1 يناير خلال 9 أعوام.. 76 شهيدًا وجريحًا في جرائم حرب للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
يمانيون../
تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في اليوم الأول من يناير خلالَ الأعوام: 2016م، و2017م، و2018م، ارتكابَ جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بغاراتِه الوحشيةِ على الأسواق، المنازل والمزارع والمحلات التجارية، والمنشآت الزراعية والاقتصادية والعليمة والثقافية، والأطفالَ والنساء، وآمال وأحلام الشعب اليمني ومصادرة أرزاق عشرات الأسر، بمحافظَات صنعاءَ وصعدة وحجة، والحديدة، ومارب.
ما أسفر عن 38 شهيدًا، بينهم أطفال، ونساء، و38 جريحاً، ودمار واسع في الممتلكات العامة والخاصة والبنى التحتية ، وأضرار نفسية عميقة في نفوس الأطفال والنساء، وحالة من الحُزن والقهر في نفوس أسر الضحايا، التي باتت بلا مأوى، وفقدت معيليها، وتفاقم الأوضاع المعيشية والآثار الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
1 يناير 2016..12 شهيداً وجريحاً ونفوق عدد من الأبقار وتدمير للمصانع بغارات العدوان السعودي على الحديدة:
في مثل هذا اليوم الأول من يناير 2016م، أضاف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، جريمتي حرب إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، بغارته المباشرة على منشآت مدنية في مديريتي الحالي وباجل، محافظة الحديدة، أسفرت عن شهداء وجرحى من الأبرياء، واستهداف للاقتصاد اليمني، وأقوات عشرات الأسر، ومضاعفة المعاناة، وخسائر فادحة في الممتلكات الخاصة والعامة.
الحالي: 11 شهيداً وجريحاً وتدمير شركة تهامة للصناعات البلاستيكية
في مديرية الحالي، شهدت منطقة كليو 16، جريمة حرب بشعة ارتكبها طيران العدوان، بغاراته المباشرة، على شركة تهامة للصناعة البلاستيكية، ما أدى إلى استشهاد 3 مواطنين وجرح 8 آخرين، بجروح مختلفة، هذا الاعتداء الآثم جريمة حرب مكتملة الأركان بحق المدنيين الأبرياء في اليمن، واستهدافاً ممنهجً للبنية التحتية الاقتصادية ومصدر رزق العمال، مئات الأطفال والنساء المعيلين من قبلهم.
مشاهد الدماء والجثث والدمار والدخان والغبار، وأصوات البكاء والصرخات، ورعب وخوف أهالي الضحايا، عند وصولهم الخبر، وتحول العمل الدؤوب في مصنع الشركة على كابوس، صورة مقربة للحظات الاستهداف، وأثرها في القلوب، وتحطيم الأمل في حياة كريمة أمنة مستقرة للشعب اليمني.
أحد العمال من جوار بوابة الشركة يقول: “هذه حبيبات بلاستيكية، يستخدموها لصناعة الاكياس، بمختلف أنواعها، ما ذنبنا كعمال استهدفونا، وقتلوا زملائي وجرح منهم الكثير، ونحن وسط الدوام، حالنا حال سبيلنا نقصد الله على لقمة عيش أسرنا، فكان الصاروخ الأول علينا ونحن في هذا المكان، وتخوف العمار واستشهد 3 زملاء وعدد من الجرحى”.
فيما يقول أحد الأهالي المجاورين للمصنع: “أرعبوا أطفالنا ونسائنا، وخرجنا مرعوبين من منازلنا ولم نستطيع ننوم طوال الليل، أيش يريدون منا، نحن مستضعفين”.
باجل: شهيد وتدمير منشآت مدنية زراعية وصناعية
أما في مديرية باجل، بمنطقة الكدن، فاستهدفت غارات العدوان الجوية المباشرة، مصنعًا للحليب ومزرعة أبقار وإكثار البذور ومركزًا لتدريب الأسر المنتجة، ما أسفر عن استشهاد مواطن واحد ونفوق عدد كبير من الأبقار، في اعتداء يهدف إلى تدمير الزراعة والاقتصاد في اليمن، وتجويع الشعب اليمني، الأمر الذي يمثل جريمة حرب وإبادة جماعية، مكتملة الأركان، وانتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية.
