شهادات صادمة من أسرى غزة.. حرق وتعذيب بالمياه الساخنة والعادمة
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
يتواصل مسلسل تعذيب الأسرى والتنكيل بهم في سجون الاحتلال، خصوصا ممكن اعتقلوا من قطاع غزة منذ بدء العدوان الوحشي.
وكشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، شهادات جديدة لمعتقلي غزة بعد زيارات جرت لـ"23" معتقلاً في سجن "النقب" الصحراوي ومعسكر "نفتالي" المحاذي لقطاع غزة، خلال الأيام القليلة الماضية.
وتضمنت الشهادات تفاصيل صادمة عن عمليات التّعذيب الممنهجة والتنكيل والتجويع والجرائم الطبيّة، والضرب المبرح وعمليات القمع، للمعتقلين إلى جانب ظروف الاحتجاز القاسيّة، واستمرار تفشي مرض "السكايبوس – الجرب" بين صفوفهم.
وتابعت الهيئة والنادي، في تقرير جديد أنّ معسكر "سديه تيمان" الذي شكل العنوان الأبرز لعمليات التعذيب لم يعد المعسكر الوحيد الذي مورس فيه عمليات تعذيب وفظائع، ومنها اعتداءات جنسية، بل إن شهادات المعتقلين في غالبية السجون المركزية والمعسكرات عكست ذات المستوى من التوحش الممنهج، بينها بشكل أساسي سجن "النقب"، وسجن ومعسكر "عوفر". القريب من رام الله.
واستعرضت هيئة الأسرى ونادي الأسير شهادات للمعتقل (ك، ن) البالغ من العمر (45 عاماً) والمعتقل منذ شهر كانون الأول/ ديسمبر 2023، حيث " منذ اعتقالي تعرضت للضرب المبرح، حتى أُصبت بكسور في جسدي، في محاولة لانتزاع اعترافات مني، وبقيت في معسكر في غلاف غزة لمدة 58 يوما، وكانت مثل عذاب الآخرة-تكبيل وضرب طوال الوقت، وإذلال وإهانات- عند نقلي إلى سجن (النقب)، حرقوني بالماء الساخن من خلال رشقي بالماء الساخن بإبريق كهربائي، وما تزال آثار الحروق واضحة على جسدي، اليوم أعيش بالخيام، والخيام ممزقة، نعاني من البرد القارس، واليوم نموت من البرد ومن الجوع".
كما نقلت الهيئة شهادات لأسرى آخرين قالوا فيها إن جنود الاحتلال يتعمدون التبول على الأسرى وهم مكبلين ومعصوبي الأعين، فضلا عن رشهم بالمياه العادمة.
وكانت تقارير حقوقية وأممية عديدة أشارت إلى انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المروعة بحق الأسرى الفلسطينيين في سجونه، بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ومنذ أن بدأ اجتياحه البري لغزة في 27 تشرين الأول /أكتوبر عام 2023، اعتقل جيش الاحتلال آلاف الفلسطينيين من القطاع، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني، وأفرج لاحقا عن عدد ضئيل منهم، فيما لا يزال مصير الآخرين مجهولا.
وفي الضفة الغربية المحتلة، ارتفع عدد حالات الاعتقال بحق الفلسطينيين إلى أكثر من 10 آلاف و800 منذ اندلاع العدوان على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول /أكتوبر 2023، وفقا لبيانات نادي الأسير الفلسطيني.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات تعذيب سجون الاحتلال الفلسطيني سديه تيمان فلسطين سجون الاحتلال تعذيب اسري غزة سديه تيمان المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
شيكلي.. مخطط إسرائيلي لاقتلاع قرى النقب وتهجير سكانها
القدس المحتلة – تشهد منطقة النقب تصعيدا غير مسبوق في احتجاجات شعبية واسعة النطاق، وذلك رفضا لمخططات التهجير والاقتلاع التي تحركها الحكومة الإسرائيلية وتستهدف القرى البدوية مسلوبة الاعتراف. ويصحب هذه الاحتجاجات إضراب شامل عن المدارس والمجالس المحلية والمرافق العامة في تعبير قوي عن وحدة الموقف الشعبي الفلسطيني.
