الجيش السوداني يتقدم نحو وسط العاصمة ويقترب من القصر الجمهوري
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
قال مصدر عسكري سوداني لوكالة الأنباء الفرنسية، الخميس، إن الجيش اقترب من الوصول إلى وسط العاصمة الخرطوم، بعدما شن هجوما واسعا ضد قوات الدعم السريع المتمركزة في محيط القصر الجمهوري منذ أسابيع.
وأشار المصدر نفسه إلى أن قوات المدرعات تتحرك "من عدة محاور"، بغية فرض سيطرتها على قلب المدينة، قائلا إن الهدف هو "طرد ميليشيا ال دقلو"، في إشارة إلى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
ويخوض الجيش وقوات الدعم السريع نزاعا بدأ في نيسان/أبريل 2023، وشهدت الأسابيع الأخيرة تصعيدا لافتا مع إطلاق حملة عسكرية مكثفة ترمي إلى استعادة كامل العاصمة.
وأعلن الجيش الأربعاء "تطهيره" لحيي الرميلة والمنطقة الصناعية في مركز الخرطوم، وهما منطقتان لا تبعدان أكثر من ثلاثة كيلومترات عن القصر الجمهوري. وبحسب شهود عيان، يواجه الجيش مقاومة شرسة من قناصة قوات الدعم السريع المتمركزين في مبان عالية، كانت سابقا تشكل محور الأعمال والإدارة الحكومية في الخرطوم.
في المقابل، نفى متحدث باسم قوات الدعم السريع صحة التقارير حول تقدم الجيش، متهما السلطات بنشر "إشاعات" مماثلة لما سبق أن قيل قبل انسحابات عدة.
كما تحدث شهود عن اشتباكات عند جسر سوبا، وهو أحد المداخل الجنوبية الشرقية للعاصمة.
وكان الجيش قد نجح خلال الأسبوع الماضي في كسر حصار طويل فرضته قوات الدعم السريع على مقر قيادته العامة، ليحقق بذلك أكبر إنجاز منذ نحو عام، حينما استعاد السيطرة على أم درمان الملاصقة للعاصمة عبر نهر النيل.
تدفقات جماعية للجرحى من جهة أخرى، كشف مصدر عسكري أن وحدات قادمة من شرق البلاد باتت قريبة من الالتقاء بقوات متقدمة من ولاية الجزيرة، سعيا لتثبيت مكاسب الجيش في الخرطوم.
ولا تزال المعارك تخلف خسائر بشرية كارثية، إذ تشير الأرقام إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، في ظل انهيار شبه كامل للقطاع الصحي. وشهدت الأيام القليلة الماضية تصعيدا مكثفا للقصف والقصف المضاد في مناطق عدة من السودان.
وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن طواقمها في الخرطوم وغرب دارفور تعاملت مع أعداد كبيرة من الجرحى خلال هذه الفترة.
وفي نيالا عاصمة جنوب دارفور، الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، وشهدت مقتل 57 شخصا في يومين، تحدث طبيب عن قصف وقع على مقربة من المستشفى، متسببا بإصابات مروعة.
وتكررت المشاهد نفسها في مستشفى النو في أم درمان الذي تدعمه أطباء بلا حدود، إذ تعرض مرارا للقصف، وفي المستشفى الميداني في مخيم زمزم للنازحين قرب الفاشر في شمال دارفور، الذي يعاني أزمات إنسانية حادة.
واعتقلت قوات الدعم السريع الخميس مدير مستشفى بشائر في حي الحزام الجنوبي بالخرطوم، إلى جانب رئيس مطبخ خيري ومتطوع، بحسب غرفة طوارئ محلية تعمل على تفادي المجاعة في جنوب العاصمة.
وتظهر الإحصاءات أن نحو 106 آلاف شخص في الخرطوم يعانون بالفعل من مرحلة المجاعة، فيما وصل 3,2 ملايين آخرين إلى مرحلة حرجة من الجوع، وفقا لتصنيف يدعمه عدد من وكالات الأمم المتحدة.
كما تفيد كلية لندن للصحة والطب الاستوائي بأن 26 ألف شخص قضوا في العاصمة وحدها خلال الفترة الممتدة من نيسان/أبريل 2023 إلى حزيران/يونيو 2024.
في ظل هذه الأوضاع، فر 3,6 ملايين من سكان الخرطوم بحثا عن الأمان، وفق إحصاءات أممية، تاركين خلفهم أحياء بأكملها سيطر عليها المسلحون
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
الجيش الروسي يتقدم شرقي أوكرانيا.. وتأجيل تبادل آلاف الأسرى
موسكو- كييف "رويترز": قالت روسيا اليوم إن قواتها تقدمت صوب طرف منطقة دنيبروبتروفسك في وسط شرق أوكرانيا في وقت يشهد خلافا علنيا بين موسكو وكييف بشأن مفاوضات السلام وتبادل آلاف من جثث الجنود الذين سقطوا في الحرب.
ورغم الحديث عن السلام، لا تشهد الحرب إلا التصعيد مع سيطرة القوات الروسية على مزيد من الأراضي في أوكرانيا وشن كييف هجمات بطائرات مسيرة على أسطول قاذفات قنابل روسي قادر على حمل أسلحة نووية. وتقول موسكو أيضا إن أوكرانيا تنفذ هجمات على السكك الحديدية.
