يُعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين أحد أبرز معالم العلاقات الدولية في العقود الأخيرة، شهدت العلاقة بين البلدين تطورات متسارعة ترتبط بالمنافسة الاقتصادية، والصراعات الجيوسياسية، والتوترات التجارية. 

وازدادت هذه التوترات حدة خلال فترة رئاسة دونالد ترامب، حيث اعتمدت إدارته سياسات متشددة تجاه الصين، مما أثار توقعات بإجراءات أكثر صرامة في المستقبل.

الحرب التجارية

بدأت التوترات التجارية بين البلدين في عام 2018، عندما فرضت إدارة ترامب تعريفات جمركية مرتفعة على البضائع الصينية بقيمة مليارات الدولارات، متهمة الصين بممارسات تجارية غير عادلة وسرقة الملكية الفكرية. 

ردت الصين بفرض تعريفات مماثلة على البضائع الأميركية، مما أدى إلى حرب تجارية أثرت على الاقتصاد العالمي.

التكنولوجيا والتنافس على الهيمنة الرقمية

تُعد المنافسة التكنولوجية من أبرز مظاهر الصراع بين البلدين، حيث تسعى الولايات المتحدة للحد من النفوذ التكنولوجي الصيني. 

وقادت إدارة ترامب حملة ضد شركة "هواوي"، مُعتبرة أنها تشكل تهديدًا للأمن القومي الأميركي، ومنعت استخدامها في شبكات الجيل الخامس.

القضايا الجيوسياسية

تصاعدت الخلافات بشأن القضايا الإقليمية مثل بحر الصين الجنوبي، الذي يُعد نقطة استراتيجية تتنازع عليها الصين وعدة دول آسيوية بدعم أمريكي. بالإضافة إلى ذلك، دعمت الولايات المتحدة الاحتجاجات في هونج كونج وانتقدت سياسات الصين تجاه تايوان.

حقوق الإنسان

انتقدت إدارة ترامب الصين بشدة بسبب ما وصفته بانتهاكات حقوق الإنسان، خاصة في إقليم شينجيانج، حيث تواجه الصين اتهامات باحتجاز الإيجور في معسكرات "إعادة تأهيل".

إجراءات ترامب تجاه الصين

اعتمدت إدارة ترامب مجموعة من الإجراءات التصعيدية للضغط على الصين، أبرزها:

فرض تعريفات جمركية جديدة

استهدفت هذه التعريفات قطاعات رئيسية مثل التكنولوجيا والصناعات الثقيلة، بهدف تقليص العجز التجاري بين البلدين.

تقييد الشركات الصينية

منعت إدارة ترامب الشركات الصينية من الاستثمار في قطاعات حيوية داخل الولايات المتحدة، وفرضت قيودًا على الوصول إلى التكنولوجيا الأميركية.

الانسحاب من الاتفاقيات الدولية

سعت الإدارة الأميركية إلى تقويض نفوذ الصين في المؤسسات الدولية، مثل منظمة التجارة العالمية ومنظمة الصحة العالمية، واتهمت الصين بالتلاعب بالقواعد الدولية لمصلحتها.

تعزيز التحالفات الإقليمية

دعمت إدارة ترامب دولًا آسيوية مثل اليابان والهند وأستراليا، لتعزيز الضغط على الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

توقعات الإجراءات المستقبلية

في حال استمرار ترامب أو إدارة مشابهة في السلطة، يُتوقع تبني المزيد من الإجراءات الصارمة تجاه الصين:

زيادة القيود الاقتصادية

قد تتوسع السياسات التجارية لتشمل تعريفات إضافية أو حظر استيراد منتجات معينة، خاصة تلك المتعلقة بالتكنولوجيا.

تعزيز الحضور العسكري في آسيا

يمكن أن تتجه الولايات المتحدة لتعزيز وجودها العسكري في المحيط الهادئ، لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة.

تعميق التعاون مع الحلفاء

ستسعى الولايات المتحدة لتعزيز علاقاتها مع الحلفاء الأوروبيين والآسيويين للضغط على الصين في القضايا التجارية والجيوسياسية.

التصعيد في قضايا حقوق الإنسان

قد تستخدم واشنطن ملف حقوق الإنسان كأداة للضغط الدبلوماسي على الصين، بما يشمل فرض عقوبات إضافية على المسؤولين الصينيين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب حقوق الإنسان تنصيب ترامب بحر الصين الجنوبي الحرب التجارية التوتر بين الولايات المتحدة والصين القضايا الجيوسياسية المزيد الولایات المتحدة إدارة ترامب بین البلدین على الصین

إقرأ أيضاً:

الصين تحذّر الولايات المتحدة من «اللعب بالنار» بسبب تصريحات وزير الدفاع الأمريكي

أعلنت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأحد، أنها قدمت احتجاجًا رسميًا إلى الولايات المتحدة، على خلفية تصريحات وصفتها بـ"المسيئة" أدلى بها وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، خلال كلمته أمس في منتدى حوار شانجري-لا في سنغافورة، والتي اعتبرت أنها تتجاهل دعوات دول المنطقة إلى السلام وتروج لصدام القوى.