يقول مدير مشروع السكن الخيري للمزارعين: ” هذا مشروع تنموي تم استهدافه، وهو مشروع يغذي الأسواق بالخضار والفواكه، ودمر المعدات الزراعية والخلاطات والمرشات الزراعية وكل الملحقات، وهذه من جرائم العدوان على بلادنا، ولكننا صامدون ولن نخضع ولن نركع إلا لله”.
غارات العدوان المستهدفة للبنى التحتية والمنشآت المدنية والمدنيين في الحديدة، جرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية، وحق للشعب اليمني في ذاكرته لن تسقط بالتقادم، وسيأتي اليوم الذي يحاسب فيه مجرمي الحرب، وتحقيق العدالة للإنسانية وقيمها ونواميسها وقوانينها المزدوجة المعايير.
1 يناير 2016..14 شهيداً وجريحاً في جريمتي حرب على المدنيين والمرافق العامة بصنعاء:
وفي تصعيد جديد للعدوان السعودي الأمريكي، في مطلع العام 2016م، بيومه الأول من يناير، سجل طيرانه الحربي الغاشم، جريمتي حرب إضافيتين إلى سجل جرائمه الطويل، مستهدفاً المدنيين والأعيان المدنية بغارات وحشية مباشرة، أسفرت عن 3 شهداء و11 جريحاً، وترويع للأهالي وسكان الأحياء المجاورة، مؤكداً استمراره في استهداف الحياة ومقوماتها دون رادع.
معرض الكتاب الدولي هدف لغارات العدوان
في فجر يوم الجمعة شهدت العاصمة صنعاء جريمة بشعة، حيث استهدف طيران العدوان صالة المعارض الدولية (إكسبو) الواقعة بشارع الستين بمديرية الوحدة، ما أسفر عن استشهاد 3 مواطنين وجرح 8 آخرين بجروح مختلفة، في اعتداء آثم الذي استهدف منشأة مدنية هامة، ويهدف إلى شل الحياة الاقتصادية والثقافية في العاصمة، وترويع الآمنين.
رغم حجم الدمار الواسع في المعرض ومحتوياته وملحقاته وهناجره المترامية الأطراف، الا أن معنويات الأهالي المجاورة لها، كانت صامدة ولن تتخلى عن حقها في الدفاع عن السيادة الوطنية حيث يقول أحد الأهالي: ” من العيب أن تطلق رصاصة على حي سكني، ومن يطلقها يدفع الجزاء محدعش أضعاف ، فكيف لطيران العدو السعودي أن يستهدف هذه الحي المزدحم بالسكان بغارات متعددة، ويرعب الأطفال والنساء، مشيراً إلى أن الكثير من الأهالي في حالة رعب والاضرار وصلت إلى المنازل والسيارات والمحلات التجارية المجاورة”.
تدمير المعهد التقني استهداف للمستقبل
وفي جريمة أخرى، شن طيران العدوان غارات جوية على المعهد التقني بمديرية بني مطر، مما أسفر عن إصابة 3 مواطنين بجروح متفاوتة الخطورة، هذا الاعتداء على مؤسسة تعليمية يؤكد استهداف العدوان للمستقبل، وحرمة الدماء اليمنية.
يقول أحد العاملين في المعهد: “كما تلاحظون في يومنا هذا الجمعة تم استهداف المعهد التعليمي في بني مطر ، ولا يوجد فيها سوأ طلاب ، ودمروا القاعات التدريبية في كل الأقسام تدمير كامل”.
خلفت غارات العدوان دماراً هائلاً في صالة المعارض والمعهد التقني، وتسببت في خسائر مادية فادحة، حيث دمرت المباني والمنشآت، وتناثرت الحطام في كل مكان، هذا الدمار الكبير يعكس حجم الوحشية التي يمارسها العدوان بحق الشعب اليمني، ويؤكد استهدافه الممنهج للبنية التحتية.
يعيش أهالي العاصمة صنعاء في حالة من الرعب والخوف المستمرين، بسبب استمرار الغارات الجوية التي تستهدف منازلهم وممتلكاتهم، هذا الرعب يتفاقم وتزداد تبعاته وتداعياته في نفوس الأطفال والنساء، مع كل غارة جديدة، مما يؤثر سلباً على الصحة النفسية للمواطنين.
