السفير الصيني: عمان استطاعت تحقيق الإنجازات والازدهار الاقتصادي
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
مسقط- الرُّؤية
أكد سعادة ليو جيان السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية الصين الشعبية لدى سلطنة عُمان، أنَّ سلطنة عمان وخلال السنوات الخمس الماضية، وتحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- حققت الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي والأمن المجتمعي، مضيفًا: "بمناسبة الذكرى الخامسة لتولي جلالة السلطان مقاليد الحكم، يسعدني وزملائي من السفارة الصينية أن نشارك أصدقاءنا العمانيين في الاحتفال بهذه المناسبة الهامة".
وأشار إلى أنَّ الحكومة العُمانية دشنت سلسلة من الإصلاحات ومضت بخطوات ثابتة لتحقيق "رؤية عمان 2040"، كما أنها تمكنت من تحقيق الإنجازات في الكثير من المجالات، بما فيها الاقتصاد والمجتمع والدبلوماسية والعلوم والتكنولوجيا، وقطعت شوطا كبيراً نحو تحقيق أهداف النهضة المتجددة.
وتابع سعادة ليو جيان قائلا: "يطيب لي أن أعبر عن أحر التهاني لذلك، وأتمنى لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم موفور الصحة وموصول التوفيق، وأتمنى لسلطنة عُمان الصديقة مزيدًا من التقدم والازدهار، ولشعبها الكريم السعادة والرفاهية".
وبين: "تحت التوجيهات الاستراتيجية لفخامة الرئيس شي جين بينغ وصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، سيعمل الجانب الصيني يدا بيد مع الأصدقاء من مختلف الأوساط في عمان، لتعزيز الالتحام الاستراتيجي بين مبادرة "الحزام والطريق" ورؤية "عمان 2040"، ودفع التعاون الثنائي العملي والودي بين جانبينا لتحقيق المزيد من النتائج المثمرة، مما يعود بالنفع على شعبي بلدينا، كما أن السفارة الصينية لدى عمان على أتم الاستعداد لبذل جهودها الدؤوبة وتقديم المساهمات الإيجابية لذلك".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
سعادة لا تُشترى!
ريم الحامدية
لم يعد السؤال اليوم: ماذا تحب؟ بل أصبح كيف ستحول ما تحب وتسعد به إلى مشروع؟
لم تعد لحظات السعادة والمتعة كافية بذاتها، ولا يكفي الشغف وحده لتبرير الوقت الذي ينفق في الهوايات، ولم تعد الهواية مساحة برئية خارج دوائر الجدوى والربح، ففي زمن تغلب عليه ثقافة الانتاج الدائم، صار كل شي مطالبا بأن يثمر وكل موهبة مطالبة بأن تتحول؛ بل إن لحظة من المتعة باتت تحتاج إلى مبرر اقتصادي.
صوتك جميل.. لماذا لا تُطلق بودكاست؟ طبخك لذيذ.. لماذا لا تفتح مطعمًا؟
تصويرك ملفت؟ لماذا لا تجعل حسابك عامًا؟ خواطرك عميقة؟ لماذا لا تكتب كتابًا؟
أسئلة تبدو في ظاهرها دعمًا وتشجيعًا، لكنها تحمل في داخلها ضغطًا غير مرئي، يلاحق الإنسان حتى في أكثر مساحاته خصوصية وهي مساحات اللعب، والراحة، والهواء الخفيف الذي نتنفسه بعيدًا عن منطق السوق.
لقد تحوّلت الهوايات من ملاذ إلى مشروع، ومن مساحة حرّة إلى خطة عمل، ومن لحظة صدق إلى فرصة تسويق، لم نعد نرسم لنفرِّغ قلوبنا؛ بل لنبيع اللوحة، ولم نعد نكتب لأننا نختنق إن لم نبوح بما يختلج صدورنا، ولكن لنحصد إعجابات وانتشار على المنصات الرقمية، ولم نعد نصوِّر لأن الضوء يُدهشنا وجمال اللقطة تُنعش قلوبنا؛ بل لأن الخوارزمية تحتاج محتوى جديدًا!
إننا في زمن الثقافة التي تُسلِّع كل مُتعة وتحوِّل كل جمال إلى فِعل مادي، وكل شغف إلى أرقام ومؤشرات.
هذه الثقافة لا تكتفي بأن تدفعنا للإنتاج؛ بل تُشعرنا بالذنب إن لم نفعل، تُشعرنا بأننا متأخرون إن لم نحوّل ما نحب إلى إنجاز ملموس، وكأن الحياة باتت سباقًا لا يتوقف، ومن يهدأ قليلًا يُتّهم بالكسل أو الهروب.
المشكلة ليست في العمل، ولا في تحويل الموهبة إلى مشروع؛ بل في الإكراه الخفي الذي يتسلل إلى أرواحنا، أن تشعر بأن متعتك غير شرعية ما لم تُدرّ مالًا، وأن راحتك ترف لا تستحقه، وأن الهواية بلا جمهور هي فرصة ضائعة.
هناك أشياء خُلقت لتُحَب فقط، أشياء لا تقبل أن تُحوَّل إلى منتج، ولا تليق أن تُختزل في أرباح، أشياء نمارسها لأننا نختنق بدونها، لا لأننا نريد أن نبيعها.
أن نطبخ لأن رائحة البيت تحتاج دفئًا، أن نكتب لأن الصدر امتلأ بالكلمات، أن نصوِّر لأن اللحظة خافتة ونخشى أن تضيع، أن نمشي بلا هدف؛ لأن أرواحنا تحتاج مساحة بلا اتجاه.
لست ضد الفائدة ولا ضد الرزق حين يأتي متناغمًا مع رغبة الإنسان واستعداده، لكننا ضد شعور الذنب، وضد مطاردة الإنسان بأسئلة التوسّع والانتشار والسبق، وكأن الهدوء خطيئة، والبساطة فشل، والرضا خسارة.
لقد دفعنا هذا العصر إلى أن نعامل أنفسنا كمشاريع، لا كبشر، أن نقيس أعمارنا بالإنتاجية، وأيامنا بالإنجازات، وقيمتنا بما نعرضه أمام الآخرين، ربما آن الأوان أن نتوقف قليلًا، أن نسأل أنفسنا بصدق متى كانت آخر مرة فعلنا شيئًا لمجرّد أننا نحبه؟ بلا جمهور، وبلا مردود، بلا ضغط.
نحتاج أن نستعيد حقّنا في الأشياء التي لا تُوظَّف، ولا تُحوَّل، ولا تُستثمَر.
نحتاج أن نحمي مساحاتنا الصغيرة من ضجيج السوق، أن نعيد تعريف النجاح، لا ككمية ما نبيع؛ بل كمساحة ما نشعر.
ولعلّ أجمل ما يمكن أن نقاوم به هذه الثقافة، هو أن نحب شيئًا ولا نُعلن عنه، وأن نمارسه في الخفاء، ونحرسه من أن يتحوّل إلى واجب.
ربما لم نُخلق لنكون علامات تجارية، ولا لنحمل أرواحنا إلى السوق.
وربما أخطر ما يحدث لنا اليوم… أننا بدأنا نصدّق ذلك.
فما الذي سنحتفظ به لأنفسنا، قبل أن يُعاد تسعيرنا بالكامل ويصبح لكل فرد فينا "باركود"؟!
رابط مختصر