قال الكاتب والإعلامي، مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، إن التطورات الراهنة في السودان تنبئ بأن هناك شيئا جديدا بالفعل، الجيش السوداني خلال الأيام القليلة الماضية استطاع أن يحقق انتصارات كبيرة خاصة بمنطقة ود مدني عاصمة الجزيرة والجزيرة هي منطقة اقتصادية لها تواجدها ولها تجاراتها ولها كثير من رجال الأعمال والرأسمالين السودانين.

وأضاف بكري، في الحلقة العاشرة من برنامجه «بالعقل» المنشور على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «كان هذا انتصارا حقيقيا ورأينا فرحة الشعب السوداني بهذا الانتصار لأن السودانين عانوا كثيرا من ميلشيات الدعم السريع تعذيب قتل إبادة جماعية اغتصاب سرقة ونهب».

وتابع عضو مجلس النواب: «كثير من الذين انضموا تحت راية ميليشيا الدعم السريع ليسوا سودانين وإنما هم من دول مجاورة أخرى مثل تشاد وإفريقيا الوسطى وإريتريا وإثيوبيا وكثير من المناطق المهمة كل هؤلاء جاءوا وانضموا إلى صفوف ميليشيا الدعم السريع مقابل المال والغنائم والمكاسب».

وأشار إلى أنه عندما يحقق الجيش السوداني هذا الانتصار الكبير إنما يفتح بذلك الطريق إلى بقية المناطق الأخرى، مضيفا: وذلك نحن نرى الجيش السوداني الآن على أبواب الخرطوم وتواجد في العديد من هذه المناطق المهمة إذا ما نجح بالفعل في السيطرة والهيمنة وتطهير منطقة الخرطوم من ميلشية الدعم السريع نكون بذلك أمام مرحلة جديدة في الصراع مرحلة يسيطر فيها الجيش السوداني القوات المسلحة السودانية على مقاليد الأمور في المناطق الاستراتيجية الهامة، تبقى دارفور بالقطع وهي منطقة مهمة واعتقد أن الجيش السوداني لن يتخلى عن دارفور أو أيه منطقة أخرى متواجدة.

وأوضح: «مثل ما رأينا خلال الساعات القليلة الماضية كيف اسُتقبل الفريق أول عبد الفتاح برهان في عطبرة بالضبط كما استقبل في مناطق أخرى عديدة هذا يعني أن الشعب السوداني يدرك حقيقة ما يجري ويدرك أن السودان مستهدف من قوى إقليمية ودولية مستهدف لأن السودان يراد تقطيع أوصلاه وتقسيمه إلى دويلات طائفية وعرقية ولكن الشعب السوداني يدرك تمام ان قواته المسلحة هي درع الأمان والاستقرار ومن هنا انضوى الكثير من أبناء السودان تحت راية القوات المسلحة وازداد تماسك القوات المسلحة وتصميمها على تحقيق أهدافها الاستراتيجية وأولها تحرير المناطق التي احتلت من قبل ميلشية الدعم السريع».

وأكمل: «نحن ندرك تماما أن القاهرة لها موقفها الداعم وهذا ما عبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة وعبر عنه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال الزيارة الأخيرة إلى منطقة بور سودان حيث التقى بالفريق أول عبد الفتاح البرهان والتقى أيضا بالعديد من الوزراء المعنين وفي مقدمتهم وزير الخارجية وأكد على دعم مصر للقيادة السودانية وللجيش العربي السوداني».

وأشار إلى أن كل ذلك يعطينا الأمل في ضرورة إنهاء هذه الأزمة لأن الشعب السوداني شعر بمرارة غير طبيعية خلال الفترة الماضية، كثير من السودانين ملايين البشر شردوا إلى مصر وإلى تشاد وإفريقيا الوسطى وإريتريا وجيبوتي وقيس على ذلك، لذا يدرك السودانين أهمية الاستقرار وأهمية الجيش باعتباره العمود الفقري للأمن والاستقرار في الدولة الوطنية.

