خلدون المبارك يبرز نموذج الإمارات في النمو الاقتصادي والتنوع
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
قال خلدون خليفة المبارك؛ العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة مبادلة للاستثمار الإماراتية، إن دولة الإمارات تبدو للعيان نموذجا واضحا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالنمو في العام الجديد، حيث تجسد كيفية تحقيق التنمية الاقتصادية وتنويع الاقتصاد من قطاع واحد إلى اقتصاد متنوع ومتعدد المجالات.
جاء ذلك خلال مشاركة خلدون خليفة المبارك، في جلسة حوارية بعنوان: "آفاق تحقيق النمو في أوقات التحديات"، وذلك ضمن فعاليات الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس 2025.
سلّط المبارك خلال حديثه الضوء على مسيرة التحول الكبيرة التي حققتها دولة الإمارات لتصبح مثالاً للاقتصاد المتنوّع، مشيراً إلى دور القيادة الرشيدة التي تتمتع برؤية واضحة ومستقرة وخطة عمل محكمة أثبتت نجاحها على مدى السنوات، بالإضافة إلى العمل الدؤوب، والتركيز على الاستثمارات الاستراتيجية التي تترك أثراً إيجابياً، وتحقق عوائد مستدامة في القطاعات الحيوية والأسواق العالمية.
من ناحية أخرى، أشاد المبارك بمسيرة التحول التي شهدتها مبادلة لتصبح شركة استثمارية عالمية رائدة، وذلك خلال مقابلة مع شبكة سي إن بي سي الأميركية، على هامش منتدى دافوس.
وقال "على مدى العقدين الماضيين، نمت قيمة أصولنا (مجموعة مبادلة) من 50 مليون دولار إلى ما يقارب 330 مليار دولار بحلول نهاية عام 2024.
وأوضح أن هذا النمو يعكس التزامنا بالتركيز الاستراتيجي على التنويع الاقتصادي، والالتزام بالعمل الدؤوب، مما يعزز مكانتنا كشركة استثمار عالمي رائدة، تحقق عوائد تنافسية على أعلى المستويات.
واستعرض المبارك الجهود التي تبذلها مجموعة مبادلة في مجال الذكاء الاصطناعي والبنية الأساسية التي تدعم التكنولوجيا الناشئة، بما في ذلك مراكز البيانات وتصنيع الرقائق.
وتعد مبادلة مستثمراً مؤسساً في "ام جي اكس"، MGX، وهي شركة استثمارية في أبوظبي تركز على الذكاء الاصطناعي.
وشاركت المجموعة كذلك في أحدث جولة تمويلية لشركة "أوبن ايه آي" في أكتوبر، والتي جمعت 6.6 مليار دولار.
وفي الشهر ذاته أعلنت شركة "جي42"، G42، المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والتابعة لمجموعة مبادلة، عن شراكة مع "أوبن ايه آي" لتطوير الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات والأسواق الإقليمية.
وفي العام الماضي استثمرت مايكروسوفت 1.5 مليار دولار في G42، في صفقة ستسمح للأخيرة باستخدام خدمات مايكروسوفت السحابية لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
وعبر المبارك عن تفاؤله بمستقبل الذكاء الاصطناعي وقدرة دولة الإمارات على تسخير استراتيجيتها الاستثمارية للاستفادة منه.
"يبدو إن الطلب سيكون مرتفعاً للغاية فيما يتعلق بتمكين هذه التكنولوجيا وهذا يعني تمكين الذكاء الاصطناعي من خلال توفير البنية الأساسية سواء كانت الطاقة أو النقل، وأيضاً تكنولوجيا الطاقة التي ستساعد في تغذية هذا الطلب الضخم، بجانب بناء مركز البيانات وتطوير الرقائق"، بحسب تصريحات خلدون خليفة المبارك.
كما أشار إلى أن آفاق مبادلة لهذا النوع من الاستثمارات لا يقتصر على عام واحد أو عامين بل يمتد إلى السنوات الخمس أو العشر أو العشرين المقبلة.
وشدد المبارك على أن النمو في هذا الطلب قوي للغاية وقادم بقوة حتى في حالة النظر إلى الأمر من منظور متحفظ، وقال: إن هذا هو ما يمنح مجموعته الكثير من الثقة في فرص هذا المجال.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات دافوس 2025 الاستثمارات الاستراتيجية دافوس مبادلة الذكاء الاصطناعي أبوظبي مايكروسوفت التكنولوجيا دافوس 2025 دافوس دافوس 2025 الاستثمارات الاستراتيجية دافوس مبادلة الذكاء الاصطناعي أبوظبي مايكروسوفت التكنولوجيا أخبار الإمارات الذکاء الاصطناعی دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
السباق الاستخباراتي على الذكاء الاصطناعي
في لحظة فارقة على الساحة التكنولوجية الدولية، جاء إطلاق شركة "ديب سيك" الصينية نموذجا لغويا ضخما يُعد من بين الأفضل في العالم، بالتزامن مع تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، ليدق ناقوس الخطر في الأوساط الاستخباراتية الأميركية.
