السودان يواجه مصيراً مجهولاً- هل ينقسم أم يتوحد؟
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
يشهد المشهد السياسي والعسكري في السودان تدهوراً متسارعاً وغير مسبوق، مما يهدد بتمزيق نسيج البلاد ، مع بوادر وجود حكومتين منفصلتين: واحدة في بورتسودان بقيادة الجيش، والأخرى محتملة في الخرطوم أو دارفور تحت إشراف قوات الدعم السريع. هذا التطور، الذي يُعيد للأذهان سيناريوهات شبيهة بتقسيم السلطة في دول مثل ليبيا، يحمل في طياته مخاطر جمة على وحدة السودان واستقراره.
خطر الانقسام السياسي والعسكري
يعكس إعلان قوات الدعم السريع عن تأسيس حكومة موازية عمق الانقسام السياسي، ويدل على فشل الجهود المبذولة للتوصل إلى حل تفاوضي للأزمة. من مسارات التفاوض التي لم تحقق اختراقًا يُذكر منذ اندلاع الصراع في أبريل الماضي. في المقابل، يواصل الجيش العمل من بورتسودان، متشبثًا بموقعه كصاحب الشرعية، مما يعمق من حالة الاستقطاب السياسي.
يهدد وجود حكومتين متوازيتين بانهيار الدولة، وتعميق الانقسامات الاجتماعية والعرقية، وفتح الباب أمام التدخلات الخارجية ، حيث تتبدد سيادة القانون ويترسخ منطق السيطرة العسكرية على الأرض. هذا الوضع سيخلق بيئة خصبة لنمو الميليشيات، وتعزيز الانقسامات العرقية والقبلية، وازدياد التدخلات الإقليمية والدولية.
التداعيات الإقليمية والدولية
و أصبحت الأزمة السودانية قضية دولية معقدة، حيث تتنافس القوى الإقليمية والدولية على النفوذ، مما يزيد من تعقيد الأزمة ووضعهم في موقف حرج. فالاعتراف بأي من الحكومتين قد يُفسر على أنه انحياز لطرف على حساب الآخر، مما يضاعف من تجاذبات المصالح الإقليمية والدولية داخل السودان.
على الصعيد الإنساني، يؤدي غياب سلطة موحدة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث يعاني ملايين السودانيين من النزوح والجوع والأمراض. انقسام السلطة سيجعل من الصعب التنسيق مع الجهات الدولية لتقديم المساعدات في ظل تعدد الفاعلين وتضارب المصالح.
غياب الحوار والنتائج الكارثية
التصعيد العسكري المستمر وتجاهل الحلول السلمية يدفعان البلاد نحو حافة الهاوية، ويهددان بتفككها وهو ما أوصل البلاد إلى هذه المرحلة الحرجة. التلويح بورقة الحكومتين ليس سوى استمرار لنهج التصعيد الذي يغلق أبواب الحل السياسي. إذا استمرت هذه الديناميكية، فإن البلاد مهددة بالتفكك إلى كيانات متناحرة، مما يعيد إلى الأذهان تجارب دول أخرى غرقت في مستنقع الحروب الأهلية.
الحل الممكن العودة للحوار
التجارب السابقة أثبتت أن الحروب لا تُفضي إلى سلام مستدام. لا بد من العودة إلى طاولة المفاوضات، ليس كخيار ثانوي، بل كضرورة وطنية. على القوى الإقليمية والدولية الضغط على جميع الأطراف لقبول تسوية سياسية شاملة، تضع مصلحة السودان فوق الاعتبارات الشخصية والسياسية.
إن الحفاظ على وحدة السودان واستقراره يتطلب حواراً شاملاً وجاداً بين جميع الأطراف، وإلا فإن البلاد ستواجه مستقبلاً مجهولاً مليئاً بالتحديات
إن سيناريو تقسيم السودان إلى حكومتين ليس مجرد احتمال، بل هو خطر حقيقي يتطلب مواجهة جادة وقرارات شجاعة من كل الأطراف. الحوار وحده هو السبيل لتجنب هذا المصير المأساوي، والحفاظ على وحدة السودان وأمنه ومستقبله.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الإقلیمیة والدولیة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يستقبل سفير جمهورية مصر العربية
إستقبل معالي وزير الخارجية السفير عمر محمد احمد صديق بمكتبه، الأحد، سعادة السفير هاني صلاح سفير جمهورية مصر العربية الشقيقة الذي قدم التهنئة لسيادته بتولي المنصب ناقلاً لسيادته تحيات نظيره معالي وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي.إستعرض اللقاء مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة.وعبر السفير المصري عن تطلع بلاده لإستقبال السيد الوزير في القاهرة قريباً في إطار جهود تعزيز العلاقات الثنائية إضافة إلى الرغبة في إنعقاد آلية (2+2) التي تجمع وزيري الخارجية والري في كلا البلدين.قدم السيد الوزير شرحاً لتطورات الوضع في بلادنا لاسيما الإنتصارات التي تحققها قواتنا المسلحة والقوات المساندة لها في كل المحاور القتالية، موضحاً أن تلويح المليشيا المتمردة ومسانديها بالخارج بإعلان حكومة موازية لن يؤثر شيئاً في مسيرة البلاد وجهود والحكومة في تحقيق الوحدة والاستقرار الأمني والسياسي والتنمية المستدامة.وعبر السيد الوزير عن إمتنان وتقدير السودان لمصر حكومةً وشعباً لوقوفها المشرف مع البلاد في هذه المرحلة مع الإشادة بالموقف المصري الذي ساند موقف السودان في إبطال مرامي مؤتمر لندن الأخير الذي سعى لتمرير أجندة لا تتوافق مع مصالح السودان وشعبه.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب