لجريدة عمان:
2025-12-09@14:38:30 GMT

هل هو رجل إسرائيل في رام الله..؟

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

شغل موضوع «انهيار السلطة الفلسطينية»، وسائل الإعلام العربية والإسرائيلية والعالمية؛ إذ توقّع البعض أن يكون الانهيار قريبا، فيما رأى آخرون أنّ إسرائيل وأمريكا لن تسمحا بحدوث ذلك، خاصة بعد تصريح بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بعدم السماح بانهيار السلطة الفلسطينية»، التي تأسست قبل ثلاثين عاما، بموجب اتفاقات سلام مع إسرائيل.

ويبدو من التحركات الأخيرة للرئيس محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، أنه استجاب لدعوات عربية ودولية لترتيب الأوضاع فيما تبقى من هيكل السلطة الفلسطينية مستقبلا، ومن ذلك «مسألة الخلافة» التي تثير أسئلة عديدة حول ذلك المنصب الهام، ومنها: هل يُعقل أن يتولى السلطة الفلسطينية شخص لا تريده إسرائيل؟

الواضح أنّ هناك تحركات كثيرة سرية ومعلنة متشابكة ومتداخلة حول خلافة الرئيس محمود عباس، البالغ من العمر ثمانية وثمانين عاما، وهناك أكثر من متنافس، وظهرت على السطح بعضُ الأسماء يبدو أنها لا تجد القبول من الشعب الفلسطيني نفسه. ومن هذه الأسماء، حسين الشيخ الذي قال عنه الكاتبان الأمريكيان آدم راسغون وآرون بوكسرمان، في مقال مشترك بصحيفة «فورين بوليسي»: «إنّ مسيرة صعوده من فتى دخل سجون الاحتلال في فترة الانتفاضة الأولى في الثمانينيات، إلى رجل يصفه ضابط مخابرات إسرائيلي كبير بأنّه «رجلنا في رام الله»، تثير الكثير من التساؤلات حول قدرته على قيادة شعب لا يثق بقياداته»، وأشار الكاتبان إلى «أنّ الشيخ لديه حظوظ أوفر ليصبح الزعيم المقبل للسلطة، على الرغم من عدم اكتسابه شعبية واسعة لدى الفلسطينيين، وذلك بسبب العلاقات الوثيقة التي تربطه مع إسرائيل والولايات المتحدة». وحسب المعلومات التي نشرها الكاتبان، فإنّ الشيخ يعمل كوسيط رئيسيٍّ للسلطة الفلسطينية مع إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة؛ ويتحدث اللغة العبرية بطلاقة، «ويحث على التعاون مع إسرائيل، وليس التصادم معها؛ ناهيك عن أنّه يعمل الآن خلف الأبواب المغلقة لمنع انهيار السلطة الفلسطينية، تحت قيادة عباس»؛ فلا عجب إذن أن يميل أصحاب النفوذ الإسرائيليون إليه خليفة لأبي مازن «باعتباره شريكًا براغماتيًّا يتمتع بقدرة خارقة على إيجاد أرضية مشتركة، حيث قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير متقاعد - طلب عدم ذكر اسمه، بسبب دوره المستمر في المخابرات الإسرائيلية كجندي احتياطي -: «إنّه رجلنا في رام الله».. تلك العبارة التي أعادت الجدل حول مسألة الخلافة إلى المربع الأول، وأثارت نقاشات حول نهاية مرحلة الرئيس محمود عباس.

بالتأكيد لم تكن العبارة مريحة لحسين الشيخ، لذا فقد اتهم قيادات وأقطابًا في حركة فتح «بشن سلسلة من الهجومات عليه عبر تنبؤات وتكهنات إعلامية تطاله، بهدف حرق أوراقه وفرصته في الخلافة»، ودخل في الخط مقربون منه، إذ اتهموا منافسين له باستهدافه، بنسج حكايات وتوقعات من شأنها أن تؤدي إلى تأزيم العلاقة بينه والرئيس محمود عباس والتأثير في تلك العلاقة. ويرى الشيخ أنّ تسليط الإعلام الدولي أحيانًا الأضواء عليه هو أقرب إلى التحدث عن مؤامرة، «والأوساط القريبة جدًا منه في حركه فتح تشير إلى أنّ هذه المؤامرة تبدو متقنة وتُستثمر في الأوقات التي يبدو فيها الرئيس عباس منزعجًا، لأنّ قيادات دول عربية شقيقة وصديقة بدأت تطالبه بترتيب ملف خلافته أو المرحلة التي تلحق به في حال غيابه عن السلطة قبل رحيله».

ولكن حسب تقرير صحيفة «رأي اليوم» من واشنطن، فإنّ حسين الشيخ لا ينفي سعيه نحو الزعامة أو رغبته في ملء الفراغ؛ فهو من المقربين جدًا للدوائر الأمريكية والإسرائيلية، ولكن هل تكفي تلك الصفات لكي يعتلي الشيخ المنصة؟! حسب مختصين بارزين في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وبعض مصادر مركزية حركة فتح أنّ تلك «ميزات» لا تكفي لكي يعتلي الشيخ المنصة، ولكني أختلفُ مع رأيهم هذا؛ فلا يمكن أن يصل إلى ذلك المنصب إلا من تختاره وترضى عنه إسرائيل في المقام الأول ثم حليفتها أمريكا، وهو أمرٌ مؤسف. وللدلالة على ذلك فإنّ إسرائيل تدّعي رسميًا أنها لا تتدخل في معركة الخلافة في السلطة الفلسطينية، وأنّ هذا شأن داخلي للفلسطينيين، لكن -كما كتب الكاتب الإسرائيلي يوني بن مناحيم في موقع «نيوز1» العبري- «فإنّ كلّ طفل فلسطيني يعرف أنه لا يمكن لأيّ شخصية فلسطينية أن تصبح رئيسًا للسلطة الفلسطينية دون موافقة واضحة من إسرائيل». وبالتأكيد هذا الكلام ينطبق على الشيخ والبرغوثي ودحلان وغيرهم.