وتظهر خرائط مفتوحة المصدر يعدها موالون لأوكرانيا أن روسيا، التي تسيطر على ما يقل قليلا فحسب عن 20 بالمائة من مساحة أوكرانيا، سيطرت على أكثر من 190 كيلومترا مربعا من منطقة سومي في شرق أوكرانيا في أقل من شهر.
ووفقا لوزارة الدفاع الروسية الآن، وصلت وحدات من فرقة مدرعات روسية إلى الجبهة الغربية لمنطقة دونيتسك وتهاجم منطقة دنيبروبتروفسك المحاذية لها.
وقالت قوات الدفاع الجنوبية الأوكرانية على تيليجرام "العدو لا يتخلى عن نواياه لدخول منطقة دنيبروبتروفسك... جنودنا مرابطون بشجاعة واحترافية على موقعهم من الجبهة بما يعرقل خطط المحتل. هذا العمل لا يتوانى لدقيقة".
وقال دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي إن هجوم دنيبروبيتروفسك أظهر أنه إذا لم ترغب أوكرانيا في قبول حقيقة المكاسب الإقليمية التي حققتها روسيا في محادثات السلام فإن قوات موسكو ستواصل تقدمها.
وتظهر خريطة من موقع ديب ستيت الموالي لأوكرانيا تواجد قوات روسية في منطقة قريبة جدا من دنيبروبتروفسك التي كان يقطنها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة قبل الحرب.
كما تظهر تقدما صوب مدينة كوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك من عدة اتجاهات. وقال متحدث عسكري أوكراني إن القوات الروسية تحاول "التمهيد لهجوم" على كوستيانتينيفكا التي تشكل مركزا لوجستيا مهما للجيش الأوكراني.
واتهمت موسكو السبت كييف بتأخير تبادل أسرى وإعادة رفات 12 ألف جندي لكن أوكرانيا نفت ذلك.
وقالت روسيا اليوم إنها تنقل جثث جنود صوب الحدود وعرض التلفزيون لقطات لشاحنات مبردة تحتوي على رفات جنود أوكرانيين على الطريق في منطقة بريانسك.
واتهمت أوكرانيا روسيا بممارسة التضليل، وأعلنت أن تبادل أسرى الحرب ورفات الجنود مقرر الأسبوع المقبل. وقالت روسيا إن أوكرانيا تستخدم القتلى في لعبة سياسية.
ويوم الخميس، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحرب في أوكرانيا بأنها شجار أطفال وألمح إلى أنه قد يترك الصراع دائرا ببساطة.
اتهامات بشأن الرغبة في السلام؟
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء إنه لا يعتقد أن القادة الأوكرانيين يريدون السلام واتهمهم بإصدار أمر بقصف بريانسك في غرب روسيا مما أسفر عن مقتل سبعة وإصابة 115 قبل يوم من عقد محادثات في تركيا.
ولم تعلق كييف على الهجوم الذي استهدف جسر بريانسك، واتهمت بدورها روسيا بعدم الجدية في السعي للسلام مشيرة إلى مقاومة روسيا لفكرة وقف إطلاق النار الفوري.
وتطالب روسيا باعتراف دولي بسيادتها على شبه جزيرة القرم التي ضمتها من أوكرانيا في 2014 وكذلك على أربع مناطق أخرى من أوكرانيا أعلنت موسكو ضمها من جانب واحد وتصر على أن تسحب أوكرانيا كل قواتها من كل تلك المناطق.
وتظهر خريطة من ديب ستايت أن روسيا تسيطر على 113273 كيلومتر مربع أو 18.8 بالمئة من مساحة أوكرانيا حتى السابع من يونيو.
وتشمل المناطق الخاضعة حاليا لسيطرة روسيا منطقة القرم وأكثر من 99 بالمائة من منطقة لوجانسك وأكثر من 70 بالمائة من مناطق دونيتسك وزابوريجيا وخيرسون وكلها في الشرق أو الجنوب الشرقي ومناطق متفرقة في منطقتي خاركيف وسومي في الشمال الشرقي.
وقال بوتين لترامب يوم الأربعاء إنه مضطر للرد على هجمات نفذتها أوكرانيا بطائرات مسيرة على أسطول قاذفات القنابل الروسي وقصف وتفجيرات في السكك الحديدية.
وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز إن الولايات المتحدة تعتقد أن تهديد بوتين بالرد الانتقامي على أوكرانيا بسبب تلك الهجمات لم ينفذ بعد ومن المرجح أن يأتي في صورة ضربة كبرى متعددة الجوانب.
وقال مسؤولون محليون السبت إن روسيا استهدفت أيضا مدينة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا مساء يوم الجمعة وخلال الليل بعد ذلك بطائرات مسيرة وصواريخ وقنابل موجهة مما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة أكثر من 60 من بينهم رضيع.
وقالت روسيا اليوم إنها أسقطت 61 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل على منطقة موسكو مما أسفر عن إغلاق مؤقت لمطارين.