من المفترض أن تكون سيارة تسلا سايبر كاب مركبة ذاتية القيادة. وحقيقة أنها لا تحتوي على عجلة قيادة أو دواسات هي شهادة على التزام تسلا بقدرتها على القيادة الذاتية. لكنها لم تصل إلى هذا الحد بعد، على الأقل ليس في كل المواقف.

تعير تسلا حاليًا سيارة سايبر كاب لمتحف بيترسن للسيارات في لوس أنجلوس، الذي نشر مقطع فيديو بطولة مصمم تسلا الرئيسي فرانز فون هولزهاوزن وهو يقوم بجولة في السيارة ويتحدث عن بعض ميزاتها وإلهامات التصميم.

نشر متحف بيترسن مقطع فيديو قصيرًا آخر على إنستغرام يظهر وصول سيارة تسلا سايبر كاب إلى المعرض بقوتها الذاتية. ولكن، يوجد شخص بالداخل، وأخبرت مصادر موقع أوتو إيفولوشن أن السيارة كان يتم تشغيلها بواسطة ذلك الإنسان من داخل السيارة عبر وحدة تحكم.
تحتوي سيارة روبوتاكسي على نصف صفوف المقاعد، ولكن أيضًا عدد الأجزاء.

وفقًا للتقرير، قالت المصادر إن الشخص الموجود في سيارة سايبر كاب كان يقودها باستخدام ما يشبه وحدة تحكم Xbox. تم توصيله بالسيارة عبر سلك، ولكن يمكن التحكم فيه لاسلكيًا أيضًا، ومن خارج السيارة، وفقًا للتقارير.

من المنطقي أن يكون هناك إنسان يتحكم في Cybercab في حالة مثل هذه. إنه ليس طريقًا عامًا يتم رسمه بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) مع علامات حارة واضحة. لا أحد يتوقع أن تكون السيارة ذاتية القيادة قادرة على التنقل بشكل مستقل عبر العوائق مثل المنحدرات المؤقتة داخل المتحف.

وهناك مواقف في العالم الحقيقي حيث قد يتعين على الإنسان السيطرة على Cybercab. سواء كانت عقبة غير متوقعة أو موقف مروري، أو بيئة تنظيمية تتطلب سائق أمان، فمن المهم أن تكون هناك طريقة ما لتشغيل Cybercab يدويًا. كما ذكرنا سابقًا، تتطلع Tesla إلى استخدام برامج تشغيل عن بعد لمثل هذه المواقف حيث يكون ذلك ضروريًا، ولكن يبدو أنه يمكن التعامل معها من داخل السيارة أيضًا. لا نعرف نوع الواجهة التي سيستخدمها هؤلاء المشغلون عن بعد، لكن قيادتها باستخدام وحدة تحكم في الألعاب لن تأتي بشكل طبيعي إلا للأشخاص الذين نشأوا وهم يلعبون ألعاب الفيديو.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وحدة تحکم تحکم فی

إقرأ أيضاً:

ظفار أرض اللبان والتباشير.. ولكن!

 

 

 

خالد بن سعد الشنفري

 

هبَّة جديدة من هبات ظفار حدثت في كل وسائل التواصل الاجتماعي ولم تهدأ بعد.. وذلك حول استبدال اللبان وشجرته كهوية وشعار للمُحافظة واستبداله بوسم وشكل التباشير.

كواحد من أبناء هذه المُحافظة تابعت كل ذلك دون أن أدلي برأيي حوله؛ فقد كنت متوقفًا عن الكتابة لظروف خاصة، إضافة إلى أنني منشغل حاليًا بإعداد كتابي الجديد "ظفار.. ذاكرة زمان ومكان" الذي سيصدر قريبًا؛ لذا آثرت التروي حتى تهدأ النفوس فقد كفى ووفى الناشطون في وسائل التواصل وأصحاب الأقلام.. غير أن الكثير من الزملاء ومن قرائي ألحوا عليَّ بالكتابة عن هذا الموضوع المهم.

وإحقاقًا للحقيقة والتاريخ نقول إنَّ وسم "التباشير" لا يقل أهمية عن وسم "شجرة اللبان"؛ فكلاهما تاريخيًا من صميم إرث ظفار وقد سبق لي أن نشرت مقالًا في جريدة الرؤية الغراء، بتاريخ 4 ديسمبر 2021، عن التباشير واللبان بعنوان "التباشير والزاوية واللبان" كموروثات تاريخية ظفاريّة، وسأقوم بتذييل مقالي هذا برابط المقال القديم لمن أحب الاطلاع عليه، وسأضمنه كذلك كتابي الجديد المعزم نشره في فترة خريف هذا العام بإذن الله.

اللبان والتباشير كلاهما ارتبطا بظفار تاريخيا ولازالا إلى اليوم.

والتباشير هي من علامات ومميزات المعمار الظفاري القديم على أسطح بيوتها ومساجدها وزواياها وحتى أضرحة أوليائها والصالحين، ولا زالت شامخة إلى اليوم ولا تخطئها عين أي زائر للمحافظة، وهي مع منظرها الصوري الجمالي هذا كانت أيضًا قرينة اللبان وتستخدم لوضع مجامر بخور اللبان الكبيرة عليها وحرقه في الأجواء ترحيبا بالزائرين وفي المناسبات كما أن مجامر اللبان والبخور الظفارية يوجد على أعلاها شكل التباشير وهذا دليل الارتباط التاريخي بين الإثنين شكليا وعمليا أيضا.

لغويًا.. التباشير حسب المجامع اللغوية تعني البُشرى وأوائل الأشياء أو باكورتها؛ فيقال تباشير الخريف وتباشير الصباح، مثلما يُقال تباشير الرطب في محافظات عُماننا الحبيبة، وتباشير موسم الفتوح في ظفار الذي كان يترقبه أبناء ظفار بعد انتهاء فترة الخريف، وتهدأ زمجرة أمواج بحره العاتية، ويستقبلون السفن التجارية الخشبية القديمة إلى ظفار مُحمَّلة بمختلف البضائع وتحمل في ذهابها منتوجات ظفار من لبان وقطن وفلفل أحمر وجلود وسمن بلدي وأسماك سيسان مرباط المجففة (الصافي) والصفيلح وغيرها.

ومن المفارقات وأنا أكتب هذا المقال تتلبد كتل السحب الكثيفة سماء الشريط الساحلي لظفار وتحجب شمس هذا الأيام الحارة، فنحن في "نجم الكليل" أشد نجوم ظفار حرارة ورطوبة على الإطلاق، ما قبل موسم الخريف؛ وكأنها استجابة القدر للوحات شعار التباشير الذي زُيِّنت به صلالة وشوارعها وأبت إلّا أن تشاركهم وتُبشِّر بالخريف قبل حلوله فلكيًا بعد شهر من الآن؛ جعلها الله سحب غيث ماطر يروي الأرض وينبت الزرع ويدر الضرع والمرعى ليتواصل مع التوقيت الفلكي له في الثالث والعشرين من يوليو القادم.

أما اللبان، فهي شجرة مميزة تحمل ثمرتها اللبان وسط أحشاء سيقانها ويحسبها الظفاريون مباركة عليهم، وهذا لم يكن ينطبق على ظفار وعمان فقط  بل كانت كذلك لشعوب وحضارات قديمة منذ آلاف السنين وكانت مصدر رزق رئيس وثراء لظفار حتى حيكت حولنا أساطير وحكايات قديمة لديهم بأننا البلاد السعيدة وأرض العمالقة، ويحلو للبعض اليوم وصفه بالنفط الأبيض لتلك الحقب الزمنية ولا زال يقوم بهذا الدور مع الفارق طبعًا وإلى وقتنا الراهن، ويحرص كل من يزور ظفار في خريفها أو أي من مواسمها المعتدلة عموما على اقتنائه وأصبح حاليًا يدخل في صناعة العطور الراقية ومستحضرات التجميل والحلوى العمانية وحتى الدواء.

محافظة ظفار من المناطق القليلة جدًا على مستوى العالم بنمو هذه الشجرة ومن أفضله جودة وشهرة على الإطلاق، وقد ارتبط تاريخيًا اسمها به على مستوى العالم، بعكس التباشير التي تشترك معنا مناطق عديدة في العالم العربي فيها، ولا مقارنة بينهما تاريخيًا، فبيمنا تمتد شهرة اللبان الظفاري الذي كانت سمهرم شرقًا والمغسيل غربًا أهم موانئ تصديره للعالم قبل أكثر من 3 آلاف عام نجد بالمقابل أن مدينة البليد عاصمة ظفار القديمة قبل 700 عام تخلو مبانيها من التباشير وهذا دليل على دخوله إلى معمارنا بعد هذا التاريخ.

وإذا ذكر أمامك اسم مصر تستحضر مباشرة الأهرامات، واسم الصين سورها العظيم، وباريس برج إيفل، واليمن ناطحات سحابها، والإسكندرية منارتها، وكذلك ظفار أول ما يتبادر للذهن عند ذكر اسمها هو اللبان وخريفها، لا تباشيرها.

وإذا جاز لنا من اقتراح بهذا الصدد؛ فنتمنى أن يقتصر شعار التباشير على موسم خريف هذا العام فقط، خصوصًا وأنه قد تم نشر لوحاته على معظم شوارعنا الرئيسية، ونعتبره تباشير خريف هذا العام، أما اللبان وشجرته فيجب أن تظل الشعار والهوية للمحافظة؛ كي لا يُقال عننا- ومع الأسف الشديد لقول ذلك- "أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير".

كنَّا نتمنى أن تنتشر شجرة اللبان في كل شوارعنا وعلى دوراتها وكل جوانبها جنباً إلى جنب، كما نعمل لنخلة النارجيل بدل أن نخرجها من المشهد والصورة لتنزوي؛ فأول ما يهُم الزائر لنا في المحافظة هو النخلة ومشلاها وكذا شجرة اللبان ولبانها وبخورها.

مبارك علينا جميعا تباشير خريف هذه السنة المبكر وكل عام وأنتم في خريف وتباشير وعبق لبان.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • توجيه لائحة اتهام لقائد السيارة في حادث الدهس بمدينة ليفربول
  • اكتشاف مذهل بجوار جثمان أول فرعون تحكم مصر.. ماذا وجدوا في مقبرتها؟
  • الطرق السيارة تدرس رفع التسعيرة لتحقيق التوازن المالي بعد إطلاق مشاريع المونديال
  • المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة
  • أكبر قضية اعتداء جنسي في البلاد.. محكمة فرنسية تحكم على جراح سابق بالسجن 20 عامًا
  • ظفار أرض اللبان والتباشير.. ولكن!
  • ألمانيا تدعم أوكرانيا عسكريا بـ 5 مليارات يورو
  • المغرب يعمم محطات شحن السيارات الكهربائية بالطرق السيارة لاستقبال ضيوف مونديال 2030
  • إسبانيا تحكم أوروبا.. تاريخ ساحق في النهائيات الكبرى
  • أراد ابهارهم ولكن حدث مالم يتوقعه