ولحسين الشيخ (ميزات) أخرى قد تؤهله للخلافة، منها علاقاته الوثيقة مع تساحي هنغبي مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، ورونان بار رئيس الشاباك، وكذلك علاقات وثيقة مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية؛ وهو مقرب من الرئيس محمود عباس.

وسواء كان حسين الشيخ هو المرشح الرسمي للخلافة أو غير ذلك، فإنّ عبارة «رجلنا في رام الله» تلحق به ضررا بالغا، حتى وإن كان الهدف منها حرق أوراقه -كما ذهب البعض-. وما بين دخوله السجون الإسرائيلية ومكوثه فيها إحدى عشرة سنة وتسميته بـ«رجلنا في رام الله» مسافة طويلة ومتغيرات كثيرة، ولا أعلم لماذا الاهتمام برأي إسرائيل والدول العربية في اختيار من يقود الفلسطينيين، بدلا من ترك الأمر بيد الشعب الفلسطيني وحده؟، ثم ألم يحن الوقت بأن تترأس السلطة الفلسطينية شخصياتٌ من جبهات أخرى ومن حركات المقاومة -مثلا- وهي التي لها حضور قوي الآن في ساحة النضال الفلسطيني؟!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة الرئیس محمود عباس مع إسرائیل رئیس ا

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تجري مناورات عسكرية في جبل الشيخ ومزارع شبعا

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيبدأ اليوم الأحد مناورات عسكرية في جبل الشيخ ومزارع شبعا المحتلة، في إطار سلسلة تدريبات يجريها منذ أسابيع بالمنطقة، وذلك بعد توغل جديد قرب بيت جن في ريف دمشق.

وقال إن المنطقة ستشهد نشاطا عسكريا وحركة للآليات العسكرية.

وتأتي هذه المناورات في إطار سلسلة من التدريبات العسكرية التي أجرتها فرقة الجليل بالجيش الإسرائيلي في الأسابيع الماضية في القطاعين الشرقي والغربي للحدود مع لبنان، استعدادا لتصعيد عسكري لمواجهة احتمال تدهور الأوضاع الأمنية في لبنان على خلفية ما وصفه الاحتلال بـ"تعاظم قدرات حزب الله"، وفق ادعائه.

وتضمنت المناورات تدريبات على سيناريوهات التصدي لمحاولات اختراق الأجواء الإسرائيلية بطائرات من أنواع مختلفة، ولا سيما الطائرات الشراعية المزودة بمحرك.

كما شملت المناورات محاكاة للتعامل مع هجوم من الحدود الشمالية ضد إسرائيل، واختبار مستوى التنسيق والاستعداد بين أذرع الجيش المختلفة.

توغل بالأراضي السورية

وعلى صعيد متصل، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن قوات الاحتلال الإسرائيلي توغلت مجددا أمس السبت في منطقة الكروم الغربية قرب بلدة بيت جن بريف دمشق الغربي.

وحسب الوكالة، دخلت قوة إسرائيلية مكونة من 3 دبابات و5 آليات إلى التقاطع المعروف بـ"مفرق باب السد" وسرية الدبابات على الطريق الذي يربط مزرعة بيت جن بكل من حضر وجباثا الخشب وطرنجة بريف القنيطرة.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 يحتل الجيش الإسرائيلي جبل الشيخ وشريطا أمنيا بعرض 15 كيلومترا في بعض المناطق جنوبي سوريا.

يذكر أن مزارع شبعا منطقة زراعية حدودية تقع جنوب شرق لبنان ضمن قضاء حاصبيا على الحدود مع الجولان السوري، وتحتلها إسرائيل منذ عام 1967.

ويعتبر لبنان مزارع شبعا جزءا من أراضيه، ويطالب بترسيم الحدود مع سوريا قبل التوصل إلى أي اتفاق، مستندا إلى وثائق وخرائط تاريخية، وفي حين تعترف سوريا بأن مزارع شبعا لبنانية لكنها تربط ترسيم الحدود بانسحاب إسرائيلي كامل من المنطقة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري: لن يدخل المناطق الخضراء برفح إلا العائلات الفلسطينية التي لا ترتبط بحماس
  • عمرو أديب: في تقديري أنا منقعدش مع إسرائيل إلا لما تقدم حاجة لمصلحة مصر والقضية الفلسطينية
  • ما موقف ألمانيا من الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟
  • «حاملة الطائرات التي لا تغرق: إسرائيل، لماذا تخشى السعودية أكثر مما تخشى إيران؟»
  • أونروا: إسرائيل طرف في اتفاقية امتيازات الأمم المتحدة التي تنص على حرمة المقار الأممية
  • كيف يتزايد النفوذ السعودي داخل الساحة الفلسطينية؟.. تقرير إسرائيلي يرصد التغير
  • وزير الخارجية السوري: قلقون من سياسات إسرائيل التي تتعارض مع استقرارنا
  • قصة الفتاة التي بكت وهي تعانق البابا لاوون في بيروت
  • إسرائيل تجري مناورات عسكرية في جبل الشيخ ومزارع شبعا
  • السلطة المحلية في البيضاء تنعي الشيخ أحمد السوادي