معاذ بلال أسير قسامي خطط لعمليات استشهادية لتحرير أخيه
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
معاذ سعيد بلال معتقل قسامي فلسطيني، ولد عام 1971 في نابلس لأسرة اعتقل جميع أفرادها، وتأثر باعتقال أخيه عثمان، فقرر إنشاء مجموعة تابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، من أجل تنفيذ عمليات استشهادية لتحرير الأسرى، قبل أن يعتقله الاحتلال في كمين قرب مدينة الخليل، ويحكم عليه بالسجن المؤبد 26 مرة مع 25 سنة إضافية.
ولد معاذ سعيد بلال عام 1971 في مدينة نابلس لأسرة متدينة معروفة بالتزامها وجهادها، والده سعيد بلال من الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، واعتقله الاحتلال في ثمانينيات القرن الـ20 بسبب نشاطه الجهادي.
ومعظم عائلته عانت الاعتقال، فأخوه عثمان اعتقل معه، وأخوه عبادة أفرج عنه في صفقة "وفاء الأحرار" وأبعد إلى غزة، كما اعتقل أخواه بكر وعمر، وحتى والدته اعتقلها الاحتلال في الثمانينيات بهدف الضغط على زوجها، ثم أعاد اعتقالها عام 2009 يومين للضغط على أبنائها.
وتعلق معاذ بالمساجد، وكبر في ساحات المواجهة مع الاحتلال منذ نعومة أظافره، متأثرا بنهج والده.
ففي طفولته، خاض معاذ أولى مواجهاته مع الاحتلال عندما عرقل جنديا أثناء اقتحامه منزل عائلته بعصا وضعها بين قدميه، مما أدى إلى سقوطه أرضا، فرد الجندي بصفع معاذ على وجهه.
وفي أوائل الثمانينيات من القرن الـ20، اعتُقل والد معاذ عقب اكتشاف خلية مسلحة تابعة للحركة الإسلامية داخل الأراضي المحتلة. ولم تمض سنوات حتى وجد معاذ نفسه أسيرا وهو في الصف الرابع، عندما اعتقله الاحتلال مع والدته للضغط على والده وإجباره على الاعتراف.
وداخل غرفة التحقيق، دفع المحقق بمعاذ إلى حضن والده المقيّد بالأغلال، وأمره أن يحدّق في عينيه، ويقبّل وجنتيه، ويداعب لحيته، ويطلب من والده الاعتراف، لكن معاذ وعلى الرغم من صغر سنه، التقط رسالة الرفض الواضحة في نظرات والده.
إعلانولم يكتف المحقق بذلك، بل انتزع الطفل من حضن أبيه، وأودعه بزنزانة انفرادية قريبة، ليصل صوت بكائه إلى والده، في محاولة لتعميق الألم النفسي وزيادة الضغوط على الوالد.
الدراسة والتكوين العلميالتحق معاذ بجامعة النجاح الوطنية لدراسة الشريعة الإسلامية، على خطى والده في طلب العلم الشرعي، وفي أثناء دراسته الجامعية، انضم إلى صفوف الكتلة الإسلامية، وشغل فيها مناصب قيادية بارزة.
وعند اعتقاله، كان معاذ قد أنهى متطلبات تخرجه من كلية الشريعة، لكنه لم يستطع استلام شهادته، فاستلمتها والدته نيابة عنه. وأثناء سنوات اعتقاله، واصل مسيرته الأكاديمية، وحصل على الماجستير في الدراسات الإسرائيلية من جامعة القدس عام 2016.
يصفه شقيقه عمر بأنه خطيب مفوّه ويمتلك مهارة الكتابة والشعر، وأضاف "صرّحت المخابرات الفلسطينية بعد اعتقال معاذ أنه أكثر من خدعها"، وأن الاحتلال رفض بشكل مطلق الإفراج عن معاذ لأنه يعتبره من أخطر الأسرى.
