طالبت مجموعة من 20 خبيرا في الأمن القومي ومسؤولين حكوميين سابقين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسميا بالتوقف عن بيع بطاقات "إنفيديا" للذكاء الاصطناعي إلى الحكومة الصينية والتراجع عن قرارها الأخير، وفق تقرير موقع "تيك كرانش" التقني.

ووصفت الرسالة قرار إدارة ترامب الأخير بأنه "خطوة إستراتيجية خاطئة" مشيرة إلى الآثار الضارة التي تأتي من مثل هذا القرار على سيادة الولايات المتحدة في قطاع الذكاء الاصطناعي لمختلف الاستخدامات، حسب ما جاء في التقرير.

وتضمنت الرسالة إشارة واضحة لبطاقات "إتش 20" من "إنفيديا" وهي البطاقات التي أتاحت حكومة ترامب تصديرها للصين، إذ يمكن استخدام هذه الرسالة لتدريب الذكاء الاصطناعي باستخدام آلية الاستدلال، وفق التقرير.

وتابعت الرسالة مطالبها من إدارة ترامب قائلة: "تم تحسين بطاقات "إتش 20" للاستدلال، وهي العملية المسؤولة عن القدرات الهائلة التي حققتها الأجيال الحديثة من نماذج التفكير المنطقي للذكاء الاصطناعي"، حسب التقرير.

الطلب المتزايد على شرائح "إتش 20" من الصين جعل الشركة تزيد من إنتاجها بشكل كبير (رويترز)

كما أشارت الرسالة إلى أن بيع شرائح "إتش 20" للصين يتسبب في تفاقم أزمة شرائح الذكاء الاصطناعي التي تعاني منها الشركات الأميركية في الوقت الحالي فضلا عن إمكانية استخدامها لدعم عمليات الجيش الصيني.

ووضحت الرسالة في ختامها أن القرار بحظر بيع شرائح "إتش 20" الذي اتخذته حكومة بايدن مطلع العالم كان صائبا، مشيرة إلى أن الأمر لا يتعلق بالمبيعات والسطوة الاقتصادية ولكن بالأمن القومي للولايات المتحدة، حسب ما جاء في التقرير.

وتحمل الرسالة خلفها عددا من المؤيدين ذوي السطوة، من بينهم مات بوتينجر نائب مستشار الأمن القومي السابق خلال فترة ترامب السابقة، وستيوارت بيكر مساعد وزير الأمن الداخلي السابق في عهد جورج بوش، وديفيد فيث العضو السابق في مجلس الأمن القومي.

إعلان

وتأتي هذه الرسالة على خلفية إتاحة الحكومة الأميركية بيع شرائح "إتش 20" من قبل "إنفيديا" للشركات الصينية، وهي الشرائح الضرورية للاستخدام مع الذكاء الاصطناعي وتدريبه في مقابل صفقة المعادن النادرة.

وتشير تقارير منفصلة إلى أن "إنفيديا" عززت من إنتاج شرائح "إتش 20" وطالبت المصانع بأكثر من 300 ألف شريحة جديدة بعد ارتفاع معدل طلب الشركات الصينية لهذه الشرائح.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الذکاء الاصطناعی الأمن القومی

إقرأ أيضاً:

