لبنان ٢٤:
2025-08-01@07:51:22 GMT

عامٌ على اغتياله.. كيف خدَم العاروري حزب الله؟

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

عامٌ واحد مرَّ على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري بضاحية بيروت الجنوبية، يوم 3 كانون الثاني 2024.   حينها، كان ذاك الاغتيال هو الأول من نوعه في الضاحية، كما أنه كان بداية "سُبحة" الاغتيالات الإسرائيلية التي كرَّت تدريجياً إبان الحرب التي شهدها لبنان خلال شهر تشرين الأول عام 2023.

  اغتيال العاروري لم يكن حدثاً عادياً، بل كان "بداية الثغرة" التي غيّرت الكثير من التفاصيل المتعلقة بعمل "حماس" في لبنان، كما أنه كان الإشارة الخطيرة باتجاه "حزب الله" ونحو قادته بشكلٍ خاص وتحديداً أولئك الذين اغتالتهم إسرائيل تباعاً وصولاً إلى أمين عام "حزب الله" الشهيد السيد حسن نصرالله ورئيس المجلس التنفيذي في "الحزب" السيد هاشم صفي الدين.   السؤال الأبرز بعد عامٍ من الاغتيال هو التالي: كيف أثر رحيل العاروري على "حزب الله"؟ ماذا كشف اغتياله وكيف انعكس سلباً على أمن الضاحية؟     عملياً، كان استهداف إسرائيل للعاروري بمثابة "الثغرة" الأولى التي أوجدتها إسرائيل في ضاحية بيروت الجنوبية، ومن هناك كان على "حزب الله" أن يتيقّن لوجود خرقٍ ما يطال منطقته.   حينها، تم الاعتقاد أنَّ إسرائيل وصلت إلى العاروري عبر المحيطين به. هذا الأمر قد يكون وارداً، لكن السؤال الذي طُرح ذلك الحين وأثير مُجدداً الآن هو "لماذا بدأت الاغتيالات بالعاروري وليس بقادة حزب الله؟".   ما يمكن قوله هنا هو أن إسرائيل أرادت أن توجه ضربتين لـ"حزب الله" من خلال شخصية من خارج نسيجه وبعيدة عن "جهازه الأمني". ضمنياً، كان العاروري يحظى بـ"مواكبة أمنية" من "حماس" بالتنسيق مع "حزب الله"، ما يعني أن الأمن الفعلي كان فلسطينياً وليس لبنانياً من جهة الحزب.   آنذاك، طُرحت فرضية أن يكون الخرق فلسطينياً وبالتالي تم إيجاد أن "حزب الله" غير معنيّ أمنياً بما حصل كونه ليس المسؤول عن أمن قيادي "حماس". بمعنى آخر، فإنَّ تصفية العاروري حصلت لأنه المتانة الأمنية المحيطة به قد لا تكون شديدة مثل تلك التي كان يحظى بها قادة "حزب الله" ولهذا السبب كان اغتياله سهلاً وفق الفكرة السائدة آنذاك. لكن ما تبين لاحقاً هو أن من الخرق الذي طال العاروري كان موزعاً أيضاً على صعيد قادة الحزب الآخرين، ومن هناك بدأت التصفيات تباعاً.   استراتيجياً، فإنَّ مقتل العاروري في بيروت كان بمثابة إشارة أولى لـ"تصفية كوادر أساسية" كان يعتمد عليها "حزب الله" لإدارة العمل الفلسطيني "الحمساوي" في لبنان. وإذا عُدنا بالذاكرة قليلاً لوجدنا أن نصرالله كان يهتم بأمر العاروري كثيراً لدرجة أنه أطلق تهديداً سابقاً بالرد على أيّ عملية تستهدف القيادي الفلسطينيّ الذي كان يتواجد في لبنان قبل الحرب الأخيرة.   كان العاروري بمثابة الشخصية التي كانت تفهم إستراتيجية "حزب الله" ونصرالله بالتحديد، وفق ما يقول مصدرٌ مُطلع على أجواء "الحزب" لـ"لبنان24"، ويضيف: "العقل الاستراتيجي والاستخباراتي للعاروري كان أساسياً لدى حزب الله، وبالتالي كان الاعتماد على القيادي الفلسطيني كبيراً لتكامل وحدة ساحات محور المقاومة التي ترأسها نصرالله".   وعليه، يمكن القول إن اغتيال العاروري كان بمثابة الضربة الأولى لقادة المحور في المنطقة، في حين أنَّ الخروقات التي أدت إلى اغتياله بالإضافة إلى قادة آخرين قضوا من بعده، شكلت عوامل ضغط كبيرة على حركة "حماس" في لبنان وعلى دورها المستقبلي.   اليوم، تقفُ "حماس" أمام مُفترق طرق وسط المساعي الهادفة لإنتاج صفقة وقف إطلاق النار في غزة. بالنسبة للحركة الفلسطينية، فإن ثبات ساحتها في لبنان أمرٌ لا بدّ منه في ظل اهتزاز الحُكم في غزة، وما يتبين هو أنَّ "حماس" لم توقف عمليات التجنيد في صفوفها داخل المخيمات الفلسطينية، ما يشير إلى تمسك يُمكن أن يؤرق حزب الله نوعاً ويجعله يتنبه لما يُمكن أن يفعله السلاح الفلسطيني داخل لبنان في حال انكفأ الحزب إلى السياسة تماماً.   في خلاصة القول، أنَّ العاروري كان الخسارة الأكثر تأثيراً على صعيد شراكة نصرالله في المحور وفي ما خصّ وحدة الساحات، في حين أنّ دوره الذي كان مرتبطاً به لم يتم تعويضه حتى الآن، ما يعني أن الفراغ كبير جداً..
 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

