أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
أكدت أوكرانيا، الثلاثاء، أن قواتها تشنّ "عمليات قتالية" في كورسك بجنوب روسيا ونفذت ضربة "دقيقة" ضد مركز قيادة عسكري فيها، وذلك بعد يومين من إعلان موسكو أن كييف بدأت "هجوما مضادا" في تلك المنطقة.
وقالت هيئة الأركان الأوكرانية في بيان نشرته عبر تلغرام إن الضربة ضد المقر القيادي قرب بيلايا بمنطقة كورسك "جرت بالتنسيق مع القوات البرية الأوكرانية التي تنفذ عمليات قتالية على أراضي روسيا الاتحادية".
وكانت الهيئة قد نشرت نسخة أولى من البيان جاء فيها إن "القوات البرية الأوكرانية تبدأ حاليا عمليات هجومية جديدة" في منطقة كورسك، قبل أن تصدر نسخة معدلة.
يأتي ذلك بعد إعلان الجيش الروسي الأحد إطلاق أوكرانيا هجوما جديدا في هذه المنطقة، حيث تسيطر قواتها على عدة مئات من الكيلومترات المربعة منذ أغسطس 2024، رغم محاولات قوات موسكو دحرها بدعم من آلاف الجنود الكوريين الشماليين، بحسب كييف ودول غربية.
ومساء الإثنين، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي إلى "أهمية" تثبيت الجيش الروسي في منطقة كورسك، لمنعه من نشر كافة قواته على الجبهتين الشرقية والجنوبية.
وأكد: "نحن نحافظ على منطقة عازلة في الأراضي الروسية، وندمر بشكل فعال الإمكانات العسكرية الروسية".
كما تحدث مدونون عسكريون روس، مقربون من الجيش، عن الهجوم الأوكراني الجديد منذ الأحد.
من جانبه، التزم الجيش الأوكراني الصمت بشكل عام بشأن هذا الموضوع.
ورد قائد القوات البرية الأوكرانية ميخائيلو دراباتي عندما سئل عن التصريحات الروسية، قائلا "هذا ليس مجال اختصاصي".
ولم يحدد الجيش الأوكراني الثلاثاء في بيانه ما إذا استعمل صواريخ "أتاكمس" الأميركية أو "ستورم شادو" البريطانية في "ضربته عالية الدقة" ضد مركز قيادة روسي قرب بيلايا.
وتعتبر روسيا الهجمات الأوكرانية على أراضيها بالصواريخ الغربية تجاوزا للخط الأحمر وتتوعد في كل مرة "بالرد"، وتهدد خصوصا بضرب كييف.
المصدر: قناة اليمن اليوم
إقرأ أيضاً:
الموعد رهن الاستعداد المتبادل والتطورات الميدانية.. روسيا تلوّح بجولة جديدة من المحادثات مع أوكرانيا
البلاد – موسكو
أعلنت روسيا، أن الجولة القادمة من المحادثات مع أوكرانيا لن تُعقد إلا بعد دراسة متأنية لمسودات المقترحات المتبادلة بين الجانبين، مؤكدة أن تحديد الموعد المقبل للحوار مرهون بمدى جاهزية الطرفين للتقدم في عملية التسوية.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريحات نقلتها وكالة “تاس” الروسية ، أمس (الأربعاء)، إن “الأمر سيستغرق بعض الوقت للنظر في مسودات المذكرات التي تبادلها الطرفان خلال الجولة الأخيرة. وعندما يكون كلاهما مستعداً، سيتم الاتفاق على موعد الجولة التالية”.
وكانت إسطنبول قد استضافت، في الثاني من يونيو الجاري، جولة من المفاوضات المباشرة بين الوفدين الروسي والأوكراني، هي الأولى منذ أشهر. وقد استمرت هذه الجلسة لأكثر من ساعة، جرت خلالها المحادثات باللغة الروسية، وشهدت تبادلاً لوثائق تتضمن مقترحات متباينة بشأن آفاق تسوية النزاع المستمر منذ أكثر من عامين.
شروط روسية صارمة وتساؤلات حول النوايا
المذكرة الروسية، بحسب مصادر مطلعة، تضمنت مطالب رئيسية تتمثل في: تخلي كييف عن المسار القومي المتشدد، وضمان حماية السكان الناطقين بالروسية داخل أوكرانيا، فضلاً عن الانسحاب الكامل للقوات الأوكرانية من الأراضي التي ضمتها روسيا بعد عام 2022، بما في ذلك إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم.
في المقابل، أعلن وزير الدفاع الأوكراني ورئيس الوفد المفاوض، رستم أوميروف، أن بلاده تقترح عقد الجولة المقبلة من المحادثات خلال الفترة ما بين 20 إلى 30 يونيو، دون أن يكشف عن موقف كييف من المطالب الروسية.
وفي موازاة ذلك، شدد بيسكوف على أن روسيا تتخذ احتياطات أمنية مشددة، متهماً كييف بالاستمرار في استهداف منشآت مدنية داخل الأراضي الروسية. وقال إن “نظام كييف يواصل هجماته ضد البنية التحتية المدنية، ونحن نتخذ إجراءات احترازية تتناسب مع طبيعة هذا السلوك”، مشيراً إلى أن “جوهر هذا النظام أصبح مفهوماً بالنسبة لروسيا”.
وفي لهجة أكثر حدة، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، إن الهدف من المفاوضات ليس التوصل إلى “سلام توافقي”، بل ضمان نصر روسي سريع وكامل. وأوضح عبر قناته على “تليغرام” أن “محادثات إسطنبول ليست وسيلة للقبول بشروط وهمية يفرضها الآخرون، بل وسيلة لتحقيق النصر وتدمير نظام النازيين الجدد في كييف”، على حد تعبيره.
كما أشار ميدفيديف إلى أن موسكو سترد بقوة على الهجمات الأوكرانية الأخيرة، والتي استهدفت، بحسب مزاعمه، قواعد قاذفات استراتيجية روسية خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأضاف: “الانتقام أمر لا مفر منه. الجيش الروسي يتقدم وسيواصل تقدمه. كل ما يجب تدميره سيتم تدميره، وأولئك الذين يجب القضاء عليهم سيتم القضاء عليهم”.
تأتي هذه التطورات في وقت لا تزال فيه آفاق الحل السياسي غامضة، وسط تصاعد التوترات على الجبهات العسكرية، وتعثر الجهود الدولية لدفع الطرفين إلى وقف شامل لإطلاق النار. وبينما يترقب المجتمع الدولي ما ستؤول إليه جولات المفاوضات القادمة، يبدو أن التباعد في الرؤى بين موسكو وكييف ما زال كبيراً، وربما مرشحاً للتفاقم في حال استمرت التصريحات المتشددة من كلا الجانبين.