بوابة الوفد:
2025-05-28@07:51:39 GMT

الشائعات والحرب النفسية

تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT

برزت فى عالم اليوم جوانب عديدة للحروب، منها: الحرب النفسية، والحرب الإعلامية، والحرب الإلكترونية، وحرب العصابات والميليشيات، وحرب الشائعات، التى يشوه فيها الوطنيّون الشرفاء، ويُدعم فيها الخونة والعملاء لأعداء أوطاننا وأمتنا العربية والإسلامية.

ولم يعد تشكل الجيوش فى الحاضر كتشكيلها فى الماضى، حيث كانت الجيوش فى السابق تقسم على خمسة أقسام هى: المقدمة، والمؤخرة، والميمنة، والميسرة، والقلب، غير أن تشكيل الجيوش صار فى عالم اليوم مختلفًا، وصارت الحرب الفكرية والنفسية والمعلوماتية هى المقدمة الحقيقية التى تعمل الدول على هزيمة أعدائها نفسيًا من خلالها، لتصبح فريسة سانحة وصيدًا سهلاً عند دوران عجلة الحرب العسكرية إنْ اضطرت إليها، ذلك أن أكثر الدول المعتدية الآثمة ترى أن إسقاط الدول من داخلها بأيدى بعض الخونة من أبنائها والمرتزقة المأجورين معهم أقل كلفة بكثير من الحروب التقليدية.

ولا شك أن بناء الوعى الرشيد يعد أحد أهم الأسلحة إن لم يكن أهمها فى مواجهة تلك التحديات، ولا سيما مخاطر الإرهاب والفكر المتطرف والجماعات المتطرفة، والشائعات الكاذبة الهدامة، فكل جملة وعى مستنير يمكن أن توفر نقطة دم فى المواجهة، فلم تسقط دولة عبر التاريخ إلا كان التآمر وخيانة بعض أبنائها أو تخاذلهم عن نجدتها والدفاع عنها أحد أهم عوامل سقوطها، فالعدو المتربص إنما يتمكن من الدول التى يصيبها التفسخ والتناحر والشقاق، ولا شك أن نشر الشائعات أحد أهم أسلحته فى ذلك.

وهو ما يستدعى فهم الآتى بدقة:

١ - أن الحرب النفسية تعد من أهم الوسائل الرئيسية لحروب الجيل الرابع التى يستخدمها أعداؤنا فى توظيف وتجنيد الإرهابيين لتحطيم الجبهة الداخلية فى دولنا، والتشكيك فى قدرات الدولة الوطنية ومنجزاتها ومؤسساتها، مستخدمين فى ذلك مواقع التواصل الاجتماعى، والفضائيات لترويج الأكاذيب، من خلال استخدام سلاح المال، والعملاء.

2- أن تلك الحملات الهدامة التى تروج للشائعات والفكر المتطرف ممولة ومدعومة بإمكانات ضخمة، عبر بعض الفضائيات وكثير من مواقع التواصل، وهو ما يدخل فى إطار الإرهاب المعلوماتى، ويرتبط هذا الأسلوب إلى حد كبير بالمستوى المتقدم الذى أصبحت تكنولوجيا المعلومات تؤديه فى كل مجالات الحياة.

وأؤكد أن حيل الأعداء لإسقاط منطقتنا وإفشال دولها الواحدة تلو الأخرى لم ولن تنتهى أو تتوقف، مستخدمين كل ما يمكن أن يطلق عليه حروب الجيل الرابع والجيل الخامس، إلى ما يمكن أن نعتبره حالة خاصة صنعت لإنهاك منطقتنا واستنزاف مواردها، من خلال استخدام كل الوسائل غير المشروعة من توظيف الإرهاب وتبنى الإرهابيين ودعمهم، وتعظيم أمر الخيانات، وشراء الولاءات، ومنهجة استخدام سلاح الشائعات، وتُوظيف الكتائب الإلكترونية، والمحاولات المستميتة فى إثارة الشعوب وتأليبها على حكامها، وتشويه الرموز والمكتسبات الوطنية، والتشكيك فى كل الإنجازات والتهوين من أمرها، ومحاولة كسر إرادة الشعوب، والتشكيك فى العلماء والمفكرين والمثقفين الوطنيين، ودعم مناوئيهم، وتوجيه رسائل التهديد المبطنة تارة والصريحة أخرى للمتمسكين بمبادئهم المخلصين لأوطانهم الحريصين على أمنها واستقرارها.

٣- أن الخطر كل الخطر هو أن نقف موقف المتفرج أو المتردد، بل يجب أن نكون فى سباق مع الزمن، ونقدر مخاطر الظرف الراهن لأمّتنا، وأن يعمل كل المعنيين ببناء الوعى الغيورين على أوطانهم المدركين لحجم التحديات على تحصين أوطاننا من مخاطر السقوط أو الوقوع فى فخ الهزيمة النفسية، مع الحرص على دعم جيوشنا الوطنية لتظل قوة ردع وحائط صد عن أوطاننا وأمتنا وعزتنا وكرامتنا بل وحياتنا وأعراضنا ومقدراتنا الوطنية.