تؤكد هذه الجرائم المتكررة أن العدوان يسعى إلى تدمير اليمن وشعبه، وتجويعه، وحرمانه من أبسط مقومات الحياة، كما تؤكد أن العدوان يستهدف المدنيين والبنية التحتية بشكل متعمد، دون جزاء رادع إلى اليوم.
1 يناير 2017..9 شهداء وجرحى جلهم أطفال ونساء بغارات العدوان على منزل مواطن بمأرب:
في يوم جديد من أيام الحزن والدموع، سطعت شمس أول يناير عام 2017 م، على وادي حباب بمديرية صرواح في محافظة مأرب، حاملة معها أنباءً مفجعة هزت القلوب وأثرت المشاعر، ففي غارة جوية غادرة شنها طيران العدوان السعودي الأمريكي، على منزل المواطن محمد محسن المحبوبي، محولاً فرحة الحياة إلى مأساة لا تُنسى.
في لحظة انقضاض الطائرة الحربية، كان الأطفال يلهون في ساحة المنزل، والنساء مشغولات بأعمالهن اليومية، والرجال يجتمعون في مجلسهم المعتاد، فجأة، تحولت السماء إلى نار، والأرض إلى جحيم، والصراخ إلى أنين، لم يكفِ العدوان دماء الأبرياء، بل زاد من وطأة المأساة بتدمير منزل بأكمله، وحول أحلام العائلة إلى رماد.
خمسة شهداء أزهروا أعمارهم في بدايتها، وأربعة جرحى يعانون من آلامهم، أغلبهم من الأطفال والنساء، هذه هي حصيلة هذه الجريمة البشعة، التي ترقى إلى جريمة إبادة ضد الإنسانية، عن سابق أصرار وترصد، وفرحة الحياة تحولت إلى بكاء ودموع، وأصوات الضحك إلى صرخات رعب مهول.
توافدت جموع المشيعين إلى منزل الشهيد، حاملين على أكتافهم أجساد الشهداء الطاهرة، وهم يرددون هتافات التكبير والشعارات المناهضة للعدوان، كانت المشاهد مؤثرة للغاية، حيث بكت الأمهات على فلذات أكبادهن، وصرخت الأبناء على آبائهم، وتألم الجميع لفقدان عزيز عليهم.
أم كبيرة في العمل تنهض من بين الدمار وعيونها تذرف دموع ودماء، وكان صورتها رمز من رموز الصمود وعنوان للمأساة في آن واحد تقول: “احرقونا ودمروا منزلنا ولا عندنا لأحد شيء، عيشتنا حطب من الحيود، لا معنا معاش ولا معنا غير الله في السماء، بحرقة أم نجت مع حفيديها الطفلين وامهم الرابعة، أثر غارة أودت برب الأسرة وأطفاله”.
لم تقتصر مأساة وادي حباب على عائلة الشهيد المحبوبي، بل امتدت لتشمل جميع أهالي المنطقة، فقد انتشر الخوف والرعب في القلوب، وباتت أصوات الطائرات الحربية تلاحقهم في كل مكان، وأصبح الأطفال يخشون الذهاب إلى المدارس، والنساء يخشين على أزواجهن وأبنائهن، والرجال يخشون على مستقبل بلدهم.
1 يناير 2017..10 شهداء وجرحى بغارات العدوان على شاحنتي وقود ومواد غذائية بحجة:
وفي اليوم والعام ذاته، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة أخرى إلى سجل جرائمه بحق الإنسانية في اليمن، مستهدفاً بغارته الوحشية شاحنتي وقود ومواد غذائية على الطريق العام في منطقة مثلث عاهم وبني الخمج في مديرية حيران بمحافظة حجة، أسفرت عن استشهاد 3 مواطنين وجرح 7، وتحويل الشاحنتين إلى توابيت متفحمة بما عليها.
