نور البادية بولاية سناو.. برامج ثرية لإعداد جيل معتز بهويته
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
كتب ـ سهيل بن ناصر النهدي
تستشرف المراكز الصيفية احتياجات الطلبة، الفكرية والتعليمية والتربوية والأخلاقية والوطنية، من خلال متابعة الأحداث، والواقع الذي تبنى عليه مؤشرات المستقبل، وكيف يتم غرس المبادئ الحميدة في نفوس الأجيال خلال المدد التي يقضيها الطلبة في رحابها، ومن هذه المراكز مركز نور البادية ببادية ولاية سناو بمحافظة شمال الشرقية، الذي يستقبل الطلبة من مختلف محافظات سلطنة عمان كل صيف منذ عام 2013م.
وقال حمد بن محمد بن سالم الوهيبي المشرف العام على المركز: يواصل مركز النور منذ 2013م، استقطاب الطلبة خلال الإجازة الصيفية من مختلف محافظات سلطنة عمان، وخلال هذا العام يشارك ضمن الطلبة العمانيين طلبة دوليون من زنجبار ومملكة تايلند، نظرا للسمعة الطيبة التي حققها المركز منذ تأسيسه.
وأشار الوهيبي إلى أن المركز عبر استراتيجية بعيدة المدى يجدد سنويا برامجه الصيفية، لتكون ملائمة لاحتياجات الطلبة، و تطور ثقافتهم، حيث يفرض الواقع والمستجدات والمتغيرات الفكرية والتربوية والاجتماعية، حيث يركز القائمون على البرامج الصيفية بالمركز على غرس الانتماء الوطني في نفوس الطلبة، عبر ترسيخ السمت العماني الأصيل الذي يستمد قوته ونهجه من الدين الإسلامي الحنيف الذي يحيي في النفوس، الإخلاص الوطني واتباع العادات العمانية الأصيلة.
وأضاف الوهيبي: تواجه الأجيال العديد من التحديات خاصة فيما يتعلق بالهوية، والمحاولات التي تأتي عبر الغزو الفكري لزعزعة الثقة بالنفس بين الشباب، والمساس بهويتهم ومعتقداتهم وانتمائهم الوطني، ومن هذا المنطلق يركز مركز نور البادية على تعزيز ثقة الطلبة بنفوسهم وأنهم من مجتمع عريق له تاريخه الضارب في القدم، وحضارته الراسخة وسمته الأصيل الذي يفخر به كل إنسان عماني.
وبيّن حمد بن محمد الوهيبي بأن الإقبال المتنامي على المشاركة بالمركز والاستفادة التي يجنيها الطلبة ويلمسها أولياء الأمور في أبنائهم، دفعنا إلى العمل على مواصلة توسعة مرافق المركز، حيث يتم العمل حاليا على إنشاء قاعة كبيرة متعددة الأغراض ضمن مرافق المركز لإقامة الندوات والمحاضرات بشكل مستمر.
وأضاف الوهيبي في ختام حديثه أن المركز سيواصل برامجه في تعزيز السمت العماني الأصيل، وغرس الهوية الوطنية في نفوس الأجيال وتعريفهم بتاريخ أجدادهم العظيم المعروف بين شعوب العالم.
من جانبه قال سعيد بن محمد الفزاري رئيس البرامج الصيفية بالمركز: إن المركز يحرص على تحصين الطلبة من الغزو الفكري، لذلك ينفذ برنامجه الصيفي سنويا وفق قراءة للمستجدات، وخلال هذا العام ركز المركز على غرس الانتماء الوطني، إضافة إلى برامجه المعتادة في حفظ القرآن الكريم والتدبر في الدين، والنحو والفقه والعقيدة.
وأشار إلى أن المركز نفذ زيارات لعدد من المعالم العمانية، مثل القلاع والحصون ومتحف عمان عبر الزمان، ليشاهد الطلبة تاريخ أجدادهم وما بذلوه من جهود في سبيل رفعة عمان ومكانتها.
