حمص- لمدة 7 أيام، لم يعرف النوم وهو يعيش برعب وقلق خوفا على ابنه المختطف زين، "لأنني لم أستطع تأمين مبلغ 50 مليون للإفراج عنه" حسب ما يقول مدين الأحمد، معبرا عن اللحظات التي كانت تعيشها أسرته في مدينة حمص.

وفي حديثه للجزيرة نت عن تفاصيل الحادثة، يقول الأحمد إن طفله زين (4 سنوات) كان برفقة أخته ووالدته في سوق "كرم شامي" في مدينة حمص لشراء الثياب، وفجأة فقدت الأم أطفالها لتبدأ البحث عنهما في السوق والصراخ باسمهما، وبعد مرور ما يقارب الساعة وجدت الطفلة دون الطفل، لتخبرها أن "هناك أشخاصا أخذوا أخي، وأنا هربت منهم".

وأضاف أنه بعد يوم، جاءه اتصال من رقم مجهول يطالب بفدية 50 مليون ليرة سورية مقابل ترك الطفل، مهددين بذبحه إذا لم يستجب لمطالب الخاطفين، ليبدأ معهم التفاوض، لأنه لا يملك المال "والمبلغ المطلوب كبير جدا ولا يمكن تأمينه بأي شكل" حسب وصفه.

عملية خطف الطفل زين الأحمد استمرت لمدة أسبوع قبل التمكن من تحريره (الجزيرة) عملية التحرير

وعلى مدى 7 أيام، لم يترك الخاطفون الطفل، رغم كل محاولات الوالدين التوسل لهم دون تحقيق أي فائدة، ويقول الأحمد "مع التهديد من قبل الخاطفين بذبح الطفل أو دفع المال، توجهت إلى قسم الشرطة في حمص، وأبلغتهم بالتفاصيل، فتم تحديد موقعهم بعد التواصل معهم بداعي تسليمهم المبلغ، فألقت الشرطة القبض عليهم وحررت طفلي من الخطف".

بدوره، وضّح المساعد أول أحمد الحمادة رئيس قسم حمص الخارجي في الشرطة للجزيرة نت قائلا إنه "بعد ورود بلاغ لقسمنا بوجود طفل مخطوف، وطلب الخاطفين مبلغ 50 مليون ليرة سورية مقابل إطلاق سراحه، تمكنا من تحديد المكان ومحاصرته، ومن ثم تحرير الطفل واعتقال الخاطفين".

ووجه رسالة إلى "كل من يحاول العبث بأمن سوريا، سواء من خاطفين أو مجرمين أو مروجي مخدرات، بالملاحقة والقبض عليهم ويد العدالة سوف تطول جميع المجرمين، وسيتم تحقيق العدل والمساواة بين جميع طوائف المجتمع" حسب قوله.

إعلان

وأضاف أنه في لحظة تحرير الطفل، لم يتوقع الخاطفون وجود مراقبة لهم من قبل قوات الأمن والشرطة، "وتم تنفيذ العملية بشكل سريع وخاطف، وبفضل من الله لم يتأذ الطفل، وهو بصحة جيدة وتم تسليمه لأهله" يقول الحمادة.

الحمادة: يد العدالة سوف تطول جميع المجرمين (الجزيرة) واقع مختلف

أكد قائد الشرطة في محافظة حمص المقدم علاء العمران أن ظاهرة الخطف مقابل الفدية المادية تراجعت بشكل كبير بعد انتصار الثورة السورية، وبعد سقوط النظام وحل جميع المليشيات والمجموعات التابعة له، التي كانت تقوم بخطف المدنيين بحجج سياسية وأمنية، بهدف ابتزاز أهالي المخطوفين بمبالغ مالية كبيرة مقابل إطلاق سراحهم.

وأضاف في حديث للجزيرة نت أن "عمليات الخطف كانت مرتبطة ببنية النظام البائد، ومنتشرة بكثرة في ظل غياب القوانين وسيطرة شريعة الغاب، وانتشار مليشيات النظام، بل إن النظام اعتمد عليها في تمويل عمله واستمرار نشاط المليشيات التابعة له" حسب قوله.

ونوه العمران إلى أن آلية قيادة شرطة حمص بالتعامل مع قضايا الخطف تتركز حول استقبال الشكوى من ذوي المخطوف، وجمع المعلومات حول أي حادثة خطف أو غيرها، ومن ثم التنسيق مع بقية الجهات الأمنية ومراكز الشرطة في محافظة حمص لمتابعة القضية والوصول إلى معلومات تساعد في إنجاز أي مهمة، أو الوصول إلى تحرير المخطوفين واعتقال الخاطفين.

