عربي21:
2025-08-01@09:53:31 GMT

دولة الاحتلال والفاتيكان: البابا في محور الشرّ

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

لا عدّ لها ولا حصر تلك الجبهات التي تخوض حروبَها دولةُ الاحتلال وأنصارها، صهاينة كانوا أم مجرّد متطوعين أشدّ حميّة وتعصباً، لمَسْخ الحقائق الساطعة الدامغة حول حرب الإبادة الإسرائيلية ضدّ قطاع غزّة؛ ومتنوّعة، استطراداً، أفانين الدفاع عن جرائم الحرب عن طريق السعي إلى اختزالها إلى خانات زائفة شتى، تبدأ من ّحقّ الدفاع عن النفس، ولا تنتهي عند تهمة العداء للسامية.



الفاتيكان، والبابا فرنسيس شخصياً، في مرمى نيران متقاطعة المصادر متعاظمة اللهيب ومتشعبة الاتهامات، منذ مطالبة الكرسي الرسولي بإجراء تحقيق في احتمال ارتكاب دولة الاحتلال إبادة جماعية فى القطاع؛ عدا، بالطبع، عن السلوك الرسمي لحكومة بنيامين نتنياهو التي استدعت سفير الفاتيكان لإبلاغه «خيبة الأمل» (وليس التوبيخ، كما جرت العادة) إزاء مواقف الفاتيكان عموماً وتصريحات البابا فرنسيس شخصياً، بخصوص الحرب في قطاع غزّة.

أحد الأبواق المدافعة عن دولة الاحتلال، جوزيبي ليفي بيزولي الصحفي والأكاديمي ورجل الأعمال الإيطالي ــ البريطاني اليهودي، ذهب إلى درجة التكهن بأنّ البابا فرنسيس لن يفتقر إلى عشرات المتطوعين من أصدقائه الطغاة والمتشددين، إذا اعتزم تنظيم معرض خاصّ بعنوان «محور الشرّ».

إذْ كيف، يساجل بيزولي أوّلاً، يلتقي البابا مع رئيس جامعة الأديان والطوائف الإيرانية ويقول خلال اللقاء إنّ نتنياهو «يتجاهل القوانين الدولية وحقوق الإنسان»؛ وتنشر وكالة أنباء إرنا الإيرانية هذا التصريح، فلا يصدر عن الكرسي الرسولي أي نفي أو تكذيب؟ وكيف، في احتجاج ثانٍ، يسمح البابا لوسائل إعلام الفاتيكان أن تحاور الجولاني (لأنّ اسمه ليس أحمد الشرع، عند بيزولي)، وتنشر على لسانه القول بأنّ المسيحيين «جزء لا يتجزأ» من تاريخ سوريا، أو اعتبار البابا «رجل سلام حقّ»؟

دولة الاحتلال تجاهلت، وهكذا فعل بيزولي وأضرابه، شكوى البابا من أمور تخصّ تعطيل الاحتلال الإسرائيلي لأبسط أعمال الكنيسة المسيحية ذاتها، على شاكلة منع الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك اللاتين في القدس، من دخول قطاع غزة بعد أن تلقى وعداً بذلك من السلطات الإسرائيلية. ولائمو البابا على «انفصاله عن الواقع الإرهابي»، كما رددت وزارة الخارجية الإسرائيلية، يتعامون عن تعمّد سلطات الاحتلال فرض ضرائب باهظة على أملاك الكنائس المسيحية، مما يخرق قواعد وضع قائم يتجاوز عمر دولة الاحتلال لأنه يعود إلى العصر العثماني.
الفاتيكان، والبابا فرنسيس شخصياً، في مرمى نيران متقاطعة المصادر متعاظمة اللهيب ومتشعبة الاتهامات، منذ مطالبة الكرسي الرسولي بإجراء تحقيق في احتمال ارتكاب دولة الاحتلال إبادة جماعية فى القطاع
وهيهات أن تغيب تماماً نبرة التوبيخ والأستذة وإعادة تلقين وقائع التاريخ طبقاً لقراءات صهيونية مبتسرة ومشوّهة وباطلة، كما في الرسالة المفتوحة التي نشرها عميحاي شيكلي شاغل حقيبة وزارية عجيبة تحمل اسم «شؤون الشتات والعداء للسامية»؛ وفيها يخاطب البابا هكذا: «معروف أن يسوع ولد في بيت لحم من أعمال يهوذا، لأمّ يهودية، وعاش يهودياً، ومات كيهودي. قبل أسبوعين شهدتم حدثاً صوّر يسوع ملفوفاً بالكوفية، وهذا يردد صدى السردية الفلسطينية. تلك واقعة غير منفردة، فقبل أسبوع أوحيتم بأنّ إسرائيل قد تكون مذنبة بالإبادة الجماعية في غزّة. نحن شعب فقدنا ستة ملايين من أهلنا في الهولوكوست، ولهذا لا نتحمل الاستخفاف بمصطلح الإبادة الجماعية».

