رابطة المؤلفين الأميركية تطلق مبادرة لحماية الأصالة الأدبية من الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
في محاولة لحماية الإبداع الأدبي من هيمنة الذكاء الاصطناعي أطلقت "رابطة المؤلفين الأميركية" -وهي منظمة غير ربحية تضم آلاف الكتاب- منصة إلكترونية جديدة تمنح أعضاءها فرصة التصديق رسميا على أن كتبهم من إنتاج العقل البشري والإبداع الإنساني، وليست مستوحاة أو مكتوبة بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي.
المبادرة التي أطلق عليها "من إبداع البشر" تهدف لتعزيز الشفافية في صناعة النشر، والاستجابة لرغبة القراء في الاطلاع على تجارب أدبية أصيلة، وتحافظ على الطابع الإنساني للسرد.
وتأسست الرابطة عام 1912، وهي أقدم وأكبر منظمة مهنية للكتاب في الولايات المتحدة، إذ تضطلع بدور أساسي في الدفاع عن حرية التعبير وحماية حقوق النشر للمؤلفين.
وأكدت الرئيسة التنفيذية للرابطة ماري راسنبرغر أن الهدف ليس رفض التكنولوجيا، وإنما ترسيخ مبدأ الوضوح والشفافية في عملية الإبداع الأدبي.
وأضافت راسنبرغر أن التكنولوجيا لا تزال أداة يمكن للمؤلفين استخدامها في التدقيق اللغوي أو البحث "ولكن الشهادة التي تمنحها المبادرة تؤكد أن جوهر العمل الأدبي -بكل ما يحمله من صوت فريد وملامح أسلوبية- نابع من العقل البشري وحده".
وبحسب الرابطة، يمكن للمؤلفين الحصول على الشهادة عبر الدخول للمنصة الإلكترونية وتسجيل بيانات كتبهم، ثم توقيع اتفاقية ترخيص تمنحهم الحق في استخدام شعار معتمد يميز أعمالهم، ويمكن وضعه على أغلفة الكتب وظهرها أو في المواد الترويجية.
إعلانوتخطط الرابطة لتسجيل شعار "من إبداع البشر" كعلامة تجارية لدى مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأميركية، على أن تتاح إمكانية الانضمام إلى المبادرة في المستقبل لغير الأعضاء أيضا.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه عالم النشر صعودا متسارعا للتقنيات الذكية، إذ أصبحت النماذج اللغوية المتقدمة قادرة على إنتاج نصوص أدبية متقنة تحاكي الأسلوب البشري، مما أثار مخاوف حقيقية بشأن أصالة الأعمال الأدبية ومستقبل الإبداع الإنساني وحقوق الكتاب.
وبينما يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة للكتاب يحذر آخرون من إمكانية طمس الحدود الفاصلة بين الإبداع البشري والنصوص المنتجة آليا، مما قد يؤدي إلى تراجع قيمة الأدب الإنساني الذي يحمل بصمة فكرية وشعورية إنسانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
دعوة لمقاربة شاملة لتنظيم الذكاء الاصطناعي
يحتاج العالم بشكل عاجل إلى مقاربة شاملة لتنظيم الذكاء الاصطناعي للحؤول دون أن يؤدي أي تفلت في هذا المجال إلى تفاقم المخاطر وعدم المساواة، على ما تؤكد الأمينة العامة للاتحاد الدولي للاتصالات، وهي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، في مقابلة صحفية.
تأمل الأميركية دورين بوغدان-مارتن، التي تترأس الاتحاد الدولي للاتصالات منذ عام 2023، أن "يُفيد الذكاء الاصطناعي البشرية جمعاء حقا"، على ما قالت خلال المقابلة التي أجريت معها هذا الأسبوع في جنيف.
وأكدت أن تنظيم الذكاء الاصطناعي أمر أساسي في ظل تزايد المخاوف بشأن مخاطر هذه التقنية، بينها القلق من فقدان الوظائف ومن المعلومات المضللة وانتشار "التزييف العميق" (محتوى مُتلاعب به باستخدام الذكاء الاصطناعي)، وزعزعة النسيج الاجتماعي.
وأضافت "من المُلحّ السعي لوضع الإطار المناسب"، على أن يتم ذلك من خلال "مقاربة شاملة".
تأتي تعليقاتها بعد أن كشف البيت الأبيض أخيرا عن خطة عمل لتعزيز التطوير الحر لنماذج الذكاء الاصطناعي الأميركية في الولايات المتحدة وخارجها، رافضا أي مخاوف بشأن إساءة استخدامها المحتملة.
وقد رفضت بوغدان-مارتن التعليق على هذا التطور الأخير، موضحة أنها "لا تزال تحاول استيعابه".
وقالت "أعتقد أن هناك مقاربات مختلفة" في المسألة، مضيفة "هناك مقاربة الاتحاد الأوروبي، وثمة المقاربة الصينية. واليوم، نشهد على المقاربة الأميركية. أعتقد أن ما نحتاجه هو تفاعل هذه المقاربات".
وأشارت أيضا إلى أن "85% من الدول لا تزال تفتقر إلى سياسات أو استراتيجيات للذكاء الاصطناعي".
ولفتت بوغدان-مارتن إلى أن قضايا الابتكار وبناء القدرات والاستثمار في البنية التحتية ترتدي أهمية محورية بشكل خاص في المناقشات المتعلقة بالتنظيم.
لكنها أبدت اعتقادا بأن "النقاش لا يزال بحاجة إلى أن يُجرى على المستوى العالمي لتحديد مقدار التنظيم اللازم".
أمضت المسؤولة الرفيعة المستوى معظم مسيرتها المهنية في الاتحاد الدولي للاتصالات، وتعتقد أن هذه الوكالة الأممية المسؤولة عن تطوير خدمات وشبكات وتقنيات الاتصالات في جميع أنحاء العالم، تتمتع بمكانة جيدة للمساعدة في تسهيل الحوار بين الدول حول تنظيم الذكاء الاصطناعي.
وأكدت أن "الحاجة إلى نهج عالمي تبدو أساسية بالنسبة لي"، محذرة من أن "المقاربات المجزأة لن تخدم الجميع ولن تصل إليهم".