شاهد.. جيمس ويب يتعقب اثنين من أغرب النجوم في الكون
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
تمكن علماء الفلك باستخدام مرصد جيمس ويب الفضائي من تحديد نجمين مسؤولين عن توليد الغبار الغني بالكربون على بعد 5 آلاف سنة ضوئية من الشمس، العنصر الذي يعد أساسيا لتكوين الكواكب الصخرية والأنظمة الشمسية مثل نظامنا.
ويقع النجمان في نظام واحد، أي أنهما يدوران بعضهما حول بعض، ويحملان اسم "وولف-رايت 140″، وإليك مقطعا مرئيا قصيرا يوضح شكل دوران النجمين أحدهما حول الآخر:
نجوم من نوع خاصونجوم وولف-رايت هي فئة نادرة ومتطورة للغاية من النجوم المعروفة بخصائصها المتطرفة الفريدة، حيث تمثل مرحلة لاحقة في دورة حياة النجوم الكبيرة، ويعتقد أنها تسبق المستعرات العظمى مباشرة.
وتعد هذه النجوم مضيئة للغاية، ويمكن أن تكون أكثر سطوعًا من الشمس بآلاف إلى ملايين المرات، كما أنها ضخمة للغاية، وعادة ما تبدأ بكتلة تزيد عن 20 ضعف كتلة الشمس، أضف لذلك أنها شديدة الحرارة، حيث تتراوح درجات حرارة سطحها من 30 إلى أكثر من 200 ألف درجة، وهذا يجعلها من أسخن النجوم المعروفة.
وبمرور الوقت، تفقد هذه النوعية من النجوم الكثير من كتلتها في صورة رياح نجمية قوية، في الواقع يمكن لهذه النجوم أن تفقد ما يعادل كتلة الشمس في بضع مئات الآلاف من السنين فقط.
إعلانوهذه الرياح قوية بشكل لا يصدق ويمكن أن تنتقل بسرعات تصل إلى ألفي كيلومتر في الثانية، مما يؤدي إلى التخلص السريع من الطبقات الخارجية للنجم.
ولذلك فإن نجوم وولف-رايت لها أعمار قصيرة، وعادة ما تعيش لبضع مئات الآلاف إلى بضعة ملايين من السنين قبل أن تنتهي في صورة مستعرات عظمى أو تنهار في الثقوب السوداء.
أما وولف رايت 140 فهو بدوره حالة أكثر خصوصية من هذه النجوم، لأنه يتكون من نجمين يدور بعضهما حول بعض، ويطلق كل منهما رياحا نجمية عاتية، وتصطدم رياحهما وتنتج الغبار الغني بالكربون، هذه التصادمات تولّد كذلك الشكل الغريب المحيط بالنجم، حيث يبدو وكأنه يطلق موجات منتظمة بدقة، بحسب بيان صحفي رسمي أصدرته منصة جيمس ويب.
ويوضح العلماء في دراستهم، التي نشرت في دورية "أستروفيزكال جورنال ليترز" أن الأمر يشبه الساعة، حيث تولد رياح النجوم الغبار لعدة أشهر كل 8 سنوات، حينما يقترب الثنائي أحدهما من الآخر في مدار واسع، وتستمر هذه الموجات في التوسع مبتعدة عن النجمين بينما تولد موجات جديدة في الخلفية.
وإليك مقطعا مرئيا قصيرا يوضح آلية إطلاق تلك الموجات من القذائف الغبارية مع الزمن:
وبحسب الدراسة، تُظهِر أحدث ملاحظات جيمس ويب إطلاق تلك النجوم لـ17 قذيفة غبارية في تلك الموجات تلمع في ضوء الأشعة تحت الحمراء، وتنطلق كل قذيفة بعيدًا عن النجوم بسرعة تزيد عن 2600 كيلومتر في الثانية، أي ما يقرب من 1% من سرعة الضوء.
ويعتقد الباحثون أن نجم وولف رايت في هذا النظام سوف ينفجر قريبا كمستعر أعظم تاركا في مركزه ثقبا أسود، أما ما تبقى منه فسينتشر في الفضاء ليغذّي نجوما أخرى لاتزال في طور النشأة بالكثير من الكربون إلى جانب عناصر أخرى.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
جرذ الخلد العاري: “أغرب حيوان” يكشف سر العمر الطويل
صراحة نيوز- كشف باحثون أن جرذ الخلد العاري، أحد أغرب الكائنات في الطبيعة، قد يحمل مفتاح طول العمر بفضل خصائصه البيولوجية الفريدة التي تمنحه مقاومة استثنائية للشيخوخة والأمراض، بما في ذلك السرطان.
وأوضحت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Science أن هذه القوارض التي تعيش تحت الأرض طورت آلية جينية مميزة لإصلاح الحمض النووي، ما يُرجَّح أنه السبب الرئيسي لعمرها الطويل الذي قد يصل إلى نحو 40 عامًا.
وأشار الباحثون من جامعة تونجي في شنغهاي إلى أن جرذ الخلد العاري طوّر طفرات في بروتين cGAS، المسؤول عن رصد التلف في الحمض النووي وتحفيز الاستجابات المناعية، إذ تعزز هذه الطفرات عملية إصلاح التلف الجيني المرتبط بالشيخوخة، بخلاف ما يحدث لدى البشر والفئران.
وأضاف العلماء أن التركيبة الجينية لهذا الكائن أقرب إلى البشر منها إلى الفئران، ما يجعله نموذجًا قيّمًا لدراسة الشيخوخة.
وقال البروفيسور غابرييل بالموس من جامعة كامبريدج: “نحن أمام اكتشاف مثير، قد يكون خطوة أولى لفهم أسرار طول العمر لدى هذه الكائنات. وإذا استطعنا محاكاة هندستها البيولوجية، فقد نتمكّن من تطوير علاجات ثورية لمكافحة الشيخوخة.”
وأشار عالم الأحياء جون مارتينيز إلى أن البروتين cGAS يلعب دورًا غير متوقع في خلايا جرذ الخلد العاري، مؤكدًا أن أسرار العمر المديد أكثر تعقيدًا مما كنا نظن.