كتب – عبد الرحمن آل عميقان

أكدت عضو هيئة التدريس بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن الباحثة المختصة في مجال الطفولة خلود البكران أن الموسيقى تلعب دورًا مهمًا في تعزيز التعدُّدية الثقافية لدى الأطفال، وهو ما يتماشى مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي تسعى إلى بناء مجتمع حيوي ومتعدد الثقافات، يحتفي بالإبداع والفنون كجزء من التنمية المستدامة.

وأوضحت البكران في دراستها الحديثة أن الموسيقى تُعد وسيلة فعالة لغرس قيم التسامح والتفاهم بين الثقافات المختلفة، مما يسهم في تكوين أجيال أكثر وعيًا وانفتاحًا على التنوع الثقافي. وأضافت أن رؤية المملكة 2030 تدعم الفنون كجزء أساسي من الهوية الوطنية، وتسعى إلى تعزيز الثقافة والفنون في المناهج التعليمية، مما يجعل الموسيقى أداة مثالية لتحقيق هذا الهدف.

اقرأ أيضاًالمجتمعالمسابقة الدولية في حفظ القرآن للعسكريين تواصل فعالياتها

وأشارت إلى أن دمج الموسيقى متعددة الثقافات في البرامج التعليمية والأنشطة المدرسية يعزز الحوار الثقافي بين الأطفال وخاصة أطفال ما قبل المدرسة، ويشجعهم على استكشاف تراثهم الموسيقي بجانب التعرف على ثقافات أخرى، مما يُسهم في تحقيق أهداف الرؤية التي تركز على تعزيز التبادل الثقافي والانفتاح على العالم.

ودعت البكران إلى تفعيل البرامج والمبادرات الموسيقية التي تتماشى مع أهداف رؤية 2030، مؤكدة أن الاستثمار في الفنون والموسيقى يُسهم في بناء مجتمع أكثر إبداعًا وتنوعًا، ويدعم التنمية الثقافية والاجتماعية للمملكة العربية السعودية.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية

إقرأ أيضاً:

جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف الحرب الثقافية على متاحف واشنطن

في خضم توتر متصاعد بين إدارة الرئيس دونالد ترامب ومؤسسات ثقافية أميركية، أكد المتحف الوطني للتاريخ الأميركي في واشنطن أن إدارة ترامب لم تمارس أي ضغوط مباشرة لإزالة لوحة تشير إلى إجراءات عزل الرئيس خلال ولايته الأولى.

وفي منشور عبر منصة "إكس"، أكدت مؤسسة "سميثسونيان"، التي تضم أبرز المتاحف في العاصمة، أنه "لم تطلب منا الإدارة ولا أي مسؤول حكومي سحب محتوى من المعرض".

ويعود الجدل إلى قسم "الرئاسة الأميركية: عبء مجيد" الذي افتُتح عام 2000، حيث أضيفت منذ سبتمبر/أيلول 2021 لوحة تذكارية توثق محاولتي عزل ترامب. وتعود المحاولة الأولى إلى ديسمبر/كانون الأول 2019 بتهمة إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، أما الثانية فكانت في يناير/كانون الثاني 2021 بتهمة التحريض على التمرد عقب اقتحام مؤيديه مبنى الكابيتول. وقد برّأ مجلس الشيوخ ترامب في الحالتين.

وأوضحت "سميثسونيان" أن اللوحة التي أُزيلت كانت مخصصة للعرض "مؤقتا" في الأساس، وأنها "لم تكن تلبّي معايير المتحف من ناحية الشكل والموقع والتسلسل الزمني"، مضيفة أنها كانت تحجب الرؤية عن قطع أخرى معروضة. وأشار المتحف إلى أن هذا القسم "سيخضع للتحديث خلال الأسابيع المقبلة ليعكس كل إجراءات العزل" التي شهدتها الرئاسة الأميركية، من ضمنها تلك التي طالت أندرو جونسون (1868) وبيل كلينتون (1998)، وريتشارد نيكسون الذي استقال عام 1974 قبل أن يواجهها.

لكن صحيفة "واشنطن بوست"، التي كشفت المسألة، أشارت إلى أن هذا التغيير كان جزءا من مراجعة للمحتوى أجرتها المؤسسة بعد ضغوط من البيت الأبيض، الذي سبق له أن حاول إقالة مديرة المعرض الوطني للفنون قبل أن تستقيل في يونيو/حزيران.

"تطهير ثقافي" أم استعادة للتاريخ؟

ويأتي هذا الجدل في سياق أوسع من التوتر الذي تشهده مؤسسة "سميثسونيان"، التي باتت هدفا للرئيس ترامب وجهوده الرامية إلى إعادة صياغة الثقافة والتاريخ الأميركيين وفق رؤيته الخاصة التي تنتقد ما يسميه "الأيديولوجيا المثيرة للانقسام".

