من صور الفهلوة الإعلانية.. والتفاهة الإعلامية.. !!

على شبكات التواصل الاجتماعي انتشرت في الآونة الأخيرة بعض صور الفهلوة ربما لكسب المال أو الحصول على هدايا أو لكسب الشهرة أو إثبات الذات. فهناك مَن تكتب على صفحتها أو في مجموعة (جروب) تقول: احتجت في يوم أشتري (بيتزا- سمك مشوى- جاتوه- كنافة.. إلخ)، وتقول إنها جَرَّبت من محلات مختلفة لكنه لم يعجبها وكانتِ الخدمة في معظمهم سيئة جدًا.

. ثم (بالصدفة) عَرَفَت أن محلًا جديدًا اسمه (.. ) افتتح في شارع (.. ) بجوار محل كذا، وتقول (بلهجة عامية): رُحت أجرب حاجته وااااو إيه الجمال ده وإيه الفخامة دي، مكُنتِش (مسدقة) بجد تحفة تحفة، ومعاملتهم شيك (خالس) والأسعار مقولكوش. مفاجأة، أنا قلت (لساحبتي) على عنوانه واديتها أرقام تليفوناته وراحت فعلًا هي وأخواتها وكلمتني تشكرني وتقولِّي ده النهارده بأه كان أحسن من اللي انتي وصفتيهولي، يظهر إنهم عملوه بإضافات جديدة بتقول لي رهيييب والله يا جماعة لازم لازم تجربوه وعلى مسئوليتي بس ماتنسوش تدعولي وتعزموني (ههههئ).. ثم تُكمِل كذبتها فتقول «على فكرة يا جماعة أنا معرفهُمش ولا يعرفوني لكن بأنصحكم».. المهم حضرتك تكتشف إنها (لهفت) من المحل وَجْبة سُخْنَة معتبرة أو علبة حلويات بالمكسرات (هدية) مقابل الكلمتين الحلوين دول.. * مؤخرًا لاحظنا أن بعض الناس «لَسَعِت» ربما بسبب ارتفاع الأسعار وانخفاض الدخول لطبقة كبيرة وجدوا في مواقع التواصل وسيلة لإخراج (الكبت)، ومن (اليوتيوب) إلى الفضائيات، فمثلًا: رجل ستيني يظهر في برنامج شهير ممسكًا طبلة يضرب عليها وأفراد أسرته (صبيان وبنات) يغنون أغاني قديمة معروفة لكن يؤدونها بشكل جماعي مع شيء من (الدلع والمياصة). * مثال تاني لفتاة تعلَّمتِ التطبيل فجمعت عشر فتيات (أو أكثر) وفي برنامج مشهور تتوسطهن (وهات ياطبل) وغناء «يابو اللبايش يا قصب» وبعدها «نعناع الجنينة ضَلل على حِيضانه» ثم «بتناديني تاني ليه انتي عايزه منِّي إيه»، وهكذا بطريقة ليس فيها إبهار وكل ما في الأمر أنهن يطبلن ويغنين بشكل (جماعي). * نموذج ثالث: سيدة خمسينية تصطحب ابنتيها وثلاثتهن يغنين تتر مسلسل قديم وأغنيات قديمة معروفة (جماعي) ويعرضن فيديوهات وهن في حالة فرفشة بشقتهن حققت سبعة ملايين مشاهدة!! سنعتبر ذلك من باب الانبساط والترويح عن النفس. لكن أن تتنافس الفضائيات على تقديمهم وكأنهم اكتشاف فني في عالم الطَرَبْ فهذا هو الإسفاف بعينه وتحريض الغلابة على مزج الفهلوة بالهيافة وتشويه تراثنا الغنائي كدليل على الإفلاس الإعلامي.

المصدر: الأسبوع