كلام أحد منسوبي حركة العدل والمساواة بخصوص تهنئة رئيس تشاد للبرهان يفتقد الحكمة حين وصفها ،أي وصف التهنئة، بالنفاق.
أظن من الحكمة عدم شد شعرة معاوية بين الحكومتين اللدودتين منذ قدوم حكومة الكيزان الي السلطة عام 1989بانقلاب البشير و قدوم حكومة الانقاذ التشادية بثورة كفاح مسلح عام 1990 برئاسة المرحوم إدريس دبي .

وبعد وصول هاتين الحكومتين إلي السلطة في الجارتين الشقيقتين انقلبت العلاقات الأخوية والودية التي كانت سائدة بينهما منذ استقلال كليهما إلي عداوة شرسة بسبب محاولات حكومة الكيزان في السودان اقتلاع حكم إدريس دبي لأنه في رأيهم يمثل الزغاوة الذين صنفتهم حكومة الكيزان بأنهم المهدد الرئيس لحكمهم في السودان ، فكانت الهجمات الشرسة المتكررة علي تشاد بغية إسقاطها وإحلال عرب الشتات الجنجويد محلها لان الكيزان يعتقدون أنه لابد من إنشاء حزام عربي في دارفور يكون سدا منيعا ضد تكرار محاولة الشهيد بولاد للولوج الي السودان وانتزاع الحكم من الذين استأثروا به سنين عجافا منذ الاستغلال (وليس الاستقلال!), علي أن يؤمن هذا الحزام الأمني حكومة عربية في انجمينا تضمن استمرارية الحزام العربي والذي مهد له حكومة الصادق المهدي بتبني مشروع التجمع العربي .
وقد ساهم الزغاوة بقدر كبير في إيصال دبي لحكم تشاد وتمكينه وتأمين حكومته إلي الآن.
وما تفعله حكومة تشاد مما يبدو أنه دعم للجنحويد هو في جوهر الحقيقة إضعاف الجيش السوداني الذي حاول إسقاط حكم أبيه مرات عديدة وتأليب المعارضة التشادية بدعم لا متناهي من كل النواحي وفشلهم في ذلك ، ففي إضعاف الجيش السوداني سد الطريق لمحاولات لاحقة عملا بأن التاريخ سيعيد نفسه وستعيد أي حكومة قادمة في السودان الكرة لإسقاط حكومة تشاد طالما بقيت قيادة الجيش السوداني علي النمط المعروف عليه منذ الاستقلال وطالما بقيت فكرة تصنيف الزغاوة بأنهم المهدد الرئيس لحكم الكيزان ومن هم علي شاكلتهم بمن فيهم قحت خاصة إذا نجح الكيزان للعودة إلي السلطة والعياذ بالله.
وليعلم الجميع بأنه إذا ظلت الحكومة السودانية حكرا لنفس النخبة المعروفة عسكرا كانوا أو مدنيين فإن نظرتهم إلي الزغاوة هي هي لن تتغير ولن تتبدل، وإذا سقطت حكومة تشاد فإن الوضع سيكون كما كان من ذي قبل ويتم طحن الزغاوة بين حجري رحي حكومة سودانية نمطية كارهة لهم وبين حكومة تشادية موالية للحكومة السودانية.
إذا ، فمن الحكمة ترك الخوض في الجانب التشادي والتركيز علي تنظيف الجنجويد من البلاد والعمل علي أخذ النصيب المستحق والعادل من كعكة السلطة في السودان بعد كل هذه التضحيات من الزغاوة في الحيلولة دون وقوع البلاد في أيدي الجنجويد بصمود الفاشر والشرق والشمال بفعل قوات المشتركة والمستنفرين جنبا الي جنب مع الجيش.
أخيرا ، ليست تشاد هي من بحثت عن حميدتي في الفيافي والصحاري والخلا وأتت به وسلحته وصنعت له الدعم السريع وجعلت منه جيشا موازيا للجيش الوطني ،بل واكبر منه و جعلت حميدتي أغني من الدولة السودانية. معروف من أتي بالجنجويد وليتحملوا المسؤولية كاملة دنيا وآخرة عن كل ما حدث للعباد والبلاد في السودان.

د محمد علي سيد الكوستاوي
القاهرة. ٦إكتوبر

 

kostawi100@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان حکومة تشاد

إقرأ أيضاً:

الجيش الليبي: ما تردد عن تدخلنا في السودان "مزاعم باطلة"

انتقد الجيش الليبي بيان القوات المسلحة السودانية، ووصف اتهامها له بالتدخل في مناطق حدودية سودانية بـ"المزاعم الباطلة".

