حي يضم 1100وحدة قرب شرفات.. بؤر استيطانية منتظرة بالقدس الشرقية
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنه جرى طرح مخططات لبناء بؤر استيطانية في القدس الشرقية، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» في خبر عاجل.
وناقشت لجنة التخطيط والبناء المركزية مخططات تشمل إقامة مدرسة دينية للحريديم في حي الشيخ جراح بالقدس.
وتقترح المخططات الإسرائيلية إقامة حي يضم 1100 وحدة قرب قرية شرفات الفلسطينية جنوبي القدس الشرقية.
وتشمل مخططات الاستيطان بناء 9 آلاف وحدة سكنية في عطاروت عند جدار الفصل وقرب قرية كفر عقب الفلسطينية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القدس القدس الشرقية القاهرة الإخبارية المزيد
إقرأ أيضاً:
في ذكرى الوحدة اليمنية: رسالة الأحرار في مواجهة مخططات التمزيق والانفصال
في الذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة اليمنية المباركة، لا نحتفل بمناسبة عابرة، بل نُجدد العهد للحرية، ونُحيي في قلوبنا جذوة الثورة، ونرفع راية الوطن عالياً، بمناسبة هذه الذكرى نبارك لقائد الأمة، السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله)، ولرئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، ولأبطال القوات المسلحة اليمنية المجاهدة، ولشعبنا اليمني العظيم الذي لم تنحنِ هامته رغم جراحه، ولم تنطفئ في عروقه جذوة النضال رغم التضحيات.
اليوم، ونحن نستذكر الوحدة اليمنية التي تحقق فيها الحلم العظيم للشعب اليمني، نجد أنفسنا أمام تحديات كبرى تُهدّد هذا المنجز التاريخي. في الوقت الذي يخوض فيه اليمنيون أعظم معركة ضد قوى الشر العالمية ، وتحت وطأة العدوان الأمريكي والصهيوني، نجد أنفسنا نواجه مخططات تسعى لتفتيت الوطن وتجزئته إلى دويلات ضعيفة، تتنازعها قوى الهيمنة الخارجية. هذه المخططات لن تجد لها مكاناً في اليمن، ولن نقبل بأن تؤول أرضنا إلى أيدي أعداء الأمة.
في الذكرى ال ٣٥ للوحدة اليمنية، تهبّ العواصف من كل صوب، تتكالب المؤامرات، ويشتد الحصار السياسي والاجتماعي عليها، فيما ترتفع أصوات مشبوهة، ممولة من عروش التبعية، تنادي بانفصال الجنوب عن الشمال، وكأنها تُعلن حرباً على هوية شعبٍ واحد، وتاريخٍ مجيد، ومصيرٍ مشترك. هذه الدعوات الانفصالية لا تنبع من ضمير وطني، بل من أروقة العمالة والارتهان، متكئة على مليشيات وفصائل مشوهة الولاء، مستوردة القرار، مدفوعة الثمن.
وبما تسمى حكومة الفنادق، كعادتها، عاجزة، صامتة، لا تملك أمر نفسها، فكيف لها أن توقف زحف المشاريع التمزيقية المدعومة من قوى الخارج؟ وكيف لها أن تصمد أمام محاولات طمس المعالم الوطنية، وتمزيق النسيج الاجتماعي، وتفتيت ما تبقى من كيان الدولة؟
إننا، إذ لا نُغفل خطورة هذه التحركات، نحمل أنظمة تحالف العدوان كامل المسؤولية عن محاولة إحياء مشاريع التشطير وإذكاء الفتن المناطقية، ونرى في دعم بعض الأنظمة الإقليمية لفصائل جنوبية مشبوهة، محاولةً صريحة لتوسيع دائرة الاحتلال، ونهب الثروات، وإدامة حالة الفوضى في المحافظات الجنوبية والشرقية.
لقد قدّمت الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م نموذجاً فريداً لوطنٍ جمعته الإرادة الحرة، ووحّدته الهوية الإيمانية، وباركته الشعوب الحرة، فكانت الوحدة ثمرة نضال طويل، وليست هدية عابرة، وكانت تجسيداً لعراقة التاريخ، لا صنيعة طارئة في دفتر الجغرافيا.
لكن مخالب الاستعمار الحديث لم تنسَ هذا الإنجاز، فعادت بقناع النفط وأدوات الوصاية، لتزرع الفتن وتبعثر الحلم، فانطلقت آلة العدوان السعودي الإماراتي ومعها الرعاية الأمريكية الصهيونية، تحاول تمزيق النسيج اليمني، وتقسيم الجسد الوطني إلى كانتونات تابعة، ومناطق نفوذ مرهونة بإرادة المحتل.
إن وحدة اليمن لم تكن منّةً من أحد، ولا لحظة عابرة في عمر التاريخ، بل كانت ثمرة نضال ووعي وتاريخ طويل من التضحيات. لقد أرادها الأحرار مصيراً ومشروعاً، وأرادها العملاء والمحتلون هدفاً للتفكيك والتمزيق، فشتّان بين من يصون الأرض والعرض، وبين من يبيعها على موائد العمالة.