التجربة النضاليةمع انتقال عائلته للسكن في مخيم بلاطة والتحاقه بالمدرسة الثانوية، ورث معاذ المسؤولية الدعوية عن والده، وأسس مع زملائه في المدرسة مجموعة "الشباب المسلم"، التي لعبت دورا بارزا أثناء الانتفاضة الأولى، وانخرط أفرادها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي عام 1994، التحق معاذ بكتائب القسام ضمن مجموعة ضمّت قادة بارزين أمثال الشهيد يحيى عياش وعلي عاصي وعدنان مرعي، واعتقل عامها على إثر ارتباطه بها لأول مرة، وقضى 11 شهرا في السجن قبل أن يُفرج عنه.
واعتقل معاذ مجددا عام 1995 مدة 17 شهرا، عقب أسبوع واحد من اعتقال شقيقه عثمان بسبب نشاطه في الكتلة الإسلامية، وبعد الإفراج عنه عزم العمل على تحرير الأسرى، بمن فيهم شقيقه عثمان المحكوم بالمؤبد، فشكل بعد 3 أيام فقط مجموعة عسكرية تابعة للقسام.
دمجت مجموعته لاحقا ضمن مجموعة "شهداء من أجل الأسرى"، التي ضمّت قادة ميدانيين بارزين أمثال خليل الشريف ومحمود أبو هنود ويوسف السركجي.
إعلانوفي عام 1997، أعيد تشكيل الجهاز العسكري لكتائب القسام في خان يونس، وهدفت مجموعة معاذ إلى تنفيذ سلسلة عمليات استشهادية للمطالبة بتحرير الأسرى والضغط على الاحتلال.
وفي 31 يوليو/تموز 1997، خطط معاذ ورفاقه لاستهداف سوق "محانيه يهودا" في القدس المحتلة، وأسفرت عمليتهم عن مقتل 15 إسرائيليا وإصابة 170 آخرين، وجاءت العملية ردا على نشر صور مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، وللمطالبة بالإفراج عن الشيخ أحمد ياسين وبقية الأسرى المحكوم عليهم بالمؤبد.
ونفّذت مجموعة معاذ العملية الاستشهادية الثانية بعد أيام من العملية الأولى، في شارع "بن يهودا" بالقدس المحتلة، وأسفرت عن مقتل 4 إسرائيليين وإصابة 200 آخرين.
في 19 أغسطس/آب 1995، اعتقل الاحتلال معاذ بلال برفقة شقيقه عثمان على خلفية اتهامهما بالمشاركة في سلسلة عمليات استشهادية أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الإسرائيليين.
وحكم على عثمان بالسجن المؤبد 27 مرة، في حين صدر حكم بالسجن المؤبد مرة واحدة بحق معاذ. واحتجز معاذ في سجن نفحة، بينما أودع شقيقه عثمان في سجن جلبوع.
وفي 11 يناير/كانون الثاني 1998، وقَع معاذ في قبضة الاحتلال مجددا بعد كمين محكم نُصب له عند مخيم العروب في الخليل، أثناء عودته إلى نابلس، وخضع لتحقيق استمر 3 أشهر، انتهى بإصدار حكم بالسجن المؤبد 26 مرة، إضافة إلى 27 سنة.
تلقى معاذ خبر وفاة أبيه في السجن عام 2005، وذلك بعد زيارته وأخيه بشهرين فقط، كما تلقى خبر وفاة شقيقه الأكبر بكر عام 2016، وقد تأثر بفقده كثيرا، خاصة أنه حرم من لقائه منذ اعتقاله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات بالسجن المؤبد
إقرأ أيضاً:
صفقة الأسرى تقترب من لحظة الحسم.. ومؤشرات حول إدراج اسم "أخطر أسير فلسطيني" ضمن قوائم الإفراج
◄ المقاومة تنتهي من إحصاء أسرى الاحتلال الأحياء تحضيرا لتسليمهم
◄ تسليم أسرى الاحتلال للصليب الأحمر سيكون عبر 3 محاور مختلفة في غزة
◄ اتصالات مكثفة لتحسين قوائم الأسرى الفلسطينيين
◄ تعنت إسرائيل ضد الإفراج عن بعض أسماء قادة المقاومة
◄ نادي الأسير الفلسطيني: لم يتم المصادقة على القائمة النهائية للأسرى المقرر الإفراج عنهم
◄ وسائل إعلام فلسطينية: الاحتلال سيُفرج عن "أحد أخطر الأسرى" و"عميد المعزولين"
الرؤية- غرفة الأخبار
أنهت فصائل المقاومة الفلسطينية إحصاء الأسرى الأحياء تمهيدا لتسليمهم للصليب الأحمر الذي يتولى عملية تسليمهم إلى الاحتلال الإسرائيلي. ومن المقرر أن تتم عملية تسليم الأسرى عبر 3 محاور مختلفة في قطاع غزة.