هذه الدماء بريئة تسيل على طريق الحياة، في يوم جديد من أيام الحزن، والحرب والحصار على بطون سكان المنطقة، تخيل المشهد: شاحنات محملة بالأمل والحياة، تتحول في لحظة إلى جحيم من النيران والدخان، والجرحى الأبرياء يصرخون طلباً للنجدة، والأهالي يحاولون يستبسلون في انتشالهم واخراجهم مما هم فيه رغم كل المخاوف.
لم يكن هذا الاستهداف مجرد ضربة عسكرية لشاحنات، بل كان استهدافاً مباشراً لحياة الناس، فالشاحنات التي استهدفت كانت تحمل وقوداً لتشغيل المولدات الكهربائية التي تزود القرى بمحرك الحياة، وطاقة الكهرباء، ومواد غذائية لتخفيف معاناة السكان الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء.
أهالي المنطقة يعيشون في حالة من الرعب والخوف المستمر، فالعدوان لا يستهدف فقط البنية التحتية، بل يستهدف مصدر رزقهم وحياتهم اليومية، كل يوم يخشون على أنفسهم وأطفالهم من الغارات الجوية التي لا تفرق بين مدني وعسكري.
يقول أحد شهود العيان: “كنا جالسين في بيوتنا إلى الساعة واحدة بعد نصف الليل، وسمعنا غارات العدوان ضربت كنتر محمل موز ، وعليه شخصين ، أحدهم استشهد، والأخر جريح نقل للمستشفى، كما ضرب سيارة هيلوكس عليها متسوقين، وفيها جرحة وشهداء، وهذه غارات ظلم وعدوان على مواطنين أبرياء” .
احتشد الأهالي في صباح اليوم الثاني كبار وصغار ليشاهدوا جثث متفحمة وحديد حارق ومواد غذائية تحولت إلى رماد ومسرح جريمة بشعة ، وحفر عملاقة في الأرض تعزز المخاوف وتهدد الحياة في المنطقة”.
هذه الجريمة البشعة تضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي يرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني، وهي تؤكد استمرار العدوان في استهداف المدنيين والبنية التحتية، وتدمير الاقتصاد، وتجويع الشعب.
1 يناير 2018..31 شهيداً وجريحاً في جريمة حرب بغارات العدوان على سوق الجراحي بالحديدة:
في الأول من يناير عام 2018م، في ظل ظروف إنسانية صعبة يعيشها الشعب اليمني، سجل العدوان السعودي الأمريكي جريمة حرب جديدة في سجل جرائمه بحق الإنسانية، هذه المرة كان مسرحها المأساوي، بغارته المباشرة على سوقاً شعبياً ومحطة وقود في منطقة الجربة بمديرية الجراحي في محافظة الحديدة، التي حولت حيوات الأبرياء إلى رماد، وتفاوضهم إلى صرخات وبكاء ورعب قيامة صغرى.
في مشهد مروع، أسفرت عن استشهاد أرواح 23 شخصاً بريئاً، بينهم نساء وأطفال، وجرح 8 آخرين، تخيلوا المشهد: سوق مزدحم بالحياة، يوفر لقمة العيش للمواطنين، ومحطة وقود تمد الآليات بالوقود لتسيير عجلة الحياة، يتحولان في لحظة إلى جحيم من النيران والدخان والصراخ.
هذا الاستهداف لم يكن عشوائياً، بل كان استهدافاً ممنهجً للمدنيين الأبرياء، فالسوق الشعبي ومحطة الوقود هما منشأتين مدنيتين، ولا علاقة لهما بأي نشاط عسكري، هذه الجريمة البشعة تؤكد أن العدوان يستهدف المدنيين عمداً، بهدف تدمير البنية التحتية وتجويع الشعب اليمني.
أطفال يصرخون من الألم، نساء تبكي على أحبائها، رجال يحاولون إنقاذ من يستطيعون إنقاذهم، هذه هي المشاهد التي لا تُنسى من مذبحة الجراحي، فرحة الحياة تحولت إلى بكاء ودموع، وأصوات الضحك إلى صرخات فجع.
بعض المتسوقين كانوا يتجهزون لشراء الهدايا والحلويات والورود للاحتفاء مع أسرهم بعيد رأس السنة الميلادية كغيرهم من شعوب العالم المؤمنة بالرسالات السماوية وأجلال رسلها، لكن غارات العدوان أزهق الأرواح وسفكت الدماء على الورود والهدايا وحولت الحلم إلى كابوس لا يمكن حساب عواقبه وتداعياته على أسر الضحايا.