واعتبر ترامب ما جرى "جرس إنذار" في حين أقر مارك وارنر نائب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ بأن مجتمع الاستخبارات الأميركي "فوجئ" بسرعة التقدم الصيني، وفق مجلة إيكونوميست.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2النيجريون لفرنسا: اعترفي بالجرائم الاستعمارية وعوضي عنهاlist 2 of 2أنقذونا نحن نموت.. المجاعة تجتاح غزةend of listوفي العام الماضي، أبدت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قلقها من احتمال أن يتفوق الجواسيس والجنود الصينيون في سرعة تبنّي الذكاء الاصطناعي "إيه آي" (AI) فأطلقت خطة طوارئ لتعزيز اعتماد المجالين الاستخباراتي والعسكري على هذه التقنية.
وأوضحت المجلة في تقريرها أن الخطة تضمنت توجيه وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ووكالات الاستخبارات ووزارة الطاقة (المسؤولة عن إنتاج الأسلحة النووية) بتكثيف تجاربها على النماذج الأحدث من الذكاء الاصطناعي، وتوثيق التعاون مع مختبرات القطاع الخاص الرائدة مثل أنثروبيك وغوغل ديب مايند، وأوبن إيه آي.
سباق مفتوحوفي خطوة ملموسة، منح البنتاغون، في 14 يوليو/تموز الجاري، عقودا تصل قيمتها إلى 200 مليون دولار لكل من تلك الشركات بالإضافة إلى "إكس إيه آي" المملوكة للملياردير إيلون ماسك، بهدف تطوير نماذج من الذكاء الاصطناعي الوكيل الذي يمكنه اتخاذ القرارات، والتعلم المستمر من التفاعلات، وتنفيذ مهام متعددة من خلال تقسيمها إلى خطوات وتحكّمها بأجهزة أخرى مثل الحواسيب أو المركبات.
لكن هذا السباق لا يقتصر -برأي إيكونوميست- على البنتاغون. إذ باتت نماذج الذكاء الاصطناعي تنتشر بسرعة داخل الوكالات الاستخباراتية، لتُستخدم في تحليل البيانات السرية والتفاعل مع المعلومات الحساسة.
الشركات طورت نسخا مُعدّلة من نماذجها تتيح التعامل مع وثائق مصنّفة سرّيا، وتتمتع بإتقان لغات ولهجات حساسة لاحتياجات الاستخبارات، مع تشغيلها على خوادم مفصولة عن الإنترنت العام
كما طوّرت الشركات نسخا مُعدّلة من نماذجها تتيح التعامل مع وثائق مصنّفة سرّيا، وتتمتع بإتقان لغات ولهجات حساسة لاحتياجات الاستخبارات، مع تشغيلها على خوادم مفصولة عن الإنترنت العام.
إعلانففي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت شركة مايكروسوفت أن 26 من منتجاتها في الحوسبة السحابية حصلت على تصريح لاستخدامها في وكالات الاستخبارات.
وفي يونيو/حزيران، أعلنت أنثروبيك عن إطلاق نموذج "كلود غوف" (Claude Gov) وهو روبوت دردشة جديد مصمم خصيصا للجهات العسكرية والاستخباراتية بالولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه يُستخدم بالفعل على نطاق واسع في جميع أجهزة الاستخبارات الأميركية، إلى جانب نماذج أخرى من مختبرات منافسة.
منافسون آخرونليست وحدها الولايات المتحدة التي تشهد مثل هذه التطورات، حيث تفيد المجلة أن بريطانيا تسعى إلى تسريع وتيرة اللحاق بالركب، ناقلة عن مصدر بريطاني رفيع -لم تُسمِّه- تأكيده أن جميع أعضاء مجتمع الاستخبارات في بلاده بات لديهم إمكانية الوصول إلى "نماذج لغوية ضخمة عالية السرية".
وعلى البر الرئيسي للقارة، تحالفت شركة ميسترال الفرنسية -الرائدة والوحيدة تقريبا في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى أوروبا- مع وكالة الذكاء الاصطناعي العسكري بالبلاد، لتطوير نموذج "سابا" (Saba) المدرّب على بيانات من الشرق الأوسط وجنوب آسيا، ويتميز بإتقانه العربية ولغات إقليمية أخرى مثل التاميلية.
