تضمّن القانون المصرفي الجديد الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 2/2025 المرسوم241 مادة موزعة على 9 أبواب مقارنة مع القانون السابق الذي صدر في عام 2000م وحوى (126) مادة موزعة على 6 أبواب يعكس التحديث الجديد يعكس رؤية متقدمة لتطوير القطاع المصرفي في سلطنة عمان بما يتماشى مع المتغيرات الاقتصادية والتكنولوجية العالمية.

ووفق القانون تطبّق أحكام الاعتمادات المستندة وتحصيل الأوراق التجارية الدولية وفقًا للأعراف الدولية المنظمة والمعتمدة من غرفة التجارة الدولية، ما لم ينص البنك المركزي على خلاف ذلك، وفي حال وجود نزاع مرتبط بالقانون التجاري، تُحال القضايا إلى المحكمة المختصة، دون الإخلال بأحكام قانون الإجراءات المدنية.

وحسب القانون تُعد السجلات والقيود المالية لدى البنوك أو المؤسسات المالية المرخصة بمثابة أدلة قانونية أمام المحكمة بشرط أن تكون مدونة بشكل سليم ضمن السجلات الرسمية، وأن تتم مراجعتها وفق النظام، وأن تكون النسخة المعتمدة مطابقة للأصل.

وتضمن القانون أن تُكمِّل أحكام القانون الوطني بشأن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب لتشمل الإشراف على الأنشطة المرخصة، ويحدد البنك المركزي أماكن محصنة لحفظ الوثائق والأموال وفقًا لقوانين الحراسة الأمنية، ويحق للبنك المركزي تأسيس أو تملك عقارات وممتلكات ضرورية لأداء وظائفه وفق التشريعات النافذة.

تنظيم البنوك الرقمية والاستثمارية

يختص البنك المركزي بتنظيم أعمال البنوك الرقمية والاستثمارية والإشراف عليها وفقًا للقواعد التي يُصدرها المجلس، ويُسمح للبنك المركزي، بناءً على موافقة السلطات المختصة، بتنفيذ أعمال إضافية تخدم تحقيق أهدافه.

يُشترط الحصول على ترخيص مسبق من البنك المركزي لمزاولة أي نشاط مالي أو مصرفي، ويحدد البنك المركزي شروط الترخيص والإجراءات المطلوبة.

يتوجب على المرخص له الالتزام بالقوانين واللوائح المعمول بها، يشمل ذلك توفير الكوادر المؤهلة والأنظمة الإدارية اللازمة لتحقيق الشفافية والكفاءة.

أوجب القانون على المؤسسات المالية تحديث بياناتها بشكل دوري وإبلاغ البنك المركزي بأي تغييرات تؤثر على أنشطتها.

ووفقا للقانون للبنك المركزي الحق في التفتيش على المؤسسات المالية المرخصة لضمان التزامها بالضوابط، يشمل ذلك مراجعة العمليات والسجلات واتخاذ الإجراءات التصحيحية عند الضرورة.

الشفافية والإفصاح

ألزم القانون المؤسسات المرخصة بالإفصاح عن معلوماتها المالية بانتظام لضمان الشفافية، يتم نشر هذه المعلومات وفقًا لتوجيهات البنك المركزي. وفي حالة مخالفة المرخص له الشروط، يحق للبنك المركزي فرض عقوبات تشمل الإيقاف المؤقت للأنشطة، وإلغاء الترخيص، وفرض غرامات مالية، ويتم حل النزاعات بين المؤسسات المالية أو بينها وبين الزبائن عن طريق لجان متخصصة ينشئها البنك المركزي.

ألزم القانون المؤسسات ببرامج تدريبية دورية لموظفيها لضمان الامتثال للوائح، يحق للبنك المركزي وضع برامج تدريبية إلزامية، وكما ألزم القانون المصرفي الجديد المرخص لهم بتطبيق سياسات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتُرفع التقارير الدورية للبنك المركزي لضمان الامتثال.

وحسب القانون تتبنى المؤسسات المالية أنظمة حوكمة تضمن استقلالية القرارات وتجنب تضارب المصالح، وتلتزم المؤسسات بتوفير حماية كاملة لأموال المودعين والزبائن.