وأضاف: نظرا للإقبال المتزايد الذي يشهده المركز سنويا، يتم وضع بعض الاشتراطات لقبول الطلبة، عبر الإعلان عن الفئات العمرية وتحديد المستويات التي يتم من خلالها قبول الطلبة، الذي يقضون قرابة 50 يوما في رحاب المركز.
و أوضح الفزاري بأن المركز يضم قاعات تدريس ومكتبة عامة تضم آلاف الكتب، ومقرات للسكن، وملاعب لممارسة الرياضة، ويتم تقسم الطلبة في قاعات التدريس حسب المراحل والفئات العمرية، ويتلقون التدريس والمحاضرات على أيدي مختصين من ذوي الخبرة في المجال التعليمي والتربوي، مشيرا إلى أن البرنامج الصيفي، يتجاوز في رسالته مفهوم استغلال الإجازة الصيفية، إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث يحرص المركز على أن كل طالب يلتحق به يكون على صلة بالمركز من خلال حلقة وصل يتم من خلالها التواصل الدائم مع الطالب وحثه على زيارة المركز والاستفادة من المكتبة التي تفتح أبوابها للجميع للاستفادة من ما تضمه من كتب وعناوين في جوانب عديدة.
وأوضح أن مناشط المركز تبدأ كل يوم من صلاة الفجر إلى ما بعد صلاة العشاء، حيث نحرص على أن يصلي جميع الطلبة صلاة الفجر جماعة في مسجد النور، ومن ثم الجلوس والتدبر وقراءة القرآن إلى شروق الشمس، ومن ثم يذهب الطلبة لترتيب مقر سكنهم، ومن ثم العودة للإفطار جماعيا في المجلس حيث تدور بعض النقاشات والأسئلة، مؤكدا بأن المركز يحرص على أن يكون الطلبة بزيهم العماني (المصر و الدشداشة)، ومتابعة الطلبة في طريقة تناول الطعام بأسلوب مهذب وراقٍ، حتى في طريقة الجلوس والحديث فيما بينهم، وتعليمهم العادات الأصيلة في كل هذه الجوانب، وأيضا تعليمهم روح التعاون والتعاضد والمحبة فيما بينهم وضرورة التمسك بالأخلاق الحميدة.
المشاركون
وعبّر عدد من الطلبة المشاركين عن استفادتهم من برامجه الثرية والمتنوعة، وقال الطالب يوسف بن يونس الشعيلي مشارك في البرنامج الصيفي بمركز نور البادية عن استفادته من برامج المركز الصيفي، وقال: أشارك في البرنامج الصيفي بمركز النور منذ عدة سنوات، وفي كل عام نجد بأن البرنامج الصيفي يضيف إلينا المزيد من الاستفادة في الجوانب العلمية والتربوية والأخلاقية.
وأضاف: إن ما نتعلمه في المركز الصيفي، يرسخ في نفوسنا الحب والإخلاص للوطن، وينمي فينا روح الانتماء للوطن والمجتمع وضرورة العمل على الاعتزاز بهويتها وتاريخنا المجيد.
من جانبه قال نفيس نعيم طالب من مملكة تايلند مشارك في البرنامج الصيفي بمركز نور البادية، سمعت عن هذا المركز وأنا في مملكة تايلند، وشجعتني أسرتي على أن أقوم بالتواصل والمشاركة في البرنامج الصيفي.
وأضاف: أنا سعيد بتواجدي بولاية سناو والمجتمع العماني طيب ومتسامح ولم أشعر بينهم بالغربة.
من جانبه قال محمد بن أحمد الوهيبي: منذ سنوات أشارك سنويا في البرنامج الصيفي بمركز نور البادية، ووصلت إلى المستوى الثالث الذي نقوم فيه بقراءة بعض الكتب والجلوس مع بعضنا البعض نحن الطلبة للتحاور حول العديد من المفاهيم من هذه الكتب، ونحاور المعلمين حول هذه الجوانب لنتعرف على أمور ثقافية بشكل أوسع.