تصدعات في الحزب الجمهوري.. قاعدة ترامب تطالب بمراجعة الدعم الأعمى لـإسرائيل

نشرت مجلة بوليتيكو الأمريكية تقريراً موسعاً، رصدت فيه تحولات لافتة داخل أوساط التيار الجمهوري المحافظ، لا سيما في قاعدة الرئيس دونالد ترامب المعروفة باسم "ماغا" (لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى)، والتي بدأت على نحو غير مسبوق، في توجيه انتقادات علنية للاحتلال الإسرائيلي، وسط تصاعد الغضب من الحرب المستمرة على غزة وتداعياتها الإنسانية.

ورغم هذا التحول داخل التيار اليميني، يواصل ترامب وفق التقرير تبنّي موقف أكثر حذراً، يوازن فيه بين دعم الاحتلال الإسرائيلي كحليف استراتيجي تقليدي، والضغط المتزايد من قواعده السياسية المطالبة بمساءلتها عن "المجازر" في غزة، والتي وصفها عدد من حلفائه بأنها وصمة أخلاقية تضر بصورة الولايات المتحدة عالميًا.

ترامب: لا نريد مكافأة حماس
في تصريحات أدلى بها على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من زيارة إلى اسكتلندا، قال ترامب إنه لا يرى ضرورة للضغط حالياً على الاحتلال الإسرائيلي لوقف إطلاق النار، معتبراً أن ذلك "قد يبدو بمثابة مكافأة لحماس"، إلا أنه شدد على أن إدارته "لا تتجاهل المعاناة الإنسانية في غزة"، وأعلن عن خطة لتقديم مساعدات غذائية وإنشاء مراكز لتوزيعها داخل القطاع.

ورغم تمسك غالبية النواب الجمهوريين بالدعم المطلق للاحتلال الإسرائيلي، فإن نبرة الخطاب بدأت تتغير، ولو بخجل. فقد قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، جون ثون، إن "على أمريكا أن تبذل قصارى جهدها لمساعدة إسرائيل، ولكن هناك الكثير من الجهات المعرقلة في ملف المساعدات الغذائية لغزة".

أما السيناتور الجمهوري إريك شميت، فقد جدد دعمه غير المشروط لحق الاحتلال الإسرائيلي في الدفاع عن نفسه، مؤكداً أن "ما جرى في 7 تشرين الأول/أكتوبر هو هجوم إرهابي على دولة ذات سيادة، ويجب ألا ننسى ذلك".

"ماغا": من الدعم المطلق إلى الاتهام بالإبادة
غير أن أكثر المواقف اللافتة جاءت من داخل التيار اليميني نفسه. فقد وصفت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين، في تغريدة لها، ما يجري في غزة بأنه "إبادة جماعية" لا تقل فظاعة عن هجمات حماس. كما وجّهت انتقادات لاذعة لزملائها في الحزب، واتهمت بعضهم بالانحياز الأعمى للاحتلال الإسرائيلي.

ويبدو أن هذا التحول يعكس توجها عاما في الرأي العام الأمريكي، فقد أظهر استطلاع حديث أجراه معهد "غالوب" أن 60% من الأمريكيين لا يوافقون على الأداء العسكري الإسرائيلي في غزة، رغم أن 71% من الجمهوريين لا يزالون يدعمونه، وهي نسبة لم تتغير كثيرًا منذ عهد ترامب.


"إسرائيل" عبء سياسي على ترامب
من جهتهما، صعّد كل من النائب الجمهوري السابق مات غيتز والمستشار السابق لترامب، ستيف بانون، من لهجتهما ضد الاحتلال الإسرائيلي، محذرين من أن "الحرب على غزة قد تجرّ عواقب سياسية وخيمة على ترامب، في ظل تزايد مشاعر الغضب لدى الشباب والمحافظين غير التقليديين.

في سياق متصل، صعّدت دول أوروبية من ضغوطها على تل أبيب، حيث أعلنت بريطانيا أنها قد تنضم إلى فرنسا في الاعتراف بدولة فلسطينية في حال لم يوافق الاحتلال الإسرائيلي على وقف إطلاق النار بحلول أيلول/سبتمبر المقبل. كما هددت دول أوروبية أخرى بفرض عقوبات في حال استمر الاحتلال الإسرائيلي في تجاهل النداءات الإنسانية.

لكن الحكومة الإسرائيلية واصلت تحميل حركة حماس مسؤولية تدهور الأوضاع في غزة، نافية ارتكاب جرائم حرب أو إبادة، وهو ما أكده مجددًا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مدعيًا أن حجم المساعدات التي تدخل القطاع "كافٍ".

البيت الأبيض: ندعم "إسرائيل"
ورفض البيت الأبيض التعليق المباشر على موقف الإدارة من الأزمة، لكن مسؤولا رفيعا تحدث لمجلة "بوليتيكو" شريطة عدم الكشف عن هويته، وقال إن "الهدف النهائي للرئيس ترامب هو إنهاء الحرب وإنقاذ الأطفال وإعادة الأسرى وجعل المنطقة أكثر ازدهارًا"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن "البيت الأبيض لا يرى في أفعال إسرائيل ما يرقى إلى الإبادة الجماعية".

وفي مؤتمر صحفي لوزارة الخارجية الأمريكية، وصفت المتحدثة باسم الوزارة، تامي بروس، اتهامات الإبادة بأنها "شائنة ولا أساس لها"، في حين كرر السفير الأمريكي لدى الاحتلال الإسرائيلي، مايك هاكابي، نفس الخطاب على قناة فوكس نيوز، مؤكدًا أن "الوضع قد ينتهي بسرعة إذا قررت حماس أنها لا مستقبل لها".

يطرح التقرير في ختامه سؤالا محوريا٬ هل بدأ الحصن الجمهوري التقليدي في دعم إسرائيل يتصدع تحت وطأة المجازر في غزة؟ ورغم استمرار الدعم من المؤسسة الحزبية، إلا أن بوليتيكو ترى في التحولات الجارية داخل "ماغا" مؤشراً على بداية تغير كبير، ستكون له تداعيات على السياسة الخارجية الأمريكية، وعلى علاقة واشنطن بتل أبيب.


مقالات مشابهة

  • الحزب في زيارة لـ جورج عبدالله: المقاومة مستمرة حتى تحصين البلد
  • الأمين العام لحزب الله: لن نقبل أبدا أن يكون لبنان ملحقا بإسرائيل
  • تصدعات في الحزب الجمهوري.. قاعدة ترامب تطالب بمراجعة الدعم الأعمى لـإسرائيل
  • إعلام عبري: حزب الله يستنفر في الجنوب ويوزع معدات استعدادا لاحتمال الحرب مع إسرائيل
  • إسرائيل تكشف عن تنفيذ 500 هجوم في لبنان منذ التهدئة وتعلن مقتل الآلاف!
  • العلامة فضل الله استقبل وفد حماس: للتصدي لمشروع التهجير في غزة
  • جيش الاحتلال يتحدث عن خروقاته في لبنان بعد وقف إطلاق النار
  • ترامب: إسرائيل ترفض حصول حماس على المساعدات التي يتم توزيعها في غزة
  • محللون: لبنان يريد نزع سلاح حزب الله لكنه لا يضمن إسرائيل
  • واشنطن تضغط على لبنان بشأن نزع سلاح الحزب.. وهذا ما طلبه بري ورفضته اسرائيل