وتدفع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، بمخطط "شيكلي" قُدما، بإشراف وزير الشتات المكلف بـ"سلطة توطين البدو"، عميحاي شيكلي.
ويهدف هذا المخطط إلى مصادرة نحو 800 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) من أراضي النقب الذي يقطنه أكثر من 300 ألف عربي من بدو فلسطين، علما أنه كان بملكيتهم أكثر من 4 ملايين دونم قبل النكبة عام 1948، حيث سكنها حينها قرابة 100 ألف عربي، تم تهجير غالبيتهم العظمى، وبقي منهم قرابة 11 ألفا.
كما يهدف المخطط إلى تهجير أكثر من 150 ألفا من سكان 35 قرية ترفض السلطات الإسرائيلية الاعتراف بها من أصل 45 قرية، تمهيدا لإقامة بلدات استيطانية على أنقاضها، إذ تستهدف المرحلة الأولى من المخطط 11 قرية يقطنها أكثر من 8 آلاف نسمة. كما تشمل قرى ومدنا معترفا بها.
ويعتمد على مزيج من الحوافز والعقوبات، حيث يمنح أصحاب دعاوى الملكية مهلة قصيرة لإبرام "تسويات" مع إسرائيل، يحصلون بموجبها على جزء من الأرض وتعويض مالي، شرط إخلائهم لأراضيهم وتخصيصها للاستيطان اليهودي أو تجميع وإسكان بدو آخرين تم تهجيرهم من قراهم.
أما من يرفض أو يتأخر، فستقلص تعويضاته تدريجيا وصولا إلى شطب دعواه وإخراج مسطحات الأرض التي يقطن فوقها من مخطط البلدة، مما يفقدها أي قيمة قانونية. كما تنص الخطة على نقل السكان بشكل سريع إلى "قرى قانونية" بعد هدم منازلهم وإخلاء أراضيهم، وتسكينهم مؤقتا إلى حين بناء مساكن دائمة. وتبدأ هذه المرحلة التجريبية في بلدات كسيفة ومرعيت وسعوة.
إعلانوتفاعل آلاف من فلسطينيي 48 مع حراك الكرامة، الذي نظمته لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، ومنتدى السلطات المحلية العربية، والمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، بدعم لجنة المتابعة العليا، رفضا لسياسات هدم البيوت والاستيطان، وتأكيدا على التمسك بالأرض والكرامة والحق الجماعي في البقاء والتطور.
وشهدت مدينة بئر السبع، أمس الخميس، مشهدا غير مسبوق، حيث خرج أكثر من 15 ألف شخص من مختلف القرى والتجمعات البدوية في أكبر مظاهرة تشهدها منطقة النقب منذ سنوات. وأكد المشاركون على ضرورة تحويل هذه الهبة الشعبية إلى نقطة انطلاق لمواجهة المخططات الاقتلاعية والتفجيرية، عبر بناء إستراتيجية نضالية موحدة ترتقي إلى حجم التحدي.
وتزامنا مع هذا الحراك، أقدمت السلطات الإسرائيلية على أكبر عملية هدم جماعي في قرية السر مسلوبة الاعتراف، حيث دمرت أكثر من 25 منزلا في يوم واحد، ضمن حملة تصعيدية شملت خلال أسبوعين أكثر من 45 منزلا. وتهدد أوامر الهدم الآن أكثر من 200 أخرى، وهو ما يشير إلى نية واضحة لإفراغ الأرض من أصحابها.
وحذر النائب وليد الهواشلة، عن القائمة الموحدة، من خطورة مخطط "شيكلي"، واصفا إياه بـ"أحد أخطر المخططات"، لكونه يفرض حلولا قسرية وينتهك الحقوق التاريخية للعرب في النقب، مما ينذر بإشعال صراعات داخلية بدلا من حل الأزمة.
