فيلم وثائقي جديد يثير هوية المُلتقط الفعلي لصورة فتاة النابالم الشهيرة
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
شدد صانعو فيلم وثائقي جديد عُرض في مهرجان سندانس السينمائي بعنوان "ذي سترينغر"، والذي يتناول تحقيقا بشأن صورة "فتاة النابالم" الفيتنامية الشهيرة، المثار أنها نُسبت عمدا إلى المصوّر الخطأ، على "أهمية مشاركة هذه القصة مع العالم".
ويتمحور الفيلم حول تحقيق عن شائعات مفادها أن الصورة الشهيرة التي ساعدت في تغيير النظرة العالمية لحرب فيتنام، قد التقطها في الواقع صحافي مستقل محلي غير معروف.
بينما تنفي هذه الشائعات وكالة "أسوشييتد برس"، وتؤكد فوز مصورها "نيك أوت" بجائزة بوليتزر، والمتعارف على أنه التقط صورة الفتاة "فان ثي كيم فوك" بعمر التسع سنوات وهي تهرب عارية من قصف بالنابالم. ورغم أن تلك الصورة أثارت الجدل حول مصورها الفعلي، إلا أن نيك دأب على القول إنه صاحب الصورة، وسعى محاميه إلى التقاضي لمنع عرض الفيلم.
View this post on InstagramA post shared by الجزيرة الوثائقية (@aljazeeradocumentary)
"أسوشييتد برس" تنفي المزاعمونشرت وكالة "أسوشييتد برس" تقريرا خلال الأسبوع الماضي يتضمّن تفاصيل تحقيق داخلي أجرته في هذا الشأن. ويشير التقرير إلى أنّها لم تجد أدلة تثبت صحة الادعاءات ضد مصورها وأن تحقيقها "لم يتوصل إلى أي شيء يثبت أن نيك أوت لم يلتقط الصورة".
إعلانوفي الوقت نفسه، أكدت الوكالة أنها لم تُمنَح بعد حق الوصول إلى الأبحاث التي أُجريت لإنجاز الفيلم، وأعربت يوم الأحد عن استعدادها "لإعادة النظر في أي أدلة ومعلومات جديدة بشأن هذه الصورة".
فكرة الفيلم الوثائقيوترجع فكرة الفيلم الوثائقي الجديد إلى حديث علني عن مصدر الصورة، لمحرّر صور سابق كان يناوب في مكتب أسوشييتد برس في سايغون في اليوم الذي التُقطت فيه الصورة، يدعى "كارل روبنسون".
في الفيلم، يقول روبنسون إنّ رئيس قسم الصور في مكتب سايغون والحائز جائزة بوليتزر مرتين "هورست فاس" أمره بكتابة كلام للصورة ينسبها إلى أوت.
ويحكي روبنسون أنه "عندما بدأت بكتابة كلام الصورة، قال لي هورست فاس الذي كان يقف بجواري مباشرة: نيك أوت. اكتب نيك أوت".
وبعد إجراء تلك المقابلة مع روبنسون، تمكن صانعو الفيلم من تحديد اسم المصور الفيتنامي المستقل المسمى "غوين تان نجه" بعد أن كان مجهولا لفترة طويلة، والذي ظهر في صور أخرى للمشهد نفسه في "ترانغ بانغ" يوم 8 يونيو/حزيران 1972.
وفي حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسية، يقول المخرج المنفذ للفيلم الوثائقي "غاري نايت"، وهو مصوّر صحافي قاد التحقيق كذلك، إنه "من المهم" أن يحاسب أعضاء وسيلة الإعلام أنفسهم. ويضيف إنّ "الصورة المعنية هي إحدى أهم الصور الفوتوغرافية على الإطلاق، للحرب بالتأكيد".
ومن بين المسائل التي أُثيرت مرات عدة ردا على الادعاءات الجديدة، هو لماذا مرّت مدة طويلة قبل أن يتحدث أي شخص عن الموضوع. ويقول مخرج الفيلم "باو نغوين" إنّ "معرفة هوية صاحب الصورة… لطالما كانت مسألة نعتبر أنّ مشاركتها مع العالم أمرا مهما لنا كفريق سينمائي".
بالإضافة إلى أن محرر الصور بالوكالة أنذاك "كارل روبنسون" كان يخشى أن يخسر وظيفته في الفترة التي كتب فيها كلام الصورة، وبدأ مع الوقت يشعر بأن "الأوان قد فات" للتحدث علنا، حتى عرف اسم الصحافي المستقل بعد عقود.
إعلانوعلل محامي أوت، "جيم هورنستين"، لوكالة فرانس برس، إن تحدث روبنسون الآن يعود لـ "ثأر عمره 50 عاما مع نيك أوت وأسوشييتد برس وهورست فاس"، مؤكدا أنه "سيتم رفع دعوى تشهير قريبا ضد صانعي الفيلم".
شهادة المصور المحلي
وبعد تعقب فريق الفيلم الوئائقي للمصور الفيتنامي المستقل، أكد "غوين تان نجه" أنه هو من التقط تلك الصورة الشهيرة، ويقول "لقد كان نيك أوت برفقتي في مهمة. لكنه ليس مَن التقطها، أنا صاحب تلك الصورة".
وعبرت عائلة نجه في الفيلم إنه كان أسفا لخسارته ملكية تلك الصورة دائما. ويصف بنفسه شعوره بالاستياء بعدما جهد لالتقاطها، لكن "ذلك الرجل حصل على كل شيء: التقدير، والجوائز".
بينما اعتبر مخرج الفيلم الوثائقي "باو نغوين" أنّ عدم إقدام الأسرة على التحدث علنا حتى الآن، كان نوع من المغالطة. فقد كانوا منذ فترة طويلة داخل دوائرهم الخاصة، يتحدثون عن الأمر.