ووفقا للقانون يستمر العمل باللوائح والقرارات القائمة إلى حين صدور التعليمات الجديدة من البنك المركزي، على أن يتم توفيق أوضاع المؤسسات المالية المرخصة خلال 6 أشهر من بدء العمل بالقانون، أي بحلول يونيو القادم. كما أتاح لمجلس إدارة البنك المركزي تمديد هذه المهلة مرتين إذا اقتضت الحاجة.

أهم ملامح القانون الجديد

منح القانون البنك المركزي العُماني صلاحية تنظيم أعمال البنوك الرقمية والإشراف عليها، مما يعكس رؤية مستقبلية تتماشى مع التطورات التكنولوجية في القطاع المالي.

وأجاز القانون للبنك المركزي تقديم سلفيات مؤقتة للحكومة لتغطية العجز في الإيرادات الجارية، شريطة ألا تتجاوز 10% من متوسط الإيرادات المحققة في ميزانية الدولة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وهو تعديل يهدف إلى ضبط استخدام الموارد المالية.

تضمنت التعديلات رفع الحد الأدنى لرأس مال البنك المركزي إلى مليار ريال عُماني، بدلاً من 250 مليون ريال في النصوص السابقة. كما أتاح القانون زيادته من حين لآخر عبر الاحتياطيات الداخلية أو مساهمة حكومية بموافقة السلطان.

واشترط القانون أن تتخذ المصارف المحلية شكل شركة مساهمة عامة عند التقديم للحصول على ترخيص، ويجب إرفاق عقد التأسيس المقترح ضمن الطلب، مما يعزز الشفافية في مراحل الترخيص.

وألزم القانون المصارف المرخصة بإخطار البنك المركزي فورًا في حال تملُّك أي شخص أو جهة نسبة 5% أو أكثر من الأسهم التي لها حق التصويت، مع سقف لا يتجاوز 10%.

ورفع الحد الأدنى لرأس المال المدفوع الذي يجب على المصارف المحلية المرخصة الاحتفاظ به إلى 100 مليون ريال عُماني، بدلاً من 20 مليون ريال عماني، مما يعزز قوة المصارف المالية.

شملت التعديلات أيضًا تنظيم تداول العملة وأعمال المصارف المرخصة، بما يضمن الامتثال الكامل للمعايير المحلية والدولية.

يضع القانون الجديد البنك المركزي العُماني في موقع أقوى لتنظيم القطاع المصرفي، بما يعزز دوره في مواكبة التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية ومن خلال تعزيز رأس المال، وتنظيم أعمال البنوك الرقمية، وفرض قواعد صارمة على التراخيص، يتوقع أن يسهم القانون في تحقيق الاستقرار المالي وتنمية القطاع المصرفي في سلطنة عمان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المؤسسات المالیة البنوک الرقمیة للبنک المرکزی البنک المرکزی

إقرأ أيضاً:

المشاط: نتمنى التوفيق للرئيس الجديد للبنك لدعم مسيرة التنمية في إفريقيا التي تمرُّ بمرحلة حاسمة

 

وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تُهنئ "سيدي ولد التاه" عقب فوزه بانتخابات رئاسة مجموعة البنك الأفريقي للتنمية

 

حريصون على الدفع بقضايا القارة في المحافل الدولية ودعم التنسيق بين مؤسسات التمويل الدولية لتحقيق أولويات التنمية في إفريقيا

 

هنأت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، "سيدي ولد التاه" الرئيس الجديد لمجموعة البنك الأفريقي للتنمية، عقب فوزه بانتخابات رئاسة البنك التي أجريت ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية المنفذة في مدينة أبيدجان بكوت ديفوار، ليبدأ فترة رئاسة للبنك تمتد لخمس سنوات.
 

وانتُخب ولد التاه من قبل مجلس محافظي البنك، الذي يضم وزراء المالية والاقتصاد أو محافظي البنوك المركزية للبلدان الأعضاء في مجموعة البنك البالغ عددها 81 بلدًا إقليميًا وغير إقليمي. ويعتبر المجلس أعلى سلطة لصنع القرار في مجموعة البنك.

وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن انتخاب سيدي ولد التاه، لرئاسة مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، تأتي في وقت حاسم وحيوي، تواجه فيه قارة إفريقيا، تحديات ضخمة على صعيد مسار التنمية، في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، والتغيرات المناخية، كما أن التعاون متعدد الأطراف يتعرض لاختبارات قوية في ضوء السياسات التجارية الحمائية التي تُلقي بظلالها على الوضع الاقتصادي عالميًا.

