اكتشاف أكبر موقع لآثار أقدام ديناصورات في بريطانيا
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
تمتد آثار أقدام الديناصورات المكتشفة حديثًا لمسافة 150 مترًا، وهي أكبر موقع لآثار أقدام الديناصورات في المملكة المتحدة على الإطلاق.
كشفت دراسة حديثة في أوكسفوردشاير عن أكبر موقع لآثار أقدام ديناصورات في المملكة المتحدة على الإطلاق، إذ تضم أكثر من 200 بصمة متحجرة يعود تاريخها إلى 166 مليون عام.
تركت آثار الأقدام المتقاطعة على أرضية الحجر الجيري في أحد المحاجر نوعين مختلفين من الديناصورات: الديناصور السيتوسوروس طويل العنق آكل النبات، والميجالوصوروس الأصغر آكل اللحوم.
وتقدم آثار الأقدام، التي يصل طول بعضها إلى 150 متراً، لمحة رائعة عن تحركات هذه المخلوقات ما قبل التاريخ.
ويعتقد العلماء أن هذه المسارات قد تمتد إلى أبعد من ذلك، حيث لم يتم حفر سوى جزء من المحجر.
قالت البروفيسورة كيرستي إدغار، عالمة الأحياء الدقيقة من جامعة برمنجهام: "هذا أحد أكثر مواقع الآثار إثارة للإعجاب التي رأيتها على الإطلاق، من حيث الحجم وحجم الآثار، يمكنك العودة بالزمن إلى الوراء وتخيل هذه المخلوقات الضخمة تتجول وتمارس أعمالها الخاصة".
يعتقد العلماء أن هذه البصمات المميزة ذات الأصابع الثلاثة قد صنعها ديناصور ميغالوصور.
تم اكتشاف آثار الأقدام لأول مرة من قبل جاري جونسون، وهو عامل في محجر مزرعة ديورز، الذي لاحظ وجود خطوط غير عادية في الأرض أثناء تشغيل الحفار.
وبعد أن أدرك أن العلامات تتوافق مع آثار الديناصورات، اتصل بالسلطات، وسرعان ما تم تشكيل فريق للحفر.
وعلى مدار الصيف، عمل أكثر من 100 عالم وطالب ومتطوع في الموقع، واكتشفوا خمسة آثار مميزة، أربعة من هذه الآثار خلفتها الديناصورات التي بلغ طولها 18 متراً، في حين خلفت آثاراً أخرى ديناصورات من نوع ميغالوصور، وقد قُدِّر طول هذه الديناصورات آكلة اللحوم، التي كانت صيادين ماهرين، بنحو 6 إلى 9 أمتار.
وتم الحفاظ على هذه المسارات في ما كان في السابق بحيرة استوائية ضحلة، ويعتقد الخبراء أن عاصفة مفاجئة ربما تسببت في تغطية الرواسب للمسارات، مما سمح بالحفاظ عليها في السجل الأحفوري.
على خطى العمالقة! قام العلماء بأخذ قوالب جبسية خاصة لآثار أقدام الديناصورات، قام الفريق بالتقاط أكثر من 20 ألف صورة وإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد للمسارات لتوثيق النتائج التي توصلوا إليها.
وأوضح البروفيسور ريتشارد بتلر، عالم الأحياء القديمة بجامعة برمنجهام، أن "هذه البصمات تقدم لمحة عامة عن حياة الحيوانات".
"إنها تمنحنا رؤية فريدة من نوعها حول تحركات هذه المخلوقات، فضلاً عن البيئة التي عاشوا فيها."
وتم الحفاظ على آثار الأقدام بشكل جيد للغاية حتى أن العلماء تمكنوا من تحديد أي ديناصور سار على السطح أولاً، ويبدو أن أحد الديناصورات من نوع سوروبود ترك آثار أقدامه أولاً، ثم سار أحد الديناصورات من نوع ميغالوصور فوقها.
ولا يزال مستقبل الموقع غير مؤكد، لكن الجهود جارية للحفاظ عليه. ويعمل الفريق مع شركة سميثز بليتشينجتون، التي تدير المحجر، وهيئة إنجلترا الطبيعية لاستكشاف الخيارات لحماية موقع البصمة للأجيال القادمة.
يوفر الاكتشاف في أوكسفوردشاير فرصة استثنائية لمعرفة المزيد عن الحياة خلال العصر الجوراسي والديناصورات التي كانت تجوب بريطانيا ذات يوم، ويعتقد العلماء أنه قد يكون هناك المزيد من الآثار التي لم يتم اكتشافها بعد، مما يوفر إمكانية اكتشافات أعظم في المستقبل.
المصدر: tribune.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الديناصورات أقدام الديناصورات آثار أقدام ديناصورات المزيد آثار الأقدام آثار أقدام
إقرأ أيضاً:
“شعبي بدأ يكره إسرائيل”.. ماذا يعني اكتشاف ترامب؟
ظلّت استطلاعات الرأي في أميركا تتحرّك بشكل نامٍ وبطيء لصالح القضية الفلسطينية حتى عملية 7 أكتوبر (2023)، التي أحدثت تغيّراً تاريخياً، بدأت تظهر إرهاصاته، فتعدّت هذه القاعدة الديمقراطية الشبابية ليصل هذا النمو إلى قلب اليمين؛ قاعدة ترامب “لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى” (ماغا).
تساءلت صحيفة فايننشال تايمز أخيراً: “هل اختبرت غزّة حدود دعم دونالد ترامب بنيامين نتنياهو؟”.
تستشهد الصحيفة بما قاله ترامب عن نتنياهو في اسكتلندا يوم الاثنين: “هناك مجاعة حقيقية جارية في غزّة”، وذلك بعد يوم من وصف نتنياهو التقارير عن المجاعة بأنها “كذبة صارخة”. قال إنه شاهد صور الفلسطينيين الجياع على شاشة التلفزيون، ويوم الثلاثاء صرّح بأن الشخص لا بدّ أن يكون “بارد القلب جدّاً” أو “مجنوناً”، حتى لا يجد هذه الصور مروّعة. كان هذا توبيخاً نادراً من رئيس أميركي لم يفرض سوى قيود قليلة على سلوك أكبر مستفيد من المساعدات الخارجية لواشنطن، الذي امتدحه نتنياهو بوصفه “أعظم صديق عرفته إسرائيل على الإطلاق”.
تفكّك الإجماع التاريخي على دعم إسرائيل بين الحزبين، وحتى داخل الحزب الجمهوري نفسه
ولكن تعليقات ترامب، في خضمّ تصاعد الإدانة الدولية لإسرائيل، لمّحت إلى وجود حدودٍ غير مُعلَنة لتلك العلاقة، وفقاً لما يقوله محلّلون وأشخاص مقرّبون من الإدارة، بحسب الصحيفة.
واللافت ليس التوبيخ العلني لنتنياهو، الذي يمكن أن يلحسه الرئيس المزاجي، بل في التغيّر في قاعدة ترامب اليمينية، بمن في ذلك جمهوريون شباب (ومقدّمو) بودكاست من أقصى اليمين، أكثر تشكّكاً في علاقة واشنطن بإسرائيل. قالت كانديس أوينز (بودكاستر شهيرة ومروّجة متكرّرة لنظريات المؤامرة المعادية للسامية)، في برنامجها الأسبوع الماضي: “ما هذه العلاقة الفريدة، الغريبة، المقزّزة، المنحرفة التي يبدو أن لدينا مع إسرائيل؟”. كما وصفت النائبة النارية المؤيّدة لترامب، مارغوري تايلور غرين، يوم الاثنين، الأزمة في غزّة بأنها “إبادة جماعية”، واقترحت تشريعاً لحظر المساعدات لإسرائيل.
رفض الكونغرس ذلك، لكن استطلاعات الرأي تفيد بأن لدى شباب جمهوريين الآن نظرة سلبية تجاه نتنياهو. قال ترامب أخيراً لأحد كبار المانحين اليهود، وفقاً لخبير في شؤون الشرق الأوسط يتواصل بانتظام مع الإدارة: “شعبي بدأ يكره إسرائيل”.
ما أكّدته الحرب المدمّرة بعد “7 أكتوبر” أن العدو الصهيوني لا يستطيع الاستمرار في الحرب من دون دعم أميركي كامل
تنقل الصحيفة عن جون هوفمان (محلّل شؤون الشرق الأوسط في معهد كاتو الليبرالي بواشنطن) أن المسؤولين الإسرائيليين “يدركون ما هو قادم”، ويعرفون أن الشيك المفتوح الذي منحته لهم هذه الإدارة قد لا يستمرّ، لا في الإدارة المقبلة، ولا بعد انتخابات منتصف المدّة الأميركية عام 2026. لكن عندما قصفت إسرائيل الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزّة، في وقت سابق من الشهر الماضي (يوليو/ تموز) ، ما أثار شكاوى من قادة مسيحيين في العالم، اتصل ترامب بغضب بنتنياهو، بحسب ما أفاد به مسؤولون. وعندما نفّذت إسرائيل في اليوم نفسه غارات على دمشق، حيث رفعت الإدارة الأميركية العقوبات القديمة لإعطاء القيادة الجديدة هناك “فرصة للعظمة”، تدخّل ترامب سريعاً، ووجّه وزير خارجيته ماركو روبيو لاحتواء التوتّر.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، وبعد وساطته لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، شنّ ترامب هجوماً على نتنياهو لاستمراره في شنّ الهجمات. قالت كافاناه: “أعتقد أن هناك قيوداً على نتنياهو، وأن هناك خطوطاً حمراء.
لكن من الصعب تحديدها بدقّة، لأنها تعتمد على كيف يعرّف ترامب المصالح الأميركية في اللحظة الراهنة”. ولا يزال الجمهوريون يدعمون الحكومة الإسرائيلية بنسبة 71%، في المقابل الدعم بين الديمقراطيين انخفض إلى 8% فقط، وفقاً لاستطلاع جديد من “غالوب”.
في النتيجة، تفكك الإجماع التاريخي على دعم إسرائيل بين الحزبين، وحتى داخل الحزب الجمهوري نفسه. تبدو الأمور قد حُسمت داخل الحزب الديمقراطي، وهي تتطوّر لصالح فلسطين في الحزب الجمهوري، كما كشفت تصويت أكثرية أعضاء الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ، الذين صوّتوا للمرة الأولى لصالح قرارات تحظر بيع أسلحة هجومية لإسرائيل. القرارات التي قادها السيناتور بيرني ساندرز، وبدعم من جيف ميركلي وبيتر ولش، هدفت إلى منع صفقة بقيمة 675.7 مليون دولار تشمل آلاف القنابل الثقيلة وقطع التوجيه الذكي. أيضاً، صفقة بيع عشرات آلاف البنادق الآلية لقوات تشرف عليها شخصيات متطرّفة مثل إيتمار بن غفير.
قال ساندرز إن الأسلحة الأميركية تُستخدم في قتل المدنيين وانتهاك القانون الدولي، مضيفًا: “لدينا قانون يمنع تقديم مساعدات لمن يعرقل المساعدات الإنسانية أو ينتهك حقوق الإنسان، وإسرائيل تفعل الاثنين معاً”.
ورغم إسقاط المشروعَين بأغلبية 70 مقابل 27، إلا أن الرقم يحمل دلالة تاريخية: للمرّة الأولى يصوّت أكثر من نصف الديمقراطيين ضدّ تسليح إسرائيل. يعكس التصويت، بدرجةٍ ما، اتجاهات استطلاعات الرأي الأخيرة، ففي استطلاع غالوب (إبريل/ نيسان 2025)، دعم 36% من الأميركيين فقط إسرائيل في غزّة، ما يعني انخفاضاً من 54% في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وهو يتوافق مع استطلاع بيو (يونيو 2025)، الذي بين أن 64% من الديمقراطيين يعتبرون أن إسرائيل “ذهبت بعيداً” في ردّها العسكري. و42% من الجمهوريين يوافقون الرأي، وهي أعلى نسبة منذ بدء تتبع هذا السؤال عام 2006. كما بين الاستطلاع أن 58% من الشباب (تحت سن 30) يرون أن على واشنطن الضغط على إسرائيل لوقف الحرب، بينما يدعم 23% يدعمون إسرائيل بلا شروط.
ماذا يعني ذلك استراتيجيا لإسرائيل؟… تفيد تحليلات مراكز بحثية مثل “Cato” و”Defense Priorities” بأن الحكومة الإسرائيلية تدرك أن بيئة الدعم الأميركي تمرّ بمرحلة انتقالية. يقول جون هوفمان من Cato إن إسرائيل “تقرأ الواقع جيداً”، وتسعى إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب الإقليمية في غزّة ولبنان وسورية، قبل أن تُفرض عليها قيود جديدة، سواء عبر انتخابات 2026 أو تغيّر محتمل في ميزان القوى داخل الحزبَين.
في المقابل، يرى محلّلون أن ترامب نفسه بدأ يرسم خطوطاً حمراء لنتنياهو، خصوصاً حين اتصل به غاضباً بعد قصف الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزّة، أو حين بعث وزير خارجيته ماركو روبيو إلى دمشق للتهدئة بعد الغارات الإسرائيلية على مواقع سورية.
لكن موقف ترامب يبقى غامضاً، كما يقول السيناتور الديمقراطي كريس مورفي: “ترامب يقول كلّ شيء ونقيضه… من الصعب بناء سياسة على هذا الأساس”. لا توجد لدى ترامب أيّ قيم أخلاقية، ولا دوافع إنسانية، وهو يشاهد المجاعة في غزّة، تحرّكه غريزة حيوان سياسي يقرأ المزاج العام بذكاء تاجر. عندما يقول إن شعبه “بدأ يكره إسرائيل” فهو سيتبع مزاج شعبه؟
ما أكّدته الحرب المدمّرة بعد “7 أكتوبر”، أن العدو الصهيوني لا يستطيع الاستمرار في الحرب يوماً من دون دعم أمريكا الكامل، في المقابل تواصل غزّة الصمود من دون دعم حتى برغيف خبز. والحرب كما قال علي عزّت بيغوفيتش، في أوج المجازر في البوسنة، يكسبها “من يصبر أكثر لا من يقتُل أكثر”. ولم يعرف تاريخ البشرية صبراً كصبر أهل غزّة ولا قتلاً كقتل نتنياهو.
الشروق الجزائرية