هذه الجريمة البشعة تضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي يرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني، وهي تؤكد استمرار العدوان في استهداف المدنيين والبنية التحتية، وتدمير الاقتصاد، وتجويع الشعب.
من جوار الجثث المترامية هنا وهناك وأشلاء مقطعة ودماء مسفوكة يقول أحد الناجين وهو يشارك في تجميع الجثث وأطفا النيران ويبحث عن جثة أبنه: “كما تشاهدون هذه وحشية العدوان، ويبكي أين أبني يضربون مواطنين أبرياء، ومحطة، وبقالات ودراجات نارية، ما ذنبنا، لكن رسالتي لكل أحرار الشعب اليمن جميعنا مدعيين لرفد الجبهات”.
هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم، وسوف يحاسب مرتكبوها عاجلاً أم آجلاً، وسوف يبقى ذكرى الشهداء حية في قلوبنا، وسوف نظل نناضل من أجل إنهاء هذا العدوان الظالم، واستعادة حقوقنا المشروعة في العيش بسلام وكرامة”.
إن ما يحدث في اليمن هو جرائم حرب ضد الإنسانية، ولا يمكن السكوت عليها، ويجب على العالم أن يقف إلى جانب الشعب اليمني، وأن يضغط على دول العدوان لوقف عدوانها الغاشم.
سيبقى كل أحرار العالم يتذكرون شهداء الجراحي، وكل شهداء اليمن، ويناضلون من أجل تحقيق العدالة، لأسر ضحايا العدوان المتواصل على اليمن منذ 9 أعوام، وإنهاء جرائمه المأساوية، المستهدفة للإنسانية في اليمن، ومحاسبة مجرمي الحرب.
هذه الجرائم البشعة ليست الوحيدة، بل هي واحدة من سلسلة طويلة من الجرائم الموثقة التي يرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني، فكل يوم يشهد استهدافاً للمدنيين والبنية التحتية، وتدميراً للممتلكات، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدوان بحق الشعب الیمنی هذه الجریمة البشعة السعودی الأمریکی والبنیة التحتیة الأطفال والنساء العدوان السعودی بغارات العدوان الأول من ینایر طیران العدوان غارات العدوان ومواد غذائیة وتجویع الشعب العدوان على عن استشهاد ما أسفر عن جریمة حرب فی الیمن أسفرت عن یقول أحد
إقرأ أيضاً:
ماذا تسعى روسيا لتحقيقه من الصراع في اليمن؟.. قراءة عقب زيارة الرئيس اليمني
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
المصدر: مركز ديل كارنيجي للدراسات، كتبه رسلان سليمانوف باحث غير مقيم، معهد التنمية والدبلوماسية (أذربيجان)
زاد الكرملين مؤخرًا اتصالاته مع المتمردين الحوثيين في اليمن، مما أثار آمالًا بأنه قد يستخدم نفوذه معهم للمساعدة في إيجاد تسوية للصراع هناك. ومع ذلك، ففي الوقت الحالي، موسكو ليست مستعدة ولا قادرة على كبح جماح الحوثيين.
في الأسبوع الماضي، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات في موسكو مع نظيره اليمني، رشاد العليمي. تعول الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا على تلقي مساعدات اقتصادية وغذائية من روسيا – ومن المرجح أنها تأمل أيضًا أن تستخدم موسكو نفوذها مع المتمردين الحوثيين لتحسين الوضع في البلاد التي مزقتها الحرب.
جذور الصراع في اليمن وتدخل الأطراف الخارجية
لأكثر من عقد من الزمان، تسيطر على اليمن حرب أهلية وحشية تفاقمت بسبب المشاركة النشطة للقوى الخارجية. فإيران، على سبيل المثال، دعمت منذ فترة طويلة المتمردين من حركة أنصار الله، المعروفين باسم الحوثيين، الذين يسيطرون على حوالي ثلث الأراضي في شمال البلاد، بما في ذلك العاصمة صنعاء.