وأضافت الدكتورة رانيا المشاط: «نتمنى التوفيق لرئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية في مهامه الجديدة، ودعم أجندة التنمية في قارة إفريقيا لعام 2063، وأهداف التنمية المستدامة الأممية، استغلالًا للخبرات الكبيرة التي يمتلكها خلال فترة 10 سنوات تولى فيها رئاسة المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا».

وأبدت تطلعها أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من التعاون والشراكة البناءة والمثمرة بين جمهورية مصر العربية، ومجموعة البنك الأفريقي للتنمية، من أجل تعظيم جهود التنمية، وفقًا للأولويات الوطنية، والتوجه بشكل أكبر نحو دعم وتمكين القطاع الخاص.

ويتمتع ولد التاه-وهو موريتاني الجنسية- بخبرة تزيد عن 35 عامًا في مجال التمويل الأفريقي والدولي، إذ شغل منصب رئيس المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا (BADEA) لمدة عشر سنوات ابتداءً من عام 2015، حيث قاد عملية تحول شاملة ضاعفت الميزانية العمومية للبنك أربع مرات، كما حصل المصرف على تصنيفات ائتمانية متميزة في عام 2024، ووضعته بين أفضل بنوك التنمية التي تركز على إفريقيا، حيث رفعت وكالة موديز تصنيف المصرف إلى Aa1 كما تم تثبيت التصنيف طويل الأجل عند AAA مع نظرة مستقبلية مستقرة من وكالة التصنيف الائتماني اليابانية JCR.

كما لعب دورًا محوريًا في تعزيز التعاون العربي-الإفريقي ودفع مبادرات استراتيجية تهدف إلى تسريع النمو الاقتصادي، وتعزيز الأمن الغذائي، ودعم التحول نحو الطاقة المستدامة وتطوير البنية التحتية في إفريقيا.
 

وفي ذات الوقت توجهت، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بالشكر للدكتور أكينومي أديسينا، الرئيس السابق للبنك، على مجهوداته طوال 10 سنوات، سعى خلالها لدفع جهود التنمية في القارة، وعزز الشراكة بين جمهورية مصر العربية والبنك الأفريقي للتنمية في العديد من المجالات.

جدير بالذكر أن مجموعة البنك الأفريقي للتنمية تتألف من ثلاثة كيانات، وهي البنك الأفريقي للتنمية، وصندوق التنمية الأفريقي، وصندوق نيجيريا الائتماني. وتشمل البلدان المساهمة فيها 54 بلدًا أفريقيًا أو بلدًا عضوًا إقليميًا، و27 بلدًا غير أفريقي أو بلدًا غير عضو إقليمي.
ويعد سيدي ولد تاه، هو الرئيس التابع لمجموعة البنك الأفريقي للتنمية، ويأتي خلفًا للدكتور أكينومي أديسينا، الذي تولى رئاسة البنك في الفترة من 2015-2025.

مقالات مشابهة

  • آليات جديدة لـ حوكمة البنوك طبقًا لقانون البنك المركزي .. تفاصيل
  • الدكتور المصطفى: حاكم مصرف سوريا المركزي تحدث عن مشروع لطباعة عملة جديدة وأكد أن أزمة القطاع المصرفي تتعلق بالثقة لا السيولة
  • البنك المركزي التونسي يبقي على سعر الفائدة الرئيسي عند 7.5%
  • المشاط: نتمنى التوفيق للرئيس الجديد للبنك لدعم مسيرة التنمية في إفريقيا التي تمرُّ بمرحلة حاسمة
  • ..تصويب عمل مؤسسات الدولة من الزيغ والانحراف.
  • الجهاز المركزي للرقابة المالية يبحث مع وفد من البنك الدولي التعاون في إصلاح الإدارة المالية العامة
  • محافظ البنك المركزي يهنئ الدكتور خالد شريف لانتخابه مديرًا تنفيذيًا لمصر وجيبوتي ببنك التنمية الإفريقي
  • محافظ البنك المركزي يهنئ الدكتور خالد شريف بتعينه ببنك التنمية الإفريقي
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة يستقبل وزير المالية الدكتور محمد يسر برنية، ويبحث معه آلية التنسيق المالي بين الوزارتين وسبل تعزيز التعاون المشترك بما يسهم في تحسين كفاءة العمل وتيسير الإجراءات المالية
  • رئيس اللجنة المالية يمتدح سياسة البنك المركزي المالية وهي فاشلة في تقرير صندوق النقد الدولي