إعلان

ففي مارس/آذار الماضي، وقّع ترامب أمرا تنفيذيا يهدف إلى استعادة السيطرة على محتوى متاحف "سميثسونيان"، متهما إياها بـ"التحريف التاريخي" وممارسة "التلقين الأيديولوجي" العنصري. ويسعى الأمر التنفيذي، بحسب نصه، إلى "تطهير" المؤسسة من الأفكار التي يعدّها "مناهضة لأميركا"، بما في ذلك التوجهات التي تعزز التنوع العرقي والثقافي، وتلك التي تناهض العنصرية وتناصر حقوق مجتمع الميم، وهي توجهات تجذرت في برامج المتاحف خلال السنوات الأخيرة.

ووجه ترامب انتقادات مباشرة لعدد من متاحف المؤسسة، من بينها المتحف الوطني لتاريخ الأميركيين الأفارقة وثقافتهم، متهما إياه باتباع "أيديولوجيا ضارة". ووصل الأمر إلى حد الإشارة إلى "حديقة الحيوانات الوطنية" باعتبارها قد تحتاج هي الأخرى إلى "تطهير" من محتوى غير ملائم.

"إعلان حرب" على رواية التاريخ

أثارت هذه الإجراءات ردود فعل غاضبة من الأكاديميين والناشطين، الذين رأوا فيها محاولة لطمس التاريخ الحقيقي للولايات المتحدة والعودة إلى سردية أحادية تتجاهل معاناة فئات كاملة من المجتمع.

وقال ديفيد بلايت، رئيس منظمة المؤرخين الأميركيين وأستاذ التاريخ في جامعة ييل، إن الأمر التنفيذي "إعلان حرب"، واصفا ما يحدث بأنه "تبجّح شائن" من قبل الإدارة التي تسعى لفرض تصورها الخاص لما يجب أن يكون عليه التاريخ، "كأنها الجهة الوحيدة المخوّلة بتحديد سردية البلاد".

من جهتها، رأت مارغاريت هوانغ، رئيسة مركز "ساذرن بوفرتي لوو سنتر"، أن خطوة ترامب تمثّل "محاولة فاضحة لمحو التاريخ"، مضيفة أن "تاريخ السود هو تاريخ الولايات المتحدة، وتاريخ النساء هو تاريخها. وهذا التاريخ، رغم ما فيه من بشاعة، هو أيضا رائع ويستحق أن يُروى بالكامل".

ويحذر روبرت ماكوي، أستاذ التاريخ في جامعة ولاية واشنطن، من أن هذه السياسة قد تؤدي إلى استقالات جماعية في صفوف القائمين على المؤسسة، وتقويض رسالتها التي تقوم على تمثيل كل أطياف المجتمع. ويضيف: "حين نفقد هذه المساحة المشتركة، نبدأ في تهميش كثير من المجموعات. وهذه المؤسسات لا تنقل التاريخ فقط، بل تمنح الناس إحساسا بالمعنى والانتماء".

ويبدو أن ما هو على المحك يتجاوز مصير لوحة في متحف، إنه، كما يصفه ديفيد بلايت، "الحق في رواية القصة الأميركية كما هي، بكل تعقيداتها وتناقضاتها وإنجازاتها وإخفاقاتها. وحين تُصادر هذه القصة، نفقد شيئا جوهريا من هويتنا الجماعية".

مقالات مشابهة

  • المنطقة الثقافية بالسعديات.. منصات عالمية للإبداع الإنساني
  • الخارجية الأمريكية: الشرق الأوسط يتغير وفق رؤية ترامب لتحقيق سلام دائم
  • جائزةُ ثقافة الطفل تساهم في تعزيز الحضور الثقافي العُماني لدى الأطفال والارتباط بالهُويّة الوطنيّة
  • رؤية "عُمان 2040".. الإنسان أولًا
  • جائزةُ ثقافة الطفل.. تعزيز الحضور الثقافي العُماني لدى الأطفال والارتباط بالهُويّة الوطنيّة
  • البريد يصدر طابعًا تذكاريًا لأمير مكة تقديرًا لإسهاماته في تعزيز التنمية الثقافية والاجتماعية
  • استقالة وزيرة المالية الكويتية نورة الفصام
  • حفلات صيف الأوبرا 2025 أعادت الموسيقى العربية في الإسكندرية والقاهرة
  • جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف الحرب الثقافية على متاحف واشنطن
  • جامعة الأميرة نورة تعلن عن وظائف أكاديمية للرجال والنساء للعام 1447هـ