ولقد انتقد المخرج المنفذ للفيلم الوثائقي "غاري نايت" الاختلال الكبير في توازن القوى في المجال الصحافي. ويتابع "لقد هيمن على هذا المجال الذكور البيض الغربيون المغايرون جنسيا، طوال فترة عملي فيه وقبل ذلك".
دعم صانعو الفيلم ادعاءهم بتحقيق أجرته منظمة إندكس INDEX، وهي منظمة غير ربحية يقع مقرها في فرنسا ومتخصصة في التحقيقات الجنائية، أشارت فيه إلى احتمالية أن أوت لم يكن في وضعية ملائمة لالتقاط الصورة.
ويعيد أحدث بيانات "أسوشييتد برس" تكرار طلب الوكالة من صانعي الفيلم مشاركة الأدلة، بما في ذلك روايات لشهود العيان وتقرير منظمة INDEX.
ويضيف البيان "عندما علمنا بهذا الفيلم ومزاعمه، أخذناها على محمل الجد وبدأنا التحقيق".
حرب فيتنامجدير بالذكر أن حرب فيتنام، والتي كانت في الفترة من 1955إلى 1975، شكلت صراعًا دمويًا بين فيتنام الشمالية الشيوعية المدعومة من الاتحاد السوفييتي والصين، وفيتنام الجنوبية المدعومة من الولايات المتحدة.
إعلانبرز بهذه الحرب استخدام أسلحة محظورة مثل النابالم، وأثارت صورها المروّعة موجة استياء عالمي، أبرزها تلك الصورة مثار الجدل، صورة "فتاة النابالم".
وانتهت الحرب بسيطرة الشمال وتوحيد البلاد تحت النظام الشيوعي، لكنها تركت أثرًا عميقًا في تاريخ البشرية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أسوشییتد برس تلک الصورة
إقرأ أيضاً:
فوتوشوب يزداد ذكاءً.. ميزات جديدة تعتمد على «الذكاء الاصطناعي» لتسهيل تعديل الصور
أعلنت شركة Adobe الرائدة في مجال البرمجيات الإبداعية عن إطلاق نسخة اختبارية حديثة من تطبيقها الأشهر فوتوشوب، والتي جاءت محملة بعدد من الميزات العملية المتطورة التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وتهدف هذه الميزات الجديدة إلى تبسيط عملية تعديل الصور، إزالة الخطوات المملة، وتسريع العمل مع ضمان جودة عالية للنتائج النهائية.
ما الجديد في نسخة “فوتوشوب” الاختبارية؟وفقًا لما صرحت به Adobe، فإن الميزات الجديدة صُممت خصيصًا لتقليل التعقيدات التي قد تواجه المستخدمين عند التعديل الدقيق للصور، كما تهدف إلى تقليل الوقت اللازم للتحرير وتحسين دقة الصور المُعدلة.
وهذه أبرز المزايا التي طرحتها الشركة في النسخة التجريبية:
1. التكبير التوليدي (Generative Upscale)تعتبر هذه الميزة الأكثر طلبًا من قبل المستخدمين، حيث تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتكبير الصور بدقة تصل حتى 8 ميغابكسل، مع الحفاظ على جودة الصورة الأصلية ومنع التشوهات التي غالبًا ما ترافق تكبير الصور التقليدي، التقنية تحافظ على التفاصيل الدقيقة وتحسن من وضوح الصورة بشكل ملحوظ، ما يجعلها مثالية للمصممين والمصورين الذين يحتاجون لتكبير صورهم دون فقدان الجودة.
2. أداة الإزالة المحسنة (Remove Tool)تم تحديث هذه الأداة باستخدام أحدث نموذج ذكاء اصطناعي من منصة Adobe Firefly، لتعزيز القدرة على إزالة العناصر غير المرغوب فيها من الصور بكفاءة ودقة أعلى، وحسب Adobe، الأداة الجديدة توفر نتائج أكثر واقعية مع تقليل البقايا والأثار الناتجة عن عملية الحذف، مما يجعل عملية التعديل أكثر سلاسة واحترافية.
3. ميزة المواءمة (Harmonize)تعتمد هذه الميزة أيضاً على نموذج Adobe Firefly لتحليل السياق المحيط داخل الصورة. تقوم هذه الميزة تلقائيًا بضبط الألوان والإضاءة والظلال والنغمات البصرية بحيث تخلق تكوينات متناسقة ومنسجمة بصريًا داخل الصورة الواحدة، مما يقلل بشكل كبير الحاجة إلى التعديلات اليدوية المرهقة ويمنح الصور مظهرًا احترافيًا ومتناغمًا.
4. ميزة “المشاريع” (Projects)إضافة جديدة أخرى جاءت مع النسخة التجريبية، حيث توفر هذه الميزة مساحة موحدة لحفظ جميع ملفات المستخدم ضمن مشروع واحد.
كما تتيح للمستخدمين إرسال مجموعات كاملة من التصميمات للعملاء دفعة واحدة، بدلاً من إرسال كل ملف على حدة، مما يوفر الوقت وينظم سير العمل بشكل أكثر احترافية.
ما أهمية هذه التحديثات؟تسعى Adobe من خلال هذه الميزات إلى رفع مستوى الابتكار في مجال تحرير الصور وجعل العمليات المعقدة أسهل وأسرع، مستفيدة من إمكانات الذكاء الاصطناعي لتعزيز دقة العمل وتقليل الأخطاء البشرية.
وتعكس هذه التطورات توجهات الصناعة نحو دمج الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر في أدوات التصميم والإبداع، لتوفير حلول ذكية تواكب احتياجات المصممين المحترفين والهواة على حد سواء.