وتوقع «بكري» أن الفترة القادمة ستكون فترة مهمة يستطيع الجيش السوداني من خلالها أن يحقق انتصارات كبيرة، بقي الجانب السياسي كل ما نتمناه أن يكون السياسيون عند مستوى المسؤولية والحدث لأنهم ذاقوا الأمرين شانهم شأن الشعب السوداني في الفترة الماضية، وأدركوا حجم المؤامرة وأدركوا ان الطرح السياسي إن لم يكن متسقا مع ثوابت الدولة الوطنية وداعما للجيش والدولة ومؤسساتها بالتأكيد سيقود الأمور إلى دنيا أخرى ومسألة أخرى.

وأردف: الشعب السوداني والسياسيون السودانيون لديهم من العمق الفكري والثقافي والسياسي ما يجعلهم يدركون حقيقة ما يحاك السودان، ولذلك نحن جميعا وبالذات مصر بموقفها الداعم للسودان تقف دائما عقب أمام أي مخططات تستهدف الدول الوطنية سواء كان في السودان أو في غيره ولذلك مصر لا تتعامل في كل لقاءتها او حواراتها او مواقفها إلى مع الشرعية في البلدان المختلفة والشرعية هنا تتمثل في الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

وتمنى بكري في الفترة المقبلة أن يتمكن السودانيون من تحرير بقية أراضيهم من الميلشيات والصراعات المسلحة، متمنيا من العالم بأسره أن يرفع يده ولا يتدخل في شؤون السودان وأن يترك أمر السودان للسودانين، فإنهم ليسوا بحاجة إلى نصيحة من أحد لكنهم في حاجة إلى الدعم الحقيقي في مواجهة المؤامرة التي تحاكى ضدهم وفي حاجة إلى أن يرفع البعض يده عن السودان ويترك السودان لشعبه وأهله.

اقرأ أيضاًمصطفى بكري وأسرار جديدة عن الـ 18 يوم.. 25 يناير من الثورة إلى مؤامرة «الإخوان الإرهابية»

مصطفى بكري: الشعب الفلسطيني يعي جيداً دور مصر في الحفاظ على القضية الفلسطينية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الجيش المصري السودان المصريين برنامج مصطفى بكري جيش مصري حقائق وأسرار مصطفى بكري قوات الدعم السريع مصر مصطفى بكري مصطفى بكري مصطفي بكري معدات عسكرية الشعب السودانی الجیش السودانی الدعم السریع مصطفى بکری

إقرأ أيضاً:

هجمات بالمسيّرات وتحركات ميدانية كثيفة.. معارك ضارية بين الجيش السوداني و«الدعم» في كردفان

