نشرت دائرة الإحصاء المركزي الإسرائيلية في ديسمبر 2024 تقريرًا عن الوضع السكاني لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وكشف عن أرقام مقلقة تتعلق بالهجرة السلبية. 

وعلى الرغم من الإعلان الاحتفالي عن تجاوز عدد سكان إسرائيل حاجز الـ10 ملايين نسمة، فإن الزيادة السكانية رافقتها موجة هجرة غير مسبوقة. هذه الأرقام أثارت قلقًا عميقًا في الأوساط السياسية والمجتمعية، حيث تمثل تهديدًا لأحد الأهداف الرئيسية للصهيونية: تجميع اليهود في فلسطين.

الهجرة السلبية وأرقامها المقلقة

بلغ عدد المهاجرين الإسرائيليين إلى الخارج في عام 2024 حوالي 82,700 شخص، وهو أعلى رقم منذ تأسيس الدولة عام 1948. مقارنة بالعام السابق، الذي شهد مغادرة 55,300 إسرائيلي، فإن هذه الأرقام تسلط الضوء على ظاهرة مقلقة تتزايد عامًا بعد عام. ورغم عودة حوالي 23,800 شخص إلى البلاد، فإن الرصيد الإجمالي للهجرة ظل سلبياً بمقدار 58,900 شخص.

إلى جانب ذلك، أظهرت البيانات أن معظم المهاجرين هم من الفئات العمرية الشابة (20-45 عامًا)، حيث يشكلون حوالي 47.8% من مجموع المهاجرين، مع تزايد لافت في نسبة الأطفال والمراهقين الذين يغادرون مع عائلاتهم.

وتنوعت أسباب الهجرة بين قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية. ويرى كثيرون أن سيطرة اليمين الإسرائيلي، ومحاولات "الإصلاح القضائي"، وزيادة الانقسامات المجتمعية عوامل دفعتهم إلى مغادرة البلاد. كما أن الشعور بانعدام الأمن الشخصي، خاصة في المستوطنات الحدودية، عزز الرغبة في البحث عن مستقبل أكثر استقرارًا في الخارج.

جغرافيًا، جاءت موجات الهجرة من المدن الكبرى مثل تل أبيب، حيفا، القدس، ونتانيا، وهي المناطق التي تعتبر الأكثر استقرارًا وازدهارًا. في المقابل، كانت الهجرة أقل من البلدات العربية والمستوطنات الحدودية، حيث ترتبط الظروف الاقتصادية والثقافية بفرص أقل للاندماج في الخارج.

ويمثل ارتفاع نسبة المهاجرين تحديًا كبيرًا أمام إسرائيل على المستويين الديموغرافي والسياسي. فوفقًا للتقرير، يشكل العرب حوالي 24% من المواليد الجدد في البلاد، مما يزيد من نسبتهم الإجمالية تدريجيًا مقارنة باليهود. هذه التغيرات تؤثر بشكل مباشر على التوازن الديموغرافي الذي تسعى إسرائيل للحفاظ عليه منذ تأسيسها.

على الصعيد السياسي، تشير هذه الأرقام إلى قلق متزايد من تراجع ثقة الإسرائيليين في مؤسسات الدولة ومستقبلها. تصريحات العديد من المهاجرين تعكس إحباطًا من الانقسامات الداخلية وتدهور الأوضاع السياسية والاجتماعية، مما يعكس تحولات عميقة في الوعي المجتمعي.