خطاب مليء بالاستفزاز.. الصين تندد بتصريحات البنتاجون بشأن طموحاتها العسكريةوزير الدفاع الأمريكي : واشنطن لا تسعى إلى حرب أو هيمنة على الصينالصين لـ واشنطن : نرفض وبشدة مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى تايوانالصين تسمح لمواطني 4 دول بدخول أراضيها بدون تأشيرةانفجار كبير في مصنع للكيماويات بالصينرئيس المخابرات الأوكرانية: الصين أرسلت إمدادات لـ 20 مصنع عسكري روسيروسيا تعلن عن تدمير 94 مسيرة أوكرانية .. والصين تحذر أمريكاأول تعليق من الصين على قرار ترامب بحرمان الطلاب الدوليين من التسجيل بـ هارفاردانهيارات ارضية ومفقودين.. ماذ يحدث في الصين؟الصين تندد برسوم الاتحاد الأوروبي وتطالب ببيئة تجارية عادلة وغير تمييزية

وقالت الوزارة، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إن هيجسيث شوه سمعة الصين بادعاءات تشهيرية، واصفًا إياها زورًا بأنها تمثل "خطرًا حقيقيًا ووشيكًا" في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وهو ما اعتبرته بكين ترويجًا لعقلية الحرب الباردة والسعي لإشعال التوتر في المنطقة.

نشر أسلحة هجومية

واتهم البيان الجانب الأمريكي بـ"نشر أسلحة هجومية في بحر الصين الجنوبي"، محذرًا من أن هذه السياسات تدفع منطقة آسيا والمحيط الهادي إلى شفا صراع مسلح، في وقت تطالب فيه شعوب المنطقة بـ"السلام والتنمية".

وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة تنتهج سياسة توسعية عسكرية، مشيرًا إلى نشر قاذفات "تايفون" القادرة على ضرب أهداف داخل الصين وروسيا من جزيرة لوزون الفلبينية، في إطار التعاون الدفاعي المتزايد بين واشنطن ومانيلا، الأمر الذي تعتبره بكين تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

خطاب مليء بالاستفزاز.. الصين تندد بتصريحات البنتاجون بشأن طموحاتها العسكريةوزير الدفاع الأمريكي : واشنطن لا تسعى إلى حرب أو هيمنة على الصينالصين لـ واشنطن : نرفض وبشدة مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى تايوانالصين تسمح لمواطني 4 دول بدخول أراضيها بدون تأشيرةانفجار كبير في مصنع للكيماويات بالصينرئيس المخابرات الأوكرانية: الصين أرسلت إمدادات لـ 20 مصنع عسكري روسيروسيا تعلن عن تدمير 94 مسيرة أوكرانية .. والصين تحذر أمريكاأول تعليق من الصين على قرار ترامب بحرمان الطلاب الدوليين من التسجيل بـ هارفاردانهيارات ارضية ومفقودين.. ماذ يحدث في الصين؟الصين تندد برسوم الاتحاد الأوروبي وتطالب ببيئة تجارية عادلة وغير تمييزيةأزمة تايوان تتصدر الخلافات

وجددت الخارجية الصينية تحذيرها لواشنطن من "اللعب بالنار" في ملف تايوان، معتبرة أن تصريحات هيجسيث التي حذّر فيها من "عواقب وخيمة" لأي محاولة صينية لغزو تايوان، تدخل سافر في الشؤون الداخلية للصين.

وكان هيجسيث قد أكد خلال كلمته أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما قررت الصين التحرك عسكريًا ضد تايوان، وهو ما ردت عليه بكين بالتأكيد على أن "إعادة التوحيد" مع الجزيرة أمر لا مفر منه، وبالقوة إذا لزم الأمر، مجددة رفضها التام لأي دعم أمريكي لـ"الانفصاليين" في تايبيه.

صراع النفوذ في بحر الصين الجنوبي

وتشهد مياه بحر الصين الجنوبي توترًا متزايدًا، مع تصاعد المناوشات بين الصين والفلبين حول عدد من الجزر والجزر المرجانية المتنازع عليها، حيث كثف الطرفان من دوريات خفر السواحل خلال الأشهر الأخيرة، وسط تنامي النفوذ العسكري الأمريكي في المنطقة.

وتختم بكين بيانها بتأكيد رفضها الكامل لما وصفته بـ"السياسات العدائية الأمريكية"، داعية واشنطن إلى "الكف عن إثارة الفتن"، والعودة إلى مسار الحوار والدبلوماسية لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.

طباعة شارك الصين أمريكا تايوان بكين وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث

مقالات مشابهة

  • اتهام رجل بريطاني في الولايات المتحدة بالتخطيط لتهريب تكنولوجيا عسكرية إلى الصين
  • أمريكا: عدم اليقين القانوني بشأن الرسوم الجمركية لن يؤثر على المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي
  • الولايات المتحدة ترحب بالتنسيق القائم بين الجزائر وتونس ومصر لاستعادة الاستقرار في ليبيا
  • الصين تحذّر الولايات المتحدة من «اللعب بالنار» بسبب تصريحات وزير الدفاع الأمريكي
  • الصين تحذر الولايات المتحدة من "اللعب بالنار".. ماذا حدث؟
  • الصين تحذر الولايات المتحدة من اللعب بالنار بشأن تايوان
  • إيمانويل ماكرون يدعو إلى “تحالف” أوروبي وآسيوي في ظل التوتر بين الولايات المتحدة والصين
  • ترامب يقود حربا جديدة ضد الصين على أرض أمريكا .. تفاصيل
  • ترامب يتهم الصين بخرق اتفاق الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة
  • ترامب: الصين انتهكت تماما الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة