطن وإلى البيت الأبيض، وسيصبح الجمهوريون مسيطرين على مجلسي الشيوخ والنواب. ستكون الأمور مختلفة للغاية هنا".
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار فی الکونغرس مجلس الشیوخ
إقرأ أيضاً:
عاجل- مدبولي: الحكومة تدعم تمويل المشروعات البحثية وتُهيئ البيئة التشريعية لبناء اقتصاد قائم على المعرفة
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن المعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث يمثل منصة رائدة تجمع بين العقول المبتكرة ورجال الصناعة من مختلف القطاعات الاقتصادية، موضحًا أن أهميته تنبع من قدرته على تحويل الأبحاث العلمية إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية حقيقية تساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وفتح آفاق جديدة للاستثمار.
وأوضح مدبولي أن هذا الحدث الدولي يرسخ مفهوم "تسويق العقول" القائم على تحويل المعرفة إلى ثروة اقتصادية، من خلال إتاحة التواصل المباشر بين الباحثين والمستثمرين والمؤسسات الصناعية.
وشدد على أن مصر تعمل على تعزيز الربط بين العلم والمجتمع، وترسيخ مكانتها كوجهة عالمية للابتكار والتطوير التكنولوجي، مشيرًا إلى مبادرة "تحالف وتنمية" التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لبناء منظومة متكاملة تجمع بين القطاعات الصناعية ورواد الأعمال بهدف دعم التكامل في البحث العلمي والابتكار.
دعم حكومي شامل للابتكار وتمويل المشروعات البحثيةولفت رئيس الوزراء إلى أن الحكومة تضع تمويل المشروعات البحثية وتشجيع الشراكات الدولية والإقليمية على رأس أولوياتها، مع العمل على تهيئة البيئة التشريعية اللازمة لتسهيل الاستثمار في التكنولوجيا والبحث العلمي.
ودعا مدبولي جميع المشاركين في المعرض إلى بناء شراكات جديدة تعزز منظومة الابتكار، مؤكدًا أن العلم لغة عالمية توحد الشعوب وتصنع المستقبل، وأن الجمهورية الجديدة تسير بثبات نحو تحقيق اقتصاد المعرفة.
حضور رفيع المستوى يؤكد أهمية الحدثوشهد الافتتاح حضورًا بارزًا لعدد من أعضاء الحكومة، بينهم الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء، والمهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النقل، ومحمد جبران وزير العمل، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات.
كما حضر عدد من رؤساء الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية، ما يعكس أهمية الحدث على المستويين العلمي والاقتصادي.
انطلاق فعاليات IRC EXPO 2025 تحت رعاية الرئيس السيسيوانطلقت اليوم الخميس فعاليات المعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث "IRC EXPO 2025: Market The Mind"، والذي يُقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويشرف عليه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي. ويتولى تنظيمه أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا برئاسة الدكتورة جينا الفقي القائم بأعمال رئيس الأكاديمية.
تعزيز الربط بين البحث العلمي والصناعةويُعد المعرض امتدادًا لجهود الدولة في دعم التكامل بين الأبحاث العلمية والقطاعات الصناعية، باعتباره خطوة محورية لترسيخ دور المعرفة كقوة اقتصادية تدعم رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030.
ويشارك في المعرض أكثر من 80 دولة، ونحو 200 عارض، إلى جانب حضور دول بارزة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، روسيا، مالطا وقطر.
كما يتضمن الحدث 19 متحدثًا دوليًا وأكثر من 400 مشارك من رجال الصناعة ورواد الأعمال والمجتمع البحثي والشركات الناشئة.
قطاعات تكنولوجية واعدة تفتح آفاقًا جديدة للاستثمارويركز المعرض على عدد من القطاعات الاستراتيجية التي تشكل مستقبل الاقتصاد العالمي، من بينها الذكاء الاصطناعي، التكنولوجيا الحيوية والصحية، الطاقة المتجددة، الصناعة المتقدمة، الزراعة الذكية، الأمن السيبراني، المدن الذكية، والإلكترونيات الدقيقة.
وتُعد هذه المجالات ركيزة أساسية لجذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز التعاون الدولي والإقليمي مع مصر في مجالات التكنولوجيا والابتكار.
نظام تفاعلي يربط الباحثين بالصناعةويمتاز المعرض بطبيعته التفاعلية التي تعتمد على نظام "المواءمة بين الأطراف"، والذي يتيح بيئة تسمح للباحثين والمبتكرين من مختلف دول العالم بالتواصل مع رجال الصناعة والمستثمرين بشكل مباشر.
ويهدف هذا النظام إلى تسويق الابتكارات ومنح التراخيص، بما يضمن وصولها إلى السوق وتحويلها إلى منتجات اقتصادية قابلة للتطبيق.
مصر نموذجًا في دعم الابتكار وبناء اقتصاد معرفيويُعد "IRC EXPO 2025" فرصة مهمة لاستعراض الإنجازات التي حققتها مصر في مجال البحث العلمي خلال السنوات الأخيرة، وتعزيز دورها كمنصة دولية قادرة على توجيه وتشكيل مستقبل التكنولوجيا عالميًا.
كما يسهم المعرض في تعزيز الجهود الوطنية لبناء اقتصاد معرفي، وفتح آفاق جديدة للتعاون الدولي، وترسيخ مكانة مصر كقوة صاعدة في مجالات الدبلوماسية العلمية والتكنولوجية.