وتمثل الهجرة السلبية المتزايدة ظاهرة تهدد الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل، بما في ذلك الحفاظ على التوازن الديموغرافي واستقرار الدولة. إذا استمرت هذه الأرقام بالارتفاع، فقد تكون لذلك تداعيات خطيرة على مستقبل إسرائيل، خاصة في ظل تزايد التحديات الإقليمية والدولية. معالجة هذه الأزمة تتطلب جهودًا جادة لإعادة بناء الثقة بين الدولة ومواطنيها، وتقديم حلول مستدامة تعزز الاستقرار السياسي والاجتماعي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل الهجرة الاحتلال الإسرائيلي المزيد هذه الأرقام

إقرأ أيضاً:

ارتفاع لافت بمعدلات انتحار المسنّين في سويسرا

ارتفعت نسبة المنتحرين بمساعدة قانونية في سويسرا من كبار السن، لتصل إلى نحو 90 بالمئة من الحالات المسجّلة، وفقاً لبيانات رسمية نشرتها وسائل إعلام محلية.

وأظهرت الأرقام أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 85 عاماً يشكّلون الفئة الأكبر من بين الذين اختاروا إنهاء حياتهم بمساعدة الجمعيات المختصة، وعلى رأسها جمعية "إكسيت" التي توفّر خدمات الانتحار المدعوم وفق ما يسمح به القانون السويسري.

وبحسب تقرير بثته هيئة الإذاعة السويسرية RTS، فإن ثمانية من كل عشرة أشخاص يلجؤون إلى هذه الوسيلة يتجاوزون سن الـ65، مما يعكس ارتباط الظاهرة بالشيخوخة وتبعاتها الصحية والنفسية.

وأشارت الجمعية إلى أن أكثر من نصف الحالات التي تطلب المساعدة تكون مرتبطة بأمراض مزمنة وخطيرة مثل السرطان والخرف، فيما يُرجع البعض قراره إلى فقدان الاستقلالية أو المعاناة من آلام جسدية ونفسية طويلة الأمد.


وتُظهر الأرقام أن عام 2022 سجّل لوحده أكثر من 1400 حالة انتحار بمساعدة، بزيادة مطّردة عن الأعوام السابقة، خاصة بين الفئات العمرية الكبيرة.

وتعتبر سويسرا من الدول القليلة التي تتيح هذا النوع من "الموت الرحيم" ضمن شروط قانونية محددة، دون أن يشترط وجود مرض عضال، وهو ما يجعل الإجراء متاحاً لفئات أوسع مقارنة بدول أخرى.

وتدعو بعض الأصوات الحقوقية إلى مراجعة الإطار القانوني لضمان عدم تحوّل الظاهرة إلى بديل عن الرعاية الصحية والاجتماعية للمسنين، في ظل تزايد الطلب على هذا النوع من الخدمات.

وترى جهات داعمة للحق في "الموت بكرامة" أن القرار يجب أن يبقى بيد الفرد ما دام يتم بكامل إرادته وضمن ضوابط قانونية، خاصة في حالات العجز التام أو الألم المستعصي.

ولا تزال المسألة تثير نقاشاً أخلاقياً واسعاً في سويسرا، بين من يراها ممارسة إنسانية تحفظ كرامة المحتضر، ومن يحذر من انزلاقها إلى تفريط بحياة الفئات الأضعف.

مقالات مشابهة

  • موجة حر قياسية تضرب هذه الولايات
  • الشهري: التوتر والمشاعر السلبية تُضعف مناعتك وترفع عمليات الالتهاب بجسمك.. فيديو
  • تقرير: حوالي 720 مليون شخص حول العالم عانوا من الجوع خلال 2024
  • مقاطعة صامتة تضرب قطاع التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل
  • ضاهر: التشكيلات القضائية تعيدُ بعضاً من التوازن إلى الدولة
  • إسرائيل تهدد بوقف عمليات إسقاط المساعدات خشية توثيق الدمار بغزة
  • محمد بن راشد: الأرقام تتحدث عن تنمية غير مسبوقة للإمارات يقودها أخي محمد بن زايد
  • نیچیرفان بارزاني.. الوسيط الإقليمي ودبلوماسية التوازن
  • ارتفاع لافت بمعدلات انتحار المسنّين في سويسرا
  • مقاطعة وحصار إسرائيل أهم من الاعتراف بدولة فلسطينية