وقال العمران إن الدوافع لعمليات الخطف كثيرة، منها:

نشر الفوضى، في ظل الوضع الأمني الذي دخلت فيه البلاد بعد سقوط النظام السابق. الحصول على مبالغ مالية بطريقة سهلة، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتركة النظام المتهالكة في هذه المجالات. تصفية بعض الحسابات الشخصية من قبل بعض الأشخاص خارج نطاق القضاء، ردا على الظلم الذي تعرضوا له أيام حكم النظام البائد والمليشيات التابعة له. إعلان

وموجها حديثه للمتسببين بهذه الحالات، قال العمران بخطاب شديد اللهجة "رسالتنا في هذا المجال هي الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن المواطنين وزعزعة الاستقرار، مستغلين الوضع الأمني، وخاصة الذين ينتحلون صفة أمنية بهدف إثارة النعرات الطائفية، ولتجييش الشارع ضد الدولة الجديدة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

ظاهرة الطلاق

الزواج ليس مجرد عقد ، بل هو ميثاق غليظ بين روحين، ظله الرحمة ورابطه المودة ، وتكتنفه السكينة، سنّه الله لعباده ليعمّر بهم الأرض، وليكون كل بيتٍ زوجي لبنة في صرح المجتمعات الصالحة.
في الفترة الأخيرة، انتشرت ظاهرة خطيرة فرقت الجماعات وشتت الأُسر، وهي ظاهرة الطلاق التي تؤكد شواهد كثيرة أنها في تزايد مخيف في الآونة الأخيرة، ومما لا شك فيه أن وجود هذه الظاهرة ونموها له العديد من الإنعكاسات السلبية الكبيرة على الفرد والمجتمع. في مداخلة جميلة للشيخ فايز الحمدي خطيب جامع شاكر عن هذه الظاهرة يقول فيها:” في زمانٍ كثُرت فيه صكوك الطلاق، وتعثّرت فيه قوافل الزواج، تاه الناس بين ظاهرٍ براّق وباطنٍ متصدّع. وغابت عن الأذهان حقيقة جوهرية، وهي أن الزواج ليس عقدًا يُعقد على ورق، بل ميثاق غليظ تُشدّ به الأواصر، وتُقام به البيوت، وتُؤلَّف به الأرواح ، ومن أعمق أسباب الانهيار في مؤسسة الزواج، غياب التكافؤ بين الزوجين في الفكر والعقل والاجتماع والمادة والعلم والعُمر والروح ، وقد قال الله تعالى:” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا” فدلّ على أن الأصل في الزواج هو السَّكن، ولا سكن بلا تجانس، ولا سكينة بلا تفاهم، ولا تفاهم إلا حين تتقارب العقول وتتناغم الطباع وتتجاور الهموم.
من المؤكد أن عوامل كثيرة ساهمت في زيادة هذه الظاهرة ونموها؛ يأتي في مقدمتها دور أسرتيّ الزوجين المحوري، وهما مرجع لهذه الأسرة الناشئة قال تعالى:” وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا”. للأسف ما نراه اليوم أن تأجيج الخلافات الزوجية وتأزيمها يأتي من أسرتيّ الزوجين ، كذلك برامج التواصل الاجتماعي وما تبثه على الهواء مباشرة من مظاهر البذخ والتبذير والرفاهية الزائدة في حفلات الزواج والتأثيث والسفريات والمجوهرات، وغيرها من المغريات التي تولد الغيرة، وتُظهر المقارنة غير العادلة ، فهؤلاء المشاهير”كما يُطلق عليهم” في الغالب لا يدفعون ثمنًا لهذه المظاهر والبهرجة، فهم مجرد معلنين ، لذلك من الضروري توحيد الصف من أجل معالجة هذه الظاهرة بكل الوسائل المتاحة، من خلال منابر الجمعة والبرامج التوعوية ووسائل التواصل الاجتماعي، وأهل الإصلاح والرأي السديد ؛ لتعم الألفة وتنمو الأسرة. وكلنا في خدمة الوطن.

مقالات مشابهة

  • إعلام أمريكي: القبض على مطلق النار في وسط مدينة مانهاتن
  • ظاهرة الطلاق
  • حمزة: دورة هذا العام تأتي بعنوان وطني خاص، فهي أول دورة تقام بعد تحرير دمشق من النظام البائد، وبرعاية كريمة من فخامة الرئيس أحمد الشرع ما يمنحها رمزية سياسية واقتصادية كبرى
  • النائب العام يعلن حبس شخصين من ميليشيا الكاني بتهمة الخطف والتعذيب
  • 210 مقاعد ونسبة 20% للمرأة.. سوريا تحدد موعد انتخابات مجلس الشعب
  • ورشة عمل بدمشق تناقش الإجراءات الموحدة لإطلاق النظام الوطني لإدارة حالة الطفل
  • الأحمد لـ سانا: أكد السيد الرئيس ضرورة المضي في العملية الانتخابية في كل المحافظات السورية، ورفض التقسيم الذي ينبذه جميع السوريين
  • رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب محمد طه الأحمد لـ سانا: تم خلال اللقاء مع السيد الرئيس أحمد الشرع أمس، إطلاعه على أهم التعديلات التي أُقرت على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب، بعد الجولات واللقاءات التي قامت بها اللجنة مع شرائح المجتمع السوري
  • الناشط أنس حبيب يكشف تفاصيل زيارة الشرطة الهولندية لمنزله.. ما علاقة النظام المصري؟
  • مباحثات أردنية أممية حول مواجهة الكارثة الإنسانية في غزة