نضال طويل ودعوات لكسر التهميش.. عربي21 تواكب احتفالات السنة الأمازيغية بالمغرب (شاهد)
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
"من مزايا ترسيم رأس السنة الأمازيغية هو الاحتفال بها من طرف المؤسسات تعليمية، عبر تخصيص أنشطة لترسيخ هذه المناسبة، وربط جيل المستقبل بأرضه وأجداده.." بهذه العبارة، أعرب عدد من نشطاء مختلف مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، عن أمانيه بالعام الجديد.
وفيما تتواصل الاحتفالات بعدد من المناطق المغربية، بحلول السنة الأمازيغية الجديدة، المعروفة بـ"إيض ن يناير"، للعام الثاني، بعد اعتمادها: "عطلة وطنية رسمية بقرار من الملك محمد السادس" بتاريخ 03 آيار/ ماي 2023،؛ يتجدّد النّقاش بخصوص مُكتسبات الحركات الأمازيغية بعد سنوات من النضال.
في هذا التقرير، ترصد "عربي21" جُملة من مظاهر الاحتفال بالسنة الأمازيغية في المغرب، مع تسليط الضوء على استمرار مطالب الحركات الأمازيغية بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، من قبيل: استعمالها في الإدارات العمومية والوثائق الرسمية.
شهدت مدارس #المغرب_الأمازيغي احتفالات عارمة بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975 أنقل لكم البعض منها ????
إعطاء الطابع الرسمي لإيض يناير خلق الفارق هذه السنة ????????
علمو أبنائكم فخر الإنتماء للشعب الأمازيغي العظيم.
أزول ولن نزول ????????????❤️#فخر_الإنتماء pic.twitter.com/qshOcZspIQ — ⵀⴰⵏⴰ ???????? Hana (@HanaeEster) January 14, 2025
مسلسل نضالي
محطات كثيرة، سبقت اعتماد "السنة الأمازيغية" مناسبة وطنية وعطلة مؤدى عنها، بينها "ترسيم اللغة الأمازيغية" بغية: "النهوض بها وجعلها لغة رسمية في البلاد باعتبارها أحد أركان الهوية المغربية المتعددة الروافد"، وذلك ضمن تاريخ طويل من النضال، قادته الحركة الثقافية الأمازيغية.
وبحسب ما رصدت "عربي21" من منشورات مختلفة، لنشطاء أمازيغ، عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، فإن: ما تحقّق من مكتسبات، لحدود اللّحظة، يظل دون انتظاراتهم؛ إذ يجددون مطالبهم بـ"تنزيل كافة المشاريع القانونية المتعلقة بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية".
وكان المغرب يشدّد على "العربية" فقط، كلغة رسمية وحيدة للبلاد، دون غيرها من اللغات أو اللهجات الأخرى المشكلة للثقافة والهوية المغربية. إلى غاية سنة 1994، حيث أعلن الملك الراحل الحسن الثاني عن تخصيص نشرة إخبارية يومية باللهجات الأمازيغية الثلاث (تاريفيت، تامازيغت وتاشلحيت) لأول مرة في التلفزيون العمومي.
ومع تولي الملك محمد السادس للحكم سنة 1999، بدأ المغرب، يولي أهمية أكبر للغة الأمازيغية. انطلاقا من: "خطاب أجدير" خلال الزيارة الملكية إلى إقليم خنيفرة، بتاريخ 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2001، والذي دعا فيه الملك محمد السادس إلى النهوض بالثقافة الأمازيغية وترسيخها.
إلى ذلك، باشر المغرب إجراءات لتنزيل مضامين الخطاب الملكي، عبر تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية سنة 2002، قبل أن تقرّر خلال السنة الموالية 2003 إدراج اللغة الأمازيغية وتدريسها ضمن المناهج الدراسية الخاصّة بالمرحلة الابتدائية.
بعد تسع سنوات على "خطاب أجدير" تمّ إطلاق القناة التلفزيونية الثامنة "أمازيغت" خلال سنة 2010، لتبرز أكثر على المستوى الإعلامي. فيما بات النقاش يتجدّد أكثر، بخصوص مكتسبات "الأمازيغ" في المغرب، وكذا مطالبهم الملحّة مع حلول كل سنة أمازيغية.
#خطاب_اجدير في 17 اكتوبر 2001، خطاب أُلقي في اقليم #خنيفرة???????? حيث أكد جلالة الملك محمد السادس على أن الأمازيغية تشكل المكون الأساسي للهوية والثقافة المغربية، و أن النهوض بالأمازيغية يعد مسؤولية وطنية. pic.twitter.com/GMVwqSuRrz — Leila Ben Shitrit (@1__leila) January 14, 2025
الأمازيغية في الدستور
على الرغم من جُملة المكتسبات المتوالية، سنة تلوى الأخرى، ظلّت مكتسبات الحركات الأمازيغية توصف من طرفهم بـ"الباهتة؛ ودون المستوى المنشود"، مطالبين بـ"دسترة اللغة الأمازيغية، كلغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية".
إلى ذلك، أتى دستور سنة 2011 ليلبّي المطالب الملحّة للشارع المغربي، المتزامنة مع ما يطلق عليه إعلاميا بـ"رياح الربيع العربي"؛ إذ استجاب الملك محمد السادس للمطلب.
وينص الفصل الخامس من الدستور على أنّ: "تظل العربية اللغة الرسمية للدولة. وتعمل الدولة على حمايتهاوتطويرها، وتنمية استعمالها. تعد الأمازيغية أيضا لغة رسمية للدولة، باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء..".
وأبرز الفصل نفسه: "..أن يحدد قانون تنظيمي مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وكيفيات إدماجها في مجال التعليم، وفي مجال الحياة العامة ذات الأولوية، لكي تتمكن من القيام مستقبلا بوظيفتها بصفتها لغة رسمية".
"وجود تأخر كبير"
مُكتسبات مهمة، وتاريخ طويل من النضال توّج بماهو ملموس على أرض الواقع، غير أن مطالب الحركات الأمازيغية، لا تزال مستمرّة، والسبب هو وصفهم بأن: "تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، لا زال يواجه العديد من التحديات التي تحيل دون استكماله، منها استعمالها في الإدارات العمومية والوثائق الرسمية".
وعبر بيان لها، أوضحت مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي، أنّ: "الاعتراف بفاتح السنة الأمازيغية الجديدة 2975 المعروف بايض ن إينّاير يوم 14 يناير 2025، كعيد وطني ويوم عطلة رسمية مؤدى عنه لجميع المغاربة، يُعد مكسبا تاريخيا كبيرا نتيجة لتضحيات جسام ولنضال مرير من قبل أجيال الحركة الأمازيغية داخل الوطن وخارجه".
ودعت المجموعة، عبر البيان الذي وصل "عربي21" نسخة منه، لـ"ضرورة تجدير قيم الاحتفال الحضارية والثقافية لإيض ن إينّاير وتشييع قيم التضامن والانتماء والتشبث بروح الأرض والاعتزاز بالذات، وجعلها زخما وطنيا متناغما يوازي بين مظاهر الفرجة والاحتفال ومبادئ النقاش الفكري والثقافي والسياسي داخل المجتمع ومؤسسات الدولة..".
كذلك، اعتبرت المجموعة أنّ: "هذه المناسبة تعد فرصة لتقييم مسار تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية"، مبرزة: "وجود تأخر كبير وغير مفهوم في تفعيل وتنزيل مضامين القانون التنظيمي 26/16 المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية".
"غياب إرادة سياسية لدى الحكومة في تفعيل حقيقي للترسيم الدستوري للأمازيغية وعدم وجود رؤية مندمجة واضحة لإدماج الأمازيغية في جميع مؤسسات الدولة والقطاعات العمومية ذات الأولوية أفقيا وعموديا" بحسب المصدر نفسه.
إلى ذلك، سجلت المجموعة كذلك: "ترسيخا لمنطق التراجعات والإهمال في ورش تدريس اللغة الأمازيغية، وعدم الوفاء بما هو منصوص عليه في القانون التنظيمي وعدم احترام الآجال القانونية في مسلسل إدماج الأمازيغية داخل المنظومة التربوية، بما في ذلك عدم تعميمها وعدم إدماج تدريسها في بعض الأسلاك التعليمية".
أيضا، وجّهت جُملة اانتقادات إلى: "تجميد وضعية اللغة الأمازيغية في الإعلام العمومي؛ ذلك يتم في خرق واضح لمبادئ الدستور في تدبير التعدد اللغوي والثقافي".
وختمت المجموعة، بيانها بالقول: "الأمازيغية محرومة من حقوقها في الميزانية العامة للدولة، ما ينعكس على مكانتها المحدودة جدا في السياسات العمومية للدولة"، مردفة أن: "تخصيص صندوق خاص بالأمازيغية، ليس سوى محاولة لتغطية الحكومة لهذا التهميش كما أنه يؤكد تخبطها في مسارات التفعيل وعدم جديتها في ذلك".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية السنة الأمازيغية المغربية محمد السادس مناسبة وطنية المغرب محمد السادس السنة الأمازيغية مناسبة وطنية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الملک محمد السادس اللغة الأمازیغیة السنة الأمازیغیة الأمازیغیة فی
إقرأ أيضاً:
صور | في يوم عرفة.. خشوع وسكينة ودعوات الحجيج تصدح على جبل الرحمة
احتضن جبل الرحمة اليوم، جموع الحجاج الذين توافدوا إليه منذ ساعات الصباح الأولى، يحدوهم الشوق إلى الرحمة والمغفرة، وقد افترشوا سفوحه ورفعوا أكفّهم بالتضرع إلى الله، متوجهين إليه بالدعاء في وقفة عظيمة يتجلّى فيها الصفاء الروحي والسكينة، في يومٍ وصفه النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة".
ويُعدُّ جبل الرحمة، الذي يتوسط ساحة مشعر عرفات، من أبرز معالم المشاعر المقدسة، ويحتل مكانة راسخة في ذاكرة الشعيرة والمكان، لما له من صلة وثيقة بسيرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إذ وقف عليه خطيبًا في حجة الوداع عند الصخرات الشهيرة التي لا تزال قائمة حتى اليوم، شاهدة على أعظم خطب التاريخ الإسلامي.
ويقع الجبل على بُعد (17) كيلومترًا من المسجد الحرام، ويرتفع عن سطح الأرض بنحو (65) مترًا، في مشهد طبيعي يأسر القلوب ويثير مشاعر المهابة والخشوع، ويُعرف بعدة أسماء، أشهرها: "جبل الرحمة"، و"جبل الدعاء"، و"جبل الموقف"، وكلها تعكس ما يحمله هذا الموقع من معانٍ روحانية وتاريخية عميقة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } خشوع وسكينة ودعوات الحجيج تصدح على جبل الرحمة- واس
مشروعات لتخفيف أثر الإجهاد الحرارينُفذت مؤخرًا مشروعات نوعية في منطقة جبل الرحمة لتخفيف أثر "الإجهاد الحراري"؛ سعيًا لتوفير بيئة مريحة وآمنة تُمكّن الحجاج من أداء مناسكهم في ظروف مناخية مناسبة، حيث بلغت مساحة المشروعات المُنفذة مؤخرًا نحو (196) ألف متر مربع، وشملت تركيب مظلات بمساحة (1,200) متر مربع، مزوّدة بـ(129) مروحة رذاذ، تعمل على تلطيف الأجواء وتقليل درجة الحرارة في المنطقة المحيطة بالجبل، مما يعكس حجم الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة في سبيل راحة ضيوف الرحمن، والحفاظ على صحتهم وسلامتهم.
ومنذ بزوغ شمس هذا اليوم، بدت ساحة الجبل كلوحة إنسانية، تماهت فيها الأجناس والألوان واللغات، وتوحّدت القلوب والألسن بنداء واحد: "لبيك اللهم لبيك"، في مشهد يفيض بالإيمان والانكسار بين يدي الله.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } خشوع وسكينة ودعوات الحجيج تصدح على جبل الرحمة- واس
فيما يتردد صدى التهليل والتكبير والدعاء بين جنبات الجبل، في لحظات تُكتب بمداد النور في صحائف الزمان. ويُجسّد جبل الرحمة أحد الرموز التي تُذكّر بعظمة الموقف، حيث يظلّ الحجاج فيه واقفين أو متضرعين أو متأملين، يستشعرون القرب من الله، متوسلين برحمته ومغفرته، في مشهد يتكرر كل عام، لكنه يبقى جديدًا في قلوب من عاشوه؛ لا يشبهه مشهد آخر من حيث المشاعر والتجليات الإيمانية.أخبار متعلقة صور | مشعر عرفات.. أجواء روحانية عظيمة ممتدة عبر العصورمسببًا حالة من الذعر.. ثوران مفاجىء لبركان إتنا اليوم في إيطالياللمرة الثانية في أسبوع.. زلزال يضرب المحافظات المصرية