وقال عمر بن عبدالله الشعيلي: لقد غرس البرنامج الصيفي بمركز نور البادية في نفسي الكثير من الجوانب الإيجابية، وتعلمت الكثير من الأمور المفيدة في الأخلاق والانتماء للوطن والفخر بالتاريخ العماني الأصيل، وروح التعاون والتكاتف والسمت العماني الأصيل.
وعبّر الشعيلي عن سعادته بتنوع البرامج التي تشمل الدروس والمحاضرات والأنشطة الرياضية، ورحلات لمعالم عمانية، وهذا الثراء في البرامج جعل الاستفادة أشمل وأوسع في جوانب مهمة في الحياة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الطلبة فی أن المرکز من خلال على أن
إقرأ أيضاً:
120 طالبًا يختتمون ملتقى مدرسة الحياة بسمد الشأن في أجواء تعليمية محفزة
اختتمت مدرسة الحياة لتدريس القرآن الكريم بسمد الشأن في ولاية المضيبي، مساء أمس، فعاليات ملتقاها الصيفي لعام 2025، الذي جمع 120 طالبًا من داخل سلطنة عُمان وخارجها، وذلك برعاية سعادة حمد بن خليفة العبري، والي ولاية إبراء، وبحضور أولياء الأمور والمعلمين والمشرفين وعدد من المسؤولين.
وشهد الحفل الختامي تقديم عدد من الفقرات التعليمية التي تعكس جهود المدرسة المستمرة في تقديم برامج تربوية وتعليمية شاملة تستهدف تنمية الطلاب على مختلف الأصعدة، كما تم تكريم عدد من الطلبة المشاركين في الملتقى.
وأكد يعقوب بن يحيى الراشدي، وكيل المدرسة، في كلمته خلال الحفل، أن الملتقى يُعد محطة تعليمية متكاملة تهدف إلى تنمية شخصية الطالب معرفيًا وسلوكيًا ومهاريًا، مشيرًا إلى أن البرامج لم تقتصر على الحفظ والتلقين النظري، بل تضمن ورش عمل تطبيقية في مجالات متعددة منها الزراعة، إضافة إلى رحلات تعليمية وثقافية خارجية، لتعزيز المفاهيم القرآنية والهوية الوطنية لدى الطلبة وغرس روح الولاء والانتماء للوطن.
ولفت الراشدي إلى أن الملتقى حرص على إتاحة الفرصة للطلاب من مختلف الخلفيات والفئات، حيث شارك في الفعالية 5 طلاب من دول أخرى من بينها تايلاند وزنجبار ومالي، مما يعكس توجه المدرسة نحو الانفتاح على الثقافات الإسلامية المتنوعة وتبادل الخبرات بين المشاركين.
كما نوّه الراشدي بالدور الكبير الذي يقوم به أولياء الأمور والمشرفون في دعم برامج المدرسة، مثمنًا جهود المتطوعين والداعمين الذين ساهموا في توفير بيئة تعليمية محفزة وآمنة للطلاب.
يُذكر أن مدرسة الحياة تأسست عام 2010، وتعد من المؤسسات التربوية غير الربحية التي تعمل تحت إشراف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وتقدم برامج تعليمية متخصصة طوال العام، أبرزها الملتقى الصيفي، والبرنامج الشتوي، ودورات تصحيح التلاوة وحفظ القرآن الكريم. وتستهدف المدرسة ما يزيد على 200 طالب من مختلف الأعمار، مع التركيز على تأصيل القيم الإسلامية والمهارات الحياتية في نفوس الطلبة.
ويأتي ملتقى هذا العام تأكيدًا على نجاح المدرسة في تطوير مناهجها التعليمية وتوسيع نطاق مشاركتها، بما يواكب التطورات الحديثة في التعليم، ويعزز مكانة المدرسة باعتبارها مركزًا تربويًا وتعليميًا رائدًا في مجال تعليم القرآن الكريم في سلطنة عُمان.