ثورة تعيد تشكيل العمران.. مدن المستقبل بهندسة الذكاء الاصطناعي

هل شعرت يوماً وأنت عالق في زحمة مرورية أن هناك طريقة أفضل لتصميم المدينة؟ أو مررت بجانب مبنى ضخم وتساءلت عن حجم استهلاكه للطاقة؟
على مدى عقود، ظل بناء المدن عملية بطيئة ومعقدة، تعتمد غالباً على التخمينات المدروسة والتجارب السابقة. لكن ماذا لو منحنا مخططي المدن «قوى خارقة»؟ ماذا لو استطاعوا التنبؤ بسيناريوهات مستقبلية متعددة قبل أن يبدأ العمل فعلياً على الأرض؟
هذا بالضبط ما يحدث اليوم، والسر يكمن في الذكاء الاصطناعي.
يشرح شاه محمد، قائد ابتكار الذكاء الاصطناعي في شركة «سويكو»، أن الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورة في تصميم المدن وتخطيط البنية التحتية عبر تحسين العمليات، وتعزيز اتخاذ القرار، وتحقيق نتائج أكثر استدامة. يتيح الذكاء الاصطناعي لفريقه تحليل كميات ضخمة من البيانات، ومحاكاة سيناريوهات متعددة، وخلق بيئات حضرية أكثر كفاءة ومرونة، وفقاً لموقع «آي أي نيوز» المتخصص في دراسات الذكاء الاصطناعي.
ويؤكد شاه أن الذكاء الاصطناعي يمنح فريقه القدرة على طرح الأسئلة الحاسمة التي تؤثر على حياة السكان: «كيف نبني هذا الحي بأذكى طريقة لتقليل الازدحام والتلوث؟ وكيف نصمم مبنى يحافظ على برودته خلال موجات الحر دون أن ترتفع فواتير الكهرباء؟» حيث يمكن للذكاء الاصطناعي حساب آلاف الاحتمالات لاختيار الحل الأمثل.
لكن الواقع معقد، ويصعب محاكاته بدقة. فالطقس غير المتوقع، والتأخيرات، والفوضى البشرية تمثل تحديات كبيرة.
ويقول شاه: «التحدي الأكبر في تطبيق نماذج البيانات على الواقع يكمن في تعقيد وتغير الظروف البيئية. من الضروري أن تمثل النماذج هذه الظروف بدقة وأن تكون قادرة على التكيف معها».
ولتجاوز هذه العقبات، يبدأ الفريق بتنظيم بياناته وضمان جودتها، موضحاً: «نطبق ممارسات صارمة لإدارة البيانات، نوحد تنسيقاتها، ونستخدم أدوات برمجية قابلة للتشغيل البيني لضمان توافق البيانات عبر المشاريع.»
يضمن هذا التنظيم أن يعمل جميع أعضاء الفريق من مصدر موثوق وموحد، مما يمكّن الذكاء الاصطناعي من أداء مهامه بكفاءة ويعزز التعاون بين الفرق المختلفة.
ومن أبرز الجوانب الواعدة في استخدام الذكاء الاصطناعي دوره البيئي والإنساني. يشير شاه إلى مشروع استخدم فيه الذكاء الاصطناعي للحفاظ على التنوع البيولوجي، عبر تحديد الأنواع المهددة بالانقراض وتزويد الباحثين بالمعلومات اللازمة، ليمنح الطبيعة صوتاً في عمليات التخطيط.
ويقول شاه: «يشبه الأمر وكأن الذكاء الاصطناعي يرفع يده قائلاً: "احذروا، هناك عائلة من الطيور النادرة هنا"، ما يساعدنا على البناء باحترام البيئة المحيطة».

أخبار ذات صلة «دبي الرقمية» تعلن إطلاق أول «أسرة إماراتية افتراضية» زوكربيرغ: الذكاء الاصطناعي الخارق أصبح وشيكًا

اقرأ أيضا.. الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في مجال الهندسة المعماري
أما المرحلة القادمة، فيرى شاه، فهي تحويل هذه الرؤية المستقبلية إلى دليل حي وواقعي.
ويشرح: «أكبر فرصة للذكاء الاصطناعي في قطاع العمارة والهندسة والبناء تكمن في التحليلات التنبؤية والأتمتة. من خلال توقع الاتجاهات المستقبلية، والكشف المبكر عن المشكلات، وأتمتة المهام الروتينية، يمكن للذكاء الاصطناعي رفع الكفاءة، خفض التكاليف، وتحسين جودة المشاريع.»
هذا يعني جسوراً أكثر أماناً، طرقاً تحتاج إلى صيانة أقل، واضطرابات أقل في حياة الناس. كما يحرر المواهب البشرية من الأعمال الروتينية لتتركز على بناء مدن المستقبل التي تلبي حاجات سكانها.

أسامة عثمان (أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • آبل تلمح لصفقات ضخمة لتجاوز تأخرها في سباق الذكاء الاصطناعي
  • المطرف: يجب التعامل مع الذكاء الاصطناعي بتوازن ووعي..فيديو
  • الذكاء الاصطناعي يُحدث نقلة في مكافحة التدخين الإلكتروني
  • سامسونج تستعرض مستقبل الذكاء الاصطناعي.. تفاصيل
  • ثورة تعيد تشكيل العمران.. مدن المستقبل بهندسة الذكاء الاصطناعي
  • القومي للبحوث يعلن بدء إنشاء مركز الذكاء الاصطناعي لدعم البحث العلمي
  • زوكربيرغ: الذكاء الاصطناعي الخارق أصبح وشيكًا
  • ابتكار جهاز جديد يفرز النفايات باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • 89% من الإماراتيين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في التخطيط لعطلاتهم
  • احتيال شركات الذكاء الاصطناعي يجب أن يتوقف