على الجانب الآخر من الصراع، تحظى الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا – ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي برئاسة العليمي – بدعم المملكة العربية السعودية، التي شنت مع حلفائها تدخلًا عسكريًا مباشرًا ضد الحوثيين في مارس/آذار 2015. لكن تلك الحملة، التي كان من المخطط أن تستمر لعدة أسابيع، استمرت لسنوات ولم تسفر عن النتائج المرجوة. وبناءً عليه، في أبريل/نيسان 2022، وافقت الرياض على هدنة مع المتمردين، على الرغم من أنها لم تفقد اهتمامها تمامًا بما يحدث في البلد المجاور. تقضي السلطات الرسمية في اليمن معظم وقتها في الرياض.
هناك أيضًا طرف آخر في هذا الصراع: المجلس الانتقالي الجنوبي. يعتمد هذا المجلس على دعم الإمارات العربية المتحدة ويدعو إلى انفصال المناطق الجنوبية من البلاد، على حدود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، التي كانت موجودة من 1967 إلى 1990. وتشمل المناطق الخاضعة لسيطرة القيادة الجنوبية العاصمة المؤقتة للبلاد والميناء الرئيسي، عدن.
الأزمة الإنسانية وتدهور الوضع الاقتصادي
أدت سنوات الحرب الأهلية إلى غرق اليمن في أزمة إنسانية عميقة. يواجه حوالي نصف سكان البلاد البالغ عددهم 34 مليون نسمة الآن نقصًا حادًا في الغذاء، وانخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى أقل من نصف ما كان عليه في عام 2015.
تفاقم الوضع أكثر بعد أن بدأ الحوثيون في مهاجمة السفن في البحر الأحمر في خريف عام 2023. وردت الولايات المتحدة وحلفاؤها على الهجمات بقصف الأراضي اليمنية. ونتيجة لذلك، توقفت صادرات النفط عبر عدن فعليًا، مما تسبب في انخفاض إيرادات الحكومة المعترف بها دوليًا بنسبة 42 بالمائة في النصف الأول من عام 2024 وحده. البلد في أمس الحاجة إلى المساعدة الدولية، والتي يعتمد عليها على روسيا، من بين دول أخرى.
موسكو ليست مستعجلة لتقديم مساعدات إنسانية لليمن، لكنها مستعدة لمناقشة التعاون في بعض المجالات، مثل استكشاف حقول النفط اليمنية. كما يعتزم البلدان تكثيف العمل المشترك في قطاع الوقود والطاقة بشكل عام، كما اتفق مؤخرًا نائب وزير الطاقة الروسي رومان مارشافين والسفير اليمني في موسكو، أحمد الوحيشي.
أصبح اليمن أيضًا أحد أكبر مستوردي الحبوب الروسية، حيث اشترى حوالي 2 مليون طن العام الماضي. ومن المقرر عقد الاجتماع الأول للجنة الحكومية الدولية الروسية اليمنية هذا العام. لكن القضية الرئيسية في العلاقات بين البلدين تظل هي إمكانية مشاركة موسكو في تسوية الحرب الأهلية اليمنية.
لسنوات عديدة، لم يكن لروسيا اهتمام خاص بالصراع، ولم تدعم أي طرف على الآخر. ولا يزال المسؤولون الروس يؤكدون على حيادهم، ويلتقون بانتظام بممثلي الحكومة المعترف بها دوليًا والحوثيين، وكذلك الانفصاليين الجنوبيين. ولكن منذ بداية الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا، بدأ الحوثيون، بإيديولوجيتهم المتشددة المعادية للغرب وهجماتهم على السفن الغربية العابرة، في جذب اهتمام خاص من الكرملين، لدرجة تطوير التعاون العسكري.
يعمل مستشارون عسكريون من وكالة المخابرات العسكرية الروسية، GRU، في صنعاء، على سبيل المثال، ويبلغ خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشكل متزايد عن محاولات تهريب أسلحة إلى اليمن بخصائص تقنية وعلامات مماثلة لتلك المصنعة في روسيا.
