لم تمر سوى أقل من أسبوع على تنصيب نيكولاس مادورو، رئيسا لفنزويلا لولاية رئاسية جديدة مدتها 6 سنوات، وبدأت البعثات الدبلوماسية والقنصلية للحكومة الجديدة، تتعرض لهجمات في 5 دول بينها 3 أوروبية ودولتان من القارة الأمريكية.

وزارة الخارجية الفنزويلية، قالت من جانبها، إن مكاتبها القنصلية تعرضت لهجمات من قبل ما وصفته بـ«متطرفين»، وفق لما ذكرته وكالة «شينخوا» الصينية للأنباء.

كان نيكولاس مادورو، البالغ من العمر 62 عاما، الذي يتولى السلطة في فنزويلا منذ 2013، بعد وفاة هوجو شافيز، أدى اليمين الدستورية، أمام الجمعية الوطنية البرلمان، يوم الجمعة الماضي، لتولي رئاسة البلاد لولاية رئاسية ثالثة لـ6 سنوات، وسط احتجاجات من المعارضة، ورفض كل من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا الاعتراف به.

 تنصيب مادورو

5 بعثات فنزويلا تتعرض لهجمات

وزير الخارجية الفنزويلي إيفان جيل، أعلن، في وقت سابق، تعرض 5 بعثات دبلوماسية وقنصلية لبلاده في كولومبيا، كوستاريكا، ألمانيا، إسبانيا، والبرتغال، للهجوم، ووصفها بعمل منسق للمعارضين السياسيين الفنزويليين.

كتابات على العلم الفنزويلي

وقال جيل، إن «المتطرفين»، وفقا لتعبيره، يريدون إلحاق الضرر بأراضي فنزويلا، ونشر  الوزير الفنزويلي، صورا عبر حسابه بموقع «إنستجرام»، حول الاعتداء على البعثات الدبلوماسية لبلاده بينها الرسم على علم فنزويلا، على واجهات مقر البعثات، بالإضافة إلى صورة إدموندو جونزاليس المعارض بوشاح رئاسي.

ووفق لوسائل إعلام كولومبية بينها صحيفة «إل تيمبو» الكولومبية، اتهمت السلطات في العاصمة الفنزويلية كاراكاس، «كومانديتوس»، هي مجموعات حملة زعيم المعارضة إدموندو جونزاليس، المسؤولية عن الأحداث، دون تقديم أدلة.

وقال الدكتور محمد عطيف، باحث في العلاقات الدولية بجامعة شعيب الدكالي في المغرب والمتخصص في شؤون أمريكا الجنوبية، إن الهجمات على البعثات الدبلوماسية هي بلا شك مؤشر على تصاعد التوترات، لكنها قد تظل أحداثا عارضة ما لم ترتبط بسلسلة من التطورات المماثلة.

مستقبل فنزويلا يعتمد على قدرة النظام والمعارضة على التفاوض

وأضاف عطيف، في تصريحات لـ«الوطن»، إن مستقبل فنزويلا يعتمد بشكل كبير على قدرة النظام والمعارضة على إيجاد صيغة للتفاوض، وكذلك على سياسات المجتمع الدولي، خاصة مع تغير الإدارة الأمريكية.

وأعرب المتخصص في شؤون أمريكا الجنوبية، عن اعتقاده، أن هذه الهجمات التي أثارت تساؤلات حول دوافعها وتداعياتها على الوضع الداخلي والخارجي لفنزويلا، وجاءت في سياق توترات سياسية متصاعدة بين حكومة نيكولاس مادورو ومعارضيه، سواء في الداخل أو الخارج.

 

توقيت الهجمات وتصعيد الضغوط الدولية

وتابع عطيف، بأن على الرغم من محدودية المعلومات الدقيقة عن هوية المنفذين أو دوافعهم، فإن توقيت الهجمات قد يكون مرتبطا بتصعيد الضغوط على النظام الفنزويلي دوليا.

وأشار محمد عطيف، إلى أن طبيعة الهجمات لم تصدر تقارير مفصلة حول حجم الأضرار أو طبيعة الهجمات إن كانت مادية أو رمزية، لكن استهداف المنشآت الدبلوماسية يشير إلى وجود رسائل سياسية موجهة ضد الحكومة الفنزويلية.

كولومبيا تشكل معقلا للمعارضة الفنزويلية

وأضاف أنّه يمكن القول في هذا الصدد، إن اختيار دول مثل كولومبيا وكوستاريكا يعكس صراع النفوذ في المنطقة، حيث تشكل كولومبيا، على وجه الخصوص، معقلا للمعارضة الفنزويلية والمواقف الصارمة تجاه مادورو، مشيرا إلى أن يمكن لهذه الأحداث أن تكون امتدادًا للصراع السياسي الداخلي الذي تسعى المعارضة فيه إلى تعبئة المجتمع الدولي ضد مادورو.

وأوضح الدكتور محمد عطيف، أن على المستوى الدولي قد تكون هذه الهجمات مدفوعة بمحاولة إحراج النظام أو زيادة الضغط عليه مع اقتراب استحقاقات سياسية مهمة، وتابع قائلا، إنه بطبيعة الحال، إذا استمرت الضغوط الدولية والداخلية دون حلول سياسية، فقد يتطور الوضع نحو مزيد من العنف الداخلي، وفضلا عن ذلك، قد يؤدي هذا إلى مزيد من العزلة الدولية للنظام الفنزويلي، وربما يفاقم الأزمة.

وأشار إلى أنّ هذا البلد اللاتيني يعيش حالة من الاحتقان السياسي والاقتصادي منذ سنوات، مع انهيار الاقتصاد وارتفاع معدلات الفقر والهجرة الجماعية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فنزويلا رئيس فنزويلا مادورو نيكولاس مادورو رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو كولومبيا تنصيب مادورو وزير خارجية فنزويلا وزير الخارجية الفنزويلي كاراكاس حكومة فنزويلا

إقرأ أيضاً:

تحسبا لهجوم روسي ألمانيا تخطط لتوسيع شبكة ملاجئها

تعمل ألمانيا على تسريع خططها لتحديث وتوسيع شبكتها من المخابئ التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة -بما في ذلك للحماية من القنابل- وذلك ردا على المخاوف المتزايدة من هجوم روسي محتمل خلال السنوات الأربع المقبلة، وفقا لتقرير في صحيفة غارديان البريطانية.

وحذر رئيس المكتب الاتحادي للحماية المدنية والمساعدة في حالات الكوارث رالف تيسلر من أن البلاد غير مستعدة حاليا لصراع ذي نطاق واسع.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أطفال مفقودون بسوريا.. قصة عائلة ياسين والفصل القسري الذي طمس ذاكرة الطفولةlist 2 of 2كاتبة أميركية: ماسك جاء بمنشار كهربائي وغادر بكدمة في العينend of list

ودعا إلى التحول العاجل للهياكل القائمة -مثل محطات المترو والأنفاق ومواقف السيارات تحت الأرض وأقبية المباني- إلى ملاجئ طوارئ قادرة على حماية مليون شخص على الأقل.

ويفضل تيسلر هذا النهج على بناء ملاجئ جديدة باهظة التكلفة وتستغرق وقتا طويلا، فحاليا من بين نحو ألفي ملجأ تعود إلى حقبة الحرب الباردة لا يعمل سوى نحو 580 ملجأ، ويحتاج معظمها إلى تجديدات كبيرة، فهذه الملاجئ العاملة لا تتسع إلا لنحو 480 ألف شخص، أي ما يعادل 0.5% فقط من سكان ألمانيا.

في المقابل، تفتخر فنلندا بـ50 ألف غرفة حماية قادرة على إيواء 4.8 ملايين شخص، أي 85% من سكانها.

كما أكد تيسلر على ضرورة تحديث أنظمة المعلومات وصفارات الإنذار وحماية تطبيقات الإنذار الحالية من القراصنة، وحث الحكومة على تخصيص 10 مليارات يورو على الأقل للدفاع المدني خلال السنوات الأربع المقبلة و30 مليار يورو خلال العقد المقبل.

ألمانيا تخشى أن تطالها شرارة الحرب في أوكرانيا (أسوشيتد برس)

وحسب ما صرح به تيسلر لصحيفة زود دويتشه تسايتونغ، فإن اعتقادا كان سائدا في ألمانيا مفاده أن الحرب ليست سيناريو يستدعي الاستعداد "لكن هذا الواقع قد تغير، ونحن قلقون من خطر اندلاع حرب عدوانية كبرى في أوروبا".

إعلان

ومن المتوقع أن يأتي التمويل من المليارات المتاحة بعد أن علقت ألمانيا برنامجها لتخفيف عبء الديون في مارس/آذار الماضي.

وبالإضافة إلى ذلك، دعا تيسلر إلى إنشاء خدمة حماية مدنية إلزامية أو طوعية، وحث المواطنين على تخزين إمدادات الطوارئ لمدة 72 ساعة على الأقل، مع توصية بأن تكون المدة 10 أيام.

لكن، ورغم موافقة برلين على ضرورة الاستعجال فإن صحيفة غارديان البريطانية -التي أوردت هذا الخبر- ذكرت أن التمويل لم يوفر بعد، في الوقت الذي يمضي فيه الوقت بسرعة.

مقالات مشابهة

  • باحث روسي: الروبل فاجأ الأسواق وصعد 40% بفضل 3 عوامل رئيسية
  • تحسبا لهجوم روسي ألمانيا تخطط لتوسيع شبكة ملاجئها
  • ترحيل 9 آلاف مخالف وإحالة 12 ألفاً لبعثاتهم الدبلوماسية
  • باحث يحوّل قشور الفاكهة إلى تقنية لتخزين الطاقة
  • فنزويلا تعزز حظوظها في بلوغ المونديال للمرة الأولى
  • فنزويلا تتخطى بوليفيا وتحافظ على فرصة «الظهور الأول» في المونديال
  • لماذا ثارت مخاوف من تعرض أمريكا لهجوم مماثل لـشبكة العنكبوت ضد روسيا؟
  • باحث سياسي فلسطيني: إسرائيل تسعى للسيطرة الكاملة على الضفة الغربية وقطاع غزة منذ 2017
  • واشنطن تجدد مطالبتها بالإفراج الفوري عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات والبعثات الدبلوماسية في اليمن
  • عبدالله عطيف يخطف الأنظار بإطلالة أنيقة في عيد الأضحى