وأضاف الهواشلة للجزيرة نت أن الحكومة الإسرائيلية تفرض قراراتها دون حوار حقيقي، وتحاول الاستيلاء على الأراضي تحت شعارات مضللة كـ"التنظيم" و"التطوير". وشدد على أن وقف سياسة الهدم والاعتراف بالقرى وحقوق سكانها، هو السبيل الوحيد لحل عادل ومستدام.
وأكد أن وعي السكان وتمسكهم بأرضهم، إلى جانب الوحدة والصمود، يمثل خط الدفاع الأول في مواجهة هذه المخططات، محذرا من تفاقم الظلم والتوتر نتيجة السياسات الإقصائية.
إعلانووفق الهواشلة، اضطرت العديد من العائلات للسكن في مبان عامة بعد أن هُدمت منازلها بالجرافات، مؤكدا أن "الاحتجاج الشعبي هو أقوى أدوات الضغط لإجبار الحكومة على التراجع".
من جانبه، وصف رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، عطية الأعصم، خطة "شيكلي" بأنها "تهديدية واستعلائية"، مؤكدا للجزيرة نت أن القرى البدوية ليست مجرد تجمعات عشوائية، بل هي امتداد لإرث ثقافي وتاريخي عميق.
وقال إن الخطة تواصل اعتماد الجرافات بدل الخدمات والتهديد بدل الحوار، مؤكدا رفض هذا النهج ومشددا على أن النقب لا يمكن أن يُبنى على أنقاض الثقة ولا على حساب أهله.
ودعا الأعصم إلى وقف الهدم والبدء بتخطيط مشترك يضم ممثلين عن القرى ومهنيين من داخل المجتمع البدوي، لضمان حلول تحترم الهوية وتلبي الاحتياجات. وشدد على ضرورة إقامة حوار رسمي ودائم بين الحكومة والسكان، يضمن مشاركتهم في رسم مستقبلهم واتخاذ القرارات المصيرية.
معركة وجودبدوره، أكد رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، أن ما يجري في النقب هو معركة وجود لا نزاع على الأرض، وأن أدوات السيطرة القانونية والهندسية تُستخدم تحت غطاء "التنظيم"، محذرا من تبعات استمرار هذا النهج.
وقال بركة، في بيان له عمّمه على وسائل الإعلام وتلقت الجزيرة نت نسخة منه، إن "النقب ينتفض والكرامة لا تساوم"، مشيرا إلى أن الحراك يجب أن يكون نقطة انطلاق نحو إستراتيجية نضالية موحدة ترتقي إلى مستوى التحديات، وتتكامل فيها جهود الأحزاب واللجان الشعبية والحركات الشبابية.
من جهته، ثمّن عضو لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، جمعة الزبارقة، حراك الكرامة، قائلا إنه شكل مشهدا وحدويا استثنائيا انطلق من بئر السبع بمظاهرة عفوية ضخمة، شارك فيها آلاف من أبناء النقب ومن مختلف مناطق الداخل الفلسطيني. وأكد أن هذه الهبّة الشعبية جاءت ردا مباشرا على تصعيد سياسة الهدم، ورسالة واضحة بأن جماهيره لن تصمت.
إعلانوأضاف الزبارقة للجزيرة نت أن الجماهير العربية، من خلال هذا الحراك، كسرت حاجز الخوف وفرضت حضورا سياسيا وشعبيا واضحا، مؤكدة أن صوت النقب لا يُقمع، وأن الحق حين يرفع يتحول إلى قوة قادرة على مجابهة البطش والعنصرية.
وشدد على ضرورة مواصلة النضال وتصعيد الحراك في كل مكان دعما لصمود أهل النقب، ورفضا لسياسات التهجير والهدم، داعيا إلى مواجهة النكبة المستمرة في غزة، ومحاولات الإبادة والتطهير العرقي التي تستهدف الفلسطينيين في كل أماكن وجودهم.