البلاد – الخرطوم
تشهد ولايات كردفان الثلاث (شمال، جنوب وغرب كردفان) تصعيدًا خطيرًا في المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تزايد الهجمات بالطائرات المسيّرة وتحركات ميدانية لافتة قد تعيد رسم خريطة السيطرة في الإقليم المضطرب.
ومع الساعات الأولى من صباح أمس (الإثنين)، شنّت قوات الدعم السريع هجومًا جديدًا باستخدام طائرات مسيّرة على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان. ويُعد هذا الهجوم الثاني خلال أربعة أيام، بعد هجوم سابق استهدف المدينة في أول أيام عيد الأضحى، حيث تعرضت مرافق مدنية لأضرار، دون صدور بيانات رسمية عن حجم الخسائر حتى الآن.
هذا التصعيد يتزامن مع تحركات عسكرية واسعة للجيش السوداني بعد سيطرته الكاملة على العاصمة الخرطوم. حيث اتجهت العمليات نحو ولايات كردفان الثلاث، ما أدى إلى تحول هذه الولايات إلى ساحة جديدة للصراع، تتداخل فيها الأهداف العسكرية مع الأبعاد الجيوسياسية.
يكتسب طريق الإنقاذ الغربي أهمية استراتيجية كبرى، إذ يربط الخرطوم بولايات كردفان ثم إلى إقليم دارفور. ويمثّل هذا الطريق نقطة تنافس حاد بين الجانبين؛ فالجيش يسعى لاستخدامه كممر للتقدم نحو دارفور، فيما تعتبره قوات الدعم السريع خط الدفاع الأول عن الإقليم، بل ونقطة ارتكاز أساسية لطموحاتها في استعادة التوغل نحو العاصمة.
في ولاية غرب كردفان، اشتعلت المعارك في مناطق استراتيجية وحساسة، خصوصًا في ظل وجود معظم حقول النفط السودانية داخلها. تبادل الطرفان السيطرة في مدينتي الخوي والنهود، ضمن معارك كر وفر، انتهت مؤخرًا بسيطرة “الدعم السريع” عليهما. وفي المقابل، تمكّن الجيش السوداني من صد هجوم واسع استهدف مدينة بابنوسة، والتي تضم مقر الفرقة 22 مشاة.
تُعد ولاية شمال كردفان إحدى أهم جبهات المواجهة حاليًا، حيث تسعى قوات الدعم السريع للتقدم نحو مدينة الأبيض، عبر مناطق سيطرتها شمالًا، وخصوصًا مدينة بارا.
الجيش السوداني يُعزز من وجوده في مناطق الجنوب والشمال بهدف إنهاء وجود “الدعم السريع” في الولاية، وبالتالي تسهيل فك الحصار المفروض على ولاية جنوب كردفان المجاورة.
في جنوب كردفان، تواجه القوات المسلحة السودانية جبهتين في آنٍ واحد: قوات الدعم السريع، وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، المتحالفة مع الدعم السريع في هذه المرحلة.
وقد شهدت هذه الولاية معارك عنيفة مؤخرًا، حيث تمكن الجيش من السيطرة على منطقتي الدبيبات والحمادي بهدف كسر الحصار عن الدلنج وكادقلي، إلا أن قوات الدعم السريع عادت واستعادت هاتين المنطقتين.
كما استطاع الجيش تحقيق تقدم شرقي الولاية، واستعاد السيطرة على منطقة أم دحيليب، مما يجعله على مقربة من كاودا، المعقل الأساسي للحركة الشعبية.
الصراع في ولايات كردفان لم يعد مجرّد امتداد للحرب في العاصمة، بل تحوّل إلى جبهة مستقلة ذات حسابات خاصة، فمن جهة، تعني السيطرة على هذه الولايات القدرة على التحكم في طريق الإمداد الرئيسي ونقاط الثروة (النفط والطرق)، ومن جهة أخرى، فإن التوازنات القبلية والسياسية في كردفان تجعل أي تحرك عسكري فيها محفوفًا بتعقيدات كبيرة.
كما أن دخول الحركة الشعبية على خط المعارك، يضاعف تعقيد الصراع ويحوّله إلى نزاع متعدد الأطراف، يُرجح أن تكون له تبعات كبيرة على مستقبل العملية السياسية ومسارات التفاوض، خاصة في ظل الانقسام الجغرافي والسياسي المتزايد داخل البلاد.
المعارك المتصاعدة في كردفان تنذر بتحوّلات كبيرة في مشهد الحرب السودانية، وقد تكون نقطة تحول ميدانية تؤثر على موازين القوى بين الجيش والدعم السريع، وربما على مستقبل السودان بأكمله.

مقالات مشابهة

  • برنامج الأغذية العالمي: نحتاج إلى 500 مليون دولار في السودان لتقديم مساعدات طارئة
  • أبطال الفاشر يهنئون الشعب السوداني بعيد الأضحى المبارك – فيديو
  • هجمات بالمسيّرات وتحركات ميدانية كثيفة.. معارك ضارية بين الجيش السوداني و«الدعم» في كردفان
  • العقوبات الأمريكية .. (سيف مسلط) على رقاب الشعب السوداني
  • د. حسن محمد صالح: من حول الدعم السريع الي المشروع الغربي العلماني؟
  • حرب المسيّرات تغيّر قواعد اللعبة في السودان… «الدعم السريع» يوسّع سيطرته من الجو
  • تصاعد المعارك بين الجيش و الدعم السريع في دارفور وكردفان
  • مصطفى بكري يكشف سبب رفض الرئيس السيسي تلقي مكالمة من رئيس وزراء بريطانيا
  • السودان بين سيطرة الجيش وتصعيد الدعم السريع.. قصف إغاثي وحصار مستمر
  • سلمى عبدالجبار تهنئ الشعب السوداني بعيد الأضحى المبارك