بيزولي نفسه علّق على رسالة شيكلي، مستطيراً من شرّ عودة «العهود السوداء» التي شهدت في نظره انزلاق الفاتيكان إلى العداء للسامية، مستذكراً أمثال البابوات بيوس الرابع، غريغوري الثالث عشر، وبيوس الثاني عشر خصوصاً؛ ممّن واصلوا تراث العداء للسامية من غيتوات العصور الوسطى إلى فرية الدم، حسب قناعته. وإمعاناً في مزج الابتذال باستغفال العقول، يقتبس بيزولي حنة أرندت (دون سواها!) كي يذكّر الفاتيكان بأنّ أكبر الشرور يمكن أن تأتي من أناس يدّعون الشفقة الأخلاقية؛ ولا عجب عند هذا المستوى من التسخيف، إذا كان «الأكاديمي» اللوذعي هو ذاته التي اقترح على البابا تنظيم معرض لمحور الشرّ.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإبادة الفاتيكان دولة الاحتلال البابا غزة غزة الفاتيكان البابا الإبادة دولة الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال البابا فرنسیس

إقرأ أيضاً:

السعودية تعلن اعتماد الوثيقة الختامية لمؤتمر حل الدولتين

أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، مساء الثلاثاء، اعتماد وثيقة ختامية لمؤتمر حل الدولتين تشكل "إطارا متكاملا قابلا للتطبيق".

جاء ذلك خلال فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر الدولي رفيع المستوى من أجل تسوية سلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.

وقال ابن فرحان، أمام المؤتمر الذي ترأسه السعودية وفرنسا: "تم اعتماد الوثيقة الختامية للمؤتمر"، وفق ما نقلته قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية.

وأوضح أن "الوثيقة تشكل إطارا متكاملا وقابلا للتنفيذ من أجل تطبيق حل الدولتين (الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي) وتحقيق السلم والأمن للجميع".

ولم يتطرق وزير الخارجية السعودي بالتفصيل إلى ما تتضمنه الوثيقة.

وانطلقت فعاليات المؤتمر الإثنين وتستمر حتى غد الأربعاء، بمشاركة رفيعة المستوى، لبحث سبل تنفيذ حل الدولتين، ودعم مسار الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.

ومن أصل 193 دولة عضوا بالأمم المتحدة، تعترف 142 دولة على الأقل بدولة فلسطين التي أعلنتها القيادة الفلسطينية في المنفى عام 1988.


وقبل أيام من المؤتمر، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس ستعترف رسميا بفلسطين في أيلول/سبتمبر المقبل.

وخلال الافتتاح الإثنين، أكد ابن فرحان أن "تحقيق الأمن في الشرق الأوسط يبدأ بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه".

وشدد على ضرورة وقف الكارثة الإنسانية في غزة ومحاسبة المسؤولين عنها.

واعتبر أن "مبادرة السلام العربية هي الأساس للحل العادل للقضية الفلسطينية".

وهذه المبادرة تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002، وتقترح إقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي، مقابل انسحاب الأخير من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967.

و"تنص المبادرة أيضا على إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، لكن الاحتلال الإسرائيلي دأب على رفضها".

كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في افتتاح المؤتمر، أن حل الدولتين هو المسار الوحيد الموثوق به لتحقيق سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والاحتلال.

وشدد على أنه "الشرط الأساسي" للسلام في الشرق الأوسط، لكنه عاد وحذر من أننا "وصلنا إلى نقطة الانهيار"، وأن هذا الحل "أبعد من أي وقت مضى".

وأعرب كل من الاحتلال الإسرائيلي وحليفته الولايات المتحدة عن رفضهما إقامة مؤتمر دعم حل الدولتين، وزعمت واشنطن أن من شأنه إطالة أمد الحرب.

وبدعم أمريكي، يشن الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية على قطاع غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلا النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة نحو 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

وبموازاة إبادة غزة، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1009 فلسطينيين، وأصابوا نحو 7 آلاف، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفا، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

ومنذ عقود، يواصل الاحتلال الإسرائيلي احتلاله لفلسطين وأراضٍ في سوريا ولبنان، ويرفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب عام 1967.

#نيويورك | سمو وزير الخارجية الأمير #فيصل_بن_فرحان @FaisalbinFarhan ومعالي وزير خارجية الجمهورية الفرنسية السيد جان نويل بارو، يترأسان جلسة اليوم الثاني للمؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين على المستوى الوزاري، والذي تترأسه المملكة… pic.twitter.com/bSyEpsTB1V

— وزارة الخارجية ???????? (@KSAMOFA) July 29, 2025

مقالات مشابهة

  • سلوفينيا تعلن حظر استيراد وتصدير السلاح مع دولة الاحتلال الإسرائيلي
  • مكتبة الفاتيكان.. صرح تاريخي وإرث معرفي يمتد لقرون
  • كنتُ سأشعر بالرعب لو كنتُ إسرائيلياً!
  • سيارة تعبر الطريق وتطيح بأخرى بمحور شنزو آبي في القاهرة.. صور
  • جنبلاط تلقى رسالة شكر من الفاتيكان على التهنئة بانتخاب البابا لاوون الرابع عشر
  • ويتكوف يتوجه إلى دولة الاحتلال.. ملف غزة يتصدر مباحثاته
  • محور عسكري جديد في القرن الإفريقي
  • المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا: مزاعم الحصار دعاية أطلقتها المجموعات الخارجة عن القانون لتسويق فتح معابرغير نظامية مع محيط السويداء داخل الجمهورية، وخارجها، لإنعاش تجارة السلاح والكبتاغون التي تشكل مصدر تمويل أساسي لهذه المجموعات
  • السعودية تعلن اعتماد الوثيقة الختامية لمؤتمر حل الدولتين
  • استعراض إسرائيلي لحوافز التطبيع مع أكبر دولة إسلامية