٤- التصدى بقوة وحزم لتلك الشائعات الكاذبة ومروجيها، وبيان خطورتها على أمن الوطن واستقراره، فقد وصف القرآن الكريم كل من يعمد إلى نشر الأخبار الكاذبة بالفسق فقال سبحانه: «يا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ»، ويقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع»، ويقول صلى الله عليه وسلم: «وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا يهوى بها فى جهنم».

 

الأستاذ بجامعة الأزهر

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عالم اليوم الحرب الإلكترونية الحرب النفسية

إقرأ أيضاً:

السلام والديمقراطيه والحرب

إلي متي يهرب الجميع إلي الامام فالحبال التي قيّدت ثورة ديسمبر المجيده هي ذاتها الحبال التي ماذالت تُكبل الجميع
فإذا تجاوزنا نظرية التآمر حول موارد السودان المهدره بعلم ودرايه الحكام والساسه المتعاقبين علي لي عنق ثورات هذا الشعب التواق إلي الرياده الموصدة الابواب امام طموحه لتلك الرياده ليقع في شباك وبراثن احلام الحُكام ومغامراتِ عُشاق السلطةِ و المحرومين منها في المهجر
فبإلتقاء العشق والحرمان ولأحلام يبدأُ فصلاً جديداً من المأسي ليصبح السواد الاعظم من ابناء الوطن هُياماً علي القِفار عطشي يُسقَون من بركة الاوهام الاثنه ليُكتبُ لهم بمداد الدماء والدموع تاريخٌ لايمُحي من الوجدان بمسكنات الحلول المؤقته التي تُكحلُ بها العيونَ بالرهاب
يا سعادة الدكتور حمدوك لقد أرجعت الامانة لأهلها فقبِلوها بمرارةِ العلقم بعد ان أعطاك إليها علي طبقٍ من ذهب فركلتها بقدمك وركلتَ معها أمال الملايين التي آمنت بك فسلمتك تلك الامانه فمن الصعب ان تُعطي لها مرةً أخري ولاينبغي عليك أن تلهث ورائها مرةُ أُخري بعد ان أودعتها لأصحابها
يا سعادة الفريق البرهان إذا أردت ان تلوذَ إلي الامام والعيون مُغمضه والنار مشتعله لا يؤدي ذلك إلا علي تأجيج النيران وإضطرامها في إحشاء كل بيت
إن العُظماء الذين خلّدهم التاريخ هم هؤلاء الذين صعدتهم الخطوب والمحن و الشدائد إلي تسنم ابراج السماء ليكونوا أجراماً ونجوم تُزيّنها وبوصله للتائهين ورجماً لشياطين الاوطان هؤلاء هم رجال الدوله الحقيقيون يُخلّدوا في مكامن الوجدان (الشدائد تصنع الرجال)
إن هذا الشباب المستتفر اليوم إنه هو هو ذاك الشباب الذي قُتِل بالأمس وهو ينادي سلميه سلميه ضد الحراميه و لم ينسِط إليه احد حتي اجبرتموهم علي حمل السلاح ليخضبوا الأرض بدمائهم الطاهره بدلاً ان يُخضب بنانهم بالحناء ليزفوا إلي كنداكاتهم ليُعمروا الوطن
يا قائد الدعم السريع وشقيقه
لقد تُهتُم في داخل الوطن لقد اصبحتم وجبةً فاسده لايستزيقها إلامن فقد طعم الحياة ولقمةً سائغه يسهل بلعها من العُربِ والعُجمان لقد نفذت كل مسوغات بقائكم أخلاقياً لقد تم تدويركم منذ ان خرجتم من ثمرة سِفاح الانقاذ حتي أينعتُم في اليمن والخليج ليتم قِطافكم بدم شباب الاستنفار ثوار الغد الجارف يحملون اعلام (السلام والديمقراطيه الحرب )
. في هذا الزمان ما أسهل إعادة تدوير النفايات وتحويلها لما يمكن الاستفادة منه فالعلمُ يرفع بيتاً لاعماد له ليس المال والجهل يهدم بيت العزةٍ والشرف
ثورة ديسمبر العظيمه ستُعيد تدوير ( ورسكلة ) مخلفات الانقاذ وتطهير البلاد من الدنس
غداً ستعود يا قُرة العينين
يا واحة الابداع و منارة التايهين


alsadigasam1@gmail.com

 

مقالات مشابهة

  • العراق يؤكد على أهمية الدفاع عن القيم الإنسانية وتحقيق العدالة لضحايا الإرهاب
  • الحرب النفسية: اليمن يُعيد تعريف معادلة الصراع
  • نتنياهو: غزة سجن كبير وحدودها مغلقة.. ولا يمكن إطلاق سراح الرهائن دون نصر عسكري
  • أمريكا والحرب
  • وزير خارجية إسبانيا ينتقد ازدواجية مواقف بعض الدول الأوروبية تجاه غزة وأوكرانيا
  • الخارجية الإيرانية: إسرائيل مصدر الشائعات حول المفاوضات النووية
  • عام ثالث من الحرب … كيف يعيش سكان الأبيض آثارها النفسية ؟
  • متحدث الخارجية: اجتماع مدريد يبحث وقف الحرب على غزة وتدفق المساعدات
  • الأعراف والأسلاف اليمنية والحرب الناعمة .. معركة على الهوية
  • السلام والديمقراطيه والحرب