سكان الجنوب اللبنانى يتحدون الاحتلال بأعلام حزب الله ويعودون إلى منازلهم
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
رغم تحذيرات جيش الاحتلال لسكان الجنوب اللبنانى بعدم العودة إلى منازلهم، لم يأبهوا للتهديدات، وبدأوا فى مسيرة طويلة حاملين أمتعتهم للعودة إلى منازلهم المهددة، وعاد الأهالى إلى قراهم وبلداتهم بعد انتهاء مهلة الستين يوماً التى حددها اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، وواصل العشرات من أهالى بلدتى ميس الجبل وحولا، جنوبى لبنان، سيراً على الأقدام إلى الأحياء الغربية للبلدتين، متجاوزين حواجز الجيش اللبنانى والجرافات الإسرائيلية التى قطعت الطرقات.
وتلقى محافظ بلدة يارون فادى سلوم، اتصالاً ادعى المتصل فيه أنه من جيش الاحتلال الإسرائيلى وطلب منه إبلاغ الأهالى بأنهم لن يدخلوا إلى البلدة قبل 18 فبراير المقبل، وأفادت قناة 12 العبرية بأن أهالى بلدة حولا جنوب لبنان عند الحدود مع «إسرائيل» يعودون إلى قريتهم رافعين أعلام حزب الله.
وأكدت وسائل لبنانية أن أهالى ميس الجبل أعلنوا أنهم سيدخلون بلداتهم ولو استشهدوا أو جرحوا، وألقت طائرة محلقة للاحتلال قنبلة صوتية قرب تجمعات الأهالى عند المدخل الغربى لميس الجبل فى محاولة لمنعهم من دخولها، وأطلق جيش الاحتلال النار لترهيب أهالى بلدة الوزانى الذين يتجمعون عند منطقة وطى الخيام لمنعهم من الدخول إلى البلدة.
وتقدم الجيش اللبنانى مواكب العائدين، ومن المنتظر أن تنسحب قوات الاحتلال التى ما زالت تطلق النار من البلدة.
وأطلقت قوات الاحتلال رشقات رشاشة وعدداً من القذائف على محيط تحرك المدنيين، الذين تمكنوا رغم ذلك من العبور سيراً على الأقدام إلى بلدتى حولا وميس الجبل، ورغم إطلاق الرصاص والقنابل التى ألقتها الطائرات الإسرائيلية، استمر المواطنون اللبنانيون فى التوافد إلى بلداتهم الحدودية، مثل ميس الجبل وحولا ومركبا، وصولاً إلى الأحياء الغربية، وفقاً لمصادر محلية، ودخل أهالى بلدة مارون الراس إلى قريتهم رغم وجود قوات الاحتلال ودباباتها، وفى بلدة يارون، وانتشر المواطنون فى محيط البلدة، متحدين تمركز الآليات الإسرائيلية، مرددين أمام جنود الاحتلال، شعارات مؤيدة للمقاومة، فى تحدٍ لتحذيرات إسرائيل.
وبعد مفاوضات استمرت نحو نصف ساعة، استجابة لإصرار الأهالى على العودة، فتح الجيش اللبنانى الطريق العام الطيرى – بنت جبيل أمام أهالى بلدة عيتا الشعب، وخلال عملية عسكرية لجيش الاحتلال، فى بلدات برج الملوك، كفركلا، وحولا، أصيب عشرة مواطنين جنوبيين، واستشهد مواطن من حولا جراء إطلاق قوات الاحتلال النار، كما قامت القوات الإسرائيلية باعتقال مواطنين اثنين من حولا، وأكدت وزارة الصحة اللبنانية استشهاد مواطن وإصابة 17 آخرين فى حولا وكفركلا.