في الخريف الماضي، تبين أن الجانب الروسي كان يجري محادثات مع المتمردين (عبر وسيط إيران) بشأن نقل صواريخ ياخونت المضادة للسفن (المعروفة أيضًا باسم P-800 Oniks). أحد المفاوضين من الجانب الروسي هو فيكتور بوت، الذي حكم عليه سابقًا بالسجن لمدة خمسة وعشرين عامًا في الولايات المتحدة بتهمة الاتجار غير المشروع بالأسلحة، لكن تم إطلاق سراحه في تبادل أسرى عام 2022 بين موسكو وواشنطن.
المكاسب الروسية من دعم الحوثيين
أثبت الحوثيون فائدتهم للكرملين بشكل أساسي لأنهم يحولون انتباه وموارد الغرب بعيدًا عن دعم أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، تبدو آفاقهم في الحرب الأهلية جيدة حاليًا: لقد عززت الغارات الجوية الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد اليمن الدعم الشعبي للحوثيين. وهم بدورهم يواصلون قصف الأراضي الإسرائيلية، ومن المحتمل أن موسكو متورطة هنا أيضًا، حيث تزودهم ببيانات الأقمار الصناعية.
في المقابل، دعم الحوثيون موسكو في القضايا المهمة بالنسبة لها، مضيفين صوتهم إلى ادعاءاتها بوضع زعيم معاداة الغرب عالميًا. ووفقًا للمتمردين اليمنيين، على سبيل المثال، فإن الحرب في أوكرانيا كانت بسبب السياسة الأمريكية. في صيف عام 2024، تضافرت جهود روسيا والحوثيين لخداع مئات اليمنيين للقتال في أوكرانيا.
في حين تنكر روسيا رسميًا أنها تقدم أي دعم عسكري للمتمردين، إلا أنها، إلى جانب إيران، واحدة من الدول القليلة التي تتفاعل بنشاط مع الحوثيين، بما في ذلك على المستوى الدبلوماسي. تقول القيادة الحوثية إنها تشترك في أهداف مشتركة مع روسيا في الشرق الأوسط، وقد دعت موسكو واشنطن إلى إعادة النظر في قرارها بتصنيف أنصار الله منظمة إرهابية.
آمال الحكومة اليمنية ومحدودية الدعم الروسي
هذا التقارب بين موسكو والحوثيين يجعل من المهم للأطراف الأخرى في الصراع اليمني بناء اتصالات مع روسيا أيضًا. بالإضافة إلى زيارة الرئيس الأسبوع الماضي إلى موسكو، التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بالسفير الوشيشي أربع مرات هذا العام وحده. من الواضح أن الحكومة اليمنية الرسمية تتوقع أن الكرملين يمكن أن يساعد في تحسين الوضع في البلاد، بما في ذلك عن طريق كبح أنشطة الحوثيين الراديكالية في الداخل.
على أي حال، ليس هناك أي طرف آخر يمكن اللجوء إليه باستثناء موسكو. حتى وقت قريب، كانت الحكومة اليمنية الرسمية تأمل أن تسمح الضربات الجوية الأمريكية بشن عملية برية ناجحة ضد المتمردين واستعادة السيطرة على الأراضي المفقودة. لكن التوقف السريع للعملية الأمريكية في أوائل مايو أظهر أن الأمريكيين ليسوا مستعدين للتورط في صراع طويل مع أنصار الله، خاصة وسط المفاوضات الجارية مع إيران.
في نهاية المطاف، فإن الآمال في الدعم الروسي لحل النزاع في اليمن على الأرجح غير مبررة. تستنزف الحرب في أوكرانيا الكثير من موارد موسكو، والكرملين بالتأكيد غير مستعد لإعادة توجيه تلك الموارد إلى الحرب الأهلية في اليمن. على العكس من ذلك، فإن نجاح الحوثيين، الذين شلوا حوالي 12 بالمائة من التجارة الدولية، مما يشتت انتباه الغرب، يناسب الجانب الروسي تمامًا. بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا العام الماضي، لم يعد لدى روسيا الكثير من الحلفاء في الشرق الأوسط، وهي ليست مستعدة للمخاطرة بالقلة المتبقية من أجل الاستقرار الدولي.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةقيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المتحاربة عفوًا...
من جهته، يُحمِّل الصحفي بلال المريري أطراف الحرب مسؤولية است...
It is so. It cannot be otherwise....
It is so. It cannot be otherwise....