أما في إسرائيل، فقد أفادت مجلة "+972" أن استخدام الجيش نموذج "جي بي تي-4" (GPT-4) الذي تنتجه شركة "أوبن إيه آي" قد تضاعف 20 مرة منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، في مؤشر إلى مدى تسارع تبنّي هذه النماذج في السياقات العسكرية الحية.
ورغم هذا النشاط المحموم، يقرّ خبراء داخل القطاع بأن تبنّي الذكاء الاصطناعي بأجهزة الأمن لا يزال متواضعا. وتقول كاترينا مولِّيغان المسؤولة عن شراكات الأمن في "أوبن إيه آي" إن اعتماد الذكاء الاصطناعي "لم يصل بعد إلى المستوى الذي نأمله".
وحتى مع وجود جيوب من التميز، كوكالة الأمن القومي الأميركية، إلا أن العديد من الوكالات ما تزال تتخلف عن الركب، إما بسبب تصميمها واجهات تشغيل خاصة بها، أو بسبب الحذر البيروقراطي في تبني التحديثات السريعة التي تشهدها النماذج العامة.
ويرى بعض الخبراء أن التحول الحقيقي لا يكمن في استخدام روبوتات دردشة فحسب، بل في "إعادة هندسة المهام الاستخباراتية نفسها" كما يقول تارون تشابرا المسؤول السابق بمجلس الأمن القومي الأميركي، والمدير الحالي للسياسات الأمنية في شركة أنثروبيك.
لعبة تجسس بالذكاء الاصطناعيفي المقابل، تُحذر جهات بحثية من المبالغة في الآمال المعقودة على هذه النماذج، حيث يرى الدكتور ريتشارد كارتر (من معهد آلان تورينغ البريطاني) أن المشكلة الأساسية تكمن في ما تُنتجه النماذج من "هلوسات" -أي إجابات غير دقيقة أو مضللة- وهو خطر كبير في بيئة تتطلب الموثوقية المطلقة.
وقد بلغت نسبة الهلوسة في أحدث نموذج للذكاء الاصطناعي "الوكيل" الذي تنتجه "أوبن إيه آي" حوالي 8%، وهي نسبة أعلى من النماذج السابقة.
وتُعد هذه المخاوف -بحسب إيكونوميست- جزءا من تحفظ مؤسسي مشروع، خاصة في أجهزة مثل وكالة الاستخبارات والأمن البريطانية المعروفة اختصارا بحروفها الإنجليزية الأولى "جي سي إتش كيو" (GCHQ) التي تضم مهندسين لديهم طبيعة متشككة تجاه التقنيات الجديدة غير المُختبرة جيدا.
إعلانويتصل هذا بجدل أوسع حول مستقبل الذكاء الاصطناعي. فالدكتور كارتر من بين أولئك الذين يرون أن بنية النماذج اللغوية العامة الحالية لا تُناسب نوع التفكير السببي الذي يمنحها فهما متينا للعالم. ومن وجهة نظره، فإن الأولوية بالنسبة لوكالات الاستخبارات يجب أن تكون دفع المختبرات نحو تطوير نماذج جديدة تعتمد على أنماط تفكير واستدلال مختلفة.
الصين في الصورةورغم تحفّظ المؤسسات الغربية، يتصاعد القلق من تفوق الصين المحتمل. يقول فيليب راينر من معهد الأمن والتكنولوجيا في وادي السيليكون "لا نزال نجهل مدى استخدام الصين نموذج ديب سيك (DeepSeek) في المجالين العسكري والاستخباراتي" مرجحاً أن "غياب القيود الأخلاقية الصارمة لدى الصين قد يسمح لها باستخلاص رؤى أقوى وبوتيرة أسرع".
موليغان: ما يُقلقني فعلا هو أن نكسب سباق الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، لكن نخسر سباق التبني الفعلي له
وإزاء هذا القلق، أمرت إدارة ترامب، في 23 يوليو/تموز الجاري، وزارة الدفاع ووكالات الاستخبارات بإجراء تقييمات دورية لمستوى تبنّي الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الأمنية الأميركية مقارنة بمنافسين مثل الصين، وتطوير آلية للتكيّف المستمر.
ويجمع المراقبون تقريبا على نقطة جوهرية، وهي أن الخطر الأكبر لا يكمن في أن تندفع أميركا بلا بصيرة نحو تبني الذكاء الاصطناعي، بل في أن تظل مؤسساتها عالقة في نمطها البيروقراطي القديم.
وتقول كاترينا مولِّيغان "ما يُقلقني فعلا هو أن نكسب سباق الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (إيه جي آي AGI) لكن نخسر سباق التبني الفعلي له".