كما تعرض عدد من المواطنين لإصابات بسبب إطلاق قوات الاحتلال النار فى بلدة العديسة، وشهدت بلدة عيترون إصابات عدة إثر مواجهات مع الاحتلال، الذى تراجع إلى الأطراف الشرقية للبلدة بعد تقدم الأهالى، وسط تعاون كبير بين أهالى الجنوب والجيش اللبنانى، الذى ساهم فى تسهيل عمليات العودة بعد الزحام الشديد لأهالى الجنوب.
وأكد الرئيس اللبنانى جوزيف عون، أن سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، قائلاً فى بيان: «أشارك أهلنا فى الجنوب فرحة انتصار الحق، وأدعوهم إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة».
وأضاف الرئيس اللبنانى فى رسالة إلى أهالى جنوب لبنان: «سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، وأنا أتابع هذه القضية على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم».
وأوضح البيان: «هذا يوم انتصار للبنان واللبنانيين، انتصار للحق والسيادة والوحدة الوطنية، أدعوكم إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة اللبنانية، الحريصة على حماية سيادتنا وأمننا وتأمين عودتكم الآمنة إلى منازلكم وبلداتكم، والجيش اللبنانى معكم دائماً، حيثما تكونون يكون، وسيظل ملتزماً بحمايتكم وصون أمنكم».
وأشار الرئيس اللبنانى جوزيف عون، إلى أن الأولوية بعد تشكيل الحكومة ستكون للإصلاحات وللانتخابات البلدية والاختيارية، وبحث مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتى، التطورات فى جنوب لبنان، وناقشا نتائج الاتصالات الجارية لاستكمال الانسحاب الإسرائيلى من القرى والبلدات المحتلة.
من جانب آخر، أعلن البيت الأبيض أن الاتفاقية بين لبنان وإسرائيل، التى توقف إطلاق النار وتراقبها الولايات المتحدة، ستبقى سارية المفعول حتى 18 فبراير المقبل.
وقال إن «حكومات كل من لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة ستبدأ المفاوضات بشأن عودة السجناء اللبنانيين الذين تم أسرهم بعد 7 أكتوبر 2023».
واتفقت إسرائيل و«حزب الله» اللبنانى على وقف إطلاق النار فى نهاية نوفمبر بعد أكثر من عام من الصراع. كما نص الاتفاق فى الأصل على انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان فى غضون 60 يوماً.
وانتهت الأحد مهلة الـ60 يوماً المحددة فى اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان، من دون أن تسحب القوات الإسرائيلية جنودها من كامل قرى جنوب لبنان، وفق ما نص عليه الاتفاق.
يأتى ذلك بعدما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامن نتنياهو، الجمعة، نيته عدم سحب الجيش الإسرائيلى من جنوب لبنان بعد انتهاء مهلة الـ60 يوماً.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية رئيس الوزراء الإسرائيلي الجيش الإسرائيلي الولايات المتحدة حزب الله رئيس حكومة ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة الطائرات الإسرائيلية قوات الاحتلال البيت الأبيض جيش الاحتلال الجیش اللبنانى قوات الاحتلال جنوب لبنان
إقرأ أيضاً:
عاجل. الجيش الإسرائيلي يُعلن تفاصيل أنشطته العسكرية في لبنان.. ومصادر رويترز: حزب الله يرفض تسليم سلاحه
أكد الجيش الإسرائيلي أن الجيش السوري الجديد يقوم بمهاجمة القوافل التي تحاول تهريب الأسلحة من سوريا إلى حزب الله، مما يضع مزيدًا من العقبات أمام الحزب في تجديد مخزونه العسكري. اعلان
أصدر الجيش الإسرائيلي تقريرًا مفصلًا عن أنشطته العسكرية ضد حزب الله في لبنان خلال فترة وقف إطلاق النار الممتدة 243 يومًا، في وقت تكثف فيه واشنطن ضغوطها على بيروت للإسراع بإصدار قرار رسمي من مجلس الوزراء اللبناني يلزم الحكومة بنزع سلاح الحزب، بحسب ما ذكرت مصادر لوكالة "رويترز"
تنفيذ مئات الغارات وتدمير آلاف الصواريخأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه نفذ حوالي 500 غارة جوية في لبنان خلال فترة 243 يومًا من وقف إطلاق النار. وذكر أنه قضى على أكثر من 230 عنصرًا من حزب الله ودمر قرابة 3 آلاف صاروخ تابعة للحزب خلال نفس الفترة. كما أشار إلى أن العديد من الصواريخ التي تم تدميرها هي صواريخ قصيرة المدى.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن حزب الله يواجه حاليًا صعوبات كبيرة في ملء المناصب القيادية، وهو غير قادر على تنفيذ توغلات داخل الأراضي الإسرائيلية أو الدخول في مواجهة طويلة الأمد مع الجيش الإسرائيلي. ويعود ذلك إلى الضغوط المستمرة التي يتعرض لها الحزب من عمليات الاستهداف والمراقبة.