اليوم، وأمام المؤامرات المتجددة التي ينسجها العدوان الأمريكي-الصهيوني بأياديه السعودية والإماراتية، نُدرك أن معركتنا لم تكن يوماً لأجل حدود، بل لأجل هوية ووطن، لأجل شعب أبيّ لا يقبل القسمة، ولا ينكسر أمام الغزاة. مشاريع التجزئة والتفتيت لم تعد خافية على أحد، بل أصبحت مكشوفة بوقاحة في جنوب الوطن المحتل، حيث تُنهب الثروات جهاراً، وتُدار المحافظات بقبضة أجنبية، فيما يُراد لأبناء تلك الأرض أن يتحولوا إلى حراس مصالح الغزاة في أرضهم!
لكن يقظة الأحرار ووعي أبناء الجنوب المقاومين لهذه الهيمنة، قلبت المعادلة. خرجت المسيرات واشتعلت المظاهرات، وهتف الأحرار: “لا للاحتلال، لا للتمزيق، نعم للوحدة، نعم لليمن الحر العزيز”. وهذه المواقف الصلبة ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد لروح وطنية نمت وتغذت على المعاناة، فأنبتت رجالاً لا يبيعون أرضهم ولا يتاجرون بدماء شعبهم.
إن مخططات قوى الشر العالمية المعتدية، التي تهدف إلى تمزيق وحدة الوطن، ستفشل بفضل الله أولاً، ثم بفضل وعي أحرار الشعب اليمني من كل بقاعه، الذين يرفضون الاستكانة ويسعون لتحقيق العدالة والاستقلال. الوحدة اليمنية ليست مجرد خيار سياسي، بل هي تجسيد لإرادة شعبية من جميع أطياف المجتمع اليمني، وهي شرف وتاريخ لا يمكن التفريط فيه.
وبالتالي تتجلى اليوم وقائع غليان شعبي غير مسبوق في المحافظات الجنوبية المحتلة.
منذ أكثر من عام، تترجمه المظاهرات والمسيرات الشعبية التي تعبر عن رفض اليمنيين للتواجد الأجنبي، وتأكيدهم على موقفهم الثابت في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المقاوم. هذه الصحوة الوطنية لم تأتِ من فراغ، بل هي نتيجة مباشرة للمعاناة المستمرة، حيث تكالبت قوى العدوان على نهب ثروات اليمن وتدمير بنيته التحتية، والهيمنة على المنافذ البرية والبحرية. ومع ذلك، يبقى الشعب اليمني بكل مكوناته، شمالاً وجنوباً، متمسكاً بوحدته، رافضاً مشاريع الاحتلال والتقسيم.
ورغم انشغالنا الكبير اليوم باسناد وبنصرة إخواننا في فلسطين، ومواجهة الكيان الصهيوني الغاصب، إلا أن أعيننا لا تغفل عن تحركات قوى الغزو وأذنابها، وسنحاسب كل من تورط في إذلال وتجويع شعبنا، وكل من مد يده للعدو وخان الأرض والعرض.
إن اليمن اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى الالتفاف حول مشروع الوحدة، الذي يعد إنجازاً وطنياً وتاريخياً لمَّ شمل اليمنيين تحت راية واحدة، في مواجهة كل محاولات الاحتلال والتمزيق. مخططات الاحتلال ومشاريعه أصبحت واضحة في أذهان أحرار الجنوب الذين يعون تماماً التحديات التي تواجههم، ويقفوا بكل شجاعة ضد محاولات التقسيم ونهب الثروات وتوسع الاحتلال.
لقد أكد السيد القائد في أكثر من موقف، أن وحدة اليمن خط أحمر لا يُمكن التفريط به، وأن السيادة لا تتجزأ، ولا مستقبل لأي مشروع تمزيقي ما دام في هذا الشعب عرق ينبض بالإيمان، وقلب يخفق بالعزة. وكذا فعلت القيادة السياسية في صنعاء، حين أعلنت بصوت عالٍ أن اليمن الكبير لن يُقسم، ولن يُسلّم للمحتلين، مهما اشتدت المؤامرات.
إننا اليوم، في لحظة تاريخية فارقة، نواجه عدواً يتظاهر بالحرص على الجنوب بينما يغرس خناجره في خاصرته. فلا خيار أمام شعبنا إلا أن يستمر في مسيرة التحرير، حتى تُطهر الأرض من دنس المحتل، وتُستعاد السيادة الكاملة، وتُبنى دولة واحدة قوية، يحكمها أبناؤها، وتُصان فيها كرامة كل مواطن.
وبالتالي نُشيد بوعي أبناء المحافظات الجنوبية المحتلة ومواقفهم الوطنية الشريفة، نُدرك أن معركة الوعي هي أساس معركة التحرير. وإن وحدة اليمن، بما تحمله من رمزية سياسية وتاريخية، لم تكن مجرّد اتفاق، بل كانت صرخة وجود، وميلاد أمة أرادت أن تنهض وتكسر القيود، وها هي اليوم تثبت أنها عصية على الانكسار، محصّنة بإيمانها، ومحمية برجالها.
ونشد على أيدي أبناء المحافظات الجنوبية المحتلة، الذين أثبتوا وعيهم الكبير بمخاطر مشاريع الاحتلال التدميرية، ورفضهم المطلق لكل ما يسعى للنيل من وحدة وتماسك أبناء اليمن، سواء في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب. إن الشعب اليمني لا يزال واحداً، وأبناءه جميعاً سيظلون يقاومون المؤامرات الهادفة إلى تفتيته، وسيبقى اليمن واحداً، قوياً، موحداً تحت راية الحرية والكرامة.