وكانت القوات المسلحة السودانية اتهمت الجيش الليبي بتقديم إسناد لقوات الدعم السريع، في هجوم استهدف مواقع حدودية، الثلاثاء.

وقال بيان للجيش الليبي، ليل الثلاثاء، إن "مزاعم الاستيلاء على الأراضي السودانية والانحياز لأحد أطراف النزاع رواية مكررة لا تمت للواقع بأي صلة".

ونفى الجيش الليبي "مزاعم مهاجمتنا للأراضي السودانية"، معتبرا إياها "محاولة مفضوحة لتصدير الأزمة الداخلية السودانية وخلق عدو خارجي افتراضي".

وشدد على أنه "لم نكن يوما مصدر تهديد للجيران، بل نحرص على استقرار وضبط الحدود ومكافحة الإرهاب والهجرة بتنسيق أمني صارم ومحكم مع الجوار".

وقال بيان الجيش الليبي إن "القوات السودانية كررت مؤخرا اعتداءاتها على الحدود الليبية، وهو أمر آثرنا معالجته بهدوء حفاظا على حسن الجوار".

وتابع: "نحتفظ بحق الرد على أي خرق كما حدث الأيام الماضية واليوم، بعد اعتداء قوة تتبع القوات المسلحة السودانية على دوريات عسكرية تتبعنا".

وقال الجيش الليبي إن "دورياتنا تعرضت لاعتداء خلال ممارستها واجبها في تأمين الجانب الليبي من الحدود، وهو أمر انتهى في زمانه ومكانه بعيدا عن التهويل الإعلامي الصادر من القوات المسلحة السودانية".

واعتبر أن "ليبيا عامة و الشرق والجنوب الشرقي خاصة أشد المتضررين من النزاع الكارثي المستمر في السودان".

وقال إن النزاع في السودان "سبب أزمة إنسانية نزح بسببها مئات آلاف السودانيين إلى أراضينا، ضيوفا بين أهلهم وإخوانهم الليبيين، وهو الأمر الذي تصر القوات المسلحة السودانية على عدم مراعاته، بعدائها غير المبرر ومزاعمها الباطلة".

ورفض الجيش الليبي "رفضا قاطعا المحاولات المتكررة للقوات المسلحة السودانية بالزج باسمنا في الصراع مع هذا الطرف أو ذاك، سواء كان سودانيا أو إقليميا".

وأشار إلى أن "هذا النهج أسلوب مكشوف لإثارة الفتنة الإقليمية وتصفية الحسابات الداخلية في السودان، وهو ما نرفضه جملة وتفصيلا".

وجدد الجيش الليبي دعوة كافة الأطراف السودانية إلى "تحكيم العقل ووضع حد للنزاع الصفري، ووقف آثاره الكارثية على الشعب السوداني خاصة والمنطقة عامة".

كما أكد استعداده لدعم كافة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لإنهاء النزاع سلميا، بما يضمن عودة كافة النازحين ويحفظ وحدة السودان ومقدرات شعبه الشقيق.

وختم بيان الجيش الليبي: "نلتزم بمبادئ حسن الجوار والقانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول"، لكن "لن تتهاون في حماية كل شبر من ليبيا من أي اعتداء أو أي تهديد كان على كافة الاتجاهات الاستراتيجية".

مقالات مشابهة

  • الجيش الليبي: ما تردد عن تدخلنا في السودان "مزاعم باطلة"
  • مفوضية اللاجئين: أزمة السودان وصلت نقطة اللاعودة مع تضاعف أعداد اللاجئين بتشاد
  • صوفان: من ضمن الصلاحيات التي طلبناها من رئيس الجمهورية إمكانية القيام بإجراءات، منها إطلاق سراح الموقوفين الذين لم تثبت إدانتهم إضافة إلى أمور تفاعلية مع مؤسسات الدولة
  • رئيس الدولة ونائباه يهنّئون رئيس البرتغال باليوم الوطني
  • البرهان يتلقى برقية تهنئة من رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي
  • “الليلة أجمل عيد من غير الجنجويد” – فيديو
  • رئيس مجلس السيادة يتلقى برقية تهنئة من الرئيس التشادي بمناسبة عيد الأضحى المبارك
  • رئيس الإمارات ونائباه يهنئون ملك الأردن بذكرى عيد الجلوس
  • الملك يتلقى برقيات تهنئة بعيد الجلوس وذكرى الثورة العربية ويوم الجيش
  • دا أحد أثمان المشاركة الضارة في حرب السودان يا ديبي الإبن!