وفي المقابل، تواصل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اتصالاتها مع الوسطاء لتحسين قوائم الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم، في الوقت الذي يعمل فيه الوسطاء للتوصل إلى تسوية نهائية بشأن قوائم الأسرى رغم رفض الاحتلال، وذلك في أعقاب الأنباء الواردة عن تعنّتٍ إسرائيلي تجاه بعض أسماء قادة الحركة الأسرى.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، إنه لم يتم المصادقة على القوائم النهائية للأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح في بيان عبر صفحته الرسمية: "تُتابع المؤسسات المختصة ما يتم تداوله منذ ساعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات الواتساب من قوائم تحمل أسماء أسرى يُقال إنه سيتم الإفراج عنهم، ونؤكد أن هذه القوائم غير دقيقة ولم تصدر عن أي جهة مخولة بالنشر، كما أنه لم يتم حتى اللحظة المصادقة على القوائم من قبل الاحتلال أو الإعلان رسميًا عن أسماء الأسرى المقرر الإفراج عنهم".
وفي ظل هذا الترقب، قالت وسائل إعلام فلسطينية إن عائلة الأسيرة المقدسي محمود عيسى من بلدة عناتا، أبلغت بالإفراج عنه في هذه الصفقة مع فصائل المقاومة.
واعتقل الاحتلال محمود عيسى عام 1993، ويصفه الاحتلال بأنه "أحد أخطر الأسرى"، كما لقب بـ"عميد الصحفيين" و"عميد المعزولين" نظرا لأنه قضى أطول فترة في العزل الانفرادي.
وحكم على عيسى بالسجن ثلاث مؤبدات و46 عاما، قضى منها 13 سنة في العزل الانفرادي حرم أثناءها من زيارة عائلته، وهو مؤسس أول خلية عسكرية لحركة حماس في القدس وأطلق عليها اسم الوحدة الخاصة 101، وكانت مهمتها خطف جنود إسرائيليين بغرض مبادلتهم بأسرى فلسطينيين لدى إسرائيل.
قاد عيسى عملية خطف الجندي الإسرائيلي نسيم طوليدانو نهاية عام 1992 بهدف الضغط لإطلاق سراح مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، غير أن إسرائيل رفضت المقايضة فنفذت الوحدة وعيدها بقتل الجندي.
وتابعت الوحدة الخاصة تنفيذ عملياتها العسكرية، فدهست جنديا في مدينة الخضيرة يوم 17 مارس 1993، وقتلت شرطيين في المدينة نفسها في الـ30 من الشهر نفسه، واستولت على مسدسيهما، وأطلقت النار على عقيد في جيش الاحتلال وأصابته بجراح خطيرة على مفرق "بيلو" في مدينة الرملة يوم 6 مايو من العام نفسه.
بعد ستة أشهر من البحث والتحري، اعتقلت إسرائيل محمود عيسى من منزله في بلدة عناتا في 3 يونيو 1993 وكان عمره آنذاك 25 عاما، واعتقل أيضًا رفاقه ماجد قطيش وموسى العكاري ومحمود عطون، واجتمع البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) حينها وأعلن عن اعتقال أخطر خلية في شرق القدس.
تصنفه السلطات الإسرائيلية بأنه واحد من "أخطر" ثمانية أسرى في سجونها، لذلك رفضت الإفراج عنه ضمن صفقة الأحرار عام 2011 وضمن صفقة عام 2013، خاصة بعد اتهامه بتجنيد خلايا خارج السجن ومحاولته الهرب مع أفراد وحدته بعد حفر نفق بطول 10 أمتار أسفل سجن عسقلان.