أسباب فشل 50٪ من الزيجات: خبيرة علاقات توضح الحلول لتجنب الطلاق
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
أميرة خالد
يتساءل العديد من الأزواج عن السبب وراء ارتفاع معدلات الطلاق، حيث أن العلاقات لطالما كانت مصدراً للفرح والإحباط على حد سواء.
وناقشت جيلين توركي، المدربة المعتمدة في العلاقات، خلال حديثها في بودكاست “مايتي بيرسوت”، الأسباب التي تجعل العلاقات تبدو غامضة في مجتمع يعاني من معدل طلاق مرتفع.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “هندوسيان تايمز” الهندية، قدّمت جيلين تحليلاً عملياً وقابلاً للتطبيق، يكشف عن أسباب الفشل، وكيفية تجنبها.
وعند حديثها عن سبب فشل 50٪ من الزيجات، قالت توركي: “أحد الأسباب هو أن الناس لا يختارون الشريك بشكل جيد، فهم يختارون بناءً على الكيمياء والانجذاب، مثل شعورهم بـ’الفراشات في المعدة’، بدلاً من إجراء المحادثات الصعبة.”
وأكدت أنه يجب أن نتحدث عن هذه الأمور، ونفكر كيف سنقاتل من أجل هذه العلاقة عندما نواجه صعوبات مضيفة أن غياب هذه المحادثات الأساسية يعوق الأزواج من فهم قيم بعضهم البعض، وأهدافهم، وما هو غير قابل للتفاوض بالنسبة لهم.
ورأت توركي أن تجاوز هذه المحادثات الجوهرية يعني أن الأزواج يدخلون الحياة الزوجية دون فهم واضح لاحتياجاتهم المشتركة، مما قد يؤدي إلى صراعات عميقة في المستقبل، ويجعل العلاقة عرضة للتقلبات الحتمية في الحياة.
وأضافت أن مشكلة أخرى تكمن في نقص المهارات اللازمة للحفاظ على العلاقة، قائلة: “لا يملك الكثير من الناس المهارات اللازمة لجعل العلاقة تدوم على المدى الطويل”.
وتابعت: “غالباً ما يصبح الناس أنانيين، حيث ينصب تركيزهم على ما لا يحصلون عليه، ولا يفكرون فيما لا يقدمونه.”
كما أشارت توركي إلى أننا غالباً ما نتوهم العديد من القصص عن الشخص الآخر، ونبني الكثير من الاستياء. وهذا الاستياء يخلق مقاومة، وهذه المقاومة تولد توتراً في الجسد.
وعندما يكون الجسد في حالة توتر، لا نعود نجد جاذبية لبعضنا البعض، وبحسب الخبيرة، فإننا نفقد الدافع للوفاء باحتياجات الآخر، وكل هذا جزء من حالة العجز المكتسب، ونعتقد أنه لا يوجد طريقة أفضل للمضي قدمًا سوى الطلاق.
وختمت توركي بأن الطريقة للخروج من هذه الدورة هي أن يوجه الأزواج تركيزهم ممّا لا يتلقونه إلى ما يمكنهم الإسهام به في العلاقة، وضرورة تطوير المرونة العاطفية، وتحسين التواصل، وإجراء مناقشات مستمرة حول القيم المشتركة أمر بالغ الأهمية للنجاح على المدى الطويل.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: خبيرة علاقات زواج طلاق
إقرأ أيضاً:
الدبلوماسية الإنسانية.. كيف تتحول الحلول إلى أدوات إطالة لأزمة غزة؟
بينما تتوالى مشاهد إسقاط المساعدات جوا فوق قطاع غزة، تتسع الفجوة بين ما يُروّج له دبلوماسيّا على أنه جهود إنسانية وبين واقع الغزيين المحاصر بالموت والجوع.
تلك المفارقة بين المشهد التلفزيوني وصورة الأطفال الذين ينهارون جوعا تختصر ملامح مقاربة إسرائيلية باتت تستخدم فيها "الدبلوماسية الإنسانية" كأداة سياسية لتخفيف الضغط الدولي من دون أي نية حقيقية لإنهاء الكارثة.
فالحكومة الإسرائيلية -وفق تحليل الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث"- لا تسعى فعليا إلى تخفيف معاناة الغزيين، بقدر ما توظف "بروباغندا" الإسقاطات الجوية لتنفيس الغضب الدولي والشعبي ضدها، لا سيما مع تفاقم الاتهامات بارتكاب جرائم إبادة جماعية.
هذه المسرحيات الإنسانية، التي تُنفّذ على مرأى العالم، لا تمثّل سوى "قطرة في بحر" الاحتياجات الأساسية لقطاع يتضور جوعا، ويحتاج إلى مئات الشاحنات يوميا وليس حفنات من المساعدات المتساقطة في مناطق خاضعة لسيطرة الاحتلال.
المقاربة الإسرائيلية لا تُقاس هنا بحجم المساعدات بل بغاياتها السياسية، فبدلا من فتح المعابر البرية وتمكين الأمم المتحدة من توزيع المساعدات بفعالية، تلجأ تل أبيب إلى منهج التفاف إنساني يمنحها مظلّة لمواصلة حربها، ويمنع عنها مزيدا من العزلة الدولية.
الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور بلال الشوبكي يرى أن إسرائيل وجدت في هذه الخطوة وسيلة لتقديم "صورة مقابل صورة"، مقابل صور المجاعة التي حرّكت الضمير العالمي، خصوصا مع بروز مؤشرات على تململ حتى داخل إسرائيل.
وما يبدو ظاهريا مبادرة إنقاذية، يخفي -وفق تحليل الشوبكي- رسالة تفاوضية مزدوجة: مفادها أن إسرائيل ما زالت تمسك بزمام اللعبة، وأنها مستعدة للحديث مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فقط في سياق صفقات الأسرى، وليس لإدارة شؤون غزة أو رفع الحصار.
أدوات تكتيكية
بهذا المعنى تتحول المساعدات إلى أدوات تكتيكية في يد تل أبيب، تُستخدَم حين تشتد الضغوط، وتُسحب حين تنتفي الحاجة إليها.
إعلانولا تقف الازدواجية عند إسرائيل، بل تشمل أيضا الموقف الأميركي، الذي يتجلى في تصريحات الرئيس دونالد ترامب، إذ يعرب عن "قلقه" من المجاعة في قطاع غزة، ثم لا يتخذ أي خطوات ملموسة لتسهيل تدفق المساعدات.
ويذهب السفير الأميركي السابق بيتر غالبريث إلى أن الولايات المتحدة -بقيادة ترامب- تتصرف أحيانا بلا انتظام أو معنى، فتارة تشكك في وجود مجاعة، وتارة تطالب بإنهائها، بينما الواقع على الأرض يؤكد استمرار الحصار والتجويع بلا هوادة.
غالبريث اعتبر أن إسقاط المساعدات من الجو وسيلة غير فعالة، بل عبثية، خاصة إذا قورنت بوفرة المساعدات المخزنة خلف المعابر المغلقة، ويحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تعقيد الوضع الإنساني لرفضها التعاون مع الأمم المتحدة وحرمان مسؤوليها من دخول القطاع.
كما أشار إلى أن الإصرار الأميركي على إبقاء ملف المساعدات خارج أيدي الأمم المتحدة يعكس تحالفا ضمنيا مع إسرائيل في إدارة التجويع كوسيلة ضغط سياسي.
وعلى وقع هذه الممارسات، تتنامى مؤشرات التغير في الرأي العام الغربي، فكما يلفت الشوبكي، باتت الصور الآتية من غزة تصنع رأيا عاما مستقرا، لا مجرد موجات غضب مؤقتة، وهو ما قد يؤثر على تشكيل نخب سياسية مستقبلية في دول غربية طالما وقفت خلف إسرائيل.
لكن هذا التحول -رغم أهميته- يفتقر حتى الآن إلى التأطير الفلسطيني والعربي الذي يترجمه إلى ضغط منظم وفعّال على مراكز القرار الدولية.
تعمق الانقسام الداخلي
وبدأت التقارير الأممية والحقوقية بدورها تكسر جدار الصمت داخل إسرائيل، فمنظمة "بتسيلم" ذاتها وصفت ما يجري بأنه إبادة جماعية، في سابقة بالغة الدلالة على عمق الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه بشأن أخلاقيات الحرب.
واعتبر غالبريث أن هذا الموقف من داخل إسرائيل يعكس تصدعا في رواية تل أبيب الرسمية، ويضيف ثقلا أخلاقيا لحملة الاتهامات الدولية الموجهة لها.
ورغم كل هذا الزخم، فلا تزال العدالة الدولية في موقع المتفرج، فمحكمة الجنايات الدولية، ورغم إصدارها مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق، فلم تتمكن من المضي قدما في تنفيذها.
ويعزو الحيلة هذا العجز إلى المظلة الأميركية التي تمنح نتنياهو الحصانة السياسية، بل وتدفع الكونغرس إلى تقنين العقوبات ضد القضاة أنفسهم، وهذا السلوك، وفق المحلل ذاته، يفضح مدى انحراف واشنطن عن مبادئ العدالة، ويجعل من إسرائيل "دولة فوق القانون" قادرة على ارتكاب الجرائم من دون محاسبة.
وفي حين تبدو الدعوات إلى محاسبة إسرائيل مجرد تكرار لمواقف إعلامية مألوفة، يعكس حديث غالبريث شيئا من الأمل، مستشهدا بتجربة يوغوسلافيا السابقة، إذ تمكنت العدالة الدولية من ملاحقة مجرمي الحرب رغم التشكيك الواسع حينها، لكنه يقر بأن الطريق طويل، وأن النيات وحدها لا تصنع العدالة.
كل ذلك يعيد طرح سؤال أساسي: هل المساعدات فعلا إنقاذ للمدنيين أم غطاء لإطالة أمد المجزرة؟ وتتضح الإجابة مع استمرار القتل اليومي في غزة، فكما يرى الشوبكي، فإن النخب الإسرائيلية الحاكمة لا تكترث لصورتها، بل تؤمن أن "أهداف الحرب" تبرر كل الوسائل، بما في ذلك إدارة المجاعة بحنكة سياسية.
إعلانوعليه، فإن "الدبلوماسية الإنسانية" لم تعد تعبيرا عن التزام أخلاقي أو قانوني، بل باتت أداة ناعمة في خدمة أجندة عسكرية تواصل سحق قطاع بأكمله، وفق ما خلص إليه محللون في حديثهم للجزيرة.