طفرة تكنولوجية.. هيونداي تصنع محركات كهربائية داخل العجلات
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
تواصل شركة هيونداي العمل على تقنية محركات محور العجلة، وهي خطوة مبتكرة تهدف إلى تحسين أداء وكفاءة السيارات الكهربائية.
تشير براءتا اختراع حديثتان قدمتهما شركة "هيونداي موبيس" إلى تقدم كبير في هذا المجال، مما يعكس رؤية الشركة لتقنيات مستقبلية مبتكرة.
قدمت هيونداي موبيس براءتي اختراع تشير إلى اهتمامها بتطوير أنظمة محركات محور العجلة.
البراءة الأولى تتعلق بتصميم يسمح للمحرك الكهربائي المثبت على المحور بتحريك العجلة باستخدام محمل للعجلة ومسار خارجي، مع تحسين تقنيات التروس لتقليل الفاقد في الطاقة.
أما البراءة الثانية فتتعلق بدمج آلية تغيير التروس داخل دوار المحرك، مما يجعل التصميم أكثر كفاءة وتكاملاً.
تقنية e-Corner ونظام Uni Wheelسبق لهيونداي تقديم نظام e-Corner الذي يدمج المحركات مع أنظمة التوجيه والكبح، مما يمنح السيارة مرونة في المناورة، حيث يمكن للعجلات أن تدور حتى 90 درجة.
كما كشفت الشركة عن نظام Uni Wheel الذي يحرك المحركات إلى أقرب نقطة من العجلات، لكنه لا يدمجها داخلها بشكل كامل، وهو حل وسيط بين التقنية التقليدية والجديدة.
منافسة قوية في السوقتواجه هيونداي منافسة من شركات عالمية مثل فيراري وتويوتا، اللتين تعملان على تطوير تقنيات مشابهة.
كما أن شركات مثل دونج فينج الصينية تدعي أنها الأولى في تطبيق محركات محور العجلة في سيارات إنتاجية.
رغم الابتكارات التي تقدمها هذه التقنية، تواجه تحديات تتعلق بالتكاليف العالية وحاجتها إلى تحسين الكفاءة والموثوقية.
لكن إذا نجحت هيونداي في تجاوز هذه التحديات، ستفتح آفاقًا جديدة في تصميم السيارات الكهربائية وتحسين أدائها.
تقنيات محركات محور العجلة تعد ركيزة جديدة في عالم السيارات الكهربائية، وهيونداي تبدو ملتزمة بالابتكار وتقديم حلول مستقبلية تجعلها في طليعة هذا المجال.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سيارات هيونداي سيارات كهربائية هيونداي الكهربائية المزيد
إقرأ أيضاً:
كيف تصنع الشاشات اكتئابا جماعيا؟
في كل صباح، وقبل أن نرتشف أول فنجان قهوة، تهجم علينا مشاهد الدم والدمار من غزة والسودان وسوريا وأوكرانيا، تقتحم غرف النوم عبر الهواتف والتلفزة، وتسكن الذاكرة بصرخات الأطفال، وصور البيوت المنهارة على ساكنيها، لم يعد العنف حدثًا عابرًا في نشرات الأخبار، بل أصبح مادة يومية تقتات عليها وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ويتجرعها الناس بلا وعي ولا حماية.
لكن ما لا يدركه كثيرون أن هذه المشاهد المستمرة لا تذهب دون أثر، بل تزرع داخل النفوس خوفًا خفيًا وقلقًا دائمًا، وتسهم في خلق «اكتئاب جماعي» داخل المجتمعات، يعطل الأمل، ويقلل الحافز على العمل والإصلاح.
-الخوف المزمن والعجز المكتسب
كيف تتحول المشاهدة إلى مرض نفسي؟ قد يظن البعض أن مشاهدة مشاهد العنف مجرد مرور عابر لصورة مؤلمة، لكن الأبحاث النفسية تؤكد أن التعرض المستمر لمشاهد العنف يولد: • اضطرابات القلق والخوف المزمن.
•اضطرابات النوم وضعف التركيز.
•خدر المشاعر والتعاطف مع الآخرين بسبب كثافة الصدمات.
ويذهب الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك، حين تتحول هذه التجارب اليومية إلى ما أطلق عليه عالم النفس مارتن سلجمان «العجز المكتسب» (Learned Helplessness)، وهي حالة نفسية يشعر فيها الفرد أو المجتمع بالعجز أمام الأحداث، حتى لو كان بإمكانهم إحداث تغيير.
يقول سلجمان: إن التعرض المستمر لمواقف سلبية لا يمكن للفرد التحكم بها يولد استسلامًا نفسيًا وصمتًا داخليًا، يتحول لاحقًا إلى اكتئاب مزمن. في حالتنا، حين نشاهد المجازر والانتهاكات يوميًا دون قدرة على التدخل أو المساعدة، يبدأ الإحساس بأن العالم مكان خطر وظالم، وأن محاولات التغيير لا جدوى منها، ويترسخ الشعور بأن الألم قدر لا مفر منه.
العنف الإعلامي يقتل الأمل ببطء الخطير في هذه المشاهد اليومية إنها:
تطبع العنف وتجعل الدم والقتل أمرًا اعتياديًا.
•تزرع الخوف الجماعي والاستقطاب داخل المجتمعات.
•تسلب الأمل من النفوس وتقتل الحافز على الفعل.
•تزيد من معدلات الاكتئاب والقلق وضعف الثقة بالإنسانية والعدالة.
ومع الوقت، يتحول الصمت أمام الظلم إلى قبول ضمني به، ويتراجع التضامن والعمل التطوعي، وتصاب المجتمعات بـ «شعور جماعي بفقدان الأمل»، يجعلها أقل قدرة على مواجهة الأزمات أو دعم القضايا العادلة.
ماذا نفعل لمواجهة هذه الموجة الصامتة؟
لن يتوقف الإعلام عن بث مشاهد العنف، ولا الصراعات عن الظهور، لكن ما نستطيع فعله هو:
-التوعية النفسية بكيفية التعامل مع هذه المشاهد وتقليل التعرض المفرط لها.
-بناء التفكير النقدي لدى الأطفال والشباب لتفسير ما يشاهدونه دون استسلام للصدمة.
-إعادة تسليط الضوء على قصص الأمل والصمود والعمل الإنساني.
-توفير مساحات نقاش ودعم نفسي مجتمعي للتعامل مع مشاعر العجز والخوف.
إن المجتمعات التي تفقد الأمل تصبح هشّة أمام العنف والاستقطاب والتطرف، بينما المجتمعات التي تحمي صحتها النفسية وتحافظ على أملها، تكون أقدر على مواجهة الأزمات والعمل للتغيير، حتى وسط الحروب والصراعات.
ختامًا: ما نبثه ونشاهده ليس مجرد محتوى إعلامي، بل هو غذاء يومي للروح والعقل، وقد يكون سببًا في تدمير الصحة النفسية الفردية والجماعية إن لم ننتبه.
في زمن العنف المستمر، حماية الأمل أصبحت واجبًا نفسيًا ومجتمعيًا، حتى لا تصبح مشاهد الدم والدمار بابًا لصناعة اليأس، إنما تكون دافعًا للعمل والوقوف مع القضايا العادلة بوعي ومسؤولية.