يبدو أن أمريكا دونالد ترامب، أخذت قرارا لحلّ الوضع في غزة، من خلال الدفع بالجيش الصهيوني لدخول معركة فاصلة، للحسم عسكريا في الميدان. وهو ما يؤكدّه لقاء المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ليلة 2 آب/ أغسطس 2025، مع وفد ممثلي أهالي الأسرى الإسرائيليين، واعدا إياهم بإطلاقهم من خلال خطة أعدّت لذلك، الأمر الذي يعني أن المقاومة والشعب في غزة، أصبحا في مواجهة معركة عسكرية حاسمة، يشنها الجيش الصهيوني بدعم ومشاركة أمريكية، باتخاذ القرار وبالذهاب إلى الحرب.
فالمقاومة والشعب أصبح ظهرهما إلى الحائط لخوض هذه الحرب، أو الاستسلام الذي يعني النتيجة نفسها، في القتل الجماعي والإبادة، مما يسقط خيار الاستسلام، قطعا، ولا يترك إلّا خيار الحرب في قتال، تنال فيه المقاومة إحدى الحسنيين، حسنى الانتصار، أو حسنى الاستشهاد.
الجيش الصهيوني حين يأخذ القرار بشنّ الهجوم الصفري الشامل، سيرتطم بضعف قوّته الأرضية التي لا تسمح له، أولا، بتحقيق نصرٍ سريع، وقد تتضمن، ثانيا، خسائر لا يمكن حسابها، على مستوى معنويات الجندي المنهك والمرتعب، والراغب في تجنب مثل ما ينتظره من خسائر
هذا القرار الأمريكي يُتخذ باختيار أحمق للحرب ضدّ الشعب الفلسطيني؛ لأن موازين القوى الدولية، والعالمية والإقليمية والعربية والفلسطينية والغزاوية، ليست في مصلحته، لا من الناحية السياسية والمستقبلية، ولا حتى من ناحية المواجهة الميدانية العسكرية. وذلك إذا ما وضعنا جانبا، استخدام سلاح فوق تقليدي، وهو الذي يعني الخسارة الاستراتيجية العالمية لأمريكا، في تثبيت "قيادتها" للعالم. المهم يجب أن يُستبعد هذا الخيار، مؤقتا في الأقل.
أما بالنسبة إلى حرب فاصلة، كما يُعدّ لها ويُعلن، فإن الجيش الصهيوني حين يأخذ القرار بشنّ الهجوم الصفري الشامل، سيرتطم بضعف قوّته الأرضية التي لا تسمح له، أولا، بتحقيق نصرٍ سريع، وقد تتضمن، ثانيا، خسائر لا يمكن حسابها، على مستوى معنويات الجندي المنهك والمرتعب، والراغب في تجنب مثل ما ينتظره من خسائر.
هذا يعني أن الحرب العسكرية الميدانية غير مضمونة النجاح، بل في الأغلب مرشحة للفشل إذا ما حُسبت عسكريا، طوال سنتين تقريبا.
ولكن حتى لو كانت النتيجة عكس ذلك، فالمقاومة ستخرج منتصرة معنويا ورمزيا، فيما سيخرج ترامب ونتنياهو بارتكاب جريمة لا يُمحى أثرها المستقبلي، وهو ما سيعيد الكرّة لتحرير فلسطين، لا محالة.
هذه المقالة تقرأ ميزان القوى في غير مصلحة الهجوم العسكري، الذي يهدّدون به ضدّ المقاومة والشعب في غزة،
صحيح أن الرأي العام العالمي، بالرغم مما حدث فيه من تغيير في غير مصلحة الكيان الصهيوني، بل في مصلحة القضية الفلسطينية، لم يستطع حتى الآن أن يفرض على ترامب ونتنياهو القبول باتفاق هدنة طويلة الأمد، وذلك بعيدا عن حربٍ لا تحمد عقباها، ولكن الرأي العام العالمي سيظل عظيم الأهمية، لا سيما على مستقبل بقاء الكيان الصهيوني، بل يجب اعتباره كبير الأهمية في الحرب القادمة، إذا ما حصلت.
ولأن هذه المقالة تقرأ ميزان القوى في غير مصلحة الهجوم العسكري، الذي يهدّدون به ضدّ المقاومة والشعب في غزة، لا تذهب إلى التحذير، فلسطينيا وعربيا وإسلاميا، لما ستتركه أيّة نكسة للمقاومة من غضبٍ عارم (وربما فوضويّ أيضا) من قِبَل عشرات الملايين من العرب والمسلمين، مما سيجعل كل من لا يقف ضدّ شنّ الحرب على المقاومة والشعب في غزة، يعضّ أصابع الندم. وينبغي التذكير هنا بما حدث من متغيّرات بعد العام 1949 في الأنظمة، وصولا إلى سقوط نظام الشاه في إيران عام 1979، أو بعد العام 1967.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه ترامب غزة المقاومة الحرب مقاومة غزة نتنياهو حرب ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
“الرشق”: ترمب يكرّر أكاذيب الكيان الصهيوني وتحقيق أمريكي يفنّد مزاعم سرقة المساعدات
الثورة نت/..
أستنكر عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عزت الرشق ، بشدّة ترديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمزاعم والأكاذيب الصهيونية باتهام حركة حماس بسرقة وبيع المساعدات الإنسانية في غزة.
وقال الرشق في تصريح صحفي، اليوم الجمعة، :إنّ اتهامات ترامب باطلة ولا تستند إلى أي دليل، وهي تبرّئ المجرم وتحمل الضحية المسؤولية، مضيفا: ترامب لا يملّ من ترديد الاتهامات والأكاذيب الإسرائيلية، ونحن لن نملّ من رفضها وتفنيدها.
وأشار إلى أن هذه الادعاءات فندتها تقارير وشهادات منظمات دولية، بما فيها الأمم المتحدة، كما فنّدها مؤخرًا تحقيق داخلي لوكالة التنمية الأمريكية (USAID)، الذي أكّد عدم وجود أي تقارير أو معطيات تشير إلى سرقة المساعدات من قبل حماس.
وأكد أنّ ما يجري في قطاع غزة من تجويع ممنهج وإبادة هو نتيجة مباشرة لسياسة العدو المدعومة أمريكيًا، التي تستخدم الغذاء والدواء كسلاح حرب ضد أكثر من مليوني إنسان.
وقال إن “المطلوب من الإدارة الأمريكية هو التوقف عن النظر إلى المشهد بعيون إسرائيلية، وتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، وإدانة حرب التجويع والحصار الجائر الذي يفرضه العدو على شعبنا في غزة، ووقف تقديم الغطاء والدعم لهذه الجريمة”
كما طالبها بدعم “جهود إدخال المساعدات بشكل آمن وكامل إلى جميع أبناء شعبنا دون قيود أو شروط، مع التأكيد على توزيعها عبر الأمم المتحدة، وليس من خلال ما يُسمّى بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” التي تعمل كمصائد لقتل الجوعى والمحتاجين للمساعدات”.