Related "الكلمات لن تكون كافية"... باراك ينبه لبنان وحزب الله من استمرار الجمود في ملف السلاحالأمين العام لحزب الله يُحذّر من "ثلاثة مخاطر" ويؤكد: جاهزون للمواجهةشحنات الأسلحة مستمرة إلى اليمن ولبنان.. إيران تعزز قوة الحوثيين وترمم ترسانة حزب الله؟ تمركز الأسلحة ومحاولات إنتاج المسيّراتوأوضح الجيش الإسرائيلي أن حزب الله نقل معظم أسلحته إلى شمال الليطاني، ولا يزال بحوزته آلاف الصواريخ، معظمها قصيرة المدى. لكن الجيش لفت إلى وجود نقص في منصات إطلاق الصواريخ، حيث أن مئات من هذه الصواريخ قادرة فقط على الوصول إلى وسط إسرائيل، ما يحد من قدرة الحزب على التصعيد.
كما نفى وجود شبكة أنفاق متصلة تابعة لحزب الله، موضحًا أن الأنفاق الموجودة هي محلية وغير متصلة بشكل واسع. وأشار إلى أنه رصد مؤخرًا محاولات لاستئناف إنتاج الطائرات المسيّرة (الدرونز) في ضاحية بيروت الجنوبية، مما يشكل تحديًا جديدًا في مراقبة القدرات العسكرية للحزب.
تعطيل تهريب الأسلحةأكد الجيش الإسرائيلي أن الجيش السوري الجديد يقوم بمهاجمة القوافل التي تحاول تهريب الأسلحة من سوريا إلى حزب الله، مما يضع مزيدًا من العقبات أمام الحزب في تجديد مخزونه العسكري.
هذه المعطيات تعكس استمرار التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية رغم اتفاق وقف إطلاق النار، وتوضح التحديات التي تواجه حزب الله في ظل الضغوط العسكرية المتواصلة من قبل الجيش الإسرائيلي.
الضغوط الأميركية متواصلة وحزب الله يرفض تسليم سلاحهفي سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة لوكالة رويترز عن تكثيف واشنطن لضغوطها على الحكومة اللبنانية من أجل الإسراع بإصدار قرار رسمي من مجلس الوزراء يلزمها بنزع سلاح حزب الله. وأوضحت المصادر أن المبعوث الأميركي توماس بارّاك لن يتوجه إلى بيروت ما لم تقدّم الحكومة التزامًا علنيًا تجاه هذا الملف.
وأكدت المصادر أن حزب الله رفض علنًا تسليم ترسانته بالكامل، لكنه يدرس سرًا تقليصها، في حين طلب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي من واشنطن ضمان وقف إسرائيل ضرباتها كخطوة أولى نحو التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار.
في المقابل، أفادت رويترز بأن إسرائيل رفضت قبل أيام اقتراح برّي بوقف ضرباتها تمهيدًا لتطبيق وقف إطلاق النار في لبنان، مما يبرز تعقيدات ملف الهدنة على الأرض.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة