خليل الحية: طوفان الأقصى كانت منعطفا مهما في تاريخنا والمقاومة لن تتوقف بعدها
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
قال خليل الحية نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن معركة طوفان الأقصى تمثل منعطفا مهما في تاريخ الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن المقاومة لن تتوقف بعد هذه المعركة.
وأضاف الحية -في كلمة متلفزة بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار رسميا- إن ما قامت به نخبة القسام في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 من إعجاز وإنجاز عسكري وأمني "سيبقى مفخرة لشعبنا ومقاومتنا تتناقله الأجيال جيلا بعد جيل، وقد أصابت كيان العدو في مقتل".
وأكد أن الاحتلال حاول منذ بدء الحرب القضاء على المقاومة وتدمير قطاع غزة وتهجير أهله وتغيير شكل المنطقة وتصفية قضية فلسطين، مضيفا "الاحتلال المجرم اصطدم بصلابة شعبنا وتمسكه بأرضه فلم يحقق أيا من أهدافه".
حاربنا ببسالة ووصلنا لاتفاق مشرّف
وأوضح الحية أن المقاومين من كتائب القسام الجناج العسكري لحركة حماس ومقاتلي الفصائل الأخرى -وعلى رأسها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– قاتلوا بشرف وبطولة وحوّلوا آليات الاحتلال إلى توابيت متفحمة.
وشدد على أن الاحتلال لم يتمكن من استعادة أسراه إلا بصفقة مع المقاومة تتضمن وقفا للحرب والعدوان وتبادلا مشرفا للأسرى، مضيفا أن "صمود شعبنا أجهض أهداف العدوان المعلنة وغير المعلنة".
إعلانوقال الحية إن الفلسطينيين ظلوا شامخين ثابتين في أرضهم حتى آخر لحظة، معربا عن الشكر "لكل من وقف مع شعبنا ومقاومتنا، خصوصا جبهات الإسناد المتمثلة في حزب الله والجماعة الإسلامية في لبنان".
وأكد أن هذه الجبهات "أبلت بلاء حسنا وحولت حياة الاحتلال إلى جحيم وتشريد وقدّمت تضحيات كبيرة تجسد أخوة الإسلام والعروبة".
كما شكر الحية أنصار الله (الحوثيون) الذين قال "إنهم تجاوزوا الحدود وغيروا قواعد الحرب والمنطقة وأطلقوا الصواريخ والمسيّرات على قلب الكيان وحاصروه في البحر الأحمر".
وتابع "كما نستذكر الإخوة في إيران التي دعمت مقاومتنا وشعبنا وانخرطت في المعركة ودكت قلب الكيان في عمليات الوعد الصادق، وكذلك المقاومة في العراق التي اخترقت كل العوائق لإسناد فلسطين ومقاومتها ووصلت صواريخها إلى الأرض المحتلة".
وقدّم الحية الشكر للمقاومة في الضفة الغربية، خصوصا في مخيم جنين والقدس والداخل المحتل، وأعرب عن الشكر للوسطاء في قطر ومصر على ما بذلوه من جهود منذ اللحظة الأولى وحتى لحظة التوصل إلى الاتفاق.
كما أعرب عن الشكر لكل الدول التي دعمت الفلسطينيين في جنوب أفريقيا وتركيا وماليزيا وإندونيسيا، وكل ما حاول الدفاع عن فلسطين بالقول والفعل والمقاطعة.
سنحاسب الاحتلال وداعميه
وتابع الحية "سيستعيد شعبنا كامل حقوقه، وسيندحر هذا الاحتلال عن أرضنا ومقدساتنا قريبا"، مؤكدا أن "ما قام به العدو وداعموه من إبادة جماعية وجرائم نازية ومعاداة للإنسانية على مدار 467 يوما سيبقى محفورا في ذاكرة شعبنا والعالم إلى الأبد كأبشع إبادة جماعية في العصر الحديث ستبقى وصمة عار على جبين الإنسانية والعالم الصامت المتخاذل".
وأكد أن الشعب الفلسطيني لن ينسى من قدّم الدعم للعدو من خلال توفير أطنان القنابل التي ألقيت على رؤوس أهل غزة.
وقال "إن كل هؤلاء المجرمين سيلقون جزاء ما قدموا وما فعلوا ولو بعد حين"، مضيفا "إننا نرفع رؤوسنا بمقاومتنا ونفخر بأبطالنا وبشعبنا الصابر، ولن يرى عدونا منا لحظة انكسار".
إعلانوتابع "لن ننسى ولن نغفر، وليس منا ولا فينا من يمكنه التضحية بكل هذه الآلام"، مؤكدا أن "العدو حاول تحقيق الأهداف التي أعلن بعضها ولم يعلن عن بعضها الآخر".
ومضى يقول "نقف وقفة إجلال أمام كل الذين ارتقوا في معركة طوفان الأقصى من رجال ونساء وأطفال وشيوخ وأطباء وإعلاميين ورجال دفاع مدني، وغيرهم ممن قضوا في معركة الدفاع عن القدس والأقصى".
وأضاف "نستذكر اليوم الشهداء من القادة إسماعيل هنية ويحيى السنوار وصالح العاروري وكل من قدّموا أرواحهم خلال هذه المعركة".
وأكد الحية أن القطاع أمام مرحلة جديدة تتمثل في إزالة آثار العدوان وإعادة الإعمار، والتي قال إنها "مرحلة تضامن وتعاطف يجب أن نثبت خلالها للعالم أننا شعب حر، وكما كنا متكاتفين خلال الحرب فلنكن كذلك بعدها".
وختم بالقول إن "أسرانا الأبطال على موعد مع فجر الحرية، وإننا سنواصل الاتصال مع بقية الفصائل الفلسطينية لبناء وحدتنا الوطنية وتحقيق دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
محمد محيي الدين والوضاءة التي كانت عبر مناديله العديدة
محمد محيي الدين والوضاءة التي كانت عبر مناديله العديدة
محمد كبسور
محمد محيي الدين، مبدع سوداني متعدّد، ورائد من رواد التجديد في الشعر الحديث. قاص وروائي ومسرحي وصاحب ملكات أدبية رفيعة، له إسهامات مقدّرة في الشعر والمسرح والسيناريو والأفلام القصيرة. تميّزت كتابته بمخزون تاريخي وقراءة في الواقع السوداني المعاصر.
من أوائل الذين درسوا بالمعهد العالي للموسيقي والمسرح، وتخصص في الدراسات النقدية. عمل في مجال التعليم. غاب عن الوطن لفترة وعاد ليواصل اسهاماته الأدبية والفنية بمدينة ود مدني والتي استقر فيها حتي لحظة وفاته صباح الثلاثاء 26 مايو 2015م.
محمد محيي الدين من مؤسسي رابطة الجزيرة للآداب والفنون والتي عملت على اثراء الساحة الثقافية في الثمانينات والتسعينات بمعية رابطة سنار الأدبية ورابطة اولوس ورابطة أبناء دارفور ونهر عطبرة الأدبية.
كان مشاركاً في كثير من المنتديات والمهرجانات العربية والسودانية. وكانت آخر مشاركاته في لجنة تحكيم جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في محور الشعر.
يعتبر محمد محيي الدين من الأدباء الذين برزوا في السبعينيات وحاولوا التمرد على قيود و بناء قصيدة الستينيات. وهو من أوائل الذين كتبوا قصيدة التدوير، و وسم ببصمته جيلاً كاملاً بمدرسته التجريبية الشعرية والمسرحية. التقط التيارات السابحة في الهواء عاملاً على تحريك الساكن الإبداعي، وبذل مجهوداً كبيراً في تبني المواهب الشابة وفي تقديم خبرته لها، وتحلّقت أجيال كثيرة حوله فرفدها بمعارفه المختلفة.
نادَى محمد محيي الدين بكتابة القصيدة المفتوحة التي تستفيد من تقنيات السينما والحوار والنثر، وشكّل بذلك تياراً شعرياً رائداً في الكتابة التجريبية. ويمتلك محمد محي الدين القدرة علي اختصار تجارب شعرية وسردية عديدة داخل النص الواحد.
ولعل أعماله التي اطلت علي الجمهور مثل ديوان “الرحيل على صوت فاطمة” ومجموعة “عشر لوحات للمدينة وهي تخرج من النهر” أو تلك التي كانت في انتظار النشر مثل مجموعة “اتكاءة على سحابة وردية” هي التي وضعت محمد محي الدين ضمن الشعراء المميزين بالسودان.
كما أن قصائده التي تناولها بعض من المغنين المجدّدين، قد سلطت الضوء علي تجربته خصوصاً وسط الأجيال الجديدة، مثل قصيدة “المناديل الوضيئة” التي لحنها وغنّاها الفنان الراحل مصطفي سيد أحمد، و”مطر الليل” التي صدرت من ضمن ألبوم غنائي للفنانة ياسمين ابراهيم.
تجربة محمد محيي الدين المسرحية تجربة ثرّة دعمها بالدراسة في المعهد العالي للموسيقى والمسرح. ويعد محي الدين من مؤسسي مسرح الشارع، حيث عرضت مسرحياته في الشوارع السودانية في كثير من المدن. ويتداخل الشعر والمسرح في عالم محمد محي الدين، فبقدر ما يكون هو شاعراً متفجراً في اللغة والصورة الشعرية والبناء المعماري للقصيدة، يكون أيضاً كاتباً مسرحياً يسعى إلى ذلك مستفيداً من شاعريته “وفق وصف الشاعر يحي فضل الله”.
ولمحمد محيي الدين العديد من الدراسات عن المسرح نُشرت بالملاحق الثقافية بالصحف ومجلة الثقافة السودانية. وعلي أيام وجوده بالمعهد كان عضواً فعالاً في جماعة السديم المسرحية.
وفي بحثه عن التجريب، قدم محمد محيي الدين مسرحية “ضو البيت” اقتباساً عن رواية الكاتب الراحل الطيب صالح. وعرضت المسرحية عام 1985 بمسرح قاعة الصداقة وقدمتها جماعة السديم المسرحية والتي عرضت له أيضاً مسرحية “مطر الليل” ومسرحية “الرجل الذي صمت” ومسرحية “القطر صفر” ومسرحية “من كي لي كي” ومسرحية “القنبلة والعصفور” كما له مسرحية عن الشيخ فرح ودتكتوك. ومارس محمد محي الدين تجربة الإخراج المسرحي داخل جماعة السديم عبر إخراجه لمسرحيته “هبوط الجراد”.
وفي الكتابة للمسرح مارس محمد محيي الدين أيضاً التأليف المستند على نصوص كتاب آخرين، وأعد كثيرا من المسرحيات العربية مثل مسرحية “أنت قتلت الوحش” للكاتب المصري الشهير علي سالم، ومسرحية “اللغز” وهي إعادة كتابة للمسرحية المعروفة (أوديب ملكاً) لنفس الكاتب، وقام محمد محي الدين بسودنتها (العيش). كما قدّم مسرحية “الرحلة، موت بالجملة”، وهذا النص سودنة لمسرحية الكاتب العبثي الفرنسي (يوجين يونسكو) (ليلة القتلة).
يقول محمد محيي الدين عن علاقة الشعر بالمسرح، “يمكن الإستفادة من الشعر في تطوُّر شكل الكتابة المسرحية ولكن يجب أن يتم ذلك بدون تعمُّد، أي لايمكن لمجرد أنك شاعر أن تكتب مسرحية. فالعملية الفنية هنا تخضع في المقام الأول لمعرفتك بفن المسرح معرفةً توازي معرفة أن تكتب قصيدة، كما أني أرى أنه يمكن أن يتطوّر شكل القصيدة بالإستفادة من المسرح، بل من الموروث من الأشكال الفنية الأخرى من (كولاج، فلاش باك، طرق ووسائل المونتاج الزماني والمكاني)”.
ويقول محمد محيي الدين “تجدني أمزج بين المسرح والشعر وأحيانا القصة، ولي مجموعة قصصية بعنوان «الرجوع إلى ضاحية المطر» فقدتها ، على كل ، إنها وسائلي وأدواتي في تعرية القبح وجعل هذا العالم أجمل ما أمكن ذلك”.
انحاز محمد محيي الدين للقصة بشكل كبير، وكان يري أن تجارب كتابة القصة في السودان في تطوّر أكيد برغم حالة الإنكار التي صاحبته.
وفي كتاباته القصصية استخدم الأسطورة والفنتازيا ممزوجة بالثقافة الشعبية السودانية في إطار حداثي لامس القصة العربية في تطور بنائها من حيث استخدام اللغة الموحية بدلالاتها وحوارها.
وعرف عن محمد محيي الدين الصراحة خصوصاً في ابداء الرأي حول كل ما يخص التجارب الأدبية والفنية.
وكثيراً ما كان ينتقد صمت وغياب الكُتاب الذين لديهم عطاء عميق وينتقد عزوفهم عن النشر، وينتقد الأثر السالب لذاك الغياب علي تواصل الأجيال. وكان يري أن انقطاع التواصل بين المبدعين الشباب والأجيال التي سبقتهم، أدى إلى انغلاق منتجات الشباب على التجارب الذاتية، فتمحورت حول الانفتاح على الثقافة العربية والافريقية والعالمية دون أن تلتقي كل الحلقات ما بين الثقافة المحلية والعالمية والعربية والافريقية. وكان يري ان التجربة الابداعية هى اتصال وليس انقطاع، وأن التجديد ليس في هدم التراث وليس في انقطاع تواصل التجارب الابداعية، التجديد في كشف عناصر الجِدّة في الواقع.
ولد الشاعر والكاتب والمخرج المسرحي محمد محيي الدين في مدينة ود مدني في العام 1952م.
و رحل في 26 مايو 2015 إثر نوبة قلبية عن عمر ناهز 63 عاما. وشيع الشاعر الراحل في موكب مهيب إلى مقابر ود مدني.
له الرحمة و المغفرة.
الوسومالتعليم السودان الشاعر محمد محيي الدين المعهد العالي للموسيقي والمسرح رابطة أبناء دارفور رابطة الجزيرة للآداب والفنون رابطة اولوس رابطة سنار الأدبية